بيان غرض المحتاج إلى كتاب المنهاج للشيخ: برهان الدين الفزاري المشهور بابن الفركاح 729 هـ

بلال وليد حمدي عابدين
نوع الدراسة: Masters resume
البلد: فلسطين
الجامعة: الجامعة الإسلامية بغزة
الكلية: كلية الشريعة والقانون
التخصص: الفقه المقارن
المشرف: د. أحمد ذياب شويدح
العام: 1428هـ - 2007 م
ملخص الرسالة

بيان غرض المحتاج إلى كتاب المنهاج

للشيخ: برهان الدين الفزاري المشهور بابن الفركاح 729 هـ

(من أول كتاب الوصايا إلى نهاية المخطوط)

(دراسة وتحقيق)

مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، ملء السموات والأرض، والصلاة والسلام على خاتم رسله، وصفوة خلقه محمدٍ صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
فلا شكَّ أنَّ الاشتغال بالعلم الشرعي من أفضل الطاعات، وأجل القربات، وأحسن ما أُنفقت فيه الأوقات، وهو السبيل إلى المجد والسؤدد، والطريق إلى التمكين والعز في الأرض، وإقامة الخلافة الراشدة -إن شاء الله تعالى - وأنَّ شرف العلم من شرف المعلوم، وأن علم الفقه من أشرف العلوم، وأجلها قدرًا، وأعلاها فخرًا، خصوصًا إذا ارتكز هذا العلم على تراث الأمة المغمور، ونتاجها الفكري والحضاري القديم، ولا شك أن من واجبنا أن نعمل على إحياء هذا التراث، وإحسان التعامل معه؛ لمد الأمة بأسباب العزة والمنعة والتمكين؛ لنتلمس الضوء والطريق الذي سار عليه أجدادنا الكرام. ومن هذا المنطلق فقد خطت كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية العزيزة، خطوة محمودة، حين فتحت الباب للباحثين أن يتقدموا بمشروع تحقيق المخطوطات، لنفضِ الغبار عن تراث الأمة القديم، وكشف درره وكنوزه؛ ليستفيد منها الحاضر والباد، وقد أنعم الله -سبحانه وتعالى- على بنعمة الالتحاق بكلية الدراسات العليا، كلية الشريعة والقانون، قسم الفقه المقارن، وبعد الانتهاء من دراسة المواد المقررة ضمن برنامج الماجستير، كان على كل طالب أن يختار موضوعًا لاستكمال متطلبات الحصول على درجة الماجستير، وفي فترة اختيار الموضوع أشار على أخي في الله بكر أبو صوصين أن أشاركه في تحقيق مخطوطةٍ وقعت تحت يديه، وكنا قبل ذلك قد اشتركنا معًا في دورة لتحقيق المخطوطات، فاستخرتُ الله -سبحانه وتعالى- واستشرت بعض الإخوة، فأشاروا على بخوض هذا المضمار، خصوصًا وأنه فن جديد في قطاع غزة، فاستعنت الله - سبحانه وتعالى - وعزمت على خوض هذا المجال، رغبة مني في المساهمة في إحياء تراث الأمة، وإضافة جديد للمكتبة الإسلامية، ولتكون هذه الخطوة سنة حسنة لمن أراد أن يخوض مضمار التحقيق، والمخطوطة التي عزمت على تحقيقها مخطوطة لها أهمية مميزة في فقه المذهب الشافعي، ترجع إلى القرن السابع الهجري، ومؤلفها هو الشيخ برهان الدين الفزاري، وهي عبارة عن تعليقات واعتراضات على أهم كتب المذهب الشافعي، وهو كتاب "منهاج الطالبين" للإمام النووي -رحمه الله- وقد عاصر مؤلف المخطوط الإمام النووي، رحمهما الله تعالى. وفيما يلي عرض لأهمية الموضوع، وسبب اختياره، والدراسات السابقة، والصعوبات التي تعرَّض لها الباحث، والقسم الذي سيحقق، ومنهج التحقيق، وخطة البحث، وأسأل الله - سبحانه وتعالى- أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن ينفع به المسلمين.
