الأثر المروي عن أبي بكر: «من شرب الخمر كان مُضيعاً في عرضه ومروءته»؟

سئلت عن قول أبي بكر - رضي الله عنه-: «من شرب الخمر كان مُضيعاً في عرضه ومروءته»؟
فقلت:
أخرج أبو نُعيم في «معرفة الصحابة» (1/33) من طريق أَحْمَد بن أَبِي حُمَيْدٍ، عن الفَرَجِ بن عَبَّادٍ الْوَاسِطِيّ، عَنِ الحَسَنِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِي ِّ، عَنْ أَبِي العَالِيَةِ، قَالَ: سُئِلَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فِي مَجْمَعٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ شَرِبْتَ خَمْرًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ؟
قَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ.
قَالُوا: وَلِمَ ذَاكَ؟
فَقَالَ: كُنْتُ أَصُونُ عِرْضِي وَأَحْفَظُ مُرُوءَتِي، لِأَنَّهُ مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ كَانَ لِعِرْضِهِ وَمُرُوءَتِهِ مُضَيِّعًا.
فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «صَدَقَ أَبُو بَكْرٍ، صَدَقَ أَبُو بَكْرٍ».
وهذه القصة باطلة لا تصح! وفيها علل:
أولاً: أحمد بن أبي حميد والفرج بن عبّاد لا يُعرفان، ولم أقف لهما على ترجمة!!
ثانياً: هذه القصة من مراسيل أبي العالية الرِّياحي، وكان ثقة لكنه كثير الإرسال! ومراسيله كالريح لا يُحتج بها.
قال ابن سيرين: "كان ههنا ثلاثة يُصدّقون كل من حدثهم، وذكر الحسن وأبا العالية ورجلا آخر".
وفي رواية: "لا تحدثنا عن الحسن، ولا عن أبي العالية فإنهما لا يباليان عمن أخذا الحديث".

الدكتور خالد الحايك