تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: يبعث الله هذا ويميتك ، ثم يحييك ، ثم يدخلك نار جهنم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي يبعث الله هذا ويميتك ، ثم يحييك ، ثم يدخلك نار جهنم

    قال المفسرون : إن أبي بن خلف أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بعظم حائل [ قد بلي ، ] فقال : يا محمد ، أترى الله يحيي هذا بعد ما قد رم ؟ فقال : " نعم ، ويبعثك ويدخلك النار " ، فأنزل الله تعالى هذه الآيات : ( وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم ) .

    721 - أخبرنا سعيد بن محمود بن جعفر قال : أخبرنا أبو علي بن أبي بكر الفقيه قال : أخبرنا أحمد بن الحسين بن الجنيد قال : حدثنا زياد بن أيوب قال : حدثنا هشيم قال : حدثنا حصين ، عن أبي مالك : أن أبي بن خلف الجمحي جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعظم حائل ففته بين يديه وقال : يا محمد ، يبعث الله هذا بعدما أرم ؟ فقال : " نعم ، يبعث الله هذا ويميتك ، ثم يحييك ، ثم يدخلك نار جهنم " . فنزلت هذه الآية .

    ماصحة هذا الحديث؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    439

    افتراضي رد: يبعث الله هذا ويميتك ، ثم يحييك ، ثم يدخلك نار جهنم

    السلام عليكم
    هذا الذي ذكرته يا أخي الكريم من كتاب (أسباب النزول) للواحدي و قد قال فيه محقق الكتاب الحميدان : (مرسل, صحيح الإسناد, ويشهد له:* ما أخرجه ابن جرير (23/21) عن قتادة مرسلاً نحوه بإسناده صحيح.) انتهى .
    قلت (صالح محمود) : أخرج هذا المرسل أيضا الحارث في مسنده كما في البغية 719 حيث قال : (حدثنا أبو عبد الله محمد بن بكار , ثنا هشيم , أنبأ حصين , عن أبي مالك: أن أبي بن خلف , جاء بعظم حائل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ففته بين يديه , قال: فقال: يا محمد أيبعث الله هذا بعد ما أرم؟ قال: نعم «يبعث الله هذا ثم يميتك ثم يحييك ثم يدخلك نار جهنم» , قال: فنزلت الآيات التي في آخر سورة يس {أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين} [يس: 77] إلى آخر السورة ") , و هذا إسناد صحيح إلى أبي مالك وهو تابعي ثقة .
    وقال السيوطي في (الدر المنثور في التفسير المأثور)(7/75) : (وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي في البعث عن أبي مالك قال: جاء أبي بن خلف بعظم نخرة فجعل يفته بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم قال: من يحيي العظام وهي رميم فأنزل الله {أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين} إلى قوله {وهو بكل شيء عليم}) .
    و الخلاصة من هذا أن الإسناد صحيح إلي أبي مالك و لكنه تابعي ثقة فيكون الإسناد إلى النبي صلى الله عليه وسلم مرسل و المرسل من أقسام الضعيف كما تعلم , و لكن قد يقويه مرسل أبي قتادة الذي رواه الطبري في تفسيره حيث قال : (حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: {قال من يحيي العظام وهي رميم} [يس: 78] ذكر لنا أن أبي بن خلف، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعظم حائل، ففته، ثم ذراه في الريح، ثم قال: يا محمد من يحيي هذا وهو رميم؟ قال: «الله يحييه، ثم يميته، ثم يدخلك النار» ؛ قال: فقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ") .
    قلت : هذا صحيح الإسناد إلى قتادة وهو تابعي ثقة ثبت فيكون الإسناد إلى النبي صلى الله عليه وسلم مرسل و المرسل من أقسام الضعيف .
    و الخلاصة من كل هذا أن الحديث صح عن قتادة و صح عن أبي مالك , و هما تابعيان ثقتان وهذان المرسلان يقويان بعضهما البعض فيكون الحديث فيما أرى حسن لغيره . والله أعلم .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    439

    افتراضي رد: يبعث الله هذا ويميتك ، ثم يحييك ، ثم يدخلك نار جهنم

    ملحوظة : قال السيوطي في الدر المنثور :
    (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء أبي بن خلف وفي يده عظم حائل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكسره بيده ثم قال: يا محمد كيف يبعثه الله وهو رميم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يبعث الله هذا ويميتك ثم يدخلك جهنمقال الله {قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم})
    و قال :
    (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء أبي بن خلف
    الجمحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعظم نخر فقال: أتعدنا يا محمد إذا بليت عظامنا فكانت رميما أن الله باعثنا خلقا جديدا ثم جعل يفت العظم ويذره في الريح فيقول: يا محمد من يحيي هذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم
    يميتك الله ثم يحييك ويجعلك في جهنم ونزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم {وضرب لنا مثلا ونسي خلقه}) .
    قلت : تفسير ابن مردويه لا أعلم إذا كان مفقودا أم لا و لعل الإخوة يفيدونك في هذا .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    439

