تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 16 من 16

الموضوع: توضيح كلام أئمة الدعوة النجدية في مسألة حكم أهل مسجد الكوفة.

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2019
    المشاركات
    30

    افتراضي توضيح كلام أئمة الدعوة النجدية في مسألة حكم أهل مسجد الكوفة.

    قال الامام محمد بن عبد الوهّاب في شأن من تاب من الردّة في عهد أبي بكر حيث تنقّلوا إلى الكوفة ندما على ردّتهم ثم أكثروا من العمل إلا أنهم صدر منهم كلمة كانت القاضية فقال الشيخ : ( فتأمّل رحمك الله : إذا كانوا قد أظهروا من الأعمال الصّالحة الشاقّة ما أظهروا، لما تبرؤوا من الكفر، وعادوا إلى الإسلام ، ولم يظهر منهم إلا كلمة أخفوها في مدح مسيلمة ، لكن سمعها بعض المسلمين ، ومع هذا لم يتوقف أحد في كفرهم كلهم، المتكلم والحاضر الذي لم ينكر، لكن اختلفوا : هل تقبل توبتهم أم لا ؟ والقصّة في صحيح البخاريّ
    [ الدرر السنية 9/388 ] .

    قلت: والحق أن القصة ليست في البخاري انما ذكره البخاري تعليقا ولعل هذا هو مقصد الشيخ، وكذلك قوله:(والحاضر الذي لم ينكر..) ظاهر لفظ القصة على يدل على ذلك، والقصة فيها أنهم كانوا كلهم على دين مسيلمة و يقرأون قرآنه.

    و قال الامام محمد بن عبد الوهاب ( إجماع الصّحابة في زمن عثمان - رضي الله عنه - على تكفير أهل المسجد الذين ذكروا كلمة في نبوّة مسيلمة مع أنّهم لم يتبعوه ، وإنّما اختلف الصّحابة في قبول توبتهم .) [ مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد ]
    وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن - رحمه الله - : ( ثم قال : وفي السنن : " أن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - حكم بكفر أهل مسجد في الكوفة ، قال واحد : إنما مسيلمة على حقّ فيما قال ، وسكت الباقون. فأفتى بكفرهم جميعاً ". فلا يأمن الإنسان أن يكون قد صدر منه كلمة كفر، أو سمعها وسكت عليها ، ونحو ذلك. ) [ الدرر السنية 8/258 ]

    قلت: قول الشيخ عبد الرحمن بن حسن:( قال واحد: انما مسيلمة على حق فيما قال، وسكت الباقون. فأفتى بكفرهم جميعاً..) وهذا ايضا ظاهر لفظ القصة لا يدل علية وظاهر اللفظ انهم كلهم كانوا على دين مسيلمة الكذاب.

    وقال الشاشي في مسنده 683 - حدثنا عيسى بن أحمد ، أنا يزيد بن هارون ، نا إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، أتى ابن مسعود رجل فقال : إني مررت بمسجد من مساجد بني حنيفة ، فسمعت يقرأ فيها بقراءة ما أنزلها الله على محمد عليه السلام قال : ما يقولون ؟ قال : يقولون : والطاحنات طحنا ، والعاجنات عجنا ، والخابزات خبزا ، والثاردات ثردا ، واللاقمات لقما ، فأرسل إليهم عبد الله ، فأتى بسبعين منهم ، وأميرهم عبد الله بن النواحة ، فقال له عبد الله : « ألم تكن تخبرنا أنك على ديننا ؟ » قال : بلى ، ولكن كنت أسر هذا قال : فأمر به عبد الله فضربت عنقه ، ثم نظر إليهم فقال : « ما نحن بمحدري هؤلاء الشياطين ، أجلوهم إلى الشام ، فإما أن يفنيهم الله تعالى بالطاعون ، وإما أن يتوب على من يشاء أن يتوب عليهم »

    قلت: فيه أنهم كانوا كلهم يقرأون قرآن مسيلمة.

    قال الطبراني في الكبير 8960 - حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا المسعودي عن القاسم قال : أتي عبد الله فقيل له : يا أبا عبد الرحمن إن ههنا ناس يقرأون قراءة مسيلمة فرده عبد الله فلبث ما شاء الله أن يلبث ثم أتاه فقال : والذي أحلف به يا أبا عبد الرحمن لقد تركتهم الآن في دار وإن ذلك المصحف لعندهم فأمر قرظة بن كعب فسار بالناس معه فقال : ائت بهم فلما أتى بهم قال عبد الله : ما هذا بعد استفاض الإسلام ؟ قالوا : يا أبا عبد الرحمن نستغفر الله ونتوب إليه ونشهد أن مسيلمة هو الكذاب المفتري على الله ورسوله قال : فاستتابهم عبد الله وسيرهم إلى الشام وإنهم لقريب من ثمانين رجلا وأبى ابن النواحة أن يتوب فأمر به قرظة بن كعب فأخرجه إلى السوق فضرب عنقه وأمره أن يأخذ رأسه فيلقيه في حجر أمه قال عبد الرحمن بن عبد الله : فلقيت شيخا منهم كبيرا بعد ذلك بالشام فقال لي : رحم الله أباك والله لو قتلنا يومئذ لدخلنا النار كلنا

    وقال ابن أبي شيبة في المصنف 33411- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ ، قَالَ : خَرَجَ رَجُلٌ يَطْرُقُ فَرَسًا لَهُ فَمَرَّ بِمَسْجِدِ بَنِي حَنِيفَةَ فَصَلَّى فِيهِ فَقَرَأَ لَهُمْ إمَامُهُمْ بِكَلاَمِ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ , فَأَتَى ابْنُ مَسْعُودٍ فَأَخْبَرَهُ فَبَعَثَ إلَيْهِمْ فَجَاءَ بِهِمْ , فَاسْتَتَابَهُم ْ فَتَابُوا إِلاَّ عَبْدَ اللهِ ابْنَ النَّوَّاحَةِ فَأَنَّهُ قَالَ لَهُ : يَا عَبْدَ اللهِ لولا أَنِّي سَمِعْت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : لَوْلاَ أَنَّكَ رَسُولٌ لَضَرَبْت عُنُقَك , فَأَمَّا الْيَوْمَ فَلَسْت بِرَسُولٍ , يَا خَرَشَةُ قُمْ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ فَقَامَ فَضَرَبَ عُنُقَهُ.

    ولعل الشيخ محمد والشيخ عبد الرحمن لما نقلوا هذه القصة نقلوها من حفظهما والله اعلم.
    ارجو من الاخوة ممن لديه مزيد توضيح لمعنى كلامهم ان لا يبخل علينا.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: توضيح كلام أئمة الدعوة النجدية في مسألة حكم أهل مسجد الكوفة.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن خالد مشاهدة المشاركة
    قال الامام محمد بن عبد الوهّاب في شأن من تاب من الردّة في عهد أبي بكر حيث تنقّلوا إلى الكوفة ندما على ردّتهم ثم أكثروا من العمل إلا أنهم صدر منهم كلمة كانت القاضية فقال الشيخ : ( فتأمّل رحمك الله : إذا كانوا قد أظهروا من الأعمال الصّالحة الشاقّة ما أظهروا، لما تبرؤوا من الكفر، وعادوا إلى الإسلام ، ولم يظهر منهم إلا كلمة أخفوها في مدح مسيلمة ، لكن سمعها بعض المسلمين ، ومع هذا لم يتوقف أحد في كفرهم كلهم، المتكلم والحاضر الذي لم ينكر، لكن اختلفوا : هل تقبل توبتهم أم لا ؟ والقصّة في صحيح البخاريّ
    [ الدرر السنية 9/388 ] .

    قلت: والحق أن القصة ليست في البخاري انما ذكره البخاري تعليقا ولعل هذا هو مقصد الشيخ، وكذلك قوله:(والحاضر الذي لم ينكر..) ظاهر لفظ القصة على يدل على ذلك، والقصة فيها أنهم كانوا كلهم على دين مسيلمة و يقرأون قرآنه.

    و قال الامام محمد بن عبد الوهاب ( إجماع الصّحابة في زمن عثمان - رضي الله عنه - على تكفير أهل المسجد الذين ذكروا كلمة في نبوّة مسيلمة مع أنّهم لم يتبعوه ، وإنّما اختلف الصّحابة في قبول توبتهم .) [ مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد ]
    وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن - رحمه الله - : ( ثم قال : وفي السنن : " أن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - حكم بكفر أهل مسجد في الكوفة ، قال واحد : إنما مسيلمة على حقّ فيما قال ، وسكت الباقون. فأفتى بكفرهم جميعاً ". فلا يأمن الإنسان أن يكون قد صدر منه كلمة كفر، أو سمعها وسكت عليها ، ونحو ذلك. ) [ الدرر السنية 8/258 ]

    قلت: قول الشيخ عبد الرحمن بن حسن:( قال واحد: انما مسيلمة على حق فيما قال، وسكت الباقون. فأفتى بكفرهم جميعاً..) وهذا ايضا ظاهر لفظ القصة لا يدل علية وظاهر اللفظ انهم كلهم كانوا على دين مسيلمة الكذاب.

    وقال الشاشي في مسنده 683 - حدثنا عيسى بن أحمد ، أنا يزيد بن هارون ، نا إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، أتى ابن مسعود رجل فقال : إني مررت بمسجد من مساجد بني حنيفة ، فسمعت يقرأ فيها بقراءة ما أنزلها الله على محمد عليه السلام قال : ما يقولون ؟ قال : يقولون : والطاحنات طحنا ، والعاجنات عجنا ، والخابزات خبزا ، والثاردات ثردا ، واللاقمات لقما ، فأرسل إليهم عبد الله ، فأتى بسبعين منهم ، وأميرهم عبد الله بن النواحة ، فقال له عبد الله : « ألم تكن تخبرنا أنك على ديننا ؟ » قال : بلى ، ولكن كنت أسر هذا قال : فأمر به عبد الله فضربت عنقه ، ثم نظر إليهم فقال : « ما نحن بمحدري هؤلاء الشياطين ، أجلوهم إلى الشام ، فإما أن يفنيهم الله تعالى بالطاعون ، وإما أن يتوب على من يشاء أن يتوب عليهم »

    قلت: فيه أنهم كانوا كلهم يقرأون قرآن مسيلمة.

    قال الطبراني في الكبير 8960 - حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا المسعودي عن القاسم قال : أتي عبد الله فقيل له : يا أبا عبد الرحمن إن ههنا ناس يقرأون قراءة مسيلمة فرده عبد الله فلبث ما شاء الله أن يلبث ثم أتاه فقال : والذي أحلف به يا أبا عبد الرحمن لقد تركتهم الآن في دار وإن ذلك المصحف لعندهم فأمر قرظة بن كعب فسار بالناس معه فقال : ائت بهم فلما أتى بهم قال عبد الله : ما هذا بعد استفاض الإسلام ؟ قالوا : يا أبا عبد الرحمن نستغفر الله ونتوب إليه ونشهد أن مسيلمة هو الكذاب المفتري على الله ورسوله قال : فاستتابهم عبد الله وسيرهم إلى الشام وإنهم لقريب من ثمانين رجلا وأبى ابن النواحة أن يتوب فأمر به قرظة بن كعب فأخرجه إلى السوق فضرب عنقه وأمره أن يأخذ رأسه فيلقيه في حجر أمه قال عبد الرحمن بن عبد الله : فلقيت شيخا منهم كبيرا بعد ذلك بالشام فقال لي : رحم الله أباك والله لو قتلنا يومئذ لدخلنا النار كلنا

    وقال ابن أبي شيبة في المصنف 33411- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ ، قَالَ : خَرَجَ رَجُلٌ يَطْرُقُ فَرَسًا لَهُ فَمَرَّ بِمَسْجِدِ بَنِي حَنِيفَةَ فَصَلَّى فِيهِ فَقَرَأَ لَهُمْ إمَامُهُمْ بِكَلاَمِ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ , فَأَتَى ابْنُ مَسْعُودٍ فَأَخْبَرَهُ فَبَعَثَ إلَيْهِمْ فَجَاءَ بِهِمْ , فَاسْتَتَابَهُم ْ فَتَابُوا إِلاَّ عَبْدَ اللهِ ابْنَ النَّوَّاحَةِ فَأَنَّهُ قَالَ لَهُ : يَا عَبْدَ اللهِ لولا أَنِّي سَمِعْت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : لَوْلاَ أَنَّكَ رَسُولٌ لَضَرَبْت عُنُقَك , فَأَمَّا الْيَوْمَ فَلَسْت بِرَسُولٍ , يَا خَرَشَةُ قُمْ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ فَقَامَ فَضَرَبَ عُنُقَهُ.