أولًا: أهمية الموضوع:
ترجع أهمية الموضوع إلى الآتي:
1) إن تحقيق المخطوطات يتعلق بتراث الأمة القديم، والذي يمثل الجذور الراسخة في الأرض لهذه الأمة، فهو يربطها بسلفها الصالح وعلمه النافع، فإن أحسنت الأمة التعامل مع تراثها، وأعادت إحياءه، مدها بأسباب العزة والمنعة، فقد تميز علم السلف بأنه قليل الكلام، كثير البركة.
2) إن المخطوطة التي بين أيدينا لها أهمية كبيرة من حيث إنها تعليق على كتاب من أهم كتب المذهب الشافعي، فهي تعليق على كتاب "منهاج الطالبين" للإمام النووي - رحمه الله- والذي هو العمدة في المذهب الشافعي، وعليه التعويل في الفتوى، وقد اهتم به العلماء اهتمامًا بالغًا، وأثنوا عليه، وأَلَّفوا عليه عشرات الشروح والتعليقات والاختصارات.
3) إن هذا المخطوط الذي بين أيدينا، لم يحقَّق من ذي قبل، وهذا لا شك أنه يكسبه أهمية كبيرة، وأن مؤلفه الشيخ برهان الدين بن الفركاح الفزاري من المعاصرين لصاحب المنهاج، لكنه مغمور عند كثير من طلبة العلم، فيحتاج إلى من يظهِر علمه؛ لينتفع الناس به، وهذا يعطي الكتاب أهمية خاصة.
4) إن جلَّ التعليقات في هذا الكتاب، هي عبارة عن اعتراضات على متن المنهاج، وبيانٍ لتناقضات وقع فيها الإمام النووي - رحمه الله - كما يرى المؤلف، مما يعزز قيمة المحتوى، ويضيف جديدًا إلى مكتبة الفقه الشافعي.
5) إن هذا المخطوط قديم، والقِدم من الأمور التي تزيد المخطوط أهمية، فكلما كان قديمًا، كانت الحاجة لتحقيقه أولى من غيره، لمظنة التلف.
ثانيًا: سبب اختيار الموضوع:
1) أهمية الموضوع تعتبر سببًا من أسباب اختياره.
2) الرغبة في خدمة التراث الإسلامي العريق، وإظهاره، وإزالة الغبار عنه، وحمايته من الضياع والتلف، وعواري الزمان، فكم من المؤلفات ضاعت وتلفت، فحرِم المسلمون ما فيها من علوم وفوائد، وهناك كثير من تراثنا ما زال مخطوطًا، لم ير النور بعد.
3) إثراء المكتبة الإسلامية بكتب السلف الصالح -رضوان الله عليهم.
4) إن فن تحقيق المخطوطات في فلسطين ما زال علمًا بكرًا، خصوصًا في قطاع غزة، مع أن المكتبات الفلسطينية تحتوى على عدد كبير من المخطوطات، التي لم تر النور بعد، فهذا الفن يحتاج إلى الكثير من الجهد.
ثالثًا: الدراسات السابقة:
اجتنابًا لضياع الجهود والأوقات والأموال، عمد الباحث إلى البحث والتحري عن المخطوطة، هل حُققت من قبل أم لا ؟ فتوصل إلى أن المخطوطة لم تحقق من قبل، وعليه فليس هناك دراسات سابقة حول الكتاب، واعتمد الباحث على ذلك بعدة وسائل:
1) الرجوع إلى الفهارس المعنية بذكر المطبوعات، والكتب المحققة، مثل: "المعجم الشامل للتراث العربي المطبوع" الذي نشره معهد المخطوطات العربية، وكذلك المجلات والنشرات الدورية التي تصدر عن معاهد ومراكز المخطوطات، وتذكر الجديد في التحقيق، وكذلك فهارس المكتبات العامة، وأدلة الرسائل الجامعية، وخصوصًا " قاعدة معلومات الرسائل الجامعية"، وهو عبارة عن قرص مدمج.
2) الاتصال بمراكز المخطوطات والتراث ومراسلتها، ومنها مركز إحياء التراث الإسلامي بالكويت، ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض، ومعهد المخطوطات العربية بالقاهرة، ومركز جمعة الماجد بالإمارات، ومكتبات المخطوطات الأخرى.
3) سؤال المختصين والمتضلعين في هذا الفن الذي تتناوله المخطوطة، وأصحاب الخبرة في التحقيقات العلمية والمخطوطات.
