مختارات تاريخية
محمد العبدة


بين محمد بن ملكشاه والباطنية:
جاء في (الكامل) لابن الأثير في حوادث سنة 500هـ عن الصراع بين السلاجقة في عهد محمد بن ملكشاه بن ألب أرسلان وبين الباطنية: "فلما صفت السلطنة لمحمد، ولم يبق له منازع؛ لم يكن عنده أمر أهم من قصد الباطنية وحربهم، والانتصاف للمسلمين من جورهم وعسفهم، فرأى البداية بقلعة أصبهان التي بأيديهم، فخرج بنفسه فحاصرهم في سادس شعبان، واجتمع له من أصبهان وسوادها لحربهم الأمم العظيمة، وأحاطوا بجبل القلعة.
فلما اشتد الأمر عليهم (على الباطنية) كتبوا فتوى فيها: "ما يقول السادة الفقهاء أئمة الدين في قوم يؤمنون بالله، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وأن ما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - حق وصدق، وإنما يخالفون في الإمام، هل يجوز للسلطان مهادنتهم وموادعتهم، وأن يقبل طاعتهم ويحرسهم من كل أذى"، وهم بذلك يعنون أنفسهم، وهذا كذب منهم واحتيال، وهم ما سموا الباطنية إلا لإبطانهم الكفر، وهذا الأسلوب ليس غريبًا عنهم.
"فأجاب الفقهاء بجواز ذلك، وتوقف بعضهم"، وهذه غفلة ممن أجاز ذلك، وكيف يأخذون ظاهر الكلام ولا يعلمون من الذي كتب هذا، وما هي سيرته، وتاريخه، ويظنون أن هذا من الأخذ بالظاهر، ولم يعلموا أن سيرة الزنادقة غير هذا.
"فجُمعوا للمناظرة (الفقهاء فيما بينهم) ومعهم أبو الحسن علي بن عبد الرحمن السمنجاني وهو من شيوخ الشافعية، فقال بمحضر من الناس: يجب قتالهم، ولا يجوز إقرارهم بمكانهم، ولا ينفعهم التلفظ بالشهادتين، فإنهم يقال لهم: أخبرونا عن إمامكم إذا أباح ما حظره الشرع، أو حظر عليكم ما أباحه الشرع، أتقبلون أمره؟ فإنهم يقولون: نعم، وحينئذ تباح دماؤهم بالإجماع"، وهذا هو الحق، وهذا هو الفهم الصحيح للنصوص، ولأغراض الإسلام ومراميه، وليس الأخذ بحرفية الكلام.
"ثم إن الباطنية سألوا السلطان أن يرسل لهم من يناظرهم، فصعدوا إليهم، وناظروهم، وعادوا كما صعدوا وإنما كان قصدهم (الباطنية) التعلل والمطاولة (يقصد التأخير لعلهم ينجحون بحيلة ما)، فلجّ حينئذ السلطان في حصرهم، ثم أذعنوا إلى تسليم القلعة على أن يعطوا عوضًا عنها قلعة (خالنجان)، وطلبوا من الإقامة ما يكفيهم، وقصدهم المطاولة (مرة أخرى!!)، وحاولوا قتل أحد الأمراء؛ فعندئذ جدد الحصار عليهم، وأمر بإخراب قلعة (خالنجان)".
"ثم طلبوا أن ينزل بعضهم، ويرسل السلطان معهم من يحميهم إلى قلعة الناظر (بأرجان)؛ فأجيبوا إلى ذلك، ثم ظهر الغدر من ابن عطاش فزحف الناس مع السلطان، وملكوا الموضع، وقتل أكثر الباطنية، وكانت مدة البلوى بابن عطاش اثنتي عشرة سنة"[1].
العلماء والأمراء:
كان المعتمد بن عباد أعظم ملوك الأندلس من المسلمين، وكان يملك أكثر البلاد مثل قرطبة وإشبيلية، وكان يؤدي إلى (الأذفونش) ضريبة كل سنة، فلما ملك الأذفونش طليطلة لم يقبل ضريبة المعتمد، وأرسل إليه يتهدده ويقول له: تنزل عن الحصون التي بيدك، ويكون لك السهل، وكان رسول الأذفونش في جمع كثير كانوا خمسمئة فارس، وأحضر ابن عباد الرسول، وصفعه حتى خرجت عيناه، وقتل كل مَن كان معه ولم يسلم منهم إلا ثلاثة نفر؛ فعادوا إلى الأذفونش فأخبروه الخبر، فبدأ بالاستعداد للقتال.
