تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: الفرق بين وجود العداوة للمشركين وبين إظهارها

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي الفرق بين وجود العداوة للمشركين وبين إظهارها

    قال الشيخ الامام عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن

    (وأما المسألة الثانية) وهي قولك: من كان في سلطان المشركين، وعرف التوحيد وعمل به. ولكن ما عاداهم ولا فارق أوطانهم؟

    (الجواب) :
    أن هذا السؤال صدر عن عدم تعقل لصورة الأمر، والمعنى المقصود من التوحيد والعمل به، لأنه لا يتصور أن يعرف التوحيد ويعمل به، ولا يعادي المشركين، ومن لم يعادهم، لا يقال له عرف التوحيد وعمل به. والسؤال متناقض، وحسن السؤال مفتاح العلم، وأظن مقصودك من لم يظهر العداوة ولم يفارق، ومسألة إظهار العداوة غير مسألة وجود العداوة؛ (فالأول) يعذر به مع الخوف، والعجز لقوله -تعالى-: {إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} 1 (والثاني) لا بد منه لأنه يدخل في الكفر بالطاغوت، وبينه وبين حب الله ورسوله تلازم كلي لا ينفك عن المؤمن. فمن عصى الله بترك إظهار العداوة فهو عاص لله، فإذا كان أصل العداوة في قلبه فله حكم أمثاله من العصاة، فإذا انضاف إلى ذلك ترك الهجرة، فله نصيب من قوله -تعالى- {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} 2 الآية لكنه لا يكفر لأن الآية فيها الوعيد لا التكفير. (وأما الثاني) الذي لا يوجد في قلبه شيء من العداوة فيصدق عليه قول السائل: لم يعاد المشركين، فهذا هو الأمر العظيم، والذنب الجسيم، وأي خير يبقى مع عدم عداوة المشركين؟ والخوف على النخل والمساكن، ليس بعذر يوجب ترك الهجرة، قال -تعالى-: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ} 3.[الجهل بقواعد الإسلام وتوقير أعدائه]

    (وأما المسألة الثالثة) وهي: من كان في دار الإسلام، ولا تعلم أصول الدين ولا قواعده، ولأجل الجهل بها صار يعزر ويوقر أعداء الدين.
    (فالجواب) : أن أحوال الناس تتفاوت تفاوتا عظيما، وتفاوتهم بحسب درجاتهم في الإيمان إذا كان أصل الإيمان موجودا، والتفريط والترك إنما هو فيما دون ذلك من الواجبات والمستحبات، وأما إذا عدم الأصل الذي يدخل به في الإسلام، وأعرض عن هذا بالكلية، فهو كفر إعراض، فيه قوله -تعالى-: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالأِنْسِ} 1 الآية، وقوله: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً} 2 الآية. ولكن عليك أن تعلم أن المدار على معرفة حقيقة الأصل، وحقيقة القاعدة، ويعبر بغير التعبير المشهور، وتعزيرهم وتوقيرهم، كذلك تحته أنواع أيضا؛ أعظمها رفع شأنهم، ونصرتهم على أهل الإسلام ومبانيه، وتصويب ما هم عليه، فهذا وجنسه من المكفرات، ودونه مراتب من التوقير بالأمور الجزئية كلياقة الدواة ونحوها. وأما قوله لأبي شريح، فليس فيه ما يدل على تحسين الباطل والحكم به، بل ذكروا وجوها متعددة في معنى ذلك، كلها تفيد البعد والتحريم لمثل فعل البوادي. ومِن أحسن ما قيل: إن هذا تحسين لفعل صدر في الجاهلية، قبل ظهور الشرائع الإسلامية، فلما جاء الشرع أبطل ذلك، و "إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل"، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم [الدرر السنية فى الاجوبة النجدية]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2019
    المشاركات
    30