    ولعل الشيخ محمد والشيخ عبد الرحمن لما نقلوا هذه القصة نقلوها من حفظهما والله اعلم.
    ارجو من الاخوة ممن لديه مزيد توضيح لمعنى كلامهم ان لا يبخل علينا.
    قلت: والحق أن القصة ليست في البخاري انما ذكره البخاري تعليقا
    القصة فى البحارى كما ذكر شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب -يحق الاعتراض اذا قال الشيخ مسندة والشيخ لم يقل ذلك - فلا وجه للاعتراض
    وكذلك قوله:(والحاضر الذي لم ينكر..) ظاهر لفظ القصة على يدل على ذلك، والقصة فيها أنهم كانوا كلهم على دين مسيلمة و يقرأون قرآنه. -----------قلت: قول الشيخ عبد الرحمن بن حسن:( قال واحد: انما مسيلمة على حق فيما قال، وسكت الباقون. فأفتى بكفرهم جميعاً..) وهذا ايضا ظاهر لفظ القصة لا يدل علية وظاهر اللفظ انهم كلهم كانوا على دين مسيلمة الكذاب ---قلت: فيه أنهم كانوا كلهم يقرأون قرآن مسيلمة.-
    فما تقول اذا فى قصة مجاعة -- قال عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهّاب - رحمهم الله ( وقد ذكر شيخنا - رحمه الله- في مختصر السيرة له ، عن سيرة الواقدي : " أن خالد بن الوليد لما قَدِمَ " العُرْضَ " قدَّم مائتي فارس ، فأصابوا مُجَّاعة بن مُرارة ، في ثلاثة عشر رجلا من قومه بني حنيفة ، فقال لهم خالد بن الوليد: ما تقولون في صاحبكم ؟ فشهدوا أنّه رسول الله ، فضرب أعناقهم حتى إذا بقي سارية بن عامر، قال: يا خالد إن كنت تريد بأهل اليمامة خيرا أو شرا ، فاستبق مجاعة، وكان شريفا، فلم يقتله ، وترك سارية أيضا...... فتأمل كيف جعل خالد سكوتَ مجاعة ،رضاء بما جاء به مسيلمة وإقرارا ، فأين هذا ممّن أظهر الرّضى وظاهر، وأعان وجدّ وشمّر، مع أولئك الذين أشركوا مع الله في عبادته ، وأفسدوا في الأرض ؟ فالله المستعا )[ الدرر 11/306 ]. قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في الدرر السنية :" : قصة أخرى وقعت في زمن الخلفاء الراشدين، وهي: أن بقايا من بنى حنيفة، لما رجعوا إلى الإسلام، وتبرؤوا من مسيلمة، وأقروا بكذبه، كبر ذنبهم في أنفسهم، وتحملوا بأهليهم إلى الثغر، لأجل الجهاد في سبيل الله، لعل ذلك يمحو عنهم تلك الردة، لأن الله تعالى يقول: {إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} [سورة الفرقان آية: 70] وقوله: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى} [سورة طه آية: 82] .
    فنَزلوا الكوفة، وصار لهم بها محلة معروفة، فيها مسجد يسمى مسجد بني حنيفة، فمر بعض المسلمين على مسجدهم، ما بين المغرب والعشاء، فسمع منهم كلاما، معناه: أن مسيلمة على حق، وهم جماعة كثيرون؛ لكن الذي لم يقل لم ينكر على من قال، فرفعوا أمرهم إلى ابن مسعود، فجمع من عنده من الصحابة رضي الله عنهم، واستشارهم: هل يقتلهم وإن تابوا؟ أو يستتيب؟ فأشار بعض بقتلهم من غير استتابة، وأشار بعضهم باستتابتهم. فاستتاب بعضهم، وقتل بعضهم ولم يستتبه، وقتل عالمهم ابن النواحة. فتأمل رحمك الله: إذا كانوا قد أظهروا من الأعمال الصالحة الشاقة ما أظهروا، لما تبرؤوا من الكفر، وعادوا إلى الإسلام، ولم يظهر منهم إلا كلمة أخفوها في مدح مسيلمة، لكن سمعها بعض المسلمين، ومع هذا لم يتوقف أحد في كفرهم كلهم، المتكلم والحاضر الذي لم ينكر، لكن اختلفوا: هل تقبل توبتهم أم لا؟ والقصة في صحيح البخاري. فأين هذا من كلام من يزعم أنه من العلماء، ويقول: البدو ما معهم من الإسلام شعرة، إلا أنهم يقولون: لا إله إلا الله، وحكم بإسلامهم بذلك؟ أين هذا مما أجمع عليه الصحابة فيمن قال تلك الكلمة"
    --------------------"أن خالد بن الوليد لما قَدِمَ "العُرْضَ" قدَّم مائتي فارس، فأصابوا مُجَّاعة بن مرارة، في ثلاثة عشر رجلا من قومه بني حنيفة، فقال لهم خالد بن الوليد: ما تقولون في صاحبكم؟ فشهدوا أنه رسول الله، فضرب أعناقهم حتى إذا بقي سارية بن عامر، قال: يا خالد إن كنت تريد بأهل اليمامة خيرا أو شرا، فاستبق مجاعة، وكان شريفا، فلم يقتله، وترك سارية أيضا.
    فأمر بهما فأوثقا في مجامع من حديد، فكان يدعو مجاعة وهو كذلك، فيتحدث معه، وهو يظن أن خالدا يقتله; فقال: يا ابن المغيرة، إن لي إسلاما، والله ما كفرت; فقال خالد: بين القتل والترك منْزلة، وهي الحبس حتى يقضي الله في أمرنا ما هو قاض، ودفعه إلى أم متمم زوجته، وأمرها أن تحسن إساره.

    فظن مجاعة أن خالدا يريد حبسه ليخبره عن عدوه، وقال: يا خالد، لقد علمت أني قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعته على الإسلام، وأنا اليوم على ما كنت عليه بالأمس، فإن يكن كذاب قد خرج فينا، فإن الله يقول: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [سورة الأنعام آية : 164].
    فقال: يا مُجاعة، تركت اليوم ما كنت عليه أمس، وكان رضاؤك بأمر هذا الكذاب، وسكوتك عنه، وأنت من أعز أهل اليمامة، إقرارا له، ورضاء بما جاء به، فهلا أبديت عذرا فتكلمت فيمن تكلم؟ فقد تكلم ثمامة فرد وأنكر، وتكلم اليشكري، فإن قلت: أخاف قومي، فهلا عمدت إلي، أو بعثت إلي رسولا؟".
    فتأمل كيف جعل خالد سكوت مجاعة، رضاء بما جاء به مسيلمة وإقرارا; فأين هذا ممن أظهر الرضى وظاهر، وأعان وجد وشمر، مع أولئك الذين أشركوا مع الله في عبادته، وأفسدوا في الأرض؟ فالله المستعان. [الدرر السنية]--------------------
    ولعل الشيخ محمد والشيخ عبد الرحمن لما نقلوا هذه القصة نقلوها من حفظهما
    مضمون هذه القصة هى سيرة الصحابة وإجماع الصحابة فى قتال المرتدين- ليست مسألة فهم فهمه الشيخ او حفظ كما يظن البعض ممن لم يحرروا المسـألة كالخليفى وغيره - وشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب نقل الاجماع عن شيخ الاسلام بن تيمية فى قتال المرتدين ونقل عن شيخ الاسلام بن تيمية سيرة الصحابة فيهم - وهو اعلم واجل من ان يستدرك عليه فى نقل الاجماع كما يظن هؤلاء المتخبطين الذين لم يستضيؤا بنور العلم ولم يركنوا الى ركن وثيق-وكثير من هؤلاء استدركوا مسائل كثيرة على شيخ الاسلام بن تيمية والشيخ محمد بن عبد الوعاب -وجميع هذه المسائل التى استدركوها بلا استثناء غلطوا فيها وأُتُوا من قبل فهمهم القاصر وعدم احاطتهم بمذهب السلف- بل كل من استدرك على شيخ الاسلام فى هذه المسائل فقد حاد عن سيرة الصحابة فى قتال المرتدين و ضل عن سواء السبيل وقد بينت ذلك فى مواضيع اخرى-----------------قال الشيخ سليمان بن سحمان -شيخ الاسلام من اعلم الناس بحديث النبى صلى الله عليه وسلم رواية ودراية وفقها ومن اعلم الناس باقوال الصحابة وسيرتهم ومن اعلم الناس بسيرت المرتدين فى عصر الصحابة وما يقال الان تماما كتشكيك البعض فى نقل شيخ الاسلام ابن تيمية الاجماع على كفر مانعى الزكاة فرد عليهم الشيخ سليمان بن سحمان فى كتابه تبرئة الشيخين الامامين-فقال رحمه الله--وشيخ الاسلام رحمه الله من أعلم الناس بأحوال الصحابة وبأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من غيره وكان إليه المنتهى في ذلك . قال الامام الذهبي في معجم شيوخه : هو شيخنا وشيخ الاسلام وفريد العصر علما ومعرفة وشجاعة وذكاء وتنويراً إليهاً ، وكرماً ونصحاً للأمة ، وأمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر ، سمع الحديث وأكثر بنفسه من طلبه وكتابته وخرج ونظر في الرجال والطبقات وحصل ما لم يحصله غيره وبرع في تفسير القرآن وغاص في دقائق معانيه بطبع سيال وخاطر وقاد إلى مواضع الاشكال ميال واستنبط شيئاً لم يسبق إليها وبرع في الحديث وحفظه فقل من يحفظ ما يحفظ من الحديث مع شدة استحضاره له وقت الدليل وفاق الناس في معرفة الفقه واختلاف المذاهب وفتاوى الصحابة والتابعين واتقن العربية أصولاً وفروعاً ونظر في العقليات وعرف أقوال المتكلمين ورد عليهم ونبه على خطئهم وحذر منه ونصر السنة بأوضح حجج وأبهر براهين وأوذي في الله تعالى من المخالفين وأخيف في نصره السنة المحفوظة حتى أعلى الله مناره وجمع قلوب اهل التقوى على محبته والدعاء له وكبت أعدائه وهدى به رجالا كثيراً من أهل الملل والنحل وجبل قلوب الملوك والأمراء على الانقياد له غالباً وعلى طاعته وأحيى به الشام بل الاسلام بعد أن كان ينثلم خصوصاً في كائنة التتار وهو أكبر من أن ينبه على سيرته مثلي فلو حلفت بين الركن والمقام أني ما رأيت بعيني مثله وأنه ما رأى هو مثل نفسه لما حنثت انتهى . وقال ابن الوردي في تاريخه وقد عاصره ورآه : وكانت له خبرة تامة بالرجال وجرحهم وتعديلهم وطبقاتهم ومعرفته بفنون الحديث مع حفظه لمتونه الذي انفرد به وهو عجباً في استحضاره واستخراج الحجج منه وإليه المنتهي في عزوه إلى الكتب الستة والمسند حيث يصدق عليه أن يقال كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث ولكن الاحاطة لله تعالى غير أنه يغترف فيه من بحر وغيره من الائمة يغترفون من السواقي وأما التفسير فسلم له ( قال ) وله الباع الطويل في معرفة مذاهب الصحابة والتابعين قل أن يتكلم في مسألة إلا ويذكر فيها مذاهب الاربعة ، وقد خالف الاربعة في مسائل معروفة وصنف فيها واحتج لها بالكتاب والسنة وبقي سنين يفتى بما قام الدليل ( عليه ) عنده ولقد نصر السنة المحضة والطريقة السلفية .
    وكان دائم الابتهال كثير الاستغاثة قوي التوكل ثابت الجأش له أوراد وأذكار يديمها ، لا يداهن ولا يحابي ، محبوباً عند العلماء والصلحاء والامراء والتجار والكبراء انتهى ملخصاً .
    وإذا كانت هذه حاله عند أهل العلم بالحديث والجرح والتعديل وأنه كان إليه المنتهي في هذه الحقائق علماً وعملاً ومعرفة واتقاناً وحفظاً -----------------------------------------------------------------------


    -ويقول الشيخ صالح ال الشيخ
    -أنهم ظنوا أن كل كتب الحديث بين أيديهم--
    -نعم ----
    ويقول الشيخ صالح ال الشيخ -فشيخ الاسلام استدل بفقهه وفهمه لكتب السير وحفظه فقل من يحفظ ما يحفظ من الحديث مع شدة استحضاره له وقت الدليل وفاق الناس في معرفة الفقه واختلاف المذاهب وفتاوى الصحابة والتابعين وإليه المنتهي في عزوه إلى الكتب الستة والمسند حيث يصدق عليه أن يقال كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث وأنه كان إليه المنتهي في هذه الحقائق علماً وعملاً ومعرفة واتقاناً وحفظاً
    -نعم----------وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن - رحمه الله - : ( ثم قال : وفي السنن : " أن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - حكم بكفر أهل مسجد في الكوفة ، قال واحد : إنما مسيلمة على حقّ فيما قال ، وسكت الباقون. فأفتى بكفرهم جميعاً ". فلا يأمن الإنسان أن يكون قد صدر منه كلمة كفر، أو سمعها وسكت عليها ، ونحو ذلك. ) [ الدرر السنية 8/258 ]
    -- قال الامام محمد بن عبد الوهاب ( إجماع الصّحابة في زمن عثمان - رضي الله عنه - على تكفير أهل المسجد الذين ذكروا كلمة في نبوّة مسيلمة مع أنّهم لم يتبعوه ، وإنّما اختلف الصّحابة في قبول توبتهم .) [ مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد 34 ]---- السؤال - هل الامام محمد بن عبد الوهاب ينقل عن شيخ الاسلام بن تيمية اجماع الصحابة بفهمه؟ -خاب وخسر من يعتقد ذلك-قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب، رحمه الله، في كتابه مختصر السيرة:"الدّلِيلُ الثّانِي قِصّةٌ أُخْرَى وَقَعَتْ فِي زَمَنِ الْخُلَفَاءِ الرّاشِدِينَ وَهِيَ أَنّ بَقَايَا مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ، لَمّا رَجَعُوا إلَى الْإِسْلَامِ وَتَبَرّءُوا مِنْ مُسَيْلِمَةَ وَأَقَرّوا بِكَذِبِهِ كَبُرَ ذَنْبُهُمْ عِنْدَ أَنْفُسِهِمْ وَتَحَمّلُوا بِأَهْلِيهِمْ إلَى الثّغْرِ لِأَجْلِ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللّهِ لَعَلّ ذَلِكَ يَمْحُو عَنْهُمْ آثَارَ تِلْكَ الرّدّةِ لِأَنّ اللّهَ تَعَالَى يَقُولُ (25: 70) إِلّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدّلُ اللّهُ سَيّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَيَقُولُ (30: 82) وَإِنّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمّ اهْتَدَى فَنَزَلُوا الْكُوفَةَ.وَصَارَ لَهُمْ بِهَا مَحَلّةٌ مَعْرُوفَةٌ فِيهَا مَسْجِدٌ يُسَمّى مَسْجِدَ بَنِي حَنِيفَةَ فَمَرّ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى مَسْجِدِهِمْ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ. فَسَمِعُوا مِنْهُمْ كَلَامًا مَعْنَاهُ أَنّ مُسَيْلِمَةَ كَانَ عَلَى حَقّ وَهُمْ جَمَاعَةٌ كَثِيرُونَ لَكِنْ الّذِي لَمْ يَقُلْهُ لَمْ يُنْكِرْهُ عَلَى مَنْ قَالَهُ. فَرَفَعُوا أَمْرَهُمْ إلَى عَبْدِ اللّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَجَمَعَ مَنْ عِنْدَهُ مِنْ الصّحَابَةِ وَاسْتَشَارَهُم ْ هَلْ يَقْتُلُهُمْ وَإِنْ تَابُوا، أَوْ يَسْتَتِيبُهُمْ ؟ فَأَشَارَ بَعْضُهُمْ بِقَتْلِهِمْ مِنْ غَيْرِ اسْتِتَابَةٍ. وَأَشَارَ بَعْضُهُمْ بِاسْتِتَابَتِه ِمْ فَاسْتَتَابَ بَعْضَهُمْ وَقَتَلَ بَعْضَهُمْ وَلَمْ يَسْتَتِبْهُ.فَ َأَمّلْ - رَحِمَك اللّهُ - إذَا كَانُوا قَدْ أَظْهَرُوا مِنْ الْأَعْمَالِ الصّالِحَةِ الشّاقّةِ مَا أَظْهَرُوا، لَمّا تَبَرّءُوا مِنْ الْكُفْرِ وَعَادُوا إلَى الْإِسْلَامِ. وَلَمْ يَظْهَرْ مِنْهُمْ إلّا كَلِمَةٌ أَخْفَوْهَا فِي مَدْحِ مُسَيْلِمَةَ لَكِنْ سَمِعَهَا بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ. وَمَعَ هَذَا لَمْ يَتَوَقّفْ أَحَدٌ فِي كُفْرِهِمْ كُلّهِمْ - الْمُتَكَلّمُ وَالْحَاضِرُ الّذِي لَمْ يُنْكِرْ - وَلَكِنْ اخْتَلَفُوا: هَلْ تُقْبَلُ تَوْبَتُهُمْ أَوْ لَا؟ وَالْقِصّةُ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيّ " اهـ.
    ولعل الشيخ محمد والشيخ عبد الرحمن لما نقلوا هذه القصة نقلوها من حفظهما
    وهل نقلوا الاجماع من حفظهم ونقلوا سيرة الصحابة من حفظهم--- اى طعن اكبر من هذا فى شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب -- ما زال الائمة والعلماء ينقلوا عن شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب - ولم ترى الطعن الا من حدثاء الاسنان الذين تتجارى بهم الاهواء بل يطعنون فى شيخ الاسلام بن تيمية فى نقله الاجماع على كفر مانع الزكاة

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: توضيح كلام أئمة الدعوة النجدية في مسألة حكم أهل مسجد الكوفة.

    فائدة - قال الشيخ سليمان بن سحمان: فى رده على المعترض قال ( ما نقله هذا المعترض عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ثابت عنه لكنه أسقط من كلام الشيخ قوله في مانعي الزكاة فَكُفرُ هؤلاء وإدخالهم في أهل الردة قد ثبت باتفاق الصحابة المستند إلى نصوص الكتاب والسنة وهذا يهدم أصله فلذلك حذفه.وما نقله الشيخ عن شيخ الإسلام بن تيمية قدَّس اللهُ روحه ونوَّر ضريحه معروف مشهور عنه لا يستريب فيه عارف وهو الحق الصواب الذي ندين الله به كما هو معروف في السير والتواريخ وغيرها، ولا عبرة بقول هذا المعترض وتشكيكه في هذا النقل فيما لا شك فيه فإن عدم معرفته بإجماع العلماء على قتل المختار بن أبي عبيد وكذلك دعواه أن الإجماع لم ينعقد على قتل الجعد بن درهم وقد ذكر ذلك ابن قيم الجوزية في ”الكافية الشافية“ عن كلام أهل السنة وأنهم شكروه على هذا الصنيع ثم لم يكتف بتلك الخرافات حتى عمد إلى ما هو معلوم مشهور في السير والتواريخ وغيرها من كتب أهل العلم من إجماع الصحابة رضي الله عنهم على تكفير أهل الردة وقتلهم وسبي ذراريهم ونسائهم وإحراق بعضهم بالنار والشهادة على قتلاهم بالنار، وأنهم لم يفرقوا بين الجاحد والمقر بل سموهم كلهم أهل الردة - لأجل أن القاضي عياض ومن بعده ممن خالف الصحابة وحكم بمفهومه ورأيه مما يعلم أهل العلم من المحققين الذين لهم قدمَ صدقٍ في العالمين أن هذا تحكم بالرأي، فإن من أمعن النظر في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى علم وتبين صحة ما قاله، وموافقته لصريح كلام الصحابة وإجماعهم، فإن الشهادة على قتلاهم بالنار واستباحة أموالهم وسبي ذراريهممن أوضح الواضحات على ارتدادهم مع ما ثبت من تسميتهم أهل الردة جميعًا،ولم يسيروا مع مانعي الزكاة بخلاف سيرتهم مع بني حنيفة وطليحة الأسدي وغيره من أهل الردة، ولم يفرقوا بينهم ومن نقل ذلك عنهم فقد كذب عليهم وافترى ، ودعوى أن أبا بكر رضي الله عنه لم يقل بكفر من منع الزكاة وأنهم بمنعهم إياها لم يرتدوا عن الإسلام دعوي مجردة، فأين الحكم بالشهادة على أن قتلاهم في النار هل ذلك إلا لأجل ارتدادهم عن الإسلام بمنع الزكاة، ولو كان الصحابة رضي الله عنهم لا يرون أن ذلك ردة وكفرًا بعد الإسلام لما سَبَوْا ذراريهم وغنموا أموالهم، ولساروا فيهم بحكم البغاة الذين لا تسبي ذراريهم وأموالهم ولم يجهزوا على جريحهم،وقد كان الصحابة رضي الله عنهم أخشي لله وأتقى من أن يصنعوا هذا الصنيع بمسلم ممن لا يحل سبي ذراريهم وأخذ أموالهم، وهل هذا إلا غاية الطعن على الصحابة وتسفيه رأيهم وما أجمعوا عليه، وتعليله بأنه لو كان يرى أنهم كفَّار لم يطالبهم بالزكاة بل يطالبهم بالإيمان والرجوع تعليل لا دليل عليه؟فإنهم لم يكفروا ويرتدوا بترك الإيمان بالله ورسوله وسائر أركان الإسلام وشرائعه فيطالبهم بالرجوع إلى ذلك،وإنما كان ارتدادهم بمنع الزكاة وأدائها والقتال على ذلك، فيطالبهم بأداء ما منعوه وأركان الإسلام، فلما لم ينقادوا لذلك وقاتلوا كان هذا سبب ردتهم،وعمر أجل قدرًا ومعرفةً وعلمًا من أن يعارض أبا بكر أو يقره على خلاف الحق،فإنه لما ناظره أبو بكر وأخبره أن الزكاة حق المال قال عمر: فما هو إلا أن رأيت اللهَ قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعلمت أنه الحق.وأما دعواه أن أبا بكر دعاهم إلى الرجوع فلما أصرُّوا قاتلهم ولم يكفِّرَهم، فدعوي مجردة وتحكم بلا علم. فأين إدخالهم في أهل الردة وسبي نسائهم وذراريهم وغنيمة أموالهم والشهادة على قتلاهم بالنار لولا كفرهم وارتدادهم، فإنهم لو كانوا مسلمين عندهم لما ساروا فيهم سيرة أهل الردة بل كان يمكنهم أن يسيروا فيهم سيرتهم في أهل البغي والخروج عن الطاعة. وأما اختلافهم بعد ذلك ودعواهم أن الصحابة اختلفوا فيهم بعد الغلبة عليهم هل تقسم أموالهم وتسبي ذراريهم كالكفار أو لا تقسم أموالهم ولا تسبي ذراريهم كالبغاة، فذهب أبو بكررضي الله عنه إلى الأول، وذهب عمر رضي الله عنه إلى الثانيفلو كان هذا ثابتًا صحيحًا عن الصحابة رضي الله عنهم لما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الإجماع على قتل مقاتلتهم وسبي ذراريهم وغنيمة أموالهم وأنهم سمُّوهم أهل الردة ..وشيخ الإسلام رحمه اللهُ من أعلم الناس بأحوال الصحابة وبأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من غيره وإليه المنتهى في ذلك، وبعد أن يذكر ما قاله الذهبي عن شيخ الإسلام ابن تيمية في معجم شيوخه وما قاله عنه ابن الوردي في تاريخه وهو أقل ما يقال في حق الإمام ابن تيمية يقول:«وإذا كانت هذه حاله عند أهل العلم بالحديث والجرح والتعديل. وأنه كان إليه المنتهى في هذه الحقائق علمًا وعملاً ومعرفةً وإتقانًا وحفظًا، وقد جزم بإجماع الصحابة فيما نقله عنهم في أهل الردة، تبيّن لك أنه لم يكن بين الصحابة خلاف قبل موت أبي بكر رضي الله عنه ، ولم يعرف له مخالف منهم بعد أن ناظرهم ورجعوا إلى قوله، ولو ثبت خلافهم قبل موت أبي بكر وبعد الغلبة على أهل الردة كما زعم ذلك من زعم لذكر ذلك شيخ الإسلام، ولم يجزم بإجماعهم على كفر مانعي الزكاة وقتلهم وسبي ذراريهم وغنيمة أموالهم وقد اختلفوا، هذا ما لا يكون أبدًا.وسيأتي كلامه في ”المنهاج“ قريبًا إن شاء الله تعالى. وإنما أرجع عمر إلى من كان سباهم أبو بكر أموالهم وذراريهم بعد أن أسلموا ورجعوا إلى ما خرجوا عنه تطييبًا لقلوبهم ورأيًا رآه ولم يكن ذلك إبطالاً لما أجمع عليه الصحابة قبل ذلك، كما أرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هوازن ذراريهم لما أسلموا تطييبًا لقلوبهم.والمقصود أن ما ذكره هذا المعترض من عدم الإجماع لا يصح وأن ذلك إن كان صدر من عمر رضي الله عنه فهو رأي رآه بعد أن دخلوا في الإسلام ..أما قول ابن حجر «أن تسمية هؤلاء أهل الردة تغليبًا مع الصنفين الأولين وإلا فليسوا بكفار فهذا تأويل منه، وليس بأبشع ولا أشنع مما تأولوه في الصفات فكيف لا يتأولون ما صدر عن الصحابة مما يخالف آراءهم وتخيله عقولهم، وقد بيَّنا ما في ذلك من الوهن والغلط على الصحابة لمجرد ما فهموه ورأوا أنه الحق، وإذا ثبت الإجماع عن الصحابة بنقل الثقاة فلا عبرة بمن خالفهم وادعي الإجماع على ما فهمه وليس ما نقله عنهم بلفظ صريح، ولم يخالف الشيخ محمد رحمه الله ما في البخاري وإنما ذكر ذلك عياض من عند نفسه لمجرد مفهومه من الحديث، والمخالف له ينازعه في هذا الفهم، وما نقله الشيخ محمد عن شيخ الإسلام ابن تيمية لم يكن مخالفًا لما في الصحيحين، بل كان موافقًا لهما، وقد ثبت إجماع الصحابة كما ذكر ذلك العلماء في السير والتواريخ ... ثم يقول رحمه الله : ( ونذكر هنا أيضًا ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية قدَّس اللهُ روحه في منهاج السنة على قول الرافضي”الخلاف السادس في قتال مانعي الزكاة“ قاتلهم أبو بكر واجتهد عمر أيام خلافته فردَّ السبايا والأموال إليهم وأطلق المحبوسين. فهذا من الكذب الذي لا يخفي على من عرف أحوال المسلمين، فإن مانعي الزكاة اتفق أبو بكر وعمر على قتالهم بعد أن راجعه عمر في ذلك كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن عمر قال لأبي بكر: يا خليفةَ رسولِ الله كيف تقاتل الناس وقد قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : «أمرتُ أن أقاتِلَ النَّاس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنِّي رسول اللهُ فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله» فقال أبو بكر: ألم يقل إلا بحقها وحسابهم على الله؟ فإن الزكاة من حقها، واللهِ لو منعوني عناقًا كانوا يؤدونها إلى رسول الله لقاتلتهم على منعها. قال عمر: فواللهِ ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق. وفي الصحيحين تصديق فهم أبي بكر عن ابن عمر عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أمرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنِّي رسولُ اللهِ ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها» فعمر وافق أبا بكر على قتال أهل الردة مانعي الزكاة وكذلك سائر الصحابة. إلى أن يقول: ولكن من الناس من يقول سبي أبو بكر نساءهم وذراريهم وعمر أعاد ذلك عليهم. وهذا إذا وقع ليس فيه بيان اختلافهما فإنه قد يكون عمر كان موافقًا على جواز سبيهم لكن رد إليهم سبيهم، كما ردَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على هوازن سبيهم بعد أن قسمه بين المسلمين فمن طابت نفسه بالرد وإلا عوضه من عنده لما أتي أهلهم مسلمين فطلبوا رد ذلك إليهم. وأهل الردة قد اتفق أبو بكر وعمر وسائر الصحابة على أنهم لا يمكنون من ركوب الخيل ولا حمل السلاح، بل يتركون يتبعون أذناب البقر حتى يُرِى الله خليفة رسوله والمؤمنين حسن إسلامهم، فلما تبين لعمر حسن إسلامهم رد ذلك إليهم لأنه جائز. انتهى.

