قال الإمام السعدي رحمه الله:
سُنّة الله في عباده أنَّ العقوبة إذا نزلتْ نجا منها الآمرون بالمعروف ، والناهون عَنِ المُنكَر .
[تفسير السعدي٣٣٧]
قال الإمام السعدي رحمه الله:
سُنّة الله في عباده أنَّ العقوبة إذا نزلتْ نجا منها الآمرون بالمعروف ، والناهون عَنِ المُنكَر .
[تفسير السعدي٣٣٧]
"يجب عند وقوع الطاعون السكون والدَّعة وتسكين هيجان الأخلاط
وينبغي فيه التقلل من الحركة بحسب الإمكان"
(ابن القيم/ زاد المعاد 4/40)
وَوَقَعَ فِي الْمَدِينَةِ وَبَاءٌ عَظِيمٌ فِي عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
أَخْبَرَ عَنْهُ أَبُو الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ النَّحْوِيُّ فَقَالَ: «أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ وَقَدْ وَقَعَ بِهَا مَرَضٌ وَهُمْ يَمُوتُونَ مَوْتًا ذَرِيعًا» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
قال ابنُ مُفلِح رحمه الله تعالى :
لولا المصائب لَبَطِرَ العبدُ وبغى وطغى، فيحميه بها من ذلك ويطهره مِمَّا فيه.. فسبحان من يرحم ببلائه، ويبتلي بنعمائه.
- الآداب الشرعية: (191/ 2).
▪️قال الإمام احمد ابن حنبل - رحمه الله - :
" الأمراض مواسم العقلاء يستدركون بها ما فات من فوارطهم وزلّاتهم ، إن كانوا من ارباب الزّلات ،
ويستزيدون من طاعاتهم إن لم يكونوا أرباب زلّات ".
الفنون ( ٤١٣/١)
فوائد الوباء والطواعين :*
قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - :
*《 من فوائد الوباء والطواعين : تقصير الأمل ، وتحسين العمل ، واليقظة من الغفلة ، والتزود للرحلة 》.*
|[ بذل الماعون في فضل الطاعون (صـ 378) ]|
الدعاء لرفع الوباء
يقول الله تعالى : ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) الأعراف/55
قال بعضُ السلف في معنى " المعتدين " :
" هم الذي يدعون على المؤمنين فيما لا يحلُّ ، فيقولون : اللَّهمَّ اخزِهم ، اللَّهمَّ الْعَنْهم " انتهى . "تفسير البغوي" (3/237)
وقال سعيد بن جبير : " لا تدعوا على المؤمن والمؤمنة بالشَّرِّ : اللَّهمَّ اخْزِه والْعَنه ونحو ذلك ، فإنَّ ذلك عدوان " انتهى . "الدر المنثور" (3/475).
وقال الحسن البصري :
( قد أرخص له أن يدعو على من ظلمه ، من غير أن يعتدي عليه ) انتهى . "تفسير ابن كثير" (1/572) .
قال الإمام ابن القيم رحمه الله :
ما من مرض من أمراض القلوب والأبدان ؛ إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه ) .*
زاد المعاد : (٤/٣٥٢)
⚘من فوائد المصائب: التأديب..
وقد قال الفُضيل بن عياض رحمه الله:
"إنما جُعِلَت العلل - أي: الأمراض:
ليؤدِّب الله بها العباد، وليس كل مَنْ مَرِضَ مات". حلية الأولياء (٨/١٠٨)
قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري "
باب ما يذكر في الطاعون " من كتاب الطب، وأنه أعم من الطاعون، وأن حقيقته مرض عام ينشأ عن فساد الهواء وفد يسمى طاعونا بطريق المجاز، وأوضحت هناك الرد على من زعم أن الطاعون والوباء مترادفان بما ثبت هناك أن الطاعون لا يدخل المدينة وأن الوباء وقع بالمدينة كما في قصة العرنيين، وكما في حديث أبي الأسود أنه كان عند عمر فوقع بالمدينة بالناس موت ذريع وغير ذلك.