    افتراضي رد: يبعث الله هذا ويميتك ، ثم يحييك ، ثم يدخلك نار جهنم

    و روي أن هذه الآية نزلت في العاص بن وائل ولعلي عندما أنشط أقوم بتخريجها

  5. #5

    افتراضي رد: يبعث الله هذا ويميتك ، ثم يحييك ، ثم يدخلك نار جهنم

    أولا: ذكر من قال إنه العاص بن وائل.
    أخرج ابن أبي الدنيا في الأهوال [88] فقال: ثنا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثنا هُشَيْمٌ،
    عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ:
    جَاءَ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِعَظْمِ حَائِلٍ فَفَتَّهُ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، يَبْعَثُ اللَّهُ هَذَا؟ قَالَ: " نَعَمْ، يُمِيتُكَ، ثُمَّ يُحْيِيكَ، ثُمَّ يُدْخِلُكَ نَارَ جَهَنَّمَ "، فَنَزَلَتْ: {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلا وَنَسِيَ خَلْقَهُ}. اهـ.
    قلتُ: هذا مرسل ضعيف الإسناد، فيه عنعنة هشيم السلمي قال عنه الحافظ ابن حجر: " كثير التدليس والإرسال الخفي ". اهـ.
    وهذا قد جاء من طريق قد صرح بالتحديث فأخرج الطبري في تفسيره [19 : 487] فقال: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ،
    قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: فذكره.
    قلتُ: هشيم هذا يدلس تدليس التسوية فلا يقبل منه حتى يصرح في الإسناد كله بالتحديث.
    وقد جاء
    موصولًا عن هشيم فأخرج الحاكم في المستدرك [2 : 428] فقال:
    أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ ، ثنا جَدِّي، ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، ثنا هُشَيْمٌ،
    أَنْبَأَ أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ:
    جَاءَ الْعَاصِ بْنُ وَائِلٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِعَظْمِ حَائِلٍ فَفَتَّهُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَيَبْعَثُ اللَّهُ هَذَا بَعْدَ مَا أَرَمَ؟ قَالَ: " نَعَمْ، يَبْعَثُ اللَّهُ هَذَا يُمِيتُكَ، ثُمَّ يُحْيِيكَ، ثُمَّ يُدْخِلُكَ نَارَ جَهَنَّمَ "، قَالَ: فَنَزَلَتِ الآيَاتُ {أَوَلَمْ يَرَ الإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ} إِلَى آخِرِ السُّورَةِ ". اهـ.
    قال الحاكم: " هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ ". اهـ.
    قلتُ: بل هو ضعيف،
    الصواب فيه
    عنعنة هشيم وأنه مرسل كما روى الفضيل بن عبد الوهاب ويعقوب بن إبراهيم.
    فأخرج ابن أبي حاتم في تفسيره [18126] فقال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الزَّيَّاتُ، عَنْ هُشَيْمٍ،
    عَنْ أَبيِ بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،
    أَنَّ الْعَاصِي بْنَ وَائِلٍ أَخَذَ عَظْمًا مِنَ الْبَطْحَاءِ فَفَتَّهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ
    : أَيُحْيِي اللَّهُ تَعَالَى هَذَا بَعْدَ مَا أَرَى؟ فَقَالَ َرَسُولُ اللَّهِ : " نَعَمْ، يُمِيتُكَ اللَّهُ ثُمَّ يُحْيِيكَ، ثُمَّ يُدْخِلُكَ جَهَنَّمَ "، قَالَ: وَنَزَلَتِ الْآيَاتُ مِنْ آخَرِ يس ". اهـ.
    وأخرجه أيضًا أبو بكر الإسماعيلي في المعجم (3/742)، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (3425).
    وتوبع عثمان بن سعيد على عنعنة هشيم فأخرج الخطيب البغدادي في التلخيص (1/386) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانٍ الْجَزَرِيِّ، بِمَكَّةَ، ثنا هُشَيْمٌ،
    عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: فذكره.

