بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله (ص) وعلى آلهِ وأصحابهِ أجميعن ، أما بعدُ:
ففي كتابهِ الجليل (توضيح الأحكام) في الطبعة الخامسة في صفحة (260) من الجزء الثاني ، قال : (قال محرره عفا الله عنه : لا شك أن ركبتي البعير في يديه لا في رجليه ، ولا شك أن أول ما يصل إلى الأرض من البعير -عند البروك- ركبتاه اللتان في يديه ، والحديث ينهى عن مشابهةِ بروك البعير في الهيئة التي ينحط بها إلى الأرض من وصول مقدّم البعير الذي فيه يداه ، عن وصول آخره الذي فيهِ ركبتاه ، ويكون في حديث أبي هريرة ررر قلبٌ ، كما قال ذلك ابن القيّم وإنما الذي وهم فيه ابن القيّم ظنه أن ركبتي البعير في رجليه لا في يديهِ ، فركبتا البعير لغة وعرفاً في يديه ) الخ كلامهِ.
قلتُ : ابن القيم -رحمه الله- حرر المسألة في زاد المعاد بقولهِ : (إن في حديث أبي هريرة قلباً من الراوي ، حيث قال :(ولضيع يديه قبل ركبتيه) ، وأن أصله : (وليضع ركبتيه قبل يديه) ، ويدل عليه أول الحديث وهو قوله : (فلا يبرك كما يبرك البعير) ، فإن من المعروف من بروك البعير تقديم اليدين على الرجلين ، وعليه أن يُخالف البعير ..) الى آخر كلامهِ.
فإن كانت المخالفة بالصورةِ التي مثّلها ابن القيم فله وجه بأن في الحديث قلبٌ ، على شريطة أن تكون الركبتين في الرجلين لا في اليدين -كما قاله البسام ، ولو كان البعير كما قال البسام : (ولا شك أن أول ما يصل إلى الأرض من البعير - من البروك- ركبتاه اللتان في يديه) لكان الحديث سالماً من القلبِ إذ جاء في الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه : (فلا يبرك كما يبرك البعير ، وليضع يديه قبل ركبتيه) فيُفهم منه أن البروك مخالفٌ لوضع اليدين قبل الركبتين.
علماً أني لا أتحدث عن المسألةِ ذاتها ، إنما هو في كلام الشيخ البسام -رحمه الله- وتعقيبه على كلام ابن القيّم -رحمه الله ، ولقد أعدتُ قراءتها مراراً ، فلعلّ فيكم مُحسن.
والله أعلم . .
أبو تميم التميمي