    فتبين بما ذكره شيخ الإسلام أن الصحابة أجمعوا على قتالهم وأنهم سمُّوهم كلهم أهل الردة، وأنه لم يكن بين عمر وبين أبي بكر خلاف بعد رجوع عمر إلى موافقة أبي بكر مع سائر الصحابة، وأن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله لم يخالف ما في الصحيحين كما زعم هذا المعترض الجاهل واللهُ أعلم ). اهـ كتاب تبرئة الامامين الجليلين (للشيخ سليمان بن سحمان صـ172)

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: توضيح كلام أئمة الدعوة النجدية في مسألة حكم أهل مسجد الكوفة.

    قال الشيخ سليمان بن سحمان فالجواب: أن نقول ما نقله هذا المعترض عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله تعالى ـ ثابت عنه لكنه أسقط من كلام الشيخ قوله في مانعي الزكاة: فَكُفْرُ هؤلاء وإدخالهم في أهل الردة قد ثبت باتفاق الصحابة المستند إلى نصوص الكتاب والسنة، وهذا يهدم أصله فلذلك حذفه. وما نقله الشيخ عن شيخ الإسلام ابن تيمية ـ قدَّس اللهُ روحه ونوَّر ضريحه ـ معروف مشهور عنه لا يستريب فيه عارف وهو الحق الصواب الذي ندين الله به كما هو معروف في السير والتواريخ وغيرها، ولا عبرة بقول هذا المعترض وتشكيكه في هذا النقل فيما لا شك فيه فإن عدم معرفته بإجماع العلماء على قتل المختار بن أبي عبيد وكذلك دعواه أن الإجماع لم ينعقد على قتل الجعد بن درهم وقد ذكر ذلك ابن قيم الجوزية في ”الكافية الشافية“ عن كلام أهل السنة وأنهم شكروهعلى هذا الصنيع ثم لم يكتف بتلك الخرافات حتى عمد إلى ما هو معلوم مشهور في السير والتواريخ وغيرها من كتب أهل العلم من إجماع الصحابة رضى الله عنهم على تكفير أهل الردة وقتلهم وسبي ذراريهم ونسائهم وإحراق بعضهم بالنار والشهادة على قتلاهم بالنار، وأنهم لم يفرقوا بين الجاحد والمقر بل سموهم كلهم أهل الردة لأجل أن القاضي عياض ومن بعده ممن خالف الصحابة وحكم بمفهومه ورأيه مما يعلم أهل العلم من المحققين الذين لهم قدمَ صدقٍ في العالمين أن هذا تحكم بالرأي، فإن من أمعن النظر في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى علم وتبين صحة ما قاله، وموافقته لصريح كلام الصحابة وإجماعهم، فإن الشهادة على قتلاهم بالنار واستباحة أموالهم وسبي ذراريهم من أوضح الواضحات على ارتدادهم مع ما ثبت من تسميتهم أهل الردة جميعًا، ولم يسيروا مع مانعي الزكاة بخلاف سيرتهم مع بني حنيفة وطليحة الأسدي وغيره من أهل الردة، ولم يفرقوا بينهم، ومن نقل ذلك عنهم فقد كذب عليهم وافترى.

    ودعوى أن أبا بكر رضى الله عنه لم يقل بكفر من منع الزكاة وأنهم بمنعهم إياها لم يرتدوا عن الإسلام دعوى مجردة، فأين الحكم بالشهادة على أن قتلاهم في النار هل ذلك إلا لأجل ارتدادهم عن الإسلام بمنع الزكاة؟!، ولو كان الصحابة رضى الله عنهم لا يرون أن ذلك ردة وكفرًا بعد الإسلام لما سَبَوْا ذراريهم وغنموا أموالهم، ولساروا فيهم بحكم البغاة الذين لا تسبى ذراريهم وأموالهم ولم يجهزوا على جريحهم، وقد كان الصحابة رضى الله عنهم أخشى لله وأتقى من أن يصنعوا هذا الصنيع بمسلم ممن لا يحل سبي ذراريهم وأخذ أموالهم، وهل هذا إلا غاية الطعن على الصحابة وتسفيه رأيهم وما أجمعوا عليه؟!، وتعليله بأنه لو كان يرى أنهم كفَّار لم يطالبهم بالزكاة بل يطالبهم بالإيمان والرجوع تعليل لا دليل عليه، فإنهم لم يكفروا ويرتدوا بترك الإيمان بالله ورسوله وسائر أركان الإسلام وشرائعه فيطالبهم بالرجوع إلى ذلك، وإنما كان ارتدادهم بمنع الزكاة وأدائها والقتال على ذلك، فيطالبهم بأداء ما منعوه وأركان الإسلام، فلما لم ينقادوا لذلك وقاتلوا كان هذا سبب ردتهم، وعمر أجل قدرًا ومعرفةً وعلمًا من أن يعارض أبا بكر أو يقره على خلاف الحق، فإنه لما ناظره أبو بكر وأخبره أن الزكاة حق المال قال عمر: فما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعلمت أنه الحق. وأما دعواه أن أبا بكر دعاهم إلى الرجوع فلما أصرُّوا قاتلهم ولم يكفِّرهم، فدعوى مجردة وتحكم بلا علم. فأين إدخالهم في أهل الردة وسبي نسائهم وذراريهم وغنيمة أموالهم والشهادة على قتلاهم بالنار لولا كفرهم وارتدادهم، فإنهم لو كانوا مسلمين عندهم لما ساروا فيهم سيرة أهل الردة بل كان يمكنهم أن يسيروا فيهم سيرتهم في أهل البغي والخروج عن الطاعة. وأما اختلافهم بعد ذلك ودعواهم أن الصحابة اختلفوا فيهم بعد الغلبة عليهم هل تقسم أموالهم وتسبى ذراريهم كالكفار، أو لا تقسم أموالهم ولا تسبى ذراريهم كالبغاة، فذهب أبو بكررضى الله عنه إلى الأول، وذهب عمر رضى الله عنه إلى الثاني. فلو كان هذا ثابتًا صحيحًا عن الصحابة رضى الله عنهم لما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الإجماع على قتل مقاتلتهم وسبي ذراريهم وغنيمة أموالهم وأنهم سمُّوهم أهل الردة.

    وشيخ الإسلام رحمه اللهُ من أعلم الناس بأحوال الصحابة وبأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من غيره وإليه المنتهى في ذلك، وبعد أن يذكر ما قاله الذهبي عن شيخ الإسلام ابن تيمية في معجم شيوخه وما قاله عنه ابن الوردي في تاريخه وهو أقل ما يقال في حق الإمام ابن تيمية. يقول: وإذا كانت هذه حاله عند أهل العلم بالحديث والجرح والتعديل. وأنه كان إليه المنتهى في هذه الحقائق علمًا وعملاً ومعرفةً وإتقانًا وحفظًا، وقد جزم بإجماع الصحابة فيما نقله عنهم في أهل الردة، تبيّن لك أنه لم يكن بين الصحابة خلاف قبل موت أبي بكر رضى الله عنه، ولم يعرف له مخالف منهم بعد أن ناظرهم ورجعوا إلى قوله، ولو ثبت خلافهم قبل موت أبي بكر وبعد الغلبة على أهل الردة كما زعم ذلك من زعم لذكر ذلك شيخ الإسلام، ولم يجزم بإجماعهم على كفر مانعي الزكاة وقتلهم وسبي ذراريهم وغنيمة أموالهم وقد اختلفوا، هذا ما لا يكون أبدًا. وسيأتي كلامه في ”المنهاج“ قريبًا إن شاء الله تعالى. وإنما أرجع عمر إلى من كان سباهم أبو بكر أموالهم وذراريهم بعد أن أسلموا، ورجعوا إلى ما خرجوا عنه تطييبًا لقلوبهم، ورأيًا رآه، ولم يكن ذلك إبطالاً لما أجمع عليه الصحابة قبل ذلك، كما أرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هوازن ذراريهم لما أسلموا تطييبًا لقلوبهم. والمقصود أن ما ذكره هذا المعترض من عدم الإجماع لا يصح وأن ذلك إن كان صدر من عمر رضي الله عنه فهو رأي رآه بعد أن دخلوا في الإسلام.
    أما قول ابن حجر: أن تسمية هؤلاء أهل الردة تغليبًا مع الصنفين الأولين وإلا فليسوا بكفار فهذا تأويل منه، وليس بأبشع ولا أشنع مما تأولوه في الصفات، فكيف لا يتأولون ما صدر عن الصحابة مما يخالف آراءهم وتخيله عقولهم؟، وقد بيَّنا ما في ذلك من الوهن والغلط على الصحابة لمجرد ما فهموه ورأوا أنه الحق، وإذا ثبت الإجماع عن الصحابة بنقل الثقاة فلا عبرة بمن خالفهم وادعى الإجماع على ما فهمه وليس ما نقله عنهم بلفظ صريح، ولم يخالف الشيخ محمد رحمه الله ما في البخاري وإنما ذكر ذلك عياض من عند نفسه لمجرد مفهومه من الحديث، والمخالف له ينازعه في هذا الفهم، وما نقله الشيخ محمد عن شيخ الإسلام ابن تيمية لم يكن مخالفًا لما في الصحيحين، بل كان موافقًا لهما، وقد ثبت إجماع الصحابة كما ذكر ذلك العلماء في السير والتواريخ.

