التصنيف في أبناء القرن الواحد
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ وبعد:
فهذا مبحث لطيف في حَدِّ التصنيف في تراجم أبناء القرن الواحد.
وقد جاء في أربعة مطالب وخاتمة.
المطلب الأول: المعتاد في التصنيف على تراجم أبناء القرن الواحد.
عمد المصنفون في هذا الباب على ترجمة الأعلام الذين توفوا في القرن الموسوم لتصانيفهم؛ ومن ذلك:
1- الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة؛ لابن حجر (ت 852هـ).
2- الضوء اللامع لأهل القرن التاسع؛ للسخاوي (902هـ).
3- النور السافر عن أخبار القرن العاشر؛ للعيدروس (ت 1038هـ).
4- خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر؛ للمحبي (ت 1111هـ).
المطلب الثاني: التصنيف ولَـمَّا ينته القرن.
ومن ذلك:
1- الغصون اليانعة في محاسن شعراء المائة السابعة؛ لابن سعيد المغربي (ت 685هـ).
2- الكتيبة الكامنة فيمن لقيناه بالأندلس من شعراء المائة الثامنة؛ للسان الدين ابن الخطيب (ت 776هـ).
المطلب الثالث: إلحاق من لم يدرك القرن.قال الغِبريني (ت 714هـ) في (عنوان الدراية فيمن عُرف من العلماء في المائة السابعة) معتذراً -بعدما ذكر جماعة ألحقهم بكتابه-: "فهؤلاء الفضلاء هم الذين رأيت أن أُلحقهم بعلماء هذه المائة؛ لأنهم كانوا في أواخر المائة السادسة، وقد بقي خلق كثير من أهل المائة السادسة ممن لهم جلال وكمال؛ ولكن شرط الكتاب منع من ذكرهم"[1].
المطلب الرابع: إلحاق من أدرك القرن التالي.ترجم عبد الرزاق البيطار (ت 1335هـ) في (حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر) معاصريه[2]؛ فزاد تراجم جماعة من معاصريه ممن أدرك القرن الرابع عشر[3].
الخاتمة:
وبعد؛ فهذه أبرز نتائج المبحث:1- عامة التصانيف في تراجم أبناء القرن الواحد التزموا ترجمة المتوفين في القرن الموسوم لتصانيفهم.
2- صنف بعض العلماء في تراجم أبناء القرن ولَـمَّا ينته.
3- توسع بعضهم بإلحاق من لم يدرك القرن، ثم اعتذر لهذا التوسع.4- تسامح البيطار في (الحلية) فترجم جماعة من معاصريه ممن أدرك القرن التالي.والحمد لله على مَنِّه وبلوغ التمام
[1] عنوان الدراية: ص55.
[2] كما وصف الزركلي في (الأعلام: 3 /351).
[3] من أبرزهم محمود (ت 1316هـ) ابن أخيه الشيخ حسن البيطار. (ص 1483).