تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: بين حديث (مكة والمدينة لا يدخلهما الطاعون) وحديث (أتيت المدينة وقد وقع بها المرض) هل هناك تعارض؟

  1. #1

    Question بين حديث (مكة والمدينة لا يدخلهما الطاعون) وحديث (أتيت المدينة وقد وقع بها المرض) هل هناك تعارض؟

    الحديث الأول:

    روى البخاري (1880) ومسلم (1379) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (عَلَى أَنْقَابِ الْمَدِينَةِ مَلَائِكَةٌ لَا يَدْخُلُهَا الطَّاعُونُ وَلَا الدَّجَّالُ) .

    قال الحافظ في "الفتح" :

    "وَوَقَعَ فِي بَعْض طُرُق حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة : (الْمَدِينَة وَمَكَّة مَحْفُوفَتَانِ بِالْمَلَائِكَة ِ عَلَى كُلّ نَقْب مِنْهُمَا مَلَك لَا يَدْخُلهُمَا الدَّجَّال وَلَا الطَّاعُون) أَخْرَجَهُ عُمَر بْن شَبَّة فِي " كِتَاب مَكَّة " عَنْ شُرَيْح عَنْ فُلَيْح عَنْ الْعَلَاء بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا وَرِجَاله رِجَال الصَّحِيح" انتهى .
    ________
    والحديث الأخر:
    روى البخاري [2643] عن أبِي الأسْوَدِ، قالَ: أتَيْتُ المَدِينَةَ وقَدْ وقَعَ بِها مَرَضٌ وهُمْ يَمُوتُونَ مَوْتًا ذَرِيعًا، فَجَلَسْتُ إلى عُمَرَ رضي الله عنه، فَمَرَّتْ جَنازَةٌ، فَأُثْنِيَ خَيْرًا، فَقالَ عُمَرُ: وجَبَتْ، ثُمَّ مُرَّ بِأُخْرى، فَأُثْنِيَ خَيْرًا، فَقالَ: وجَبَتْ، ثُمَّ مُرَّ بِالثّالِثَةِ، فَأُثْنِيَ شَرًّا، فَقالَ: وجَبَتْ، فَقُلْتُ: وما وجَبَتْ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ؟ قالَ: قُلْتُ كَما قالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أيُّما مُسْلِمٍ شَهِدَ لَهُ أرْبَعَةٌ بِخَيْرٍ أدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ»، قُلْنا: وثَلاَثَةٌ، قالَ: «وثَلاَثَةٌ»، قُلْتُ: واثْنانِ، قالَ: «واثْنانِ»، ثُمَّ لَمْ نَسْألْهُ عَنِ الواحِدِ).

    ذكر الحافظ ابن حجر أقوالا كثيرة في الفتح (١٠/‏١٨٠)، ثم قال:
    "الحاصل أن حقيقتَه وَرَمٌ يَنشأ عن هيجان الدم أو انصباب الدم إلى عضو فيُفسِده، وأنَّ غير ذلك من الأمراض العامة الناشئة عن فساد الهواء يسمى طاعونا بطريق المجاز لاشتراكهما في عموم المرض به أو كثرة الموت". انتهى.

    يقول بعضهم:
    فمعناه: أن سائر الأوبئة ليست طاعونا في الحقيقة، إنما تسمى طاعونا مجازا.

  2. #2

    افتراضي رد: بين حديث (مكة والمدينة لا يدخلهما الطاعون) وحديث (أتيت المدينة وقد وقع بها المرض) هل هناك تعارض؟

    قال القاسم الأزهري:
    (الكيفية لا إشكال فيها..
    وتخصيص الطاعون والدجال المعروف أيضا لا مشكلة فيه، فقد يدخلها دجاجلة آخرون، بل دخلها من عاث فيها فسادا وسفك الدماء واستباح الحرمات، لكن الدجال المعروف خصوصا ممنوع منها.

    هل هناك تعليل لتخصيص الطاعون؟
    ورد في بعض الأحاديث أن الطاعون من وخز أعدائنا من الجن، وهذا سبب غيبي وراء السبب الحسي الطبي، كأنه سبب السبب الطبي، أو سبب مشارك له، فتكون هذه خصوصية في الطاعون عن سائر الأوبئة، والذي ورد في الصحيح أن على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون والدجال، فكأن هؤلاء الأعداء من الجن والدجال تمنعهم الملائكة من الدخول، ومدار معرفة تلك الغيبيات على الوحي الثابت. والعلم عند الله).