    ثم يقـول([6]): ونذكر هنـا أيضًا ما ذكره شيـخ الإسـلام ابن تيمية ـ قدَّس اللهُ روحه ـ في ”منهاج السنة“، على قول الرافضي([7])، الخلاف السادس في قتال مانعي الزكاة: قاتلهم أبو بكر واجتهد عمر أيام خلافته فردَّ السبايا والأموال إليهم وأطلق المحبوسين. فهذا من الكذب الذي لا يخفى على من عرف أحوال المسلمين، فإن مانعي الزكاة اتفق أبو بكر وعمر على قتالهم بعد أن راجعه عمر في ذلك كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضى الله عنه أن عمر قال لأبي بكر: يا خليفةَ رسولِ الله كيف تقاتل الناس وقد قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أمرتُ أن أقاتِلَ النَّاس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنِّي رسول اللهُ فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله»، فقال أبو بكر: ألم يقل: إلا بحقها وحسابهم على الله؟ فإن الزكاة من حقها، واللهِ لو منعوني عناقًا كانوا يؤدونها إلى رسول الله لقاتلتهم على منعها. قال عمر: فواللهِ ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق. وفي الصحيحين تصديق فهم أبي بكر عن ابن عمر عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أمرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنِّي رسولُ اللهِ ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها»، فعمر وافق أبا بكر على قتال أهل الردة مانعي الزكاة وكذلك سائر الصحابة.
    إلى أن يقول: ولكن من الناس من يقول سبى أبو بكر نساءهم وذراريهم وعمر أعاد ذلك عليهم. وهذا إذا وقع ليس فيه بيان اختلافهما فإنه قد يكون عمر كان موافقًا على جواز سبيهم لكن رد إليهم سبيهم، كما ردَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على هوازن سبيهم بعد أن قسمه بين المسلمين فمن طابت نفسه بالرد وإلا عوضه من عنده لما أتي أهلهم مسلمين فطلبوا رد ذلك إليهم. وأهل الردة قد اتفق أبو بكر وعمر وسائر الصحابة على أنهم لا يمكنون من ركوب الخيل ولا حمل السلاح، بل يتركون يتبعون أذناب البقر حتى يُرِي الله خليفة رسوله والمؤمنين حسن إسلامهم، فلما تبيَّن لعمر حسن إسلامهم رد ذلك إليهم لأنه جائز. أهـ.
    فتبيَّن بما ذكره شيخ الإسلام أن الصحابة أجمعوا على قتالهم وأنهم سمُّوهم كلهم أهل الردة، وأنه لم يكن بين عمر وبين أبي بكر خلاف بعد رجوع عمر إلى موافقة أبي بكر مع سائر الصحابة، وأن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله لم يخالف ما في الصحيحين كما زعم هذا المعترض الجاهل واللهُ أعلم. انتهى.........
    .ولعل الشيخ محمد والشيخ عبد الرحمن لما نقلوا هذه القصة نقلوها من حفظهما
    لعل هذه الفقرة مأخوذة من سياق كلام الشيخ سليمان بن سحمان بقوله
    ---وإنما ذكر ذلك عياض من عند نفسه لمجرد مفهومه من الحديث، والمخالف له ينازعه في هذا الفهم، وما نقله الشيخ محمد عن شيخ الإسلام ابن تيمية لم يكن مخالفًا لما في الصحيحين، بل كان موافقًا لهما، وقد ثبت إجماع الصحابة كما ذكر ذلك العلماء في السير والتواريخ.----وهل هذا إلا غاية الطعن على الصحابة وتسفيه رأيهم وما أجمعوا عليه؟ ---

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2020
    المشاركات
    11

    افتراضي رد: توضيح كلام أئمة الدعوة النجدية في مسألة حكم أهل مسجد الكوفة.

    الاخ علي بن خالد ليس في كلامه لا من قريب ولا من بعيد ما يدل على انه انكر اجماع الصحابة على كفر مانعي الزكاة .
    الاخ لم ينكر اتفاق الصحابة على تكفير اهل مسجد الكوفة.
    الاخ علي انما اشكل عليه قول الشيخ محمد:(والحاضر الذي لم ينكر..) وقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن:( قال واحد: انما مسيلمة على حق فيما قال، وسكت الباقون. فأفتى بكفرهم جميعاً..) فارد ان يعرف وجه دلالة الفاظ الاثر على ذلك. وكما أن ظاهر كلامه لم ينكر ما ذكره الشبخ محمد والشيخ علد الرحمان.انما مجرد استفسار وتوضيح.
    اذا فالاخ علي يقول باتفاق الصحابة على كفر اهل مسجد الكوفة ويظهر ذلك في قوله: نهم كانوا كلهم على دين مسيلمة و يقرأون قرآنه.ونحوه من كلامه ويتفق ذلك مع كلام الشيخان في النتيجة وهي الاتفاق على كفرهم، وانما يختلف عن كلام الشيخ محمد والشيخ عبد الرحمان في استنباط ذلك من الاثر .
    فذكرك اخي محمد عبد اللطيف اثر قصة مجاعة بن مرارة و مسالة اجماع الصحابة على كفر مانعي الزكاة لا محل له وجروج عن موضوع الاخ علي بن خالد.
    قلت لو صح (انا لا اعرف لقلة بضاعتي) كلام وفهم الشيخ محمد وعبد الرحمن لقصة أثر اهل مسجد الكوفة اعني لو صح كلامهم: (والحاضر الذي لم ينكر..)، ( قال واحد: انما مسيلمة على حق فيما قال، وسكت الباقون. فأفتى بكفرهم جميعاً..)
    فمعناه ان من سمع آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فجلس عند الكافرين المستهزئين ولو في المسجد من غير إكراه ولا إنكار ولا قيامٍ عنهم حتى يخوضوا في حديثٍ غيره فهو كافر مثلهم. ويكون هذا مكفر بذاته ولا يشترط الرضا القلبي. ولا يحتمل كلامهما ان صح اي تاؤيل.
    واضف الى ذلك كلام الشيخ عبد الرحمن على قصة مجاعة حيث قال:(فتأمل كيف جعل خالد سكوت مجاعة، رضاء بما جاء به مسيلمة وإقرارا; فأين هذا ممن أظهر الرضى وظاهر وأعان....) جعل السكوت علامة على الرضي يعني السكوت دون اكراه ولا انكار ولا قيام عنهم ( اي بالهجرة ). ولكن هنا سؤال لما عفى خالد عن مجاعة؟ هل لانه اظهار التوبة ام ماذا؟
    وكذلك كلام الشيخ حمد بن عتيق في رسالة "سبيل النجاة و الفكاك من موالاة المرتدين وأهل الإشراك " :
    " إنّ الرجل إذا سمع آيات الله يُكفر بها ويُستهزأ بها فجلس عند الكافرين المستهزئين بآيات الله من غير إكراه و لا إنكار و لاقيام عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره فهو كافر مثلهم و إن لم يفعل فعلهم لأن ذلك يتضمن الرضى بالكفر و الرضى بالكفر كفر، و بهذه الآية و نحوها استدل العلماءعلى أنّ الراضي بالذنب كفاعله ، فإن ادعى أنّه يكره ذلك بقلبه لم يقبل منه لأن الحكم بالظاهر و هو قد أظهر الكفر فيكون كافراً "
    ويقول الشيخ سليمان بن عبد الله : "{ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ }فذكر الله تعالى أنه نزّل على المؤمنين في الكتاب أنهم إذا سمعوا آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها ، فلا يقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره ، وأن من جلس مع الكافرين بآيات الله ، المستهزئين بها في حال كفرهم واستهزائهم ، فهو مثلهم ، ولم يفرّق بين الخائف وغيره ، إلا المكره }اه.
    وقال ايصا الشيخ سليمان بن عبد الله:(إن معنى الآية على ظاهرها، وهو أنّ الرّجل إذا سمع آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فجلس عند الكافرين المستهزئين من غير إكراه ولا إنكار ولا قيامٍ عنهم حتى يخوضوا في حديثٍ غيره فهو كافر مثلهم، وإن لم يفعل فعلهم لأنّ ذلك يتضمن الرضا بالكفر، والرضا بالكفر كفر.
    وبهذه الآية ونحوها استدلّ العلماء على أن الراضي بالذنب كفاعله، فإن ادعى أنه يكره ذلك بقلبه لم يُقبل منه؛ لأن الحكم على الظاهر وهو قد أظهر الكفر فيكون كافراً) أهـ
    وكذلك لقائل ان يقول: ولا نظر في هذا إلى عقد القلب ـ وإن كان فعل الكفر مستلزماً لانخرامه ـ لأنه لو قلنا أن النظر يكون لما عقد عليه القلب ، صار النهي عن الجلوس في المجالس التي يكفر فيها بآيات الله كعدمه
    فيقال أن كل من رضى بقلبه بمسبة الدين فهو كافر ، جلس مجلساً يُكفر فيه بآيات الله أو لم يجلس ، ويصير المقصود هو عقد القلب ، فحينئذ يُقال لاترضوا بالكفر فحسب ( على أن الراضي بالكفر كافر ) وهذا يكون في جميع الأحوال ـ وليس خاصاً بمجالس الخائضين في آيات الله ـ في أثناء السير في الطريق ، أو الجلوس مع الآخرين ، أو أثناء الأكل أو أي عمل آخر ، ويصير قول الله تعالى : { فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ } لغو لافائدة منه ، ويتعالى كلام الله علواً كبيراً أن يكون كذلك.
    الحاصل هذا ما اشكال على الاخ علي بن خالد فيما يظهر من كلام الشيخ محمد والشيخ عبد الرحمن فان صح كلامهما على قصة اهل مسجد الكوفة فانه يدل على انّ الرجل إذا سمع آيات الله يُكفر بها ويُستهزأ بها فجلس عند الكافرين المستهزئين بآيات الله من غير إكراه و لا إنكار و لاقيام عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره فهو كافر مثلهم و إن لم يفعل فعلهم لأن ذلك يتضمن الرضى بالكفر و الرضى بالكفر كفر وهو قد اظهر الكفر فيكون كافرا فاذا انضف الى ذلك اتفاق الصحابة على كفر اهل مسجد الكوفة صار دليل قطعي في المسالة وتفسير لاية { وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ } ويكون فهم الصحابة مقدم على اي فهم اخر، هذا هو محل الاشكال سواء عندي انا وفي ما اظن ايضا عند الاخ علي بن خالد على ظاهر كلامه. والله اعلم.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: توضيح كلام أئمة الدعوة النجدية في مسألة حكم أهل مسجد الكوفة.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمير المغربي مشاهدة المشاركة
    الاخ علي بن خالد ليس في كلامه لا من قريب ولا من بعيد ما يدل على انه انكر اجماع الصحابة على كفر مانعي الزكاة .
    الاخ لم ينكر اتفاق الصحابة على تكفير اهل مسجد الكوفة.
    الاخ علي انما اشكل عليه قول الشيخ محمد:(والحاضر الذي لم ينكر..) وقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن:( قال واحد: انما مسيلمة على حق فيما قال، وسكت الباقون. فأفتى بكفرهم جميعاً..) فارد ان يعرف وجه دلالة الفاظ الاثر على ذلك. وكما أن ظاهر كلامه لم ينكر ما ذكره الشبخ محمد والشيخ علد الرحمان.انما مجرد استفسار وتوضيح.
    اذا فالاخ علي يقول باتفاق الصحابة على كفر اهل مسجد الكوفة ويظهر ذلك في قوله: نهم كانوا كلهم على دين مسيلمة و يقرأون قرآنه.ونحوه من كلامه ويتفق ذلك مع كلام الشيخان في النتيجة وهي الاتفاق على كفرهم، وانما يختلف عن كلام الشيخ محمد والشيخ عبد الرحمان في استنباط ذلك من الاثر .
    فذكرك اخي محمد عبد اللطيف اثر قصة مجاعة بن مرارة و مسالة اجماع الصحابة على كفر مانعي الزكاة لا محل له وجروج عن موضوع الاخ علي بن خالد.
    قلت لو صح (انا لا اعرف لقلة بضاعتي) كلام وفهم الشيخ محمد وعبد الرحمن لقصة أثر اهل مسجد الكوفة اعني لو صح كلامهم: (والحاضر الذي لم ينكر..)، ( قال واحد: انما مسيلمة على حق فيما قال، وسكت الباقون. فأفتى بكفرهم جميعاً..)
    فمعناه ان من سمع آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فجلس عند الكافرين المستهزئين ولو في المسجد من غير إكراه ولا إنكار ولا قيامٍ عنهم حتى يخوضوا في حديثٍ غيره فهو كافر مثلهم. ويكون هذا مكفر بذاته ولا يشترط الرضا القلبي. ولا يحتمل كلامهما ان صح اي تاؤيل.
    واضف الى ذلك كلام الشيخ عبد الرحمن على قصة مجاعة حيث قال:(فتأمل كيف جعل خالد سكوت مجاعة، رضاء بما جاء به مسيلمة وإقرارا; فأين هذا ممن أظهر الرضى وظاهر وأعان....) جعل السكوت علامة على الرضي يعني السكوت دون اكراه ولا انكار ولا قيام عنهم ( اي بالهجرة ). ولكن هنا سؤال لما عفى خالد عن مجاعة؟ هل لانه اظهار التوبة ام ماذا؟
    وكذلك كلام الشيخ حمد بن عتيق في رسالة "سبيل النجاة و الفكاك من موالاة المرتدين وأهل الإشراك " :
    " إنّ الرجل إذا سمع آيات الله يُكفر بها ويُستهزأ بها فجلس عند الكافرين المستهزئين بآيات الله من غير إكراه و لا إنكار و لاقيام عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره فهو كافر مثلهم و إن لم يفعل فعلهم لأن ذلك يتضمن الرضى بالكفر و الرضى بالكفر كفر، و بهذه الآية و نحوها استدل العلماءعلى أنّ الراضي بالذنب كفاعله ، فإن ادعى أنّه يكره ذلك بقلبه لم يقبل منه لأن الحكم بالظاهر و هو قد أظهر الكفر فيكون كافراً "
    ويقول الشيخ سليمان بن عبد الله : "{ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ }فذكر الله تعالى أنه نزّل على المؤمنين في الكتاب أنهم إذا سمعوا آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها ، فلا يقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره ، وأن من جلس مع الكافرين بآيات الله ، المستهزئين بها في حال كفرهم واستهزائهم ، فهو مثلهم ، ولم يفرّق بين الخائف وغيره ، إلا المكره }اه.
    وقال ايصا الشيخ سليمان بن عبد الله:(إن معنى الآية على ظاهرها، وهو أنّ الرّجل إذا سمع آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فجلس عند الكافرين المستهزئين من غير إكراه ولا إنكار ولا قيامٍ عنهم حتى يخوضوا في حديثٍ غيره فهو كافر مثلهم، وإن لم يفعل فعلهم لأنّ ذلك يتضمن الرضا بالكفر، والرضا بالكفر كفر.
    وبهذه الآية ونحوها استدلّ العلماء على أن الراضي بالذنب كفاعله، فإن ادعى أنه يكره ذلك بقلبه لم يُقبل منه؛ لأن الحكم على الظاهر وهو قد أظهر الكفر فيكون كافراً) أهـ
    وكذلك لقائل ان يقول: ولا نظر في هذا إلى عقد القلب ـ وإن كان فعل الكفر مستلزماً لانخرامه ـ لأنه لو قلنا أن النظر يكون لما عقد عليه القلب ، صار النهي عن الجلوس في المجالس التي يكفر فيها بآيات الله كعدمه
    فيقال أن كل من رضى بقلبه بمسبة الدين فهو كافر ، جلس مجلساً يُكفر فيه بآيات الله أو لم يجلس ، ويصير المقصود هو عقد القلب ، فحينئذ يُقال لاترضوا بالكفر فحسب ( على أن الراضي بالكفر كافر ) وهذا يكون في جميع الأحوال ـ وليس خاصاً بمجالس الخائضين في آيات الله ـ في أثناء السير في الطريق ، أو الجلوس مع الآخرين ، أو أثناء الأكل أو أي عمل آخر ، ويصير قول الله تعالى : { فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ } لغو لافائدة منه ، ويتعالى كلام الله علواً كبيراً أن يكون كذلك.
    الحاصل هذا ما اشكال على الاخ علي بن خالد فيما يظهر من كلام الشيخ محمد والشيخ عبد الرحمن فان صح كلامهما على قصة اهل مسجد الكوفة فانه يدل على انّ الرجل إذا سمع آيات الله يُكفر بها ويُستهزأ بها فجلس عند الكافرين المستهزئين بآيات الله من غير إكراه و لا إنكار و لاقيام عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره فهو كافر مثلهم و إن لم يفعل فعلهم لأن ذلك يتضمن الرضى بالكفر و الرضى بالكفر كفر وهو قد اظهر الكفر فيكون كافرا فاذا انضف الى ذلك اتفاق الصحابة على كفر اهل مسجد الكوفة صار دليل قطعي في المسالة وتفسير لاية { وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ } ويكون فهم الصحابة مقدم على اي فهم اخر، هذا هو محل الاشكال سواء عندي انا وفي ما اظن ايضا عند الاخ علي بن خالد على ظاهر كلامه. والله اعلم.
    لم اكن اود ابدا النقاش معك لانك فى النهاية تندم كما سبق فى الموضوع الماضى-هل ستندم هنا كما فى الموضوع السابق فى النقاش معى-- اذا كنت ستندم فوفر جهدك-
    الاخ علي بن خالد ليس في كلامه لا من قريب ولا من بعيد ما يدل على انه انكر اجماع الصحابة على كفر مانعي الزكاة .
    الاخ لم ينكر اتفاق الصحابة على تكفير اهل مسجد الكوفة.
    هل قال احد ان الاخ على ينكر اجماع الصحابة- انا نقلت الاجماع وسيرة الصحابة فى المرتدين للفائدة ما الاشكال فى ذلك -- - الاشكال هو اتهام الشيخ محمد بن عبد الوهاب انه اتى بهذا الكلام من كيسه وفهمه بدون دليل--هذا هو الاشكال - الطعن فى الاستدلال-- هذا طعن مبطن فى شيخ الاسلام كما فعل اشياع هؤلاء مع شيخ الاسلام بن تيمية فى نقله سيرة الصحابة فى كفر مانعى الزكاة-- هذا هو ما جعلنى اقحم مانعى الزكاة فى الموضوع هو نفس الاتهام الذى يتعلق به المعترضين------ الامام محمد بن عبد الوهاب يستنبط الحكم بفهمه لسيرة الصحابة فى المرتدين من خلال مجموع ما ورد فى السنن والاثار- طريقة شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب هى جمع ما ورد فى السنن والاثار-انظر لكلامه على حديث مَنْ أَتَى عَرَّافاً فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ فَصَدَّقَهُ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا- هذا ليس حديث واحد انما هو مجموع من حديثين-فأتى المعترضون وطعنوا فى طريقة الامام - لانهم لا يعرفوا طريقة الامام-بل طعنوا فى علم الشيخ محمد بن عبد الوهاب فى الحديث-هذه هى طريقة هؤلاء فى الطعن فى الائمة وعلى رأسهم الخليفى وعماد فراج لم يتركوا شارده ولا واردة الا طعنوا فيها يتلقفوا كل ثغرة لينفذوا بالطعن منها والشواهد اكثر من ان تحصى وان كان الخليفى اقرب من الثانى وأخف- الامام محمد بن عبد الوهاب مجدد الملة نظر فى السنن والاثار وسيرة الصحابة ثم لخص واختصر ما ورد - لذلك سمى كتابه مختصر السيرة فهو كتاب دعوة جمع فيه مختصر ما ورد فى السير-
    من قرأ مختصر السيرة من أوله الى آخره يتبين له انه ملخص ما ورد فى سيرة النبى صلى الله عليه وسلم فى قتال المشركين وكذلك ملخص ومختصر سيرة الصحابة فى قتال المرتدين - فمختصر السيرة جمع واختصار لسيرة الصحابة
    فالامام محمد بن عبد الوهاب ملك قدرة على استحضار الاحاديث والاثار لتعزيز الدليل واستنباط الاحكام --- فالشيخ كان عنده الملكة الفقهية

