بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله اما بعد
فقد ادعي بعض المعاصرين ان ابن قتيبة تفرد بتفسيره لحديث الرجل الذي اولاده بحرقه ثم قال بهذا التفسير من قال به بعده - مع ان تأويلاتهم للحديث ليس لهم سلف فيها الا بعض المتأخرين كابن الجوزي وغيره - لكن في الحقيقة هذا القول قال به ابو عبيد القاسم بن سلام قبله
قال ابو عبيد في غريب الحديث فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَن رجلا أوصى بنيه فَقَالَ: إِذا [أَنا -] مت فأحرقوني بالنَّار حَتَّى إِذا صرت حممًا فاسحقوني ثُمَّ ذروني [فِي الرّيح -] لعَلي أضلّ الله
قَوْله: أضلّ اللَّه - أَي أضلّ عَنْهُ فَلَا يقدر عَليّ. انتهي كلام ابي عبيد
وليعلم ان هذا الرجل كان مقرا باصل القدرة فلو لم يكن مقرا بهذا لما امرهم بحرقه وبهذا يندفع الاشكال الذي جعل بعض الناس ينكر الحديث او يتأوله تأويلات بعيدة
وهذا القول ان لم يكن قول السلف فهو قول اكثرهم