انما جعلت الامراض والاوبئة تخويفا للعباد وانذارا ليوم المعاد "
جزاكم الله خيرا شيخ حسن
بارك الله فيكم وفى جهدكم
واياكم شيخ ابو الوليد ورفع قدرك
" إلى كل من يقول في هذا الوباء : نحن وأهل الكفر في مركب واحدة:"
= والله لسنا في مركب واحدة، ولن نكون!
نحن في مركب الرحمة، وهم في مركب السخط والشقاء!
موتنا شهادة، وموتهم هلاك!
مرضنا تكفير درجات ورفعة منازل، و مرضهم حرمان من الصحة التي هي كل رأسمالهم، فليس لهم عين على الآخرة ولا رجاء!
ننام مطمئنين بالله، متيقنين أن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا، وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا، و ينامون في هلع، ويصحون في هلع، ولا يعرفون لمن يلجأون، قد تولت عنهم خرافاتهم ونظرياتهم!
والله لسنا وأهل الكفر في مركب واحدة، ولن نكون، لا في الحياة، ولا في الممات، ولا في الجزاء!
ومن لا يزال في شك من أن الأمر الواحد يكون على أناس رحمة، وعلى آخرين عذاب; فليتأمل هذه الحقيقة التي ذكرها الله عن القرآن نفسه:
{ قلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ }" فصلت 44."
منقول
*ملخص مَا يَجْرِي مِنْ أَحْدَاثِ مِن حَوْلَنَا وَفِي الْعَالِمِ :
1- لَا يَحْدُثُ شَيْءٌ بِدُونِ عِلْمِهِ وَإِرَادَتِهِ سُبْحَانَه . . *فاطمئن*
2- هَذَا الفيروس أَحَدٌ مَخْلُوقَاتِ اللَّهِ ، لَا يَسِيرُ وَفْق هَوَاه . . *فاهدأ*
3- لَا شَكَّ أَنَّ هُنَاكَ حِكمة ، قَد نَعْرِفُهَا وَقَد نجهلها . . *فافهم*
4- سُنّة الِابْتِلَاء مَاضِيَةٌ ، وَقَدْ يَكُونُ فرديًا أَو جماعيًا . . *فاعقِل*
5- هَذِهِ الدُّنْيَا دَارُ اِلْتِوَاء ، لَا دَارَ اسْتِوَاء ، وَمَنْزِل ترحٍ ، لَا مَنْزِلَ فَرِح . . *فتذكّر*
6- حِين تضِلُّ الْأُمَم وتنحرف ، يُرسل اللَّهُ لَهَا جنودًا وَآيَات ، قَد تَبْدُو فِي الظَّاهِرِ قَاسِيَة ، وَلَكِنَّهَا فِي الْبَاطِنِ خيرٌ وَرَحْمَة . . *فاستبشر*
7- قَدْ يَكُونُ هَذَا الْبَلَاءِ محبةً مِنْ اللَّهِ بِنَا وتنبيهاً ليدفعنا إلَى بَابِهِ ، وَقَدْ تَكُونُ عقوبةً . . *فاستدرك*
8- لَا ننسى أَوْصَافِ الْإِنْسَانِ فِي الْقُرْآنِ ، أَنَّه خُلق فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ، ومكرّم عِنْدَ اللَّهِ ، وَلَكِنَّهُ ضَعِيفٌ جَهُول عَجُولٌ ومجادل . . *فتأدّب*
9- يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : ﴿فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ . . *فافرح*
10- يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : ﴿وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ . . *فاصبر*
*ملخص مَا يَجْرِي مِنْ أَحْدَاثِ مِن حَوْلَنَا وَفِي الْعَالِمِ :
1- لَا يَحْدُثُ شَيْءٌ بِدُونِ عِلْمِهِ وَإِرَادَتِهِ سُبْحَانَه . . *فاطمئن*
2- هَذَا الفيروس أَحَدٌ مَخْلُوقَاتِ اللَّهِ ، لَا يَسِيرُ وَفْق هَوَاه . . *فاهدأ*
3- لَا شَكَّ أَنَّ هُنَاكَ حِكمة ، قَد نَعْرِفُهَا وَقَد نجهلها . . *فافهم*
4- سُنّة الِابْتِلَاء مَاضِيَةٌ ، وَقَدْ يَكُونُ فرديًا أَو جماعيًا . . *فاعقِل*