    وهى صفة يقتدر بها على استنتاج الأحكام من مآخذها- الفقه عنده سجية وقوة يقتدر بها على التصرف بالجمع والتفريق والترتيب والتصحيح والقدرة على النظر في الأدلة، وكيفية استنباط الأحكام منها، حتى لا تكاد تعرض عليه حادثة من الحوادث إلا أمكن أن يعطيها ما يليق بها من الأحكام، فضــلاً عن أنه بعد ذلك تطمــئن نفسه إلى ما يعــمل به من أحكام أو يفتي به غيـــره، أو يقضي به بين النــاس، إذ لا يقـــدم على ذلك إلا وهو يعلم الدليل على ما أقدم عليه)
    --ألفَّ الشيخ الكتب الكثيرة المفيدة، الدالة على سَعَة علمه واستطلاعه وقوة استنباطه، معتنيًا بالدليل، ناقلًا آراء العلماء العاملين والأئمة المجتهدين، وعُنِي بالمختصرات النافعة الدالة على الحق، بألطف إشارة وأحسن عبارة، فألَّف في التفسير والحديث والتوحيد والفقه والسيرة، وغير ذلك من الفنون، إلا أنه رئم [لزم ] علمَ التوحيدِ، فصار شغلَه الشاغل، أرخى لقلمه العنان في بيانه، ووقف نفسَه وصبَّ عُصارةَ أفكاره في تحقيقه وتوضيحه، بسبب حاجة الناس إلى معرفته، فأتى بما يسرُّ الناظرين ويثلج صدور المتبعين --- وانظر فى القول المفيد كيف يتعجب الشيخ ابن عثيمين من قوة فقه وذكاء الامام محمد بن عبد الوهاب فى استنباط الاحكام من الدليل الواحد--- ثم يأتى آخر الزمان بعض الرويبضة - كالخليفى وغيره -ويقول
    ولعل الشيخ محمد والشيخ عبد الرحمن لما نقلوا هذه القصة نقلوها من حفظهما
    فذكرك - اثر قصة مجاعة بن مرارة و مسالة اجماع الصحابة على كفر مانعي الزكاة - لا محل له - وجروج عن موضوع الاخ علي بن خالد.

    لها محل من الاعراب كما ذكرت لك ان الشيخ يجمع ما ورد فى السنن فى سياق واحد-- فشيخ الاسلام لا يعرفه الا من عرف طريقته فى استنباط الاحكام


    ----
    فذكرك اخي محمد عبد اللطيف اثر قصة مجاعة بن مرارة و مسالة اجماع الصحابة على كفر مانعي الزكاة لا محل له وجروج عن موضوع الاخ علي بن خالد.
    قلت لو صح (
    انا لا اعرف لقلة بضاعتي)
    نعم ذلك ظنك لقلة بضاعتك وفهمك لطريقة الامام هو ما أَرْدَاك وجعلك تتخبط--------[QUOTE]وقال ايضا الشيخ سليمان بن عبد الله:(إن معنى الآية على ظاهرها، وهو أنّ الرّجل إذا سمع آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فجلس عند الكافرين المستهزئين من غير إكراه ولا إنكار ولا قيامٍ عنهم حتى يخوضوا في حديثٍ غيره فهو كافر مثلهم، وإن لم يفعل فعلهم لأنّ ذلك يتضمن الرضا بالكفر، والرضا بالكفر كفر.لقد ناقشنا مع المغيرة هذا الموضوععلى هذا الرابط--https://majles.alukah.net/t156361/- -- ------------
    الاخ علي انما اشكل عليه قول الشيخ محمد:(والحاضر الذي لم ينكر..) وقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن:( قال واحد: انما مسيلمة على حق فيما قال، وسكت الباقون. فأفتى بكفرهم جميعاً..) فارد ان يعرف وجه دلالة الفاظ الاثر على ذلك. وكما أن ظاهر كلامه لم ينكر ما ذكره الشبخ محمد والشيخ عبد الرحمان.انما مجرد استفسار وتوضيح.
    هو نقل كلام من يطعن وينكر كالخليفى وغيره بقوله - ولعل الشيخ محمد والشيخ عبد الرحمن لما نقلوا هذه القصة نقلوها من حفظهما-
    الاخ علي انما اشكل عليه قول الشيخ محمد:(والحاضر الذي لم ينكر..)
    هل انت محامى ام محاور

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: توضيح كلام أئمة الدعوة النجدية في مسألة حكم أهل مسجد الكوفة.

    فى السير---( ولمــا سار خالد بن الوليد من البطاح ، ووقع في أرض بني تميم قدّم أمامه مائتي فارس ، عليهم معن بن عدي العجلاني ، وبعث معه فرات ابن حيان العجلي دليلاً، وقدّم عينين له أمامه ، مكنف بن زيد الخيل الطائي وأخاه . .
    وذكر الواقدي : أن خالد لما نزل العض قدّم مائتي فارس وقال : " من أصبتم من الناس فخذوه " . فانلقوا حتى أخذوا مجَّـاعة بن مرارة الحنفي في ثلاثة وعشرين رجلاً من قومه قد خرجوا في طلب رجل من بني نمير أصاب فيهم دماً ، فخرجوا وهم لا يشعرون بمقبل خالد ، فسألوهم : ممن أنتم ؟ قالوا : من بني حنيفة . فظن المسلمون أنهم رسل من مسيلمة إلى خالد ، فلما أصبحوا وتلاحق الناس جاءوا بهم إلى خالد ، فلما رآهم ظن أيضاً أنهم من رسل مسيلمة ، فقال : " ما تقولون يا بني حنيفة في صاحبكم ؟ " فشهدوا أنه رسول الله ! فقال لمجاعة : " ما تقول أنت " ؟ فقال : والله ما خرجت إلا في طلب رجل من بني نمير أصاب فينا دماً ، وما كنت أقرب مسيلمة ، ولقد قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت ، وما غيرت ولا بدّلت " فقدّم القوم فضرب أعناقهم على دم واحد ، حتى إذا بقي سارية بن مسيلمة بن عامر قال : " يا خالد إن كنت تريد بأهل اليمامة خيراً أو شراً فاستبق هذا ! " يعني : مجّـاعة ، فإنه لك عًوان على حربك وسلمك ! " .
    وكان مجَّــاعة شريفاً فلم يقتله ، وأعجب بسارية وكلامه فتركه أيضاً ، وأمر بهما فـأُوثقـا في جوامع حديد ، وكان يدعو بمجـاعة وهو كذلك فيتحدث منه ، ومجاعة يظن أن خالداً يقتله ! فبينما همـا يتحدثان قال له : " يا ابن المغيرة ، إن لـي إسلامـاً ! والله مـا كفرت ، ولقد قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجت من عنده مسلماً وما خرجت لقتال وأعـاد ذكر خروجه في طلب النميري ، فقال خالد : " إن بين والقتل والترك منزلة وهي الحبس حتى يقضي الله في حربنا ما هو قاض ." ودفعه إلى أم متمم امرأته التي تزوجها لمـا قتل زوجها مالك بن نويرة ، وأمرها أن تحسن إساره ، فظن مجاعة أن خالد يريد حبسه لان يشير عليه ويخبره عن عدّوه فقال : " يا خالد إنه من خاف يومك خاف غَــدَك ! ومن رجاك رجاهما ، ولقد خفتك ورجوتك ، ولقد علمت أني قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتابعته على الإسلام ثم رجعت إلى قومي ، وأنا اليوم على مـا كنت عليه أمس ، فإن يكن كذّاب خرج فينا فإن الله يقول : " ولا تزر وازرة وزر أخرى " ، وقـد عجلت في قتل أصحابي قبل التأنّي بهم ، والخطأ مع العجلة " فقال خالد : " يا مُـجَّـاعة ، تركت اليوم ما كنت عليه أمس ، وكان رضاك بأمر هذا الكذاب وسكوتُك اليوم عنه وأنت أعـزّ أهل اليمامة ، وقد بلغك مسيري إقراراً له ورضاً بما جاء به فهلا أبليت عذراً فتكلمت فيمن تكلم ، فقد تكلم ثمامة بن أثال فـرد وأنكر ، وقد تكلم اليشكري ، فإن قلت أخاف قومي ، فهلاّ عمدت إلىّ تريد لقائي وكتبت إليّ كتاباً ، أو بعثت إليّ رسولاً ! وأنت تعلم أني قد أوقعت بأهل بزاخة ، وزحفت بالجيوش إليك " . فقال مجاعة : " إن رأيت يا ابن المغيرة أن تعفو عن هذا كلّه فعلت " فقال خالد: " قـد عفوت عن دمك ، ولكن في نفسي من تركك حَـوجـاء بعدُ " فقال مجاعة : " أما إذ قد عفوت عن دمـي فلا أبالي " ----------