    افتراضي رد: الفرق بين وجود العداوة للمشركين وبين إظهارها

    ومسألة إظهار العداوة غير مسألة وجود العداوة؛ (فالأول) يعذر به مع الخوف، والعجز لقوله -تعالى-: {إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} 1 (والثاني) لا بد منه لأنه يدخل في الكفر بالطاغوت، وبينه وبين حب الله ورسوله تلازم كلي لا ينفك عن المؤمن.
    قلت: الفرق بين وجود العداوة واظهار العداوة وضح ولله الحمد. ولكن هنا سؤال وهو ما الفرق بين وجود العداوة والبغض مع ان كل منهما من اعمال القلب والشرع يجمع بينهما في سياق واحد كما في اية الممتحنة. ارجو الاجابة مع شيء من التفصيل وبارك الله فيكم.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: الفرق بين وجود العداوة للمشركين وبين إظهارها

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن خالد مشاهدة المشاركة
    ما الفرق بين وجود العداوة والبغض مع ان كل منهما من اعمال القلب والشرع يجمع بينهما في سياق واحد كما في اية الممتحنة. ارجو الاجابة مع شيء من التفصيل وبارك الله فيكم.
    بارك الله فيك
    الفرق بين وجود العداوة والبغض
    العداوة القلبية تقتضي البغض والبراءة منهم ومن دينهم، قال شيخ الإسلام في أصل معنى الولاية والعداوة: "والولاية ضدّ العداوة، وأصل الولاية: المحبة والقرب، وأصل العداوة: البغض والبعد.

    وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن: "أصل الموالاة الحب، وأصل المعاداة: البغض، وينشأ عنهما من أعمال القلوب والجوارح ما يدخل في حقيقة الموالاة والمعاداة، كالنصرة، والأنس، والمعاونة، وكالجهاد، والهجرة، ونحو ذلك من الأعمال. والوليّ ضدّ العدو

    وقال الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري: "إن الموالاة هي الموافقة والمناصرة والمعاونة والرضا بأفعال من يواليهم، وهذه هي الموالاة العامة، التي إذا صدرت من مسلم لكافر اعتبر صاحبها كافراً، أما مجرّد الاجتماع مع الكفار، بدون إظهار تام للدين، مع كراهية كفرهم، فمعصية لا توجب الكفر

    قال شيخ الإسلام: "أصل الموالاة هي المحبة، كما أنّ أصل المعاداة البغض، فإن التّحابّ يوجب التقارب والاتفاق، والتباغض يوجب التباعد والاختلاف،

    والعدو من العدواء وهو البعد، ومنه العُدْوَة، والشيء إذا ولى الشيء ودنا منه وقرب إليه اتّصل به، كما أنه إذا عُدّى عنه، ونأى عنه، وبعد منه، كان ماضياً عنه

    والموالاة لازم الحب وكذا المعاداة لازم البغض:
    قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في شرح قوله صلى الله عليه وسلم: ((ووالى في الله)): "هذا بيان للازم المحبة في الله وهو الموالاة، فيه إشارة إلى أنه لا يكفي في ذلك مجرّد الحب، بل لا بد مع ذلك من الموالاة التي هي لازم الحب، وهي النصرة والإكرام والاحترام والكون مع المحبوبين باطناً وظاهراً".
    وقال في شرح قوله صلى الله عليه وسلم: ((وعادى في الله)): "هذا بيان للازم البغض في الله وهو المعاداة فيه، أي: إظهار العداوة بالفعل، كالجهاد لأعداء الله والبراءة منهم، والبعد عنهم باطناً وظاهراً، إشارة إلى أنه لا يكفي مجرّد بغض القلب، بل لا بد مع ذلك من الإتيان بلازمه [quote]
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن خالد مشاهدة المشاركة
    وجود العداوة
    وجود العداوة أراد به ماذا ؟ أصل البغض الذي يكون في القلب ، ثم إظهارذلك إن كان مع الاختيار والقدرة فهو واجبٌ لا يسقط عنه بحال من الأحوال ، وإن خشي على نفسه شيئًا حينئذٍ يسقط هذا الواجب عند العجز ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا ﴾ [ التغابن : 16] قال : ومسألة إظهار العداوة غير مسألة وجود العداوة ، فالأول يُعذر به مع العجز - إظهار العداوة يسقط مع العجز عنه-يعذربه مع العجز والخوف لقوله تعالى : ﴿ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً ﴾ .