وسمع مشايخ قرطبة وفقهاؤها بما جرى، ورأوا قوة الفرنج وضعف المسلمين، واستعانة بعض ملوكهم بالفرنج على بعض، اجتمعوا وقالوا: هذه بلاد الأندلس قد غلب عليها الفرنج، ولم يبقَ منها إلا القليل، وإن استمرت الأحوال على ما نرى عادت نصرانية كما كانت، وساروا إلى القاضي عبد الله بن محمد بن أدهم فقالوا له: ألا تنظر إلى ما فيه المسلمون من الصَّغار والذلة، وعطائهم الجزية بعد أن كانوا يأخذونها، وقد رأينا رأيًا نعرضه عليك، قال: وما هو؟ قالوا: نكتب إلى عرب إفريقية، ونبذل لهم، فإذا وصلوا إلينا قاسمناهم أموالنا، وخرجنا معهم مجاهدين في سبيل الله، فقال: المرابطون أصلح منهم، وأقرب إلينا، قالوا له: فكاتبْ أمير المسلمين، وارغب إليه ليعبر إلينا، وقدِم عليهم المعتمد بن عباد وهم في ذلك فعرض عليه القاضي ابن أدهم ما كانوا فيه، فقال له ابن عباد: أنت رسولي إليه في ذلك.
فسار إلى أمير المسلمين يوسف بن تاشفين فأبلغه الرسالة، وأعلمه ما فيه المسلمون من الخوف من الأذفونش، وكان أمير المسلمين بمدينة سبتة، ففى الحال أمر بعبور العسكر إلى الأندلس، وأرسل إلى مَرَّاكُش في طلب مَن بقي من عساكره، فأقبلت إليه تتلو بعضها بعضًا، فلما تكاملت عنده عبر البحر وسار، فاجتمع بالمعتمد بن عباد بإشبيلية، وتسامع المسلمون بذلك فخرجوا من كل البلاد طلبًا للجهاد.
ووصلت الأخبار إلى الأذفونش فجمع فرسانه، وسار من طليطلة، وكتب إلى أمير المسلمين كتابًا يغلظ له القول، ويصف ما عنده من القوة والعدد، فكتب يوسف الجواب في ظهره: "الذي يكون ستراه!"، وردّه إليه، فلما وقف عليه ارتاع لذلك، وعلم أنه بلي برجل له عزم وحزم، ثم سار الجيشان، والتقيا في مكان يقال له (الزلاقة) من بلد (بطليوس) وتصافّا.
وانتصر المسلمون، وهرب الأذفونش بعد استئصال عساكره، ولم يسلم معه سوى نفر يسير، وذلك يوم الجمعة في العشر الأُول من شهر رمضان سنة 479هـ، وأصاب المعتمد جراحات في وجهه، وظهرت ذلك اليوم شجاعته، وغنم المسلمون كل ما لهم من مال وسلاح وغير ذلك، ورجع الأمير يوسف إلى بلاده، والمعتمد إلى بلاده[2].
الصيد الثمين عند الباطنية:
في قلعة (آلموت) بالقرب من بحر قزوين كان رئيس الباطنية حسن الصباح يرسل رجاله المجرمين الذين أغواهم بفردوسه وغفرانه يرسلهم وفي يد كل واحد منهم مُدية حادة لاغتيال شخصية سنية مهمة؛ لأن أقصى أمانيه هو القضاء على أهل السنة، وقد ربى رجاله على الطاعة العمياء، فما إن يأمر بتنفيذ مهمة حتى يبادر إليها من يظن أنه يقوم بعمل صالح، وأول صيد ثمين نفذ فيه حسن الصباح إجرامه هو الوزير القدير نظام الملك الحسن بن علي وزير الملك السلجوقي ألب أرسلان، وكان من عقلاء الرجال وأفاضلهم، وهو الذي تنسب إليه المدارس النظامية في بغداد، وكان على علم بأباطيل الباطنية وخطرهم على الإسلام، وقد بدأ بإعداد العدة لمهاجمتهم، والقضاء عليهم، وقد قتل أحد رؤساء حلقاتهم؛ ولذلك قرروا قتله.
وهذه رواية كتبهم لعنهم الله: "نصب سيدنا (حسن الصباح) فخاخه وأحابيله لتمسك في شباك الموت الفناء قبل كل شيء بصيد ثمين مثل نظام الملك، وبهذا الصنيع أصبحت شهرته وسمعته عظيمة، وقال: مَن منكم سيخلص هذه الدولة من شر نظام الملك الطوسي، فوضع رجل يدعى أبو طاهر الأراني يد القبول على صدره، وفي ليلة الجمعة في الثاني عشر من رمضان لسنة 485هـ، وفي منطقة نهاوند جاء بزي صوفي إلى نظام الملك الذي كان محمولًا من مكان العامة إلى خيمة نسائه، وضربه بسكين، ونظام الملك هو أول رجل قتله الفدائيون .. وقال سيدنا: إن مقتل هذا الشيطان هو بداية الغفران"[3].