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2019
    المشاركات
    30

    افتراضي رد: توضيح كلام أئمة الدعوة النجدية في مسألة حكم أهل مسجد الكوفة.

    جزاكم الله خيرا
    انا نقلت المسالة من منتدى اخر مع شيء من التغيير ولا ادري غرض صاحبها، وفيما نقلته انما هو توضيح لمسالة معينة وهي حضور مجلس الكفر دون انكار او اكراه او قيام عنهم
    اخي محمد عبد اللطيف لدي سؤال: ما وجه دلالة أثر قصة اجماع الصحابة على تكفير اهل مسجد الكوفة على قول الشيخ محمد:(والحاضر الذي لم ينكر..) وقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن:( قال واحد: انما مسيلمة على حق فيما قال، وسكت الباقون. فأفتى بكفرهم جميعاً..)؟

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: توضيح كلام أئمة الدعوة النجدية في مسألة حكم أهل مسجد الكوفة.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن خالد مشاهدة المشاركة
    ما وجه دلالة أثر قصة اجماع الصحابة على تكفير اهل مسجد الكوفة
    وجه الدلالة كفر جميع من فى المسجد الفاعل والساكت الذى لم يُنْكِر ويَرُدْ - فالدلالة مَشَتَركة بين قصة اهل مسجد الكوفة وقصة مجاعة و قد بينته فى المشاركة السابقة - ودلالة الاجماع من اقوى الادلة فى تكفير المرتدين -الدلالة المَشَتَركة هى السكوت و عدم الانكار - قال مجّـاعة -أنا اليوم على مـا كنت عليه أمس ، فإن يكن كذّاب خرج فينا فإن الله يقول : " ولا تزر وازرة وزر أخرى-ردعليه خالد رضى الله عنه-وسكوتُك اليوم عنه ....إقراراً له ورضاً بما جاء به فهلا أبليت عذراً فتكلمت فيمن تكلم ، فقد تكلم ثمامة بن أثال فـرد و أنكر ، وقد تكلم اليشكري...........وجه الدلالة: أن الرجل لا يكون مظهرا لدينه حتى يتبرأ من أهل الكفر الذي هو بين أظهرهم، ويصرح لهم: بأنهم كفار، وأنه عدو لهم، فإن لم يحصل ذلك لم يكن إظهار الدين حاصلا. ا.هـــ [ص63-65] من "هداية الطريق من رسائل وفتاوى الشيخ حمد بن علي بن عتيق".... قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله:-فتأمل كيف جعل خالد سكوت مجَّاعة: رضى بما جاء به مسيلمة وإقرارًا، فأين هذا ممن أظهر الرضا وظاهر وأعان وجدَّ وشمَّر مع أولئك الذين أشركوا مع الله في عبادته وأفسدوا في أرضه؟ فالله المستعان» «مجموعة الرسائل والمسائل النجدية»: (4/291 – 293).----قول الشيخ عبد الرحمن بن حسن فأين هذا ممن أظهر الرضا وظاهر فيه رد على عمير المغربى لان الشيخ عبد الرحمن بن حسن جعل الساكت فى منزلة اقل من [إظهار الرضا ٍ]- والمظاهرة والاعانة
    ويكون هذا مكفر بذاته
    هذا خطأ واضح لان المكفر بذاته هو - المستهزئين والخائضن انفسهم ويكون بفعل الكفر او قوله كما قال تعالى( أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ) . وهذا لا يجرى عليه النسخ لانه من أصل التوحيد-واما الجلوس مع الخائضين فليس من المكفر بذاته فقد جرى عليه النسخ--لذلك قال ابن عباس فى قوله تعالى
    وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء -عن ابن عباس والسدي أنها منسوخة بقوله تعالى في سورة النساء وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم بناء على رأيهم أن قوله وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء أباح للمؤمنين القعود ولم يمنعه إلا على النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم - واما المكفر بذاته فهو حضور مجالس المستهزئين والخائضين ومشاركتهم فى الاستهزاء والخوض فى آيات الله-
    مكفر بذاته
    -ليس هو من باب الكفر بالفعل ولكن هو من باب الرضا بالكفر- فباب الرضا بالكفر له احوال ودرجات غير باب الفعل-- فيمكن تأخير البيان او الانكار لوقت الحاجة ولا يعد كافرا من اخر البيان للظروف والاحوال المحيطة به ولا يعد من الرضا بالكفر - وكلام اهل العلم اكبر شاهد على ذلك فى هذه المسائل -ومن هذه الحالات- من لم يرض بفعلهم وكان ساخطا له وانما جلس على سبيل التقية والخوف فالامر في ذلك اهون من المجالسة مع الرضا -وكذلك اذا كان الجالس ينوي الإنكار والبيان في نهاية المجلس مثلا لمصلحة او ضرورة فلا حرج، وأما التأخير للإنكار حتى ينتهي المجلس لغير ضرورة فلا يسوغ ممن يستطيع الإنكار مباشرة، فالنهي عن المنكر في وقته متعين وفي التأخير يخشى فوت المسألة وربما انصرف بعض الحاضرين، وفي آية الأنعام أرشد الله تعالى لتذكير الواقع في المنكر ونصحه لعله يتقي الله تعالى فإن الله تعالى لما قال: وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {الأنعام: 68}. قال بعدها: وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ {الأنعام 69}.
    قال السعدي: هذا النهي والتحريم لمن جلس معهم ولم يستعمل تقوى الله، بأن كان يشاركهم في القول والعمل المحرم، أو يسكت عنهم وعن الإنكار، فإن استعمل تقوى الله تعالى بأن كان يأمرهم بالخير وينهاهم عن الشر والكلام الذي يصدر منهم، فيترتب على ذلك زوال الشر أو تخفيفه، فهذا ليس عليه حرج ولا إثم، ولهذا قال: {وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } أي: ولكن ليذكرهم، ويعظهم لعلهم يتقون الله تعالى. اهـ
    -
    قال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله في "الصارم المسلول"، ص465 –: " الوجه الثاني: أنهم قد ذكروا أن المعفو عنه هو الذي استمع أذاهم ولم يتكلم، وهو مخشي بن حمير هو الذي تيب عليه وأما الذين تكلموا بالأذى فلم يعف عن أحد منهم.--- هنا السؤال لعمير المغربى - لماذا المستمع الذى لم يتكلم عُفِىَ عنه ؟
    الجواب على هذا فيه الرد على اشكال عمير المغربى فى العلة نت عفو خالد رضى الله عنه عن مجاعة

    يحقق هذا : أن العفو المطلق إنما هو ترك المؤاخذة بالذنب ، وإن لم يتب صاحبه ، كقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ) والكفر لا يعفى عنه، فعلم أن الطائفة المعفو عنها كانت عاصية، لا كافرة، إما بسماع الكفر دون إنكاره، والجلوس مع الذين يخوضون في آيات الله، أو بكلام هو ذنب وليس هو كفرا، أو غير ذلك" انتهى.

    [QUOTE]( على أن الراضي بالكفر كافر ) وهذا يكون في جميع الأحوال ـ وليس خاصاً بمجالس الخائضين في آيات الله ـ في أثناء السير في الطريق ،.[/QUOTE قال شيخ الاسلام فى ]مجموع الفتاوى" (30/ 212): " أن المحرم هو الاستماع لا السماع، فالرجل لو يسمع الكفر والكذب والغيبة والغناء والشبابة من غير قصد منه؛ بل كان مجتازا بطريق، فسمع ذلك: لم يأثم بذلك باتفاق المسلمين.--https://majles.alukah.net/t156361/

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: توضيح كلام أئمة الدعوة النجدية في مسألة حكم أهل مسجد الكوفة.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمير المغربي مشاهدة المشاركة

    فمعناه ان من سمع آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فجلس عند الكافرين المستهزئين ولو في المسجد من غير إكراه ولا إنكار ولا قيامٍ عنهم حتى يخوضوا في حديثٍ غيره فهو كافر مثلهم. ويكون هذا مكفر بذاته ولا يشترط الرضا القلبي. ولا يحتمل كلامهما ان صح اي تاؤيل.
    واضف الى ذلك كلام الشيخ عبد الرحمن على قصة مجاعة حيث قال:(فتأمل كيف جعل خالد سكوت مجاعة، رضاء بما جاء به مسيلمة وإقرارا; فأين هذا ممن أظهر الرضى وظاهر وأعان....) جعل السكوت علامة على الرضي يعني السكوت دون اكراه ولا انكار ولا قيام عنهم ( اي بالهجرة ). ولكن هنا سؤال لما عفى خالد عن مجاعة؟ هل لانه اظهار التوبة ام ماذا؟
    ويكون هذا مكفر بذاته ولا يشترط الرضا القلبي
    هذا الكلام فيه نظر ويحتاج الى تفصيل كيف يكون السكوت مكفر بذاته انظر قوله تعالى : وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين -- اذا كان مكفر بذاته ما حكم من قعد قبل الذكرى-
    يعني السكوت دون اكراه ولا انكار ولا قيام عنهم ( اي بالهجرة )
    ما حكم كتمان الدين بين الكفار الجواب - كتمان الدين شيء ، وإظهار الدين الباطل شيء آخر . فهذا لم يبحه الله قط إلا لمن أكره - يقول شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله-وأما قوله تعالى : ( إلا أن تتقوا منهم تقاة ) قال مجاهد : إلا مصانعة والتقاة ليست بأن أكذب وأقول بلساني ما ليس في قلبي ، فإن هذا نفاق ، ولكن أفعل ما أقدر عليه .

    كما في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان

    فالمؤمن إذا كان بين الكفار والفجار لم يكن عليه أن يجاهدهم بيده مع عجزه ، ولكن إن أمكنه بلسانه وإلا فبقلبه ، مع أنه لا يكذب ويقول بلسانه ما ليس في قلبه ، إما أن يظهر دينه وإما أن يكتمه ، وهو مع هذا لا يوافقهم على دينهم كله ، بل غايته [5] أن يكون كمؤمن [ آل ]فرعون - وامرأة فرعون - وهو لم يكن موافقا لهم على جميع دينهم ، ولا كان يكذب ، ولا يقول بلسانه ما ليس في قلبه ، بل كان يكتم إيمانه .