    والثاني الذي هو وجود العداوة لا بد منه ،
    لا يتحقق أصل الكفر بالطاغوت إلا به ؛ لأنه يدخل في الكفر بالطاغوت .
    ،
    فرق بين النوعين ،
    إظهار العداوة شيء ، وهذا يسقط بعذرٍ الخوف والضرر والقتل ونحو ذلك .
    وثانيًا وجود العداوة .هذا داخل في مفهوم الكفر بالطاغوت ، فإذا انتفت العداوة من القلبِ انتفى وصف الإسلام ، لا يكون مسلمًا ، لم يكفر بالطاغوت .
    قال : والثاني لا بد منه ؛ لأنه يدخل في الكفر بالطاغوت وبينه وبين حب الله ورسوله تلازم كلي . لأن الولاية أصلها الحبُ ، والمعاداة أصلها البغض ، فهي مبنية عليها ، ولذلك يوجد ما في القلب ويلزم منه ماذا ؟ إظهاره ، فإذا انتفى الظاهر مع القدرة عليه دل على ماذا ؟ على انتفاء ما في الباطن حينئذٍ صار كافرًا ، وأما عند عدم القدرة فللدليل الشرعي سقط كمؤمن آل فرعون
    اذا وُجد الباطن وعجز عن إظهار الظاهر وهو اظهار الغداوة يسقط عنه - وهذا ما يسمى كتمان الدين
    تنبه لهذا اخى الفاضل على بن خالد
    فكتمان الدين شئ واظهار الكفر شئ اخر لكل منهما احكامه الخاصة
    فأعذار كتمان الدين اعم من اعذار اظهار الكفر، فاظهار الكفرإنما يكون في حالةٍ خاصة وهى الاكراه
    اما كاتم الدين إذا كان بين كفار ولا يستطيع أن يظهر دينه ، حينئذٍ يكتم ، وهذا لا إشكال فيه
    ، فمن عصى الله بترك إظهار العداوة فهو عاصٍ لله ، فإذا كان أصل العداوة في قلبه فله حكم أمثاله من العصاة ، فإذا انضاف إلى ذلك ترك الهجرة ، فله نصيب من قوله تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ ﴾ [ النساء : 97] الآية ، لكنه لا يكفر ؛ لأن الآية فيها الوعيد لا التكفير ،
    وأما الثاني الذي لا يوجد في قلبه شيءٌ من العداوة فيصدق عليه قول السائل لم يعادِ المشركين --
    فهذا هو الأمر العظيم والذنب الجسيم ، وأي خيرٍ يبقى مع عدم عداوة المشركين
    . .
    قال الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن: "أصل البراءة المقاطعة بالقلب واللسان والبدن، وقلب المؤمن لا يخلو من عداوة الكافر، وإنما النزاع في إظهار العداوة، فإنها قد تخفى لسبب شرعي، وهو الإكراه مع الاطمئنان، وقد تخفى العداوة من مستضعَف معذور، عذَرَه القرآن، وقد تخفى لغرض دنيويّ، وهو الغالب على أكثر الخالق، هذا إن لم يظهر منه موافقة".
    وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن: "مسألة إظهار العداوة غير مسألة وجود العداوة. فالأول: يعذَر به مع العجز والخوف، لقوله تعالى: {إِلا أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَـٰةً}. والثاني: لا بدّ منه، لأنّه يدخل في الكفر بالطاغوت، وبينه وبين حبّ الله ورسوله تلازم كلي، لا ينفكّ عنه المؤمن، فمن عصى الله بترك إظهار العداوة فهو عاص الله". وقال الشيخ حمد بن عتيق: "لا بدّ مِن أن تكون العداوة والبغضاء باديتين، أي: ظاهرتين بيّنتين. واعلم أنّه وإن كانت البغضاء متعلّقة بالقلب فإنها لا تنفع حتى تظهر آثارها وتبين علامتها، ولا تكون كذلك حتى تقترن بالعداوة والمقاطعة، فحينئذٍ تكون العداوة والبغضاء ظاهرتين".
    والشرع يجمع بينهما في سياق واحد كما في اية الممتحنة.
    نعم
    قال الشيخ محمد بن علي بن عتيق رحمه الله :

    " و بالجملة فأصل دين جميع الرسل هو القيام بالتوحيد و محبته و محبة أهله و موالاتهم وإنكار الشرك و تكفير أهله و عداوتهم كما قال تعالى : { قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ }.و معنى قوله : {وَبَدَا}: أي ظهر و بان و المراد التصريح باستمرار العداوة و البغضاء لمن لم يوحد ربه فمن حقق ذلك علما و عملا و صرّح به حتى يعلمه منه أهل بلده لم تجب عليه الهجرة من أي بلد كان "الدرر السنية ج 8"
    وقال الشيخ حمد بن عتيق
    { كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً } فقوله: { وبدا }؛ أي: ظهر وبان، وتأمل تقديم العداوة على البغضاء لأن الأولى أهم من الثانية، فإن الإنسان قد يبغض الــمــشــركــي ــن ولا يعاديهم، فلا يكون آتياً بالواجب عليه حتى تحصل منه العداوة والبغضاء، ولا بد أيضاً؛ من أن تكون العداوة والبغضاء باديتين، أي ظاهرتين بينتين ].
    واعلم انه وإن كانت البغضاء متعلقة بالقلب، فإنها لا تنفع حتى تظهر آثارها وتبين علاماتها، ولا تكون كذلك حتى تقترن بالعداوة والمقاطعة، فحينئذ تكون العداوة والبغضاء ظاهرتين، وأما إذا وجدت الموالاة والمواصلة، فإن ذلك يدل على عدم البغضاء، فعليك بتأمل هذا الموضع فإنه يجلو عنك شبهات كثيرة، ثم قال: {إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين، وأخرجوكم من دياركم، وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم، ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون} فذكر سبحانه وتعالى أفعالا تدعو إلى مقاطعتهم، وترك موالاتهم، وهي: أنهم يقاتلون في الدين، أي: من أجله، يعني أن الذي حملهم على قتالكم ما أنتم عليه من الدين لعداوتهم له، وأيضا يخرجون المؤمنين من ديارهم، ويعاونون على إخراجهم، فمن تولاهم مع ذلك فهو من أظلم الظالمين.
    وفي هذه الآية: أعظم الدليل وأوضح البرهان على أن موالاتهم محرمة منافية للإيمان، وذلك أنه قال: {إنما ينهاكم الله} فجمع بين لفظة: إنما، المفيدة للحصر، وبين النهي الصريح، وذكر الخصال الثلاث، وضمير الحصر وهو لفظة هم ثم ذكر الظلم المعرف بأداة التعريف.
    ثم قال: {يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور} فنهى سبحانه أهل الإيمان عن موالاة الذين غضب الله عليهم، فلا يحسن من المؤمن ولا يجوز منه أن يوالي من فعل ما يغضب الله تعالى من الكفر، فإن موالاته له تنافي الإيمان بالله تعالى. [الشيخ حمد بن عتيق-سبيل النجاة والفكاك من موالاة المرتدين]
    يقول الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن: "ولا يكفي بغضهم بالقلب، بل لا بد من إظهار العداوة والبغضاء - وذكر آية الممتحنة السابقة ثم قال- فانظر إلى هذا البيان الذي ليس بعده بيان، حيث قال: ( بدا بيننا ) أي ظهر، هذا هو إظهار الدين فلا بد من التصريح بالعداوة وتكفيرهم جهاراً والمفارقة بالبدن، ومعنى العداوة أن تكون في عََدْْوَة والضدّ في عََْدْوَة أخرى كما أن أصل البراءة المقاطعة بالقلب واللسان والبدن، وقلب المؤمن لا يخلو من عداوة الكافر، وإنما النزاع في إظهار العداوة..." أهـ. من الدرر ص141 جزء الجهاد.

    ويقول الشيخ العلامة عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب (صاحب كتاب فتح المجيد) حول آية الممتحنة السابقة: "فمن تدبر هذه الآيات عرف التوحيد الذي بعث الله به رسله وأنزل به كتبه وعرف حال المخالفين لما عليه الرسل وأتباعهم من الجهلة المغرورين الأخسرين قال شيخنا الإمام رحمه الله -يعني جده محمد بن عبد الوهاب- في سياق دعوة النبي صلى الله عليه وسلم قريشاً إلى التوحيد وما جرى منهم عند ذكر آلهتهم بأنهم لا ينفعون ولا يضرون أنهم جعلوا ذلك شتماً، " فإذا عرفت هذا عرفت أن الإنسان لا يستقيم له إسلام ولو وحد الله وترك الشرك إلا بعداوة المشركين(2) والتصريح لهم بالعداوة والبغضاء كما قال تعالى: ( لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حادّ الله ورسوله... ) [المجادلة: 22] الآية، فإذا فهمت هذا فهماً جيداً عرفت أن كثيراً ممن يدعي الدين لا يعرفه، وإلا فما الذي حمل المسلمين على الصبر على ذلك العذاب والأسر والهجرة إلى الحبشة مع أنه أرحم الناس ولو وجد لهم رخصة أرخص لهم، كيف وقد أنزل الله عليه: ( ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ) [العنكبوت: 10] فإذا كانت هذه الآية فيمن وافق بلسانه فكيف بغير ذلك"؛ يعني من وافقهم بالقول والفعل بلا أذى فظاهرهم وأعانهم وذب عنهم وعن من وافقهم وأنكر على من خالفهم كما هو الواقع" -الدرر- جزء الجهاد ص93

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الفرق بين وجود العداوة للمشركين وبين إظهارها

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن خالد مشاهدة المشاركة
    والشرع يجمع بينهما في سياق واحد كما في اية الممتحنة.
    ( البغضاء ) : نفرة النفس ، والكراهية وقد تطلق إحداهما في موضع الأخرى إذا افترقتا ،قال تعالى: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ[الممتحنة: 4]، قال ابن عاشور: (والبَغْضَاء: نُفْرَة النَّفس والكَراهِية، وقد تُطْلَق إحداهما في موضع الأخرى إذا افترقتا، فذِكْرُهما معًا هنا مقصودٌ به حصول الحالتين في أنفسهم: حالة المعاملة بالعُدْوَان، وحالة النُّفْرَة والكَراهِية،{ وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً } وبدا معناه : ظهر ونشأ ، أي أحدثنا معكم العداوة ظاهرةً لا مواربة فيها ، أي ليست عداوة في القلب خاصة بل هي عداوة واضحة علانية بالقول والقلب
    العداوة هي أذي محسوس وملموس
    قال تعالي : ( لتجدنّ أشد الناس عداوة للذين ءامنوا اليهود والذين أشركوا ) 82 المائدة.
    وهذه الاية فصلت العداوة بمفردها وتوضح أن أكثر الناس أذي للمؤمنين هم اليهود والمشركين ويظهر ذلك في الحروب المتواصلة عبر السنين.
    أما البغضاء فهو كره في الصدر
    ونجد العداوة متلازمة مع البغضاء
    قال تعالي: ( انما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون )

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •