سيرة ومسيرة حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي
محمد ديرا


بطاقة تعريفية
الاسم: الحسن.
الأب: علي بن أبي طالب.
الأم: فاطمة الزهراء.
الجد: محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
الجدة: خديجة بنت خويلد..
ولد - رضي الله عنه - في شهر رمضان من السنة الثالثة للهجرة بالمدينة المنورة وسماه النبي - صلى الله عليه وسلم - الحسن ويعد أكبر إخوته.
صفاته
كان - رضي الله عنه - أبيض اللون مشربا بالحمرة، سهل الحديث، كث اللحية، جعد الشعر، بعيد مابين المنكبين، ليس بالطويل ولا القصير.
بين الحسن وجده -عليه الصلاة والسلام–
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحب الحسن - رضي الله عنه - حبا شديدا، وكثيرا ما كان يحمله على كتفيه ويقول: "اللهم إني أحب حسنا فأحبه وأحب من يحبه"، كان يصعد على ظهر جده - صلى الله عليه وسلم - وهو ساجد فيتركه قليلا ويرفعه بلطف حتى لا يسقط، وحينما سأله الصحابة - رضي الله عنهم - عن ذلك قائلين: يا رسول الله رأيناك صنعت بالحسن شيئا ما رأيناك صنعته بأحد، أجاب - عليه الصلاة والسلام - بقوله: "إنه ريحانتي من الدنيا، وإن ابني هذا سيد وعسى الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين"، وقال عنه - صلى الله عليه وسلم - وعن أخيه الحسين: " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة".
الحسن خليفة للمسلمين
بعد استشهاد الإمام علي كرم الله وجهه بايع أهل العراق الحسن -رضي الله عنه- في شهر رمضان سنة 40 للهجرة، وكتب إليه ابن عباس يقول: "إن الناس قد ولوك أمرهم بعد علي فاشدد عن يمينك وجاهد عدوك". ومعلوم أن زمن تولية الحسن بن علي كان زمن فتنة عارمة لا يسع المجال هنا- للتفصيل فيها، لذلك وبعد مبايعته خليفة للمسلمين أشار عليه أهل العراق بالسير إلى الشام لقتال معاوية بن أبي سفيان فزحف ومن معه إليها، وبعد أن تقارب الجيشان شعر الحسن - رضي الله عنه - بعدم الثقة بمن معه، كما راعه اقتتال المسلمين من جديد، فتنازل - رضي الله عنه - عن الحكم لمعاوية بن أبي سفيان حقنا لدماء المسلمين التي سالت بغزارة من قبل، وتوحيدا لكلمتهم التي تفرّقت بعد مقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان - رضي الله عنه -، وقد كان ذلك بعد مدة وجيزة من استخلافه والتي قدرت بستة أشهر، وبذلك يصدق قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحسن - رضي الله عنه - وأرضاه: "عسى الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين". وقد سمي ذلك العام بعام الجماعة لاجتماع كلمة المسلمين فيه.
من حِكمه رضي الله عنه
- قيل للحسن بن علي: إن أبا ذر يقول: الفقر أحب إلي من الغنى، والسقم أحب إلي من الصحة فقال: رحم الله أبا ذر، أما أنا فأقول: "من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن أنه في غير الحالة التي اختار الله - تعالى -له، وهذا حد الوقوف على الرضا بما تصرّف به القضاء... ".
- قال معاوية للحسن بن علي: ما المروءة يا أبا محمد؟ قال: "فقه الرجل في دينه، وإصلاح معيشته، وحسن مخالقته".
- دعا الحسن بن علي بنيه وبني أخيه فقال: "يا بني وبني أخي، إنكم صغار قوم يوشك أن تكونوا كبارَ آخرين فتعلموا العلم، فمن لم يستطع منكم أن يرويه أو يحفظه، فليكتبه وليضعه في بيته".
- لا تعاجل الذنب بالعقوبة واجعل بينهما للاعتذار طريقا.
- ما تشاور قوم إلا هدوا إلى رشدهم.
مرض الحسن -رضي الله عنه- ووفاته
سُقي الحسن بن علي - رضي الله عنه - سما شديدا حتى تقطعت كبده وصار يلفظ كبده قطعة تلو الأخرى، وحينما حضرته الوفاة بكى بكاء شديدا فقال له الحسين - رضي الله عنه -: "ما يبكيك يا أخي؟ وإنما تَقْدُم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعلى علي وفاطمة وخديجة، وقد أجرى الله لك على لسان النبي صلى الله عليه سلم: أنك سيد شباب أهل الجنة... وقاسمت الله مالك ثلاث مرات، ومشيت إلى بيت الله على قدميك خمس عشرة مرة حاجا"، وقد كان الحسين - رضي الله عنه - يقصد مما قاله تطييب نفس أخيه والتهوين عليه، لكن كلامه لم يزده إلا بكاء وانتحابا وقال له: "يا أخي إني أقدم على أمر عظيم مهول لم أقدم على مثله قط".
توفي الحسن - رضي الله عنه وأرضاه- سنة 50 للهجرة متأثرا بالسم الذي سقي له بفعل فاعل ودفن بالبقيع. - رحمه الله - رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.