    وقد ورد من طريق ءاخر لكن في
    عبد الله بن أبي، بإسناد تالف، فأخرج الطبري في تفسيره [19 : 487] فقال: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{أَوَلَمْ يَرَ الإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ}، إِلَى قَوْلِهِ: {وَهِيَ رَمِيمٌ}، قَالَ: جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيِّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِعَظْمٍ حَائِلٍ فَكَسَرَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، كَيْفَ يَبْعَثُ اللَّهُ هَذَا وَهُوَ رَمِيمٌ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " يَبْعَثُ اللَّهُ هَذَا، وَيُمِيتُكَ، ثُمَّ يُدْخِلُكَ جَهَنَّمَ "، فَقَالَ اللَّهُ: {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} ". اهـ.
    وأيضًا بإسناد ضعيف ولكن في
    أمية بن خلف، فأخرج الطبراني في مسند الشاميين (3/380) فقال:
    وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَبُو عَلْقَمَةَ نَصْرُ بْنُ خُزَيْمَةَ، أَنَّ أَبَاهُ، حَدَّثَهُ عَنْ نَصْرِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَخِيهِ مَحْفُوظٍ، عَنِ ابْنِ عَائِذٍ، عَنِ الْمِقْدَامِ،
    أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أَخَذَ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ عَظْمًا فَفَتَّهُ، ثُمَّ قَالَ لِصَاحِبٍ لَهُ: أَتَرَى اللَّهَ يُحْيِي هَذِهِ وَهِيَ رَمِيمٌ.
    وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ}، فَلَزِمَ الْحَقُّ بِمَنْكِبِهِ ". اهـ.

    وقد روى هشيم
    مصرحًا بالتحديث من طريق ءاخر لكن في أبي بن خلف فأخرج الحربي في غريب الحديث [1 : 72] فقال:
    حَدَّثَنَا شُجَاعٌ، عَنْ هُشَيْمٍ،
    أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، أَنَّ أُبَيَّ بْنَ خَلْفٍ " جَاءَ بِعَظْمٍ حَائِلٍ، فَفَتَّهُ، وَقَالَ: أَيَبْعَثُ اللَّهُ هَذَا؟ ". اهـ، هكذا مختصرًا.
    وأخرج الحارث في مسنده كما في بغية الباحث [718] فقال: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا هُشَيْمٌ،
    أَنْبَأَ حُصَيْنٌ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ،
    أَنَّ أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ جَاءَ بِعَظْمٍ حَائِلٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَفَتَّهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَيَبْعَثُ اللَّهُ هَذَا بَعْدَ مَا أَرَمَّ؟ قَالَ: نَعَمْ " يَبْعَثُ اللَّهُ هَذَا ثُمَّ يُمِيتُكَ ثُمَّ يُحْيِيَكَ ثُمَّ يُدْخِلُكَ نَارَ جَهَنَّمَ "،
    قَالَ: فَنَزَلَتِ الآيَاتُ الَّتِي فِي آخِرِ سُورَةِ يس: {أَوَلَمْ يَرَ الإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ} إِلَى آخِرِ السُّورَةِ ". اهـ.
    وأخرجه أيضًا الواحدي في أسباب النزول (758) فقال:
    أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْفَقِيهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْد ِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْم ٌ،
    قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، فذكره.
    وهذا إسناد مرسل صحيح الإسناد.
    يشهد له ما أخرجه ابن أبي حاتم معلقا في تفسيره [18122] فقال: عَنِ السُّدِّيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ: " {أَوَلَمْ يَرَ الإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ}، قَالَ:
    نَزَلَتْ فِي أُبَّيِّ بْنِ خَلَفٍ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ عَظْمٌ قَدْ دُثِرَ، فَجَعَلَ يَفُتُّهُ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، وَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ، أَنْتَ الَّذِي تُحَدِّثُ أَنَّ هَذَا سَيَحْيَا بَعْدَ مَا قَدْ بَلِيَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " نَعَمْ، لَيُمِيتَنَّ الْآخَرَ ثُمَّ لَيُحْيِيَنَّهُ ، ثُمَّ لَيُدْخِلَنَّهُ النَّارَ ". اهـ.
    ويشهد له ما أخرجه عبد الرزاق في تفسيره [1001] فقال: عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى}، قَالَ:
    جَاءَ أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ الْجُمَحِيُّ بِعَظْمٍ حَائِلٍ، فَقَالَ: اللَّهُ يُحْيِي هَذَا يَا مُحَمَّدُ، وَهُوَ رَمِيمٌ؟ وَهُوَ يَفُتُّ الْعَظْمَ، فَقَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " يُحْيِيكَ، ثُمَّ يَبْعَثُكَ، ثُمَّ يُدْخِلُكَ النَّارَ "، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ، قَالَ: لَئِنْ رَأَيْتُ مُحَمَّدًا لأَقْتُلَنَّهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " بَلْ أَنَا قَاتِلُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ". اهـ.
    أخرجه الطبري في تفسيره (19/486) فقال: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، فذكره.