رابعًا: الصعوبات التي تعرض لها الباحث:
يُعد علم التحقيق، من العلوم التي تحتاج إلى جهود مضنية، فيحسن بالباحث الذي يخوضه، أن يكون صبورًا، واسع الصدر، إذ إن جلب النصوص وتحقيقها، وردها إلى أصولها، يحتاج جهدًا ووقتًا لا يستهان بهما، لذلك فالطريق وعر لا يخلو من الصعوبات، ولقد واجهت الباحث صعوبات عديدة خلال مشواره في تحقيق هذا المخطوط، ومن أبرز تلك الصعوبات:
1) ندرة المراكز والمكتبات المهتمة بالمخطوطات والتراث في قطاع غزة، والتي تفيد المحققين، وتسهل عليهم مهمة التحقيق، وتوفر عليهم الجهد والوقت والمال - بل تكاد تكون معدومة- بالإضافة إلى صعوبة التواصل مع مراكز المخطوطات في العالم.
2) تكبد الباحث عناء شديدًا للحصول على نسخ المخطوطة وهما نسختان، إحداهما: من دار الكتب المصرية، والأخرى: من المكتبة الأزهرية بمصر.
3) قلة المراجع الفقهية القديمة، خصوصًا في الفقه الشافعي، والتي احتاج الباحث إليها لتوثيق الفروع التي احتوت عليها المخطوطة، مما كلف عناء جلبها من الدول المجاورة في ظل إغلاق المعابر والحصار المفروض على شعبنا.
4) طبيعة العمل، من حيث رداءة الخط وصعوبة قراءته، ومن حيث المحتوى، حيث إن أسلوب الكتاب كان صعبًا، والمسائل فيه كانت دقيقة، تحتاج لعناء شديد لفهمها.
5) أن إحدى نسختي المخطوطة كان فيها سقط، في ثلاثة مواضع، مما زاد الأمر صعوبة ومشقة في المقابلة والتحقيق.
خامسًا: القسم الذي سيحقق:
كما سبق بيانه فإن المخطوط عبارة عن تعليقات، شملت أغلب أبواب الفقه في كتاب منهاج الطالبين، وقد سبقني أخي في الله: بكر أبو صوصين -حفظه الله- في تحقيق الشطر الأول من المخطوط، بما فيه إعداد الدراسة، وكان نصيبي من المخطوط الشطر الثاني، من أول كتاب الوصايا إلى آخر المخطوط.
سادسًا: منهج التحقيق:
اتبعت المنهج التالي في تحقيق الكتاب:
1- النُسخُ المخطوطة التي حصلت عليها اثنتان، واحدة من دار الكتب المصرية، والثانية من المكتبة الأزهرية، وقد اعتمدت نسخةَ المكتبة الأزهرية هي الأم، وسميتها بالأصل، ونسخة دار الكتب المصرية الفرع، وقمت بنسخ الأصل، واتبعت أثناء النسخ، قواعد الإملاء الحديثة، ورمزت لنسخة دار الكتب المصرية بـ "ب".
2- قابلت بين النسختين، نسخة الأصل، ونسخة الفرع "ب"، وأثبتُّ الفروق بين النسختين، فوضعت زيادات الفرع على الأصل، بين معكوفتين، هكذا [ ]، ونبهت على ذلك في الهامش، ووضعت ما زاد في الأصل عن الفرع بين قوسين، هكذا ( )، ونبهت على ذلك في الهامش، وأشرت إلى الفروق بين الألفاظ، وكذلك صححت ما بالمخطوطة من تصحيفات وتحريفات، أثناء المقابلة، وكذلك قابلت متن المصنف، أي عبارة المنهاج المعلَّق عليها على منهاج الطالبين المطبوع، وأثبتُّ الفروق بينهما، وأنبه أخيرًا، أن هناك ثلاث عبارات لا تؤثر على المعنى لا من قريب ولا من بعيد، وهي "رحمه الله"، و"رضي الله عنه"، و"الله أعلم"، تفاوتت النسخ في إثباتها، وكان بين الُنسخ اختلاف فيها، فقد تثبت في الأصل دون الفرع، أو العكس؛ لذلك أثبتها بدون إشارة في الهامش، واكتفيت بالإشارة هنا؛ لعدم إثقال الهوامش.
3- اعتمدت طريقة النص المختار في أعلى الصفحة، وأثبته مع الإشارة إلى ما يخالفه في الهامش.