كانت هذه بداية سلسلة طويلة من الإجرام الباطني طال زعماء أهل السنة من علماء وملوك، حتى إنه ما من أمير أو قائد من قواد الدولة السنية إلا وخشي على نفسه، وأخذ الاحتياطيات اللازمة.
موسى بن نصير:
عندما تولى موسى بن نصير أفريقية والمغرب كانت البلاد في قحط شديد، فأمر الناس بالصوم والصلاة وإصلاح ذات البين، وخرج بهم إلى الصحراء، ومعه سائر الحيوانات، وفرق بينها وبين أولادها، فوقع البكاء، والصراخ، والضجيج، وأقام على ذلك إلى منتصف النهار، ثم صلى، وخطب الناس، ولم يذكر الوليد بن عبد الملك فقيل له: ألا تدعو لأمير المؤمنين؟ فقال: هذا مقام لا يدعى فيه لغير الله - عز وجل -، فسقوا حتى رووا[4].
وذكِّرهم بأيام الله:
كان القاضي منذر البلوطي إمامًا عالمًا، فصيحًا خطيبًا، شاعرًا أديبًا، كثير الفضل، جامعًا لصنوف الخير والتقوى والزهد، له وقع في النفوس، وعليه حلاوة وطلاوة، دخل يومًا على عبد الرحمن الناصر الأموي وقد فرغ من بناء المدينة الزهراء وقصورها، وقد بنى له فيها قصر عظيم منيف، وقد زخرف بأنواع الدهانات، وكسى الستور، وجلس عنده رؤوس دولته وأمراؤه.
فجاءه القاضي فجلس إلى جانبه، وجعل الحاضرون يثنون على ذلك البناء ويمدحونه، والقاضي ساكت لا يتكلم، فالتفت إليه الملك وقال: ما تقول أنت يا أبا الحكم؟ فبكى القاضي، وانحدرت دموعه على لحيته فقال: ما كنت أظن أن الشيطان - أخزاه الله - يبلغ منك هذا المبلغ المفضح، المهتك المهلك لصاحبه في الدنيا والآخرة، ولا أنك تمكنه من قيادك مع ما آتاك الله وفضلك به على كثير من الناس، حتى أنزلك منازل الكافرين والفاسقين قال الله - تعالى -: (وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34) وَزُخْرُفًا)[الزخرف:33-35]، قال: فوجم الملك عند ذلك وبكى، وقال: جزاك الله خيرًا، وأكثر في المسلمين مثلك[5].
في وصف صلاح الدين الأيوبي:
قال القاضي ابن شداد في وصف صلاح الدين الأيوبي: "وكان - رحمه الله - من عظماء الشجعان، قوي النفس، شديد البأس، لا يهوله أمر، ولقد وصل في ليلة واحدة من الإفرنج إلى عكا نيفٌ وسبعون مركبًا وأنا أعدها من بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس وهو لا يزداد إلا قوة نفس، وكان - رحمه الله - شديد المواظبة على الجهاد، عظيم الاهتمام به، ولو حلف حالف أنه ما أنفق بعد خروجه إلى الجهاد دينارًا ولا درهمًا إلا في الجهاد، وفي الإرفاد؛ لصدق وبّر في يمينه، ولقد كان الجهاد قد استولى على قلبه وسائر جوانحه استيلاءاً عظيمًا، بحيث ما كان له حديث إلا فيه، ولا نظر إلا في آلته، ولا اهتمام إلا برجاله، ولا ميل إلا إلى من يذكره، ويحث عليه، ولقد هجر في محبة الجهاد في سبيل الله أهله وولده، ووطنه وسكنه، وقنع من الدنيا بالسكون في ظل خيمة تهب بها الرياح يمنة ويسرة".
وقال القاضي الفاضل: "وكان الرجل إذا أراد أن يتقرب إليه يحثه على الجهاد، وقد ألف له كتب عدة في الجهاد، وأنا ممن جمع له كتابًا، جمعت فيه آدابه، وكل آية وردت فيه، وكل حديث روي فيه، قال: وسرنا مع السلطان على الساحل طالبين عكا، وكان الزمان شتاء، والبحر هائجًا هيجانًا عظيمًا، وموجه كالجبال، وكنت حديث عهد برؤية البحر، فعظم أمر البحر عندي، واستخففت رأي من يركب البحر، فبينا أنا في ذلك إذ التفت إليّ وقال في نفسه: إنه متى يسرّ الله - تعالى - فتح بقية الساحل، قسمت البلاد، وأوصيت، وودعت، وركبت هذا البحر إلى جزائرهم (الصليبيين)، أتبعهم فيها حتى لا أبقي على وجه الأرض من يكفر بالله، أو أموت"، فعظم وقع هذا الكلام عندي، وحكيت له ما خطر لي.