5- هَذِهِ الدُّنْيَا دَارُ اِلْتِوَاء ، لَا دَارَ اسْتِوَاء ، وَمَنْزِل ترحٍ ، لَا مَنْزِلَ فَرِح . . *فتذكّر*
6- حِين تضِلُّ الْأُمَم وتنحرف ، يُرسل اللَّهُ لَهَا جنودًا وَآيَات ، قَد تَبْدُو فِي الظَّاهِرِ قَاسِيَة ، وَلَكِنَّهَا فِي الْبَاطِنِ خيرٌ وَرَحْمَة . . *فاستبشر*
7- قَدْ يَكُونُ هَذَا الْبَلَاءِ محبةً مِنْ اللَّهِ بِنَا وتنبيهاً ليدفعنا إلَى بَابِهِ ، وَقَدْ تَكُونُ عقوبةً . . *فاستدرك*
8- لَا ننسى أَوْصَافِ الْإِنْسَانِ فِي الْقُرْآنِ ، أَنَّه خُلق فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ، ومكرّم عِنْدَ اللَّهِ ، وَلَكِنَّهُ ضَعِيفٌ جَهُول عَجُولٌ ومجادل . . *فتأدّب*
9- يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : ﴿فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ . . *فافرح*
10- يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : ﴿وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ . . *فاصبر*
منقول
حجج وآيات واضحة وان كانوا العباد فطروا على حب الدنيا وطول الأمل لكنهم امروا بممجاهدة الهوى ليمتثلوا ما امروا به وينزجروا عما نهوا عنه من المعاصي والذنوب
والتوبة تجب ما قبلها
التوبة الندم
قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله :
" الأمراض مواسم العقلاء يستدركون بها ما فات من فوارطهم و زلّاتهم، إن كانوا من ارباب الزّلات، و يستزيدون من طاعاتهم إن لم يكونوا أرباب زلّات ".
[الفنون ( ١ / ٤١٣)]
من حكم البلاء ببيان المصلح ابن باديس رحمه الله
" إن ما يصيب المؤمنين من البلاء في أفرادهم وجماعتهم هو ابتلاء يكسبهم القوة والجلد ويقوي فيهم خلق الصبر والثبات وينبههم إلى مواطن الضعف فيهم أو ناحية التقصير منهم، فيتداركوا أمرهم بالإصلاح والمتاب، فإذا هم بعد ذلك الإبتلاء أصلب عوداً وأطهر قلوباً وأكثر خبرة وأمنع جانبا" الآثار 1/350
هذه قصة عجيبة أوردها الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه الجليل [ شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل(ص: 73) ] :
قال الجاحظ : "وهو أمر مشهور عندنا بالبصرة أنه لما وقع الطاعون الجارف أتى على أهل دار فلم يشك أهل تلك المحلة أنه لم يبق منهم أحد فعمدوا إلى باب الدار فسدوه وكان قد بقي صبي صغير يرضع ولم يفطنوا له فلما كان بعد ذلك بمدة تحول إليها بعض ورثة القوم ففتح الباب فلما أفضى إلى عرصة الدار إذا هو بصبي يلعب مع جراء كلبة قد كانت لأهل الدار فراعه ذلك فلم يلبث أن أقبلت كلبة قد كانت لأهل الدار فلما رآها الصبي حبا إليها فأمكنته من أطبائها فمصها وذلك أن الصبي لما اشتد جوعه ورأى جراء الكلبة يرتضعون من أطباء الكلبة حبا إليها فعطفت عليه فلما سقته مرة أدامت له ذلك وأدام هو الطلب ولا يستبعد هذا". انتهى
سبحان الله فما الذي جعل كل أهل الدار كبارا وصغارا رجالا ونساء يموتون بالطاعون وهم أصحاب أجساد قوية ومناعة عصية ، ويحيا هذا الطفل الرضيع مع ضعف بنيته ونقصان مناعته ؟!
غير قدرة الله القادر سبحانه وتعالى الذي بيده ملكوت كل شيء
فعليه فتوكلوا إن كنتم مؤمنين .