4- عزوتُ الآيات القرآنية الواردة في النص، والآيات التي ذكرتها في التعليق بإيراد اسم السورة ورقم الآية.
5- خرجت الأحاديث النبوية التي ذكرتها في التعليق، من مصادرها الرئيسة، فإن كان الحديث في الصحيحين، أو أحدهما، اكتفيت بمصدر واحد، وإن كان في غيرهما، اكتفيت بمصدرين، إن وجد، واجتهدت غالبًا أن أذكر الحكم على الحديث من كتب الشيخ الألباني- رحمه الله - وطريقتي في التوثيق ذكر اسم الكتاب والباب، والجزء والصفحة، ورقم الحديث.
6- ترجمت للأعلام، الوارد ذكرهم في المخطوطة ترجمة مختصرة مفيدة، وذلك في المرة الأولى التي يرد فيها العلم، واعتمدت في الترجمة على مصدر واحد.
7- ذكرت أسماء الكتب الفقهية التي تناولتها تعليقات المخطوطة، وذلك بين معكوفتين [ ]، ليسهل على الباحث مطالعة الكتاب.
8- أخرجت النص في أفضل صورة، بضبط ما يشكل من الكلمات، وذلك بتنسيق النص، ووضع علامات الوقف والترقيم؛ ليتضح المعنى، وجعلت متن المنهاج بين قوسين ﴿ ﴾ بخط أسود عريض، وحجم أكبر؛ وذلك لتمييز كلام الإمام النووي عن كلام ابن الفركاح المؤلف.
9- وثقت النصوص الواردة في المخطوط، بعزو النص إلى المصدر، الذي أخذ منه المؤلف مباشرة إن وجد، ونسبتها إلى قائلها بدون تصحيف ولا تحريف، ما استطعت إلى ذلك سبيلًا، فإن أعياني البحث والتنقيب عن الكتاب، فلم أجده، أشرت إلى ذلك في الهامش.
10- حيث أذكر في التعليق " المصنف "، أقصد الإمام النووي - رحمه الله- وحيث أذكر " المؤلف " أقصد الشيخ برهان الدين بن الفركاح.
11- قمتُ بتعريف المصطلحات الفقهية أو الأصولية أو اللغوية، التي ذكرت في الكتاب، وتحتاج إلى إيضاح.
12- قمت بتوضيح المسائل، التي تحتاج إلى شرح وتعليق، أو بها نوع من الغموض، ورجعت في ذلك إلى كتب المذهب، خاصة شرح المنهاج "مغني المحتاج"، و"الشرح الكبير للرافعي"، و"الروضة للنووي"، معتمدًا طريقة النقل بتصرف في معظم المسائل، دون الإشارة إلى ذلك.
13- صنعت الفهارس المتنوعة؛ ليسهل على الباحث والمطالع، الوصول إلى بغيته بأيسر جهد -إن شاء الله - وهذه الفهارس هي:
فهرس الآيات القرآنية
فهرس الأحاديث النبوية
فهرس الأعلام فهرس المصادر والمراجع
فهرس المواضيع
14- ثم أختم بنتائج وتوصيات وخاتمة.
سابعًا: خطة البحث:
اشتملت خطة البحث على القسم الثاني من المخطوط، وهو النص المحقق تحقيقًا علميًّا، وقد احتوى على الكُتب التالية:
كتاب الوصايا
كتاب قَسْم الفيء
كتاب الصدقات
كتاب النكاح كتاب الصَّدَاق
كتاب الخُلع
كتاب الطلاق كتاب الرجعة
كتاب الإيلاء
كتاب الظهار
كتاب اللعان
كتاب العِدد كتاب الرضاع
كتاب النفقات
كتاب الجراح
كتاب الديات كتاب دعوى الدم
كتاب البغاة
كتاب الردة
كتاب الزنا
كتاب قطع السرقة
كتاب الصيال وضمان الولاة
كتاب السير
كتاب الجزية
كتاب الصيد والذبائح
كتاب الأضحية
كتاب الأطعمة
كتاب المسابقة والمناضلة
كتاب الأيمان
كتاب النذر
كتاب القضاء
كتاب الشهادات
كتاب الدعوى والبينات
كتاب العتق
كتاب الكتابة
كتاب أمهات الأولادرابط الموضوع: https://www.alukah.net/library/0/138603/#ixzz6DilayGMY