:: دموع اليتيم ::



الكـاتب : حامد عبد الحميد كابلي

كشيخ حائر أبصرت يوماً *** صغيراً قد جفا الدنيا وناحا
تغالب عينه العبرات حرى *** يناغي الدمع قد نسي المراحا
فأبصرني وفي عينيه برق *** فشق الهم قلبي واستباحا
فقلت ومقلتي سكبت دموعي *** رويدك يا صغير دع النواحا
فقال: أنا (يتيم)؛ قلت: كلا *** فعين اليتم من فقد الصلاحا
فخالطت ابتسامته دموعاً *** ظننت الحزن قد ولى وراحا
فقال وقد تلعثم في سؤال: *** أيا عماه أرجوك السماحا
صغار الحي نادوني يتيماً *** .. وكل القوم قد عافوا امتداحا
أحقاً لن يعود أبي، فمن ذا؟! *** يسليني؛ لمن أشكو الجراحا؟!
وهذا الهم شيبني صغيراً *** أناجي الدمع أرتشف الجراحا
وكل الأمنيات غدت سراباً*مع الأحلام تصطحب الرياحا

****

تذكرت اليتيم وما حباه *** إله الكون من خير متاحا
فقلت مغالباً حزني، وقلبي *** كواه الحزن ممتشقاً رماحا
بني كفاك ألهبت الحنايا *** بهم قد حوى حتى البطاحا
بني *** بني لا تحزن فإنا *** لك الأحباب فلترج الفلاحا
لك الأصحاب فلنمض سوياً *** نعيد المجد نرتقب الصباحا
فغالب يا حبيب القلب هماً *** وسل النفس وامنحها المزاحا
فودعني يكشر عن ثنايا*وسر النفس قد بان ولاحا
وأطرق ماشياً يدعو: إلهي *** وودعني بدمع واستراحا