بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده
ثم اما بعد من المؤسف أن يضطرنا بعض الملاحدة السفهاء إلي أن نكتب في الرد علي شبهات فارغة لكن الأمر كما قال الأصمعي تزندق هؤلاء القوم لجهلهم باللغة العربية ولو كانوا مطلعين على خفايا اللغة لفهموا حقيقة القرآن والحديث
زعم الملاحدة أن قوله تعالي
( إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )
يناقض العلم الحديث لان الطبيب يمكن ان يعلم من خلال اجهزة معينة بعد فترة التخلق جنس الجنين هل هو ذكر ام أنثي ؟
ولنبدأ من هذه النقطة وهي أنهم يقرون أنه قبل فترة تخلق الجنين لا يستطيع أحد ان يعلم هل سيكون ذكرا ام أنثي وفي الحقيقة هذا هو معني الآية فلا يوجد احد يستطيع أن يحدد قبل التخلق هل سيكون الجنين ذكرا ام أنثي وبهذا تسقط الشبهة أساسا
أما بعد التخلق فالملك الموكل يعرف ذلك قبل ان يعرفه الأطباء كما ثبت في صحيح مسلم أنه قال صلي الله عليه وسلم إذَا مَرَّ بالنُّطْفَةِ ثِنْتَانِ وَأَرْبَعُونَ لَيْلَةً، بَعَثَ اللَّهُ إلَيْهَا مَلَكًا، فَصَوَّرَهَا وَخَلَقَ سَمْعَهَا وَبَصَرَهَا وَجِلْدَهَا وَلَحْمَهَا وَعِظَامَهَا، ثُمَّ قالَ: يا رَبِّ أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟ فَيَقْضِي رَبُّكَ ما شَاءَ، وَيَكْتُبُ المَلَكُ، ثُمَّ يقولُ: يا رَبِّ أَجَلُهُ، فيَقولُ رَبُّكَ ما شَاءَ، وَيَكْتُبُ المَلَكُ، ثُمَّ يقولُ: يا رَبِّ رِزْقُهُ، فَيَقْضِي رَبُّكَ ما شَاءَ، وَيَكْتُبُ المَلَكُ، ثُمَّ يَخْرُجُ المَلَكُ بالصَّحِيفَةِ في يَدِهِ، فلا يَزِيدُ علَى ما أُمِرَ وَلَا يَنْقُصُ
( ومن المعلوم ان الجنين ينمو علي مراحل )
وهذا ما استظهره ابن كثير فقال في تفسيره
وكذلك لا يعلم ما في الأرحام مما يريد أن يخلقه تعالى سواه، ولكن إذا أمر بكونه ذكراً أو أنثى أو شقياً أو سعيداً علم الملائكة الموكلون بذلك ومن شاء من خلقه
والله المستعان
وهو الهادي إلي سواء السبيل