    قال ابن الجوزي في زاد المسير (3/533) :
    قوله تعالى: أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ اختلفوا فيمن نزلت هذه الآية والتي بعدها على خمسة أقوال:

    - أحدها: أنه العاص بن وائل السهمي، أخذ عَظْماً من البطحاء ففتَّه بيده، ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وسلّم: أيُحْيي اللهُ هذا بعد ما أرى؟ فقال: «نعم، يُميتُكَ الله ثُمَّ يُحْييكَ ثُم َّيُدخلكَ نار جهنَّم» ، فنزلت هذه الآيات، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس.

    - والثاني: أنه عبد الله بن أبيّ ابن سلول، جرى له نحو هذه القصة، رواه العوفي عن ابن عباس.

    - والثالث: أنه أبو جهل بن هشام، وأن هذه القصة جرت له، رواه الضحاك عن ابن عباس.

    - والرابع: أنه أُميَّةُ بن خَلَف، قاله الحسن.

    - والخامس: أنه أُبيُّ بن خَلَف الجُمَحي، وهذه القصة جرت له، قاله مجاهد وقتادة والجمهور، وعليه المفسِّرون ". اهـ.

    قلت: والصواب في أمر العاص بن وائل هو أن القائل له ذلك خباب بن الأرت رضي الله عنه.
    وهو ما أخرجه البخاري في صحيحه [٤٧٣٣] من حديث
    خباب بن الأرت رضي الله عنه قال:
    كُنْتُ قَيْنًا بمَكَّةَ، فَعَمِلْتُ لِلْعاصِ بنِ وائِلٍ السَّهْمِيِّ سَيْفًا فَجِئْتُ أتَقاضاهُ، فَقالَ: لا أُعْطِيكَ حتّى تَكْفُرَ بمُحَمَّدٍ قُلتُ: لا أكْفُرُ بمُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتّى يُمِيتَكَ اللَّهُ، ثُمَّ يُحْيِيَكَ،
    قالَ: إذا أماتَنِي اللَّهُ ثُمَّ بَعَثَنِي ولِي مالٌ ووَلَدٌ، فأنْزَلَ اللَّهُ: {أَفَرَأَيْتَ الذي كَفَرَ بآياتِنا وقالَ: لَأُوتَيَنَّ مالًا ووَلَدًا، أطَّلَعَ الغَيْبَ أمُ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا} قالَ: مَوْثِقًا لَمْ يَقُلِ الأشْجَعِيُّ، عن سُفْيانَ: سَيْفًا ولا مَوْثِقًا ". اهـ.

    وأخرج الفريابي في القدر (1/76) فقال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ
    عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ:
    خَطَبَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْجَابِيَةِ، وَالْجَاثَلِيقُ مَاثِلٌ بَيْنَ يَدَيْهِ وَالتُّرْجُمَان ُ يُتَرْجِمُ، فَقَالَ عُمَرُ: " مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ "،
    فَقَالَ الْجَاثَلِيقُ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لا يُضِلُّ أَحَدًا، فَقَالَ عُمَرُ: " مَا تَقُولُ؟ " فَقَالَ التُّرْجُمَانُ: لا شَيْءَ، ثُمَّ عَادَ فِي خُطْبَتِهِ، فَلَمَّا بَلَغَ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ،
    قَالَ الْجَاثَلِيقُ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لا يُضِلَّ أَحَدًا، فَقَالَ عُمَرُ: " مَا تَقُولُ؟ " فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: " كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ، وَلَوْلا وَلْتُ عَهْدٍ لَكَ لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ،
    بَلِ اللَّهُ خَلَقَكَ وَاللَّهُ أَضَلَّكَ، ثُمَّ يُمِيتُكَ، ثُمَّ يُدْخِلُكَ النَّارَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ
    ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ عز وجل لَمَّا خَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ نَثَرَ ذُرِّيَّتَهُ، فَكَتَبَ أَهْلَ الْجَنَّةِ وَمَا هُمْ عَامِلُونَ، وَأَهْلَ النَّارِ وَمَا هُمْ عَامِلُونَ، ثُمَّ قَالَ: هَؤُلاءِ لِهَذِهِ، وَهَؤُلاءِ لِهَذِهِ، وَقَدْ كَانَ النَّاسُ تَذَاكَرُوا الْقَدَرَ فَافْتَرَقَ النَّاسُ وَمَا يُنْكِرُهُ أَحَدٌ ". اهـ.
    وأخرج ابن وهب في القدر (22) فقال: أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو الأَوْزَاعِيِّ، فذكره مرسلًا.
    والله أعلم.

  6. #6

    افتراضي رد: يبعث الله هذا ويميتك ، ثم يحييك ، ثم يدخلك نار جهنم

    جزاكم الله خيرا

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    439

    افتراضي رد: يبعث الله هذا ويميتك ، ثم يحييك ، ثم يدخلك نار جهنم

    بارك الله فيك ولكن ما الدليل على أن هشيم يدلس تدليس التسوية ؟

  8. #8

    افتراضي رد: يبعث الله هذا ويميتك ، ثم يحييك ، ثم يدخلك نار جهنم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عزالدين إبراهيم مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيرا
    وجزاكم الله خيرا.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح محمود مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك ولكن ما الدليل على أن هشيم يدلس تدليس التسوية ؟
    وفيكم بارك الله.
    رواية هشيم عن حصين بن عبد الرحمن:
     قال أحمد: هشيم لا يكاد يسقط عليه شيء من حديث حصين، ولا يكاد يدلس عن حصين.
     وقد وصف هشيم بأنواع أخرى من التدليس غير تدليس الإسناد تدليس التسوية.
     قال ابن حجر: … ذكروا من أمثلة التسوية ما رواه هشيم عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن الزهري عن عبد الله بن الحنفية عن أبيه عن علي رضي الله عنه في تحريم لحوم الحمر الأهلية قالوا ويحيى
    بن سعيد لم يسمعه من الزهري إنما أخذه عن مالك عن الزهري، هكذا حدث به عبد الوهاب الثقفي وحماد بن يزيد وغير واحد عن يحيى بن سعيد عن الزهري، ويحيى فقد سمع من الزهري فلا إنكار في روايته عنه، إلا هشيماً قد سوى هذا الإسناد، وقد جزم لذلك
    ابن عبد البر وغيره.

    انظر للإفادة:
    https://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=104387

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    439

    افتراضي رد: يبعث الله هذا ويميتك ، ثم يحييك ، ثم يدخلك نار جهنم

    جزاك الله خيرا , و لكن عنعنة المدلس لا ترد إلا إذا كان مكثرا من التدليس و هشيم لم يذكره أحد بأنه مكثر من تدليس التسوية و ما ذكرته قد يعد حالة فردية , و قد قال صاحب الموضوع الذي أشرت إليه في ملتقى أهل الحديث : (قلت ( الزيادي ): والذي يظهر لي أن اتصافه بهذه الأنواع على سبيل الندرة لأنه لم يشتهر بذلك، ولم أجد في كل نوع منها إلا رواية واحدة عنه، ولم أجد أحاديث أعلت بتدليسه بهذه الأنواع.) .

  10. #10

    افتراضي رد: يبعث الله هذا ويميتك ، ثم يحييك ، ثم يدخلك نار جهنم

    وجزاكم خيرا، آمين.
    ولكن الراجح في هذه المراسيل أن الآية نزلت في أبي بن خلف وهو عليه الجمهور والمفسرون كما ذكر ابن الجوزي.
    أما العاص بن وائل فقد نزلت عليه آية أخرى.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة

    قلت: والصواب في أمر العاص بن وائل هو أن القائل له ذلك خباب بن الأرت رضي الله عنه.
    وهو ما أخرجه البخاري في صحيحه [٤٧٣٣] من حديث
    خباب بن الأرت رضي الله عنه قال:
    كُنْتُ قَيْنًا بمَكَّةَ، فَعَمِلْتُ لِلْعاصِ بنِ وائِلٍ السَّهْمِيِّ سَيْفًا فَجِئْتُ أتَقاضاهُ، فَقالَ: لا أُعْطِيكَ حتّى تَكْفُرَ بمُحَمَّدٍ قُلتُ: لا أكْفُرُ بمُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتّى يُمِيتَكَ اللَّهُ، ثُمَّ يُحْيِيَكَ،
    قالَ: إذا أماتَنِي اللَّهُ ثُمَّ بَعَثَنِي ولِي مالٌ ووَلَدٌ، فأنْزَلَ اللَّهُ: {أَفَرَأَيْتَ الذي كَفَرَ بآياتِنا وقالَ: لَأُوتَيَنَّ مالًا ووَلَدًا، أطَّلَعَ الغَيْبَ أمُ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا} قالَ: مَوْثِقًا لَمْ يَقُلِ الأشْجَعِيُّ، عن سُفْيانَ: سَيْفًا ولا مَوْثِقًا ". اهـ.


  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: يبعث الله هذا ويميتك ، ثم يحييك ، ثم يدخلك نار جهنم

    جزاكم الله خيراً.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •