بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله اما بعد
من علامات الزائغين الطعن في اقوال الصحابة بل وتفضيل اقوال المتأخرين عليهم ثم بعد ذلك يقولون نحن لم نخرج عن منهج الصحابة ومن عجيب ما وقفت قول الحصني المكفر لشيخ الاسلام ابن تيمية في كتابه دفع شبه من شبه وتمرد ورأيت في بعض فتاويه ( يعني ابن تيمية ) أنَّ الكرسيَّ موضع القدمين. وذلك من أقوى الأدلة على أنه من أعظم الزائغين ومن له أدنى بصيرة لا يتوقف فيما قلته انتهي
اقول
هذه مجازفة قبيحة فهذا القول الذي جعله الحصني من اقوي الادلة علي زيغ ابن تيمية بزعمه هو قول ابن عباس
رواه مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
اخرجه ابن خزيمة في التوحيد والدارمي في نقضه وابن منده في الرد علي الجهمية وغيرهم باسناد صحيح
وفي رواية لابن خزيمة الكرسي موضع قدميه
فحقيقة قول الحصني ان قول ابن عباس هذا زيغ وان كلام ائمته هو الهدي والصواب ومن قال هذا فهو من ينبغي ان يوصف بالزائغ الضال وهذا لايمكن ان يقال من قبيل الرأي وقد نقل الاجماع علي القول بهذا الاثر
قال ابن ابي زمنين في اصول السنة
وَمِنْ قَوْلِ أَهْلِ اَلسُّنَّةِ: أَنَّ اَلْكُرْسِيَّ بَيْنَ يَدَيْ اَلْعَرْشِ وَأَنَّهُ مَوْضِعُ اَلْقَدَمَيْنِ