بسم الله الرحمن الرحيم.
قال الطبري في تاريخه (426/3):
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ- وَذَكَرَهُ عَنْ مِسْعَرٍ: لَمَّا وُلِّيَ أَبُو بَكْرٍ، قَالَ لَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَنَا أُكْفِيكَ الْمَالَ- يَعْنِي الْجَزَاءَ- وَقَالَ عُمَرُ: أَنَا أُكْفِيكَ الْقَضَاءَ: فَمَكَثَ عُمَرُ سَنَةً لا يَأْتِيهِ رَجُلانِ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الَّذِينَ سَمَّيْتُ: قَالَ بَعْضُهُمْ: جَعَلَ أَبُو بَكْرٍ عُمَرَ قَاضِيًا فِي خِلافَتِهِ، فَمَكَثَ سَنَةً لَمْ يُخَاصَمْ إِلَيْهِ أَحَدٌ.
وقال وكيع في أخبار القضاة(104/1):
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الجنيد؛ قال: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَد الزهري، عَن مسعر، عَن محارب بْن دثار؛ قال: لما استخلف أَبُو بكر استعملِعُمَرَ على القضاء، وأبا عبيدة على بيت المال، فمكث عُمَر سنةً لا يتقدم إليه أحد.
أَخْبَرَنِيه عَبْد اللهِ بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن؛ قال: حَدَّثَنَا ابن إدريس؛ قال: سمعت مسعرا، عَن أزهر، عَن محارب بْن دثار مثله. وهكذا رواه مُحَمَّد بْن عَبْد الوهاب القيار، عَن مسعر، عَن أزهر، عَن محارب؛ كتب به إلينا هارون بْن إسحاق عنه.
أَخْبَرَنِي أَبُو بكر بْن حسن؛ قال: حَدَّثَنَا وهب بْن بقية؛ قال: حَدَّثَنَا خالد بْن عَبْد اللهِ، عَن عطاء بْن السائب، عَن محارب بْن دثار؛ قال: حَدَّثَنِي فلان؛ قال: لما استخلف أَبُو بكر قَالَ لِعُمَرَ، ولأبي عبيدة ابن الجراح: إنه لا بد لي من أعوان؛ فَقَالَ لَهُ عُمَر: أنا أكفيك القضاء؛ وقَالَ أَبُوْعُبَيْدَة َ أنا أكفيك بيت المال.
وأخرج البيهقي في السنن الكبرى (20156) ، والعسكري في الأوائل (ص357) عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ قَالَ: لَمَّا وُلِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَلَّى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا الْقَضَاءَ , وَوَلَّى أَبَا عُبَيْدَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الْمَالَ , وَقَالَ:" أَعَينُونِي " , فَمَكَثَ عُمَرُ سَنَةً لَا يَأْتِيهِ اثْنَانِ , أَوْ لَا يَقْضِي بَيْنَ اثْنَيْنِ "
وقال صاحب كتاب "المرويات الواردة في شخصية عمر":
رواه ابن سعد / الطبقات 3/184، خليفة بن خياط / التاريخ ص 123، ابن شبه / تاريخ المدينة 2/230، البلاذري / أنساب الأشراف ص 43،44، وكيع / أخبار القضاة 1/103،104، الطبري / التاريخ 2/351، البيهقي / السنن الكبرى 10/87، ابن عساكر / تاريخ دمشق ص 232، وإسناده عند ابن سعد والبلاذري رجاله ثقات ولكنه معضل من رواية عطاء بن السائب عن أبي بكر رضي الله عنه، وهو صدوق من الخامسة. ورواه ابن شبه وخليفة وابن عساكر من غير إسناد وفي إسناده عند وكيع أبو أحمد الزهري، لم أجد له ترجمة، وهو منقطع أو معضل من رواية محارب بن دثار عن أبي بكر رضي الله عنه، وهو ثقة من الرابعة. ورواه البيهقي عن محارب بن دثار أيضاً وسنده عند الطبري معضل من رواية مسعر بن كدام، وهو ثقة من السابعة عن أبي بكر رضي الله عنه، فالأثر ضعيف.اه*.
ويشكل عليه ما روى عن الزهري أن أبا بكر، وعُمَر، لم يكن لهما قاض حتى كانت الفتنة، فاستقضى معاوية.
وعَن الزهري؛ قال: ما اتخذ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاضيا، ولا أَبُو بكر، ولا عُمَر، حتى قَالَ: عُمَر ليزيد بْن أخت النمر: اكفني بعض الأمور، يعني صغارها.
أخرج ذلك وكيع في أخبار القضاة (105/1).
وعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ:" مَا اتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاضِيًا، وَلَا أَبُو بَكْرٍ، وَلَا عُمَرُ، حَتَّى كَانَ وَسَطًا مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ , فَقَالَ لِيَزِيدَ بْنِ أُخْتِ النَّمِرِ: اكْفِنِي فِي الْأُمُورِ , يَعْنِي: صِغَارَهَا
أخرجه ابن سعد في الطبقات (326).
فما الصواب في ذلك ؟