عَنْ أَبي مُحمَّدٍ الحسَنِ بْنِ علي بْنِ أبي طَالِب، سِبْطِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَرَيْحَانَتِهِ[1] رضيَ اللهُ عنهُما، قالَ: حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: "دَعْ ما يَرِيبُكَ إلى مَا لاَ يَرِيُبكَ"؛ روَاهُ التِّرْمِذيُّ وَالنَّسَائي، وقالَ التِّرْمِذي: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وعند الترمذي وغيره زيادة في هذا الحديث وهي: (فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة)، ولفظ ابن حبان: (فإن الخير طمأنينة, وإن الشر ريبة).
ترجمة الراوي:
هو الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما أبو محمد، ابن فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وُلد بالمدينة سنة ثلاث من الهجرة، وهو أكبر من أخيه الحسين بعام، حجَّ خمسًا وعشرين مرَّةً، وتولى الخلافة بعد أبيه، واستمر في الخلافة نحو ستة أشهر بالحجاز واليمن والعراق وخراسان، ثم دعاه كرمه وحلمه وورعه إلى تركها لمعاوية رضي الله عنه، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم (13) حديثًا، ومات مسمومًا سنة (50 هـ).
درجة الحديث:
حسن صحيح، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3372).
أهمية الحديث:
هذا الحديث قاعدة من قواعد الدين وأصل في الورع الذي عليه مدار اليقين، وقد استوعب كل ما قيل في تجنب الشبهات.
مفردات الحديث:
♦ سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم: ابن ابنته فاطمة رضي الله عنها.
♦ دع ما يَرِيبك: دع ما تشك فيه من الشبهات.
♦ إلى ما لا يَرِيبك: إلى ما لا تشك فيه من الحلال البَيِّن.
ما يستفاد من الحديث:
1- أن نبني أحكامنا وأمور حياتنا على اليقين، ومن الحديث قاعدة: (اليقين لا يزول بالشك).
2- وأن الحلال والحق والصدق طمأنينة ورضا، والحرام والباطل والكذب ريبة وقلق ونفور.
3- يُستحب الخروج عن اختلاف العلماء، والعمل بالأحوط إذا لم يتبين الدليل
4- الحث على الورع.
5- الإنسان مأمور باجتناب ما يدعو إلى القلق.
6- فضل اتقاء الشبهات.
7- فضل الصدق وأنه سبب للطمأنينة.
-----------------------
[1] شبَّهه لسروره وفرحه به، وإقبال نفسه عليه بريحانٍ طيب الرائحة، تهش إليه النفس وترتاح له؛ (التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثًا النووية للشيخ إسماعيل الأنصاري / 51).


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/138281/#ixzz6BeF2NWTX