أخطاء فى التربية
المقارنة (1)

سأبدأ بإذن الله تعالى وضع عدة مقالات عن الأخطاء التى يقع فيها الأبوان و المحيطون بالطفل فى التربية مع محاولة معرفة الصواب و الخطأ و كيفية التعامل معها
و الأمر قابل للنقاش بإذن الله تعالى

المقارنة بين الأطفال
هى نوعان نوع يؤثر على الأم نفسها و على إسلوب تعاملها مع الطفل و حالتها النفسية مما يؤثر بطريقة غير مباشرة على الطفل نفسه .

و نوع آخر يؤثر بطريقة مباشرة على الطفل نفسه و على شخصيته و على ثقته بنفسه .

و سأبدأ هنا بالأولى التى تؤثر على الأم لأنها تكون فى مرحلة مبكرة من حياة الطفل
و تكون فى السنوات الأولى من عمر الطفل ما بين الولادة و الثالثة من عمره و قد تصل إلى الخامسة من العمر أى فى المرحلة المبكرة للطفل و يكون فى طور تعلم الأساسيات من المشى و الكلام و التعود على إستعمال المرحاض و غيره...
فى تلك المرحلة تكون المقارنات عادة من المقربين جدا من الأبوين
الجدان سواء كانا للأب أو الأم
- الصديقات و الأصدقاء
- الجيرة المقربة
-الأخوال و الأعمام و الخالات و العمات
-الأم و الأب فى حالات و خاصة حينما يكون هذا الطفل ليس الأول فتتم مقارنته بتطور شقيقه أو شقيقته الكبرى
و المقارنة فى هذه المرحلة العمرية تكون فى كثير من الأحيان بنية حسنة من واقع قلق المحيطين فى بعض الأحيان على نمو الطفل أو رغبتهم فى المساهمة بخبراتهم السابقة مع أطفالهم
و لكنها تؤدى إلى التأثير على نفسية الأم فتبدأ فى إستعجال نمو الطفل فى النقطة المقارن فيها و تعجله بما يخالف قدراته كمحاولة دفعه دفعا للمشى أو الوقوف بالعنف أو أحيانا تؤدى الى العصبية و العنف غير المقصود مع الطفل
و الضحية هو الطفل نفسه
فكيف يمكن معالجة ذلك
أولا
على الأبوين أن يدركا أن هناك اختلافات فردية من طفل إلى آخر و لا يوجد طفل مثل الآخر حتى بين الأخوة و أن لكل طفل مهاراته المختلفة و إمكانياته التى تخصه هو وحده و أن هناك مدة زمنية مسموح بها فى تأخر الطفل فى إكتساب أى مهارة و طالما أنه لم يتجاوزها فلا داعى للقلق و التعجل و فى حالة تجاوزها عليهما عرض الطفل على متخصص لتقرير ما المناسب له و أن كان يعانى من مشكلة عضوية أم لا.
و هذا يتطلب ثقافة من الأبوين و إطلاع على مراحل نمو الطفل فى المرحلة المبكرة من حياته
بالنسبة للمقارنة من الأصدقاء و الصديقات فبإمكان الأم و الأب التحدث بذلك صراحة أمامهم و التنبيه عليهم بطريقة لطيفة حتى يتوقفوا عن إثارة مثل هذه المقارنات فإن لم يستجيبوا و أصروا فالأفضل تحجيم العلاقة بهم لأنهم هكذا سيستمروا بهذا الأسلوب بصفة مستمرة ليصلوا إلى المرحلة الثانية من المقارنة التى ستؤثر على شخصية الطفل نفسه .
أما بالنسبة للأقارب من العائلتين
فالأفضل أن يتم التعامل معهم بحكمة و هذه قاعدة تطبق فى معظم إن لم يكن كل مشاكل التربية التى يتدخل فيها الأقارب ألا و هى
أن يقوم من يكون هؤلاء الأقارب من جهته هو بمعالجة الموقف و ليس الطرف الآخر حتى يتم تقبله
- أن تتم الإشارة بنوع من الذكاء كأن يقول الأب مثلا أمام والديه أنه تحدث مع الطبيب فلان و قد أخبره بمعلومات مهمة جدا حيث أن الطفل من الممكن أن لا يتحدث جيدا حتى سن كذا و أن هذا طبيعياً و أن الضغط عليه قد يجعله يتأخر أكثر فى الكلام و أنه نبه على زوجته بعدم ارتكاب مثل هذا الخطأ
هو هكذا أوصل الرسالة و بدا فى نفس الوقت مسيطراً على الوضع فى بيته و أنه لا يشكو من أحد منهم و هذا أدعى لتقبل الأمر بل و ربما محاولة مساعدته أيضا.
الأخوة و الأخوات يمكن الجمع بين طريقة الأصدقاء و الأبوين حسب نوعية العلاقة معهم و الفارق العمرى أيضا .
بهذا يتم تقليل الضغط الحادث على الأبوين فى تلك المرحلة الهامة من تربية
الأطفال حتى لا يؤدى إلى مشاكل قد يعانى منها الطفل إلى أمد بعيد



************
تربية الأطفال مهمة شاقة تحتاج إلى صبر و معرفة و ثقافة و دعاء و توفيق من الله و إخلاص النية لله لتربية جيل يحمل هم الدعوة و الدين .

فى أمان الله
منقول