  3. #3

    افتراضي رد: بين حديث (مكة والمدينة لا يدخلهما الطاعون) وحديث (أتيت المدينة وقد وقع بها المرض) هل هناك تعارض؟

    الأحكام الشرعية المتعلقة بالوباء والطاعون ... وفيه دراسة فقهية للأحكام المتعلقة بـ"فيروس كورونا"

    https://majles.alukah.net/t182068/#post930194

  4. #4

    افتراضي رد: بين حديث (مكة والمدينة لا يدخلهما الطاعون) وحديث (أتيت المدينة وقد وقع بها المرض) هل هناك تعارض؟


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,706

    افتراضي رد: بين حديث (مكة والمدينة لا يدخلهما الطاعون) وحديث (أتيت المدينة وقد وقع بها المرض) هل هناك تعارض؟

    جزاكم الله خيراً.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,706

    افتراضي رد: بين حديث (مكة والمدينة لا يدخلهما الطاعون) وحديث (أتيت المدينة وقد وقع بها المرض) هل هناك تعارض؟

    صاحب قناة مكافح الشبهات مجتهد في الرد على الشبهات نفع الله به .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,706

    افتراضي رد: بين حديث (مكة والمدينة لا يدخلهما الطاعون) وحديث (أتيت المدينة وقد وقع بها المرض) هل هناك تعارض؟

    هل مكة والمدينة محفوظتان من الطاعون والأوبئة العامة كانفلونزا الخنازير؟

    131887


    السؤال

    هل يمكن لمرض انفلونزا الخنازير أو غيره من الأوبئة أو الطاعون أن ينتشر في مكة والمدينة ، أم أنهما محفوظتان من الأوبئة؟



    نص الجواب




    الحمد لله
    ليست مكة والمدينة في مأمن من الأوبئة ، فقد وقع بالمدينة وباء في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقد روى البخاري (2643) عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ قَالَ : (أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ وَقَدْ وَقَعَ بِهَا مَرَضٌ ، وَهُمْ يَمُوتُونَ مَوْتًا ذَرِيعًا ، فَجَلَسْتُ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ... إلخ) .
    ومعنى : ذريعاً : أي : سريعاً .
    غير أنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المدينة لا يدخلها الطاعون ، وجاء في بعض ألفاظ الحديث أنه لا يدخل مكة أيضاً .
    روى البخاري (1880) ومسلم (1379) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (عَلَى أَنْقَابِ الْمَدِينَةِ مَلَائِكَةٌ لَا يَدْخُلُهَا الطَّاعُونُ وَلَا الدَّجَّالُ) .
    قال الحافظ في "الفتح" :
    "وَوَقَعَ فِي بَعْض طُرُق حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة : (الْمَدِينَة وَمَكَّة مَحْفُوفَتَانِ بِالْمَلَائِكَة ِ عَلَى كُلّ نَقْب مِنْهُمَا مَلَك لَا يَدْخُلهُمَا الدَّجَّال وَلَا الطَّاعُون) أَخْرَجَهُ عُمَر بْن شَبَّة فِي " كِتَاب مَكَّة " عَنْ شُرَيْح عَنْ فُلَيْح عَنْ الْعَلَاء بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا وَرِجَاله رِجَال الصَّحِيح" انتهى .
    وقد ذكر النووي رحمه الله عن أبي الحسن المدائني أن مكة والمدينة لم يقع بهما طاعون قط .
    "الأذكار" ص 139.
    ولكن .. ذكر بعض العلماء أن مكة قد دخلها طاعون عام 749 هـ .
    وأجاب الحافظ ابن حجر رحمه الله عن ذلك بأنه لم يكن طاعوناً ، وإنما كان وباء آخر ، فظن من نقل ذلك أنه طاعون .
    فالحاصل : أن مكة والمدينة محفوظتان من الطاعون ، وليستا محفوظتين من غيره من الأمراض والأوبئة .
    نسأل الله تعالى السلامة والعافية لجميع المسلمين .
    والله أعلم


    المصدر: الإسلام سؤال وجواب


  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,706

    افتراضي رد: بين حديث (مكة والمدينة لا يدخلهما الطاعون) وحديث (أتيت المدينة وقد وقع بها المرض) هل هناك تعارض؟

