الحديث الأول:
روى البخاري (1880) ومسلم (1379) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (عَلَى أَنْقَابِ الْمَدِينَةِ مَلَائِكَةٌ لَا يَدْخُلُهَا الطَّاعُونُ وَلَا الدَّجَّالُ) .
قال الحافظ في "الفتح" :
"وَوَقَعَ فِي بَعْض طُرُق حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة : (الْمَدِينَة وَمَكَّة مَحْفُوفَتَانِ بِالْمَلَائِكَة ِ عَلَى كُلّ نَقْب مِنْهُمَا مَلَك لَا يَدْخُلهُمَا الدَّجَّال وَلَا الطَّاعُون) أَخْرَجَهُ عُمَر بْن شَبَّة فِي " كِتَاب مَكَّة " عَنْ شُرَيْح عَنْ فُلَيْح عَنْ الْعَلَاء بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا وَرِجَاله رِجَال الصَّحِيح" انتهى .
________
والحديث الأخر:
روى البخاري [2643] عن أبِي الأسْوَدِ، قالَ: أتَيْتُ المَدِينَةَ وقَدْ وقَعَ بِها مَرَضٌ وهُمْ يَمُوتُونَ مَوْتًا ذَرِيعًا، فَجَلَسْتُ إلى عُمَرَ رضي الله عنه، فَمَرَّتْ جَنازَةٌ، فَأُثْنِيَ خَيْرًا، فَقالَ عُمَرُ: وجَبَتْ، ثُمَّ مُرَّ بِأُخْرى، فَأُثْنِيَ خَيْرًا، فَقالَ: وجَبَتْ، ثُمَّ مُرَّ بِالثّالِثَةِ، فَأُثْنِيَ شَرًّا، فَقالَ: وجَبَتْ، فَقُلْتُ: وما وجَبَتْ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ؟ قالَ: قُلْتُ كَما قالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أيُّما مُسْلِمٍ شَهِدَ لَهُ أرْبَعَةٌ بِخَيْرٍ أدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ»، قُلْنا: وثَلاَثَةٌ، قالَ: «وثَلاَثَةٌ»، قُلْتُ: واثْنانِ، قالَ: «واثْنانِ»، ثُمَّ لَمْ نَسْألْهُ عَنِ الواحِدِ).
ذكر الحافظ ابن حجر أقوالا كثيرة في الفتح (١٠/١٨٠)، ثم قال:
"الحاصل أن حقيقتَه وَرَمٌ يَنشأ عن هيجان الدم أو انصباب الدم إلى عضو فيُفسِده، وأنَّ غير ذلك من الأمراض العامة الناشئة عن فساد الهواء يسمى طاعونا بطريق المجاز لاشتراكهما في عموم المرض به أو كثرة الموت". انتهى.
يقول بعضهم:
فمعناه: أن سائر الأوبئة ليست طاعونا في الحقيقة، إنما تسمى طاعونا مجازا.