منهجنا .. بين الأمنيات والعمل (1)






د. خالد رُوشه







الأمنيات لاتصنع مجدا ، والأحلام لا تغير واقعا ، إنما البذل والجهد والعزم ..

نحن كثيرا ما تحدثنا عتابا لامتنا ، وسخرنا انتقاصا من حالها الذي هي عليه من تراجع وتأخر ، لكننا قليلا ما قدمنا الجهد الصادق لرقيها ، والعطاء الملائم لدفعها نحو الأمام ..


غاية ما نقدمه هو الكلمات ، مجرد كلمات إنشائية ، حتى لا ترقى أن تكون بحوثا جادة ،أو أفكارا تنفيذية ، أو خططا تطبيقية ، تصف الطريق لعودة الحضارة ورد الاعتبار .


إن عقيدتنا ليست عقيدة فلسفية كلامية سفسطائية فارغة ، ولا هي تصورات هلامية هائمة ، ولا هي نظريات جدلية عقيمة ، إنما هي نورانية حقيقية ، وتوحيدية نقية صافية ، تأمر بإصلاح الكون والناس والحياة ، و تطبيق تنفيذي لما استقر ووقر في القلوب وعقد فيها .


إن ديننا قول وعمل ، وإن صح فقل : نظرية تطبيقية تنفيذية شاملة لجميع مناحي الحياة ، قائمة على عقيدة إيمانية ربانية صلبة .


فالقلب ينعقد على الحق التام من معاني العبودية ، والجسد يتحرك تبعا لما انعقد عليه القلب ، تشرق عقيدته على جوارح الجسد ، فيتحرك عبر إطار نوراني مستقيم .


لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب " متفق .



وقال شيخ الإسلام : " فإذا كان القلب صالحا بما فيه من الإيمان علما وعملا قلبيا لزم ضرورةً صلاح الجسد بالقول الظاهر والعمل بالإيمان المطلق ، كما قال أئمة أهل الحديث : قول وعمل ، قول باطن وظاهر ، وعمل باطن وظاهر ، والظاهر تابع للباطن لازم له ، متى صلح الباطن صلح الظاهر ، وإذا فسد فسد ، ولهذا قال من قال من الصحابة عن المصلى العابث : لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه " (1)



لذلك فلا تكفي مجرد أمنيات الصلاح أن تصلحه أو تغير أحواله , بل هي تحتاج الى جهد وبذل وعمل , وصبر وعطاء .



والعمل الفعلي يبتدىء بالقلب , فللقلب عمل هو الأهم على الإطلاق في دفع النفس للتقدم والإنجاز , فالقلب هو المحرك الاساس للجوارح , والمبادئ التي يعتقدها الإنسان تترجم إلى أعمال وأقوال ، وسعي ، واجتهاد .


وكلما زاد الإيمان في القلب زادت آثاره على الجوارح . = يتبع