    الفرق بين الطاعون وهو وخز الجن، وبين التخبط من المس

    310767


    السؤال

    هل يأتي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (فناءُ أُمَّتي بالطَّعنِ، والطاعونِ، وَخْزُ أعدائِكم من الجنِّ ، وفي كلٍّ شهادةٌ) مفسرا للآية التي في سورة البقرة الآية 275، قال الله عز وجل ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذلك بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275))؟


    نص الجواب






    الحمد لله
    الحديث رواه أحمد (19528) عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
    فَنَاءُ أُمَّتِي بِالطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ .
    فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا الطَّاعُونُ؟
    قَالَ: وَخْزُ أَعْدَائِكُمْ مِنَ الْجِنِّ ، وَفِي كُلٍّ شُهَدَاءُ.
    قال السندي في "حاشيته على المسند" (4/ 469): "وخز: الوخز بفتح واو وسكون خاء معجمة، بعدها زاي معجمة: طعن بالرمح أو غيره، ليس بنافذ.
    وفي قوله: (أعدائكم)، إشارة إلى أن الطاعنين من الجن كفرة.
    (وفي كل) من الطعن والطاعون" انتهى.
    وروى الطبراني في الأوسط وأبو نعيم فِي فَوَائِد أبي بكر بن خَلاد، عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لأُمَّتِي ، وَوَخْزُ أَعْدَائِكُمْ مِنَ الْجِنِّ ، غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الإِبِلِ تَخْرُجُ فِي الآباطِ وَالْمَرَاقِّ ، مَنْ مَاتَ فِيهِ مَاتَ شَهِيداً ، وَمَنْ أقَامَ فِيهِ كَانَ كَالمُرَابِطِ فِي سَبِيلِ الله ، وَمَنْ فَرَّ مِنْهُ ، كَانَ كَالفَارِّ مِنَ الزَّحْفِ وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" برقم : (3946).
    قال في "فيض القدير" (4/ 288): " والمراق : أسفل البطن ، جمع مَرَقٍّ" انتهى.
    وقد أفاد الحديثان : أن الطاعون يكون من أذى الجن الكفرة، وهذا في الدنيا.
    وأما قوله تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا البقرة/275 .
    فهذا في بيان حال أكلة الربا يوم القيامة، إذا خرجوا من قبورهم، أنهم يتخبطون كمن أصابه الشيطان بالمس.
    قال القرطبي رحمه الله: " قوله تعالى: (لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) الجملة خبر الابتداء وهو(الذين). والمعنى: من قبورهم، قاله ابن عباس ومجاهد وابن جبير وقتادة والربيع والضحاك والسدي وابن زيد.
    وقال بعضهم: يجعل معه شيطان يخنقه.
    وقالوا كلُّهم: يبعث كالمجنون، عقوبة له ، وتمقيتا عند جميع أهل المحشر.
    ويقوي هذا التأويل المجمع عليه : أن في قراءة ابن مسعود: (لا يقومون يوم القيامة إلا كما يقوم)...
    و(يتخبطه) يتفعله ، من خبط ، يخبط، كما تقول: تملكه وتعبده.
    فجعل الله هذه العلامة لأكلة الربا، وذلك أنه أرباه في بطونهم ، فأثقلهم، فهم إذا خرجوا من قبورهم : يقومون ، ويسقطون.
    ويقال: إنهم يبعثون يوم القيامة ، قد انتفخت بطونهم كالحبالى، وكلما قاموا سقطوا ، والناس يمشون عليهم.
    وقال بعض العلماء: إنما ذلك شعار لهم يعرفون به يوم القيامة ، ثم العذاب من وراء ذلك، كما أن الغالّ يجئ بما غل يوم القيامة ، بشهرة يشهر بها ، ثم العذاب من وراء ذلك" انتهى من "تفسير القرطبي" (3/ 354).