فانظر إلى هذه الطوية ما أطهرها، وإلى هذه النفس ما أشجعها وأجسرها، اللهم إنك تعلم أنه بذل جهده في نصرة دينك، رجاء رحمتك فارحمه..."[6].
قتل العلماء إخضاع للأمة:
قد لا يعلم كثير من الناس أن الدولة العبيدية - والتي يسمونها (الفاطمية) - كان من شرورها أن قتلت كثيرًا من علماء السنة في المغرب العربي وغيره، واستمر هذا الشر في أحفادهم الإسماعيلية الذين مارسوا الاغتيالات لعلماء السنة، وهذه أسماء بعض العلماء الذين قُتلوا، ذكرتهم كتب التراجم مثل سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي[7]:
العالم أبو بكر النابلسي:
في سنة 361هـ، وبعد أن استقر معد بن إسماعيل العبيدي الملقب (بالمعز) في القاهرة، أحضر بين يديه العالم أبو بكر النابلسي، وجرى هذا الحوار بينهما:
المعز: أنت الذي يقول: لو معي عشرة أسهم لرميت الروم بتسعة، والمصريين (العبيديين) بواحد.
قال النابلسي: لا، بل لرميتكم بتسعة، ورميت الروم بواحد.
قال المعز: ولم؟
قال النابلسي: لأنكم غيرتم دين الأمة، وقتلتم الصالحين، وأطفأتم نور الإلهية.
فأمر المعز العبيدي بضربه بالسياط، ثم سلخ جلده، سلخه يهودي، ثم قُتل - رحمه الله -، ولعنة الله على الظالمين.
القاضي محمد بن الحُبْلي:
قاضي مدينة برقة، أتاه أمير برقة (العبيدي) فقال: غدًا العيد، قال القاضي: حتى نرى الهلال، ولا أُفَطِّر الناس، وأتقلد إثمهم، فأصبح الأمير بالطبول والبنود أهبة للعيد، قال القاضي: لا أخرج، ولا أصلي، فطلبه المنصور العبيدي (حفيد عبيد الله المهدي) فقال له: تصل وأعفو عنك، فامتنع، فأمر به فعلق في الشمس إلى أن مات، وكان يستغيث من العطش، فلم يسقَ، ثم صلبوه على خشبة.
ابن البَرْدون:
الإمام الشهيد تلميذ ابن الحداد، قتله أبو عبد الله الشيعي، وقال له لما جُرّد للقتل: أترجع عن مذهبك؟ فقال الإمام: أعن الإسلام أرجع، ثم صلب، وقد كان بارعًا في العلم.
ابن خيرون:
الإمام أبو جعفر محمد بن خيرون المعافري، أمر عبيد الله المهدي (مؤسس الدولة العبيدية التي تسمى بالفاطمية) بأن يداس هذا العالم حتى الموت، فقفز عليه الجنود السودان حتى مات، وذلك بسبب جهاده وبغضه لعبيد الله وجنده.
ابن قائد:
أبو عبد الله محمد بن أبي المعالي بن قايد الأواني، زاهد، خاشع، ذو تأله وأوراد، قدم أواناً (قرية شمالي بغداد) واعظ باطني، فنال من الصحابة، فحمل ابن قائد في محفة، وصاح به: يا كلب، انزل، ورجمته العامة، فهرب وحُدّث (سنان) كبير الإسماعيلية في الشام بما تم لهذا الباطني، فندب اثنين من رجاله فأتيا ابن قائد، وتعبدا معه أشهرًا، ثم قتلاه، وهربا في البساتين، فَنكِرَهما فلاح يعمل بمزرعته، فقتلهما جزاه الله خيرًا.
______________________
[1] الكامل لابن الأثير، 10/434.
[2] الكامل لابن الأثير، 10/151، وفيات الأعيان لابن خلكان 5/28.
[3] برنارد لويس: الحشيشية نقلًا عن المؤرخ رشيد الدين 62.
[4] ابن خلكان: وفيات الأعيان 5/319.
[5] ابن كثير: البداية والنهاية 11/307.
[6] ابن شداد: النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية (سيرة صلاح الدين الأيوبي)، ص55-56.
[7] سير أعلام النبلاء، (أبو بكر النابلسي) 16/148-149، (القاضي محمد بن الحبلي) 15/374، (ابن البردون) 14/216 (ابن خيرون) 14/217 (ابن قائد) 21/295.