1091 - قال - صلى الله عليه وسلم - لابن قَطَن حين قال "إنّ الدجال أشبه الناس به" فقال: أيضرني شبهه؟ قال "لا"
سكت عليه الحافظ (1).
أخرجه الطيالسي (ص330) عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن عاصم بن كليب الجَرْمي عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "خرجت إليكم وقد بُينت لي ليلة القدر ومسيح الضلالة فكان تلاح بين رجلين في المسجد فذهبت لأحجز بينهما فأنسيتهما وسأبدوا لكم منهما بدوا، أما ليلة القدر فالتمسوها في العشر الأواخر في وتر، وأما مسيح الضلالة فإنّه أعور العين، أجلى الجبهة، عريض النحر، فيه اندفاء، مثل قطن بن عبد العزى" فقال الرجل: يضرني يا رسول الله شبهه؟ فقال "لا، أنت مسلم وهو كافر".
قال البوصيري: رواه الطيالسي بسند رجاله ثقات إلا أنّ المسعودي اختلط بأخرة، وقد قيل إنّ الطيالسي سمع منه بعد الاختلاط" مختصر الإتحاف 4/ 288
قلت: صرّح الأبناسي في "الشذا الفياح" بسماع الطيالسي من المسعودي بعد الاختلاط. الكواكب النيرات ص 287 - 288
لكنّه لم ينفرد به بل تابعه:
1 - يزيد بن هارون قال: أنا المسعودي به.
أخرجه أحمد (2/ 291) ومن طريقه عبد الغني المقدسي في "أخبار الدجال" (63)
2 - أبو النضر هاشم بن القاسم البغدادي قال: ثنا المسعودي به.
أخرجه أحمد (2/ 291)
3 - أسد بن موسى المصري قال: ثنا المسعودي به مختصرا في ذكر ليلة القدر.
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 90)
وسماع يزيد بن هارون وهاشم بن القاسم من المسعودي بعد الاختلاط أيضا (2).
قال الحافظ في "الإصابة" (8/ 167) في ترجمة قطن بن عبد العزى: وقع ذكره عند أحمد من مسند أبي هريرة، في حديث فيه ذكر الدجال، فقال في رواية من طريق المسعودي، فقال قطن: يا رسول الله، أيضرني شبهه؟ قال "لا، أنت مسلم، وهو كافر"والمسعودي اختلط، والمحفوظ أنّ القصة لعبد العزى بن قطن وهو عند البخاري (3)، وفي بعض طرقه عنده: قال الزهري: وهو رجل من خزاعة، وفي لفظ: بني المصطلق، هلك في الجاهلية، والمحفوظ أنّ الذي قال: أيضرني شبهه، كلثوم، والمراد بالمشبهه عمرو بن لحي الخزاعي"
وقال في "الفتح (7/ 298): قال الدمياطي: وقال ذلك أيضا عن أكثم بن أبي الجون وأنه قال: يا رسول الله، هل يضرني شبهه؟ قال "لا، أنت مسلم، وهو كافر".
حكاه عن ابن سعد، والمعروف في الذي شبه به - صلى الله عليه وسلم - أكثم بن عمرو بن لحي جد خزاعة لا الدجال، كذلك أخرجه أحمد وغيره"
وقال في موضع آخر: وعند البزار من حديث الفَلَتَان بن عاصم "أجلى الجبهة، عريض النحر، ممسوح العين اليسرى كأنّه عبد العزى بن قطن" ووقع في حديث أبي هريرة عند أحمد نحوه لكن قال "كأنه قطن بن عبد العزى" وزاد "فقال: يا رسول الله، هل يضرني شبهه؟ قال: لا، أنت مؤمن وهو كافر" وهذه الزيادة ضعيفة فإنّ في سنده المسعودي وقد اختلط، والمحفوظ أنّه عبد العزى بن قطن، وأنّه هلك في الجاهلية كما قال الزهري. والذي قال: هل يضرني شبهه هو أكثم بن أبي الجون، وإنما قاله في حق عمرو بن لحي.
ثم ذكر حديث أبي هريرة مرفوعا "عرضت علي النار فرأيت فيها عمرو بن لحي" الحديث وفيه "وأشبه من رأيت به أكثم بن أبي الجون، فقال أكثم: يا رسول الله، أيضرني شبهه؟ قال: "لا، إنك مسلم وهو كافر"
فأما الدجال فشبهه بعبد العزى بن قطن" فتح الباري 16/ 216
قلت: الحديث رواه جماعة عن عاصم بن كليب فجعلوه عن الفلتان بن عاصم الجرمي لا عن أبي هريرة، ولم يذكروا الزيادة التي في آخره وهي: فقال الرجل: يضرني يا رسول الله شبهه؟ فقال "لا، أنت مسلم، وهو كافر" واختصره غير واحد منهم.
أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 514 - 515 و 15/ 129) وفي "مسنده" (المطالب 1138/ 2) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1040 و 2594) والطبراني في "الكبير" (18/ 335)
عن عبد الله بن إدريس الأودي
والبزار (كشف 3384)

والطبراني في "الكبير" (18/ 334 - 335)
عن خالد بن عبد الله الواسطي
وابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 1138/ 3) والطبراني (18/ 335)
عن زائدة بن قدامة الكوفي
والطبراني (18/ 335)
عن صالح بن عمر الواسطي
كلهم عن عاصم بن كليب ثني أبي عن خاله الفَلَتَان بن عاصم قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنا لجلوس ننتظره إذ خرج علينا في وجهه الغضب، فجلس طويلا لا يتكلم ثم سُرِّي عنه، فقال "إني خرجت إليكم وقد تبينت لي ليلة القدر ومسيح الضلالة فخرجت إليكم لأبينها لكم فلقيت بالمسجد رجلان يتلاحيان بينهما الشيطان، فحجزت بينهما فَاختُلِسَتْ مني فالتمسوها في العشر الأواخر، وأما مسيح الضلالة فإنّه أجلى الجبهة، ممسوح العين، عريض النحر، فيه دفاء كأنّه ابن العزى أو ابن العزى بن فلان"
والسياق لحديث صالح بن عمر.
وفي حديث ابن فضيل "كأنّه عبد العزى بن قطن"
قال البزار: لا نعلم أحدا رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا الفلتان، ولا له إلا هذا الطريق"
وقال الهيثمي والبوصيري: رجاله ثقات" المجمع (7/ 348 - مختصر الإتحاف 4/ 291
قلت: وإسناده صحيح.

__________
(1) 10/ 380 (كتاب فضائل القرآن - باب كيف نزل الوحي)
(2) وأما أسد بن موسى فلم أر أحدا صرّح بسماعه من المسعودي أهو قبل الاختلاط أم بعده.
(3) فتح الباري (7/ 295 - 298 و 16/ 76 و 210 - 213) من حديث ابن عمر.

الكتاب: أنِيسُ السَّاري في تخريج وَتحقيق الأحاديث التي ذكرها الحَافظ ابن حَجر العسقلاني في فَتح البَاري
المؤلف: أبو حذيفة، نبيل بن منصور بن يعقوب بن سلطان البصارة الكويتي
المحقق: نبيل بن مَنصور بن يَعقوب البصارة