    وقد شبه الله تخبط آكل الربا في المحشر، بأمر يعرفه المخاطَبون، وهو تخبط المصروع الذي مسه الشيطان، وفيه إثبات مس الشيطان للإنسان.
    فإذا كان السائل يريد أن يقول إن المس هو الوخز، فهذا ليس صحيحا، بل المس هو التلبس والصرْع، وهو غير الطاعون، وكثير من الناس تتلبسهم الشياطين ، وتمسهم ، ولا يصابون بالطاعون.
    وينظر في شأن المس: جواب السؤال رقم : (11447)، ورقم : (144835).
    قال الرازي رحمه الله في تفسيره (7/ 74) : " أما قوله تعالى: ( إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ) ، ففيه مسائل:
    المسألة الأولى: التخبط ، معناه : الضرب على غير استواء، ويقال للرجل الذي يتصرف في أمر ولا يهتدي فيه: إنه يخبط خبط عشواء، وخبط البعير للأرض بأخفافه، وتخبطه الشيطان إذا مسه بخبل أو جنون ، لأنه كالضرب على غير الاستواء في الإدهاش، وتسمى إصابة الشيطان بالجنون والخبل : خبطة، ويقال: به خبطة من جنون.
    والمس الجنون، يقال: مس الرجل فهو ممسوس وبه مس، وأصله من المس باليد، كأن الشيطان يمس الإنسان فيجنّه، ثم سمي الجنون مسا، كأن الشيطان يتخبطه، ويطؤه برجله، فيخبله، فسمي الجنون خبطة، فالتخبط بالرجل، والمس باليد" انتهى.
    وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " قوله تعالى: (لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) ؛ اختلف المفسرون في هذا القيام، ومتى يكون؛ فقال بعضهم - وهم الأكثر: إنهم لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس؛ يعني: كالمصروع الذي يتخبطه الشيطان.
    والتخبط هو الضرب العشوائي؛ فالشيطان يتسلّط على ابن آدم تسلطاً عشوائياً، فيصرعه؛ فيقوم هؤلاء من قبورهم يوم القيامة كقيام المصروعين - والعياذ بالله - يشهدهم الناس كلهم؛ وهذا القول هو قول جمهور المفسرين؛ وهو مروي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
    القول الثاني: أنهم لا يقومون عند التعامل بالربا إلا كما يقوم المصروع؛ لأنهم - والعياذ بالله - لشدة شغفهم بالربا، كأنما يتصرفون تصرف المتخبط الذي لا يشعر؛ لأنهم سكارى بمحبة الربا، وسكارى بما يربحونه - وهم الخاسرون؛ فيكون القيام هنا في الدنيا؛ شبَّه تصرفاتهم العشوائية الجنونية المبنية على الربا العظيم - الذي يتضخم المال من أجل الربا - بالإنسان المصروع الذي لا يعرف كيف يتصرف. وهذا قول كثير من المتأخرين؛ وقالوا: إن يوم القيامة هنا ليس له ذكر؛ ولكن الله شبَّه حالهم حين طلبهم الربا بحال المصروع من سوء التصرف؛ وكلما كان الإنسان أشد فقراً، كانوا له أشد ظلماً؛ فيكثرون عليه الظلم لفقره؛ بينما حاله تقتضي الرأفة، والتخفيف؛ لكن هؤلاء ظلمة ليس همهم إلا أكل أموال الناس.
    فاختلف المفسرون في معنى القيام ، ومتى يكون؛ لكنهم لم يختلفوا في قوله تعالى: (يتخبطه الشيطان من المس)؛ يعني متفقين على أن الشيطان يتخبط الإنسان؛ و (من المس) أي بالمس بالجنون؛ وهذا أمر مشاهد: أن الشيطان يصرع بني آدم؛ وربما يقتله - نسأل الله العافية -؛ يصرعه، ويبدأ يتخبط، ويتكلم، والإنسان نفسه لا يتكلم - يتكلم الشيطان الذي صرعه" انتهى من "تفسير سورة البقرة" (3/ 347).
    والله أعلم.


    المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب




  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,706

    افتراضي رد: بين حديث (مكة والمدينة لا يدخلهما الطاعون) وحديث (أتيت المدينة وقد وقع بها المرض) هل هناك تعارض؟

    10270 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سريج قال ثنا فليح عن عمرو بن العلاء الثقفي عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : المدينة ومكة محفوفتان بالملائكة على كل نقب منها ملك لا يدخلها الدجال ولا الطاعون
    تعليق شعيب الأرنؤوط : صحيح وهذا إسناد ضعيف لجهالة عمر بن العلاء الثقفي وأبيه
    * أورد الحديث الحافظ في الفتح ونسبه إلى عمر بن شبة صاحب كتاب مكة وذكر سنده كالتالي : عن سريج عن فليح عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم . وقال : رجاله رجال الصحيح وهو وهم إما من صاحب كتاب مكة أو من ابن حجر فالحديث لا يعرف إلا عن عمر بن العلاء عن أبيه . وقد روي هذا الحديث من غير ما طريق صحيح عن أبه هريرة ولم يذكر أحد منهم فيه مكة
    * أورد الحديث ابن كثير في النهاية من طريق المصنف وقال : هذا غريب جدا وذكر مكة في هذا ليس محفوظا
    * وقد صح ذكر مكة في غير حديث أبي هريرة كما عند البخاري 1881 ومسلم 2943 عن أنس رفعه " ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة ... " وكما عند مسلم في بعض طرق حديث الجساسة 2942 / 119
    مسند الإمام أحمد بن حنبل (الشاملة )

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,706

    افتراضي رد: بين حديث (مكة والمدينة لا يدخلهما الطاعون) وحديث (أتيت المدينة وقد وقع بها المرض) هل هناك تعارض؟

    10265 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ عُمَرَ (2) بْنِ الْعَلَاءِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَدِينَةُ وَمَكَّةُ مَحْفُوفَتَانِ بِالْمَلَائِكَة ِ، عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلَكٌ لَا يَدْخُلُهَا الدَّجَّالُ، وَلَا الطَّاعُونُ " (3)

    (2) تحرف في (م) إلى: عَمْرِو.
    (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عمر بن العلاء الثقفي وأبيه، وهما من رجال "تعجيل المنفعة"، وتساهل ابن حبان فذكرهما في "ثقاته" وأما فُليح- وهو ابن سليمان- فليس بذاك القوي لكن يُعتَبر به. وأورده الحافظ ابن كثير في "النهاية" 1/161 من طريق المصنف وقال: هذا غريب جداً، وذِكْر مكة في هذا ليس محفوظاً. وسيأتي بيان ذلك لاحقاً.
    وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/180 عن سعيد بن منصور، عن فليح بن سليمان، بهذا الإسناد. وقال: إن لم يكن عمر بن العلاء أخا الأسود فلا أدري.
    وقد أورد الحديثَ الحافظُ ابن حجر في "الفتح" 10/191 ونسبه إلى عمر بن شبة في "كتاب مكة" وذكر إسناده على النحو التالي: عن سريج، عن فليح، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال: رجاله رجال الصحيح!
    قلنا: كذا قال في إسناده "العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه" وهو وهمٌ إما من صاحب "كتاب مكة"، أو من الحافظ ابن حجر، فالحديث لا يعرف إلا عن عمر بن العلاء، عن أبيه.
    وروي هذا الحديث من غير طريق صحيح عن أبي هريرة، ولم يذكر أحد منهم فيه مكةَ، فقد سلف برقم (7234) من طريق نعيم بن عبد الله، و (8373) من طريق أبي عبد الله القراظ، و (8917) من طريق أبي صالح، ثلاثتهم عن أبي هريرة.
    وقد صح ذِكْرُ مكة في غير حديث أبي هريرة، فعن أنس بن مالك رفعه "ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة ... " أخرجه البخاري (1881) ، ومسلم (2943) ، وسيأتي في "مسنده" 3/191.
    وعن فاطمة بنت قيس في بعض طرق حديث الجساسة " ... فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلةً غير مكة وطَيْبَة فهما محرمتان على كلتاهما ... ".
    أخرجه مسلم (2942) (119) ، وسيأتي في مسندها 6/374.
    وعن عائشة مرفوعاً "لا يدخل الدجال مكة ولا المدينة" أخرجه الإمام أحمد 6/241، والنسائي في "الكبرى" (4257) من طريق عامر الشعبي عن عائشة لكن قال الحافظ ابن كثير في "النهاية" 1/152: المحفوظ رواية عامر الشعبي عن فاطمة بنت قيس. يعني الحديث السالف.
    الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
    المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: 241هـ)
    المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون
    إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي
    الناشر: مؤسسة الرسالة (الشاملة )

  11. #11

    افتراضي رد: بين حديث (مكة والمدينة لا يدخلهما الطاعون) وحديث (أتيت المدينة وقد وقع بها المرض) هل هناك تعارض؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيراً.
    وجزاكم الله خيرا.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    صاحب قناة مكافح الشبهات مجتهد في الرد على الشبهات نفع الله به .
    اللهم آمين.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •