تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: بحث في قصة القصيدة التي أبكت الإمام أحمد « إذا ما قال لي ربي أما استحييت تعصيني »

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي بحث في قصة القصيدة التي أبكت الإمام أحمد « إذا ما قال لي ربي أما استحييت تعصيني »

    بحث في قصة القصيدة التي أبكت الإمام أحمد « إذا ما قال لي ربي أما استحييت تعصيني »

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
    أما بعد :

    فقد اشتهرت بين الناس القصة التي فيها أن الإمام أحمد سئل عن القصائد فقال : مثل ماذا فقيل له مثل قولهم: إذا ما قال لي ربي
    أما استحييت تعصيني ...
    وتخفي الذنب عن خلقي
    وبالعصيان تأتيني
    وأن الإمام أحمد جلس يبكي حتى كاد يهلك..
    أقول : وهذه القصة ذكرت في ذيل طبقات الحنابلة «1/299 - ترجمة يحيى بن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده العبدي الأصبهاني».

    قال : أخبرنا عمّي الإمام، أخبرنا عليّ بن عبد الله بن جَهضم بمكة، حدثنا محمد بن أبي زكريا الفقيه، حدثنا عبدوس بن أحمد، حدثنا أبو حامد الخُلْقاني قال: قلتُ لأحمد بن حنبل: ما تقول في القصائد. فقال: في مثل ماذا. قلت: مثل ما تقول:

    إذا ما قال لي ربِّي: ... أما استحييت تعصيني
    وتُخفي الذنب من غيري ... وبالعصيان تأتيني؟
    قال: فرد الباب، وجعل يقول:
    إذا ما قال لي ربِّي: ... أما استحييتَ تعصيني
    وتُخفي الذنبَ مِنْ غَيْري ... وبالعصيان تأتيني؟
    فخَرَجتُ وتركته.

    أقول : علي بن عبد الله بن جهضم متهم بالكذب له ترجمة في الميزان
    وعبدوس وهو عبد الرحمن بن أحمد بن عباد الهمداني لقبه عبدوس حافظ همدان له ترجمة في السير وتاريخ الإسلام والخلقاني لم أجد له ترجمه والله أعلم
    غير أن ابن جهضم قد توبع
    قال ابن الجوزي في تلبيس إبليس:أنبأنا به أبو عبد العزيز كاوس نا المظفر بن الحسن الهمداني نا أبو بكر بن لالي ثنا الفضل الكندي قال سمعت عبدوس يقول سمعت أبا حامد الخلفاني يقول لأحمد بن حنبل يا أبا عبد الله هذه القصائد الرقاق التي في ذكر الجنة والنار أي شيء تقول فيها فقال مثل أي شيء قلت يقولون:
    إذا ما قال لي ربي ... أما استحييت تعصيني
    وتخفي الذنب من خلقي ... وبالعصيان تأتيني

    فقال أعد علي فأعدت عليه فقام ودخل بيته ورد الباب فسمعت نحيبه من داخل البيت، وهو يقول:
    إذا ما قال لي ربي ... أما استحييت تعصيني
    وتخفي الذنب من خلقي ... وبالعصيان تأتيني

    أقول: شيخ ابن الجوزي لم أعرفه وأغلب ظني انه أبو العز بن كادش تحرف اسمه فإنه من شيوخ ابن الجوزي وهو متهم قال الذهبي في سير أعلام النبلاء :

    قَالَ ابْنُ النَّجَّار: كَانَ ضَعِيْفاً فِي الرِّوَايَة، مُخلطاً، كَذَّاباً، لاَ يُحْتَجُّ بِهِ، وَللأَئِمَّة فِيْهِ مَقَالٌ.
    قَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ ابْنُ نَاصر يُسيءُ القَوْل فِيْهِ.
    وَقَالَ عَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيُّ: كَانَ مُخلطاً.

    وَقَالَ ابْنُ نَاصر: لَمْ يَسْمَعْ كُلّ كِتَاب "الجَلِيْس" مِنْ أَبِي عَلِيٍّ الجَازِرِي، قَالَ السَّمْعَانِيّ: فَذَكَرتُ هَذَا لأَبِي القَاسِم الدِّمَشْقِيّ، فَأَنْكَرَهُ غَايَةَ الإِنْكَار، وَقَالَ: كَانَ صَحِيْحَ السَّمَاعِ، وَرَأَيْتُ سَمَاعه لِهَذَا الكِتَاب فِي الأَصْل مثبتاً، وَأَثْنَى عَلَى أَبِي الْعِزّ.

    ثُمَّ قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَمِعْتُ ابْنَ نَاصر يَقُوْلُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ سُلَيْمَانَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعِزّ بن كَادش يَقُوْلُ: وضعتُ حَدِيْثاً عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَقرَّ عِنْدِي بِذَلِكَ.
    كَادش: وَضَع فُلاَنٌ حَدِيْثاً فِي حقِّ عَلِيٍّ، وَوضعتُ أَنَا فِي حقِّ أَبِي بَكْرٍ حَدِيْثاً، بِاللهِ أَلَيْسَ فَعَلتُ جَيِّداً؟
    قُلْتُ: هَذَا يَدُلُّ عَلَى جَهله، يَفتخِرُ بِالكَذِبِ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

    قَالَ ابْنُ النَّجَّار: رَأَيْتُ لَهُ كِتَاباً سَمَّاهُ "الانتصَارَ لرُتم القِحَاب" فِيْهِ أَشعَار، فَيَقُوْلُ: أَنشدتَنِي المُغَنِّيَةُ فُلاَنَةٌ، وَأَنشدتَنِي ستوت المغنية بِأَوَانَا، وَقَدْ قرَأَه عَلَيْهِ ابْنُ الخَشَّاب.اهـ

    قلت : وقد ذكر الذهبي في ميزانه أنه تاب من الوضع ولم أجد دليلاً على هذه التوبة ولم يذكرها في السير كما ترى بل ذكر أنه يفتخر بذلك ويبدو أنه كان يتدين بوضع الحديث لذا كان يفخر بذلك .

    والفضل هو ابن الفضل الكندي الهمداني ترجم له الذهبي ونقل عن شيرويه أنه وثقة
    ومدار الروايتين على الخلقاني مع ما في إسناديهما من ضعف ولم أجد من ترجمه وليس له عن الإمام غير هذه الرواية فيما وقفت عليه
    فإن لم يوجد للقصة طرق أخرى أو ترجمة للخلقاني فإنها لا تصح بل لعلها مكذوبة
    ويضاف إلى ذلك الأبيات الزائدة على هذا البيت وهي تزيد على العشرين
    ويضاف إلى ذلك زيادة أنه كاد يهلك وغير ذلك من زيادات [ التشويق ] و [ الإثارة ] !!

    فهذا لم يرد في أصل القصة التي لا تصح أصلاً
    وقد يقصد بها قصيدة أبي العتاهية التي في ديوانه ولكن فيها اختلاف عن هذه
    قال أبو العتاهية:
    بكت عيني على ذنبي ... وما لا قيت من كربي
    فياذلي وياخجلي ... إذا ما قال لي ربي
    أما استحييت تعصيني ... ولا تخشى من التعب
    وتخفي الذنب من خلقي ... وتأبى في الهوى قربي
    فتب مما جنيت عسى ... تعود إلى رضا الرب
    وهذه الأبيات مختلفة تماماً كما ترى , والله أعلم .

    هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    كتبها/ عبدالله التميمي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: بحث في قصة القصيدة التي أبكت الإمام أحمد « إذا ما قال لي ربي أما استحييت تعصيني »


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •