تكافؤ الزوجين في التدين
زيد بلال
اختلاف الآراء الشرعية والدينية والسياسية الحاد بين الزوجين سينعكس لزوما على الحياة الاجتماعية والأخلاقية والفكرية بينهما، مما يهدد الحياة الزوجية من أول يوم.
فإذا كان الخلاف جوهريا شديدا بين الطرفين، كأن تكون الفتاة مستقيمة والشاب منفلتا أو العكس، فانهيار الزواج نتيجة حتمية، منتظر وقت حدوثها فقط.
وهذا الأمر داخل في التكافؤ ولابد، فالولي الذي يزوج ابنته المنتقبة حافظة القرآن من شاب مقصر في الصلاة مثلا لأجل ماله أو منصبه الاجتماعي بزعم أنه سينصلح حاله بعد الزواج، إنما يهدم حياتها قبل بنائها ويحطم زواجها قبل قيامه ويقضي عليها بالشقاء في حين انتظارها للسعادة.
وسيختلف الزوجان حتما حول تربية الأبناء، وسيصطدمان كل ساعة، وسيراها هو متشددة وتراه هي مميعا مفسدا.
وقد قرأت وسمعت عن عدة حالات مثل هذه تدمي القلب قبل العين: البيت قطعة من اللهب لا تنطفئ، والابن يريد اتباع والده لا لحبه إياه، بل لأن التدين مكلف والاستقامة ثقيلة والانفلات محبب للنفس والتخلص من الأوامر الشرعية قريب إلى الهوى، وحجة الابن الحاضرة: ماما متشددة ودماغها مقفلة زي ما بابا بيقول.
بل وحتى تمضية أوقات الفراغ؛ فهو يريد مشاهدة فيلم أجنبي أو عربي، وهي لا تقبل وترفض بشدة، وهو يريد الذهاب للسينما وهي لا تستجيب، ويحب مقابلة أصدقائه وعلائلاتهم في النادي بزوجته وهي لا تختلط بالرجال.
فإذا استجابت فقدت دينها، وإن أبت فقدت زوجها، وفقدت معنى الزواج والحياة بالتبع.
والحياة الزوجية الصحيحة هي التي يتشارك فيها الزوجان ألعاب التسلية والرحلات والنزهات وزيارات الأهل والأقارب وشراء الحاجيات، ويقضي فيها الزوجان أوقات فراغهما معا، لا أن ينفصلا طوال اليوم قبل العمل وبعده، ولا يجتمعان إلا في النوم حيث لا اجتماع.
فإما تفقد الفتاة دينها تدريجيا لقوة وضع الزوج في العلاقة، وتسير نحو التحلل وتوافقه على ما يريد وتنفذ ما يحب، وربما خلعت نقابها وقصرت حجابها واختلطت بأصحابه وأوسعت الحرام لأبنائها تبعا لهواه.
أو تظل ثابتة على موقفها، تتجرع المرار والألم كل يوم.
اتق الله في نفسك من أول الأمر، ولا تستجيبي لوليك ولو قرضك بالمقاريض، وانظري بعين بصيرتك، ولا تنساقي للمظاهر، ولا تقبلي إلا من يكافئك في كل شيء ويقرب منك أو يزيد وأول ذلك الدين.
وكذلك أنت أيها الشاب، لا تتزوج إلا من تكافئك في الدين ولو أعجبك مظهرها وجمالها؛ لئلا تذوق المر كل دقيقة وتطلقها في آخر الأمر.