    وكتمان الدين شيء ، وإظهار الدين الباطل شيء آخر . فهذا لم يبحه الله قط إلا لمن أكره ، بحيث أبيح له النطق بكلمة الكفر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمير المغربي مشاهدة المشاركة

    :(فتأمل كيف جعل خالد سكوت مجاعة، رضاء بما جاء به مسيلمة وإقرارا; فأين هذا ممن أظهر الرضى وظاهر وأعان....) جعل السكوت علامة على الرضي يعني السكوت دون اكراه ولا انكار ولا قيام عنهم ( اي بالهجرة ).
    الشيخ عبد الرحمن بن حسن فرق بين حكم السكوت وإظهار الرضى والمظاهرة والمعاونة-- لان الساكت حكمه حكم كاتم الدين وقد بينا حكم كاتم الدين فى مواضيع كثيرة - قال إبن القيم في إجتماع الجيوش الإسلامية ص 76:
    نقلا عن شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله - هؤلاء أصناف بني آدم في العلم و الإيمان و لا يجاوز هذه السنة إلا من أظهر الكفر و أبطن الإيمان كحال المستضعف بين الكفار الذي تبين له الإسلام و لم يمكنه المجاهرة بخلاف قومه ,و لم يزل هذا الضرب في الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم و بعده,و هؤلاء عكس المنافقين من كل وجه.
    و على هذا فالناس إما مؤمن ظاهرا و باطنا,و إما كافرا ظاهرا و باطنا,و إما مؤمن ظاهرا كافرا باطنا,و إما كافر ظاهرا مؤمن باطنا.و الأقسام الأربعة قد إشتمل عليها الوجود,و قد بين القرآن أحكامهافالاقسام الثلاثة الأول ظاهرة و قد إشتمل عليها أول سورة البقرة.
    و أما القسم الرابع,ففي قوله تعالى"...و لولا رجال مؤمنون و نساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم الآية" فهؤلاء كانوا يكتمون إيمانهم في قومهم و لا يتمكنون من إظهاره,و من هؤلاء مؤمن آل فرعون الذي كان يكتم إيمانه,و من هؤلاء النجاشي الذي صلى عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فإنه كان ملك نصارى الحبشة و كان في الباطن مؤمنا. وتقدم فى كلام شيخ الاسلام -فقد أخبر سبحانه أنه حاق بآل فرعون سوء العذاب وأخبر أنه كان من آل فرعون رجل مؤمن يكتم إيمانه وأنه خاطبهم بالخطاب الذي ذكره فهو من آل فرعون باعتبار النسب والجنس والظاهر وليس هو من آل فرعون الذين يدخلون أشد العذاب وكذلك امرأة فرعون ليست من آل فرعون هؤلاء قال الله قوله: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}. وامرأة الرجل من آله بدليل قوله: {إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ}. وهكذا أهل الكتاب فيهم من هو في الظاهر منهم وهو في الباطن يؤمن بالله ورسوله محمد يعمل بما يقدر عليه ويسقط عنه ما يعجز عنه علما وعملا و{لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} وهو عاجز عن الهجرة إلى دارالإسلام كعجز النجاشي
    جعل السكوت علامة على الرضي يعني السكوت دون اكراه ولا انكار ولا قيام عنهم ( اي بالهجرة ).
    حكم مجاعة نفس حكم النبى صلى الله عليه وسلم على العباس رضى الله عنه فى مكة - قال الشيخ سليمان بن سحمان فى كشف الاوهام- وأما حكم العاصي الظالم القادر على الهجرة الذي لا يقدر على إظهار دينه فهو على ما ظهر من حاله فإن كان ظاهره مع أهل بلده فحكمه حكمهم في الظاهروإن كان مسلما يخفي إسلامه لما روى البخاري في صحيحه من حديث موسى بن عقبة قال ابن شهاب حدثنا أنس بن مالك أن رجالا من الأنصار قالوا يا رسول الله ائذن لنا فنترك لابن أختنا عباس فداءه فقال لا والله لا تذرون منه درهما
    وقال يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن رومان عن عروة عن الزهري عن جماعة سماهم قالوا بعث قريش في فدى أسراهم ففدى في كل قوم أسيرهم بما رضوا وقال العباس يا رسول الله قد كنت مسلما فقال رسول الله أعلم بإسلامك فإن يكون كما يقول فإن الله يجزيك به وأما ظاهرك فقد كان علينا


    فافتد نفسك وابنى أخيك وأخويك نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب وخليفك عتبة بن عمر وأخي بني الحارث بن فهر قال ما ذاك عندي يا رسول الله فقال فأين المال الذين دفنته أنت وأم الفضل فقلت لها إن أصبت في سفري هذا فهذا المال الذي دفنته لبني الفضل وعبد الله وقثم قال والله يا رسول الله إني لأعلم أنك رسول الله هذا لشيء ما علمه غيري وغير أم الفضل فأحسب لي يا رسول الله ما أصبتم مني عشرين أوقية من مال كان معي فقال رسول الله لا ذاك شيء أعطانا الله تعالى منك ففدى نفسه وابني أخويه وحليفه
    الحديث

    فاستحل رسول الله فداءه والمال الذي كان معه لأن ظاهره كان مع الكفار بقعوده عندهم وخروجه معهم ومن كان مع الكفار فله حكمهم في الظاهر
    -
    وأما ظاهرك فقد كان علينا
    من جهة الظاهر الامر واضح لا اشكال فيه المشكلة فى تحرير المسألة
    ولكن هنا سؤال لما عفى خالد عن مجاعة؟ هل لانه اظهار التوبة ام ماذا؟
    - لأن خالد رضى الله عنه علم منه ما علمه النبى صلى الله عليه وسلم من العباس
    قال العباس يا رسول الله قد كنت مسلما فقال رسول الله أعلم بإسلامك فإن يكون كما يقول فإن الله يجزيك به وأما ظاهرك فقد كان علينا --وهو نفس ما قاله مجاعة لخالد رضى الله عنه وكذلك رد خالد كان كرد النبى صلى الله عليه وسلم على العباس رضى الله عنه
    فقال: يا ابن المغيرة، إن لي إسلاما، والله ما كفرت; فقال خالد: بين القتل والترك منْزلة، وهي الحبس حتى يقضي الله في أمرنا ما هو قاض، ودفعه إلى أم متمم زوجته، وأمرها أن تحسن إساره.

    فظن مجاعة أن خالدا يريد حبسه ليخبره عن عدوه، وقال: يا خالد، لقد علمت أني قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعته على الإسلام، وأنا اليوم على ما كنت عليه بالأمس
    -----
    هل لانه اظهار التوبة ام ماذا؟
    لمَّا بَنَيْتَ الحكم خاطئ حصل عندك الاشكال -قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن فى الدرر السنية- عن حكم المقيم في بلدان المشركين، من المنتسبين إلى الإسلام، فهذا الجنس من الناس مشتركون في فعل ما نهى الله عنه ورسوله، إلا من عذره القرآن، في قوله: {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِ ينَ}؛ ثم هم مختلفون في المراتب، متفاوتون في الدرجات، بحسب أحوالهم، وما يحصل منهم من موالاة المشركين والركون إليهم، فإن ذلك قد يكون كفراً، وقد يكون دونه، قال تعالى: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ}------وأما من ليس له عذر في ترك الهجرة وجلس بين أظهرهم وأظهر لهم أنه منهم وأن دينهم حق ودين الإسلام باطل فهذا كافر مرتد، ولو عرف الدين بقلبه لأنه يمنعه عن الهجرة محبة الدنيا على الآخرة، وتكلم بكلام الكفر من غير إكراه فدخل في قوله: {ولكن من شرح بالكفر صدرا}الدرر السنية ----------
    سؤال لما عفى خالد عن مجاعة؟
    عفى عنه لانه علم اسلامه وعلم انه لم يشارك بقول او فعل--المسلم الذي بين أظهرهم ولا يمكنه إظهار دينه تجب عليه الهجرة، إذا لم يكن ممن عذر الله فإن لم يهاجر فحكمه حكمهم في القتل وأخذ المال. اهـ.--- فيعفوا اذا علم اسلامه وعدم مشاركته - فلا يأخذ جميع الاحكام فتدبر ذلك
    وكذلك لقائل ان يقول: ولا نظر في هذا إلى عقد القلب ـ وإن كان فعل الكفر مستلزماً لانخرامه
    الساكت لم يفعل الكفر -لذلك اختلف حكمه----من أتى بكلمة الكفر أوفعل الكفر كَفَر ، سواء أتى به جادا أو هازلا ، ومن أصغى إليه ولم ينكر عليه ، ورضي بما قال أو فَعَل : فهو كافر مثله .
    اما من لم يرض بذلك المنكر ، وكرهه بقلبه ، ثم لم يقم من مكانه ، وهو قادر على ذلك : كان آثما بمجرد الجلوس ؛ فلو سلم من الكفر ، لم يسلم من الوقوع في إثم الجلوس في ذلك المكان............
    فالجالس يكفر كفرا" ظاهرا" تبعا" يزول هذا الحكم بمعرفتنا بمعتقده وعدم مشاركته

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: توضيح كلام أئمة الدعوة النجدية في مسألة حكم أهل مسجد الكوفة.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة

    فالمؤمن إذا كان بين الكفار والفجار لم يكن عليه أن يجاهدهم بيده مع عجزه ، ولكن إن أمكنه بلسانه وإلا فبقلبه ، مع أنه لا يكذب ويقول بلسانه ما ليس في قلبه ، إما أن يظهر دينه وإما أن يكتمه ، وهو مع هذا لا يوافقهم على دينهم كله ، بل غايته [5] أن يكون كمؤمن [ آل ]فرعون - وامرأة فرعون - وهو لم يكن موافقا لهم على جميع دينهم ، ولا كان يكذب ، ولا يقول بلسانه ما ليس في قلبه ، بل كان يكتم إيمانه .

    وكتمان الدين شيء ، وإظهار الدين الباطل شيء آخر . فهذا لم يبحه الله قط إلا لمن أكره ، بحيث أبيح له النطق بكلمة الكفر

    .... - قال إبن القيم في إجتماع الجيوش الإسلامية ص 76:
    نقلا عن شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله - هؤلاء أصناف بني آدم في العلم و الإيمان و لا يجاوز هذه السنة إلا من أظهر الكفر و أبطن الإيمان كحال المستضعف بين الكفار الذي تبين له الإسلام و لم يمكنه المجاهرة بخلاف قومه ,و لم يزل هذا الضرب في الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم و بعده,و هؤلاء عكس المنافقين من كل وجه.
    و على هذا فالناس إما مؤمن ظاهرا و باطنا,و إما كافرا ظاهرا و باطنا,و إما مؤمن ظاهرا كافرا باطنا,و إما كافر ظاهرا مؤمن باطنا.و الأقسام الأربعة قد إشتمل عليها الوجود,و قد بين القرآن أحكامهافالاقسام الثلاثة الأول ظاهرة و قد إشتمل عليها أول سورة البقرة.
    و أما القسم الرابع,ففي قوله تعالى"...و لولا رجال مؤمنون و نساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم الآية" فهؤلاء كانوا يكتمون إيمانهم في قومهم و لا يتمكنون من إظهاره,و من هؤلاء مؤمن آل فرعون الذي كان يكتم إيمانه,و من هؤلاء النجاشي الذي صلى عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فإنه كان ملك نصارى الحبشة و كان في الباطن مؤمنا. وتقدم فى كلام شيخ الاسلام -فقد أخبر سبحانه أنه حاق بآل فرعون سوء العذاب وأخبر أنه كان من آل فرعون رجل مؤمن يكتم إيمانه وأنه خاطبهم بالخطاب الذي ذكره فهو من آل فرعون باعتبار النسب والجنس والظاهر وليس هو من آل فرعون الذين يدخلون أشد العذاب وكذلك امرأة فرعون ليست من آل فرعون هؤلاء قال الله قوله: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}. وامرأة الرجل من آله بدليل قوله: {إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ}. وهكذا أهل الكتاب فيهم من هو في الظاهر منهم وهو في الباطن يؤمن بالله ورسوله محمد يعمل بما يقدر عليه ويسقط عنه ما يعجز عنه علما وعملا و{لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} وهو عاجز عن الهجرة إلى دارالإسلام كعجز النجاشي حكم مجاعة نفس حكم النبى صلى الله عليه وسلم على العباس رضى الله عنه فى مكة - قال الشيخ سليمان بن سحمان فى كشف الاوهام- وأما حكم العاصي الظالم القادر على الهجرة الذي لا يقدر على إظهار دينه فهو على ما ظهر من حاله فإن كان ظاهره مع أهل بلده فحكمه حكمهم في الظاهروإن كان مسلما يخفي إسلامه لما روى البخاري في صحيحه من حديث موسى بن عقبة قال ابن شهاب حدثنا أنس بن مالك أن رجالا من الأنصار قالوا يا رسول الله ائذن لنا فنترك لابن أختنا عباس فداءه فقال لا والله لا تذرون منه درهما
    وقال يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن رومان عن عروة عن الزهري عن جماعة سماهم قالوا بعث قريش في فدى أسراهم ففدى في كل قوم أسيرهم بما رضوا وقال العباس يا رسول الله قد كنت مسلما فقال رسول الله أعلم بإسلامك فإن يكون كما يقول فإن الله يجزيك به وأما ظاهرك فقد كان علينا


    فافتد نفسك وابنى أخيك وأخويك نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب وخليفك عتبة بن عمر وأخي بني الحارث بن فهر قال ما ذاك عندي يا رسول الله فقال فأين المال الذين دفنته أنت وأم الفضل فقلت لها إن أصبت في سفري هذا فهذا المال الذي دفنته لبني الفضل وعبد الله وقثم قال والله يا رسول الله إني لأعلم أنك رسول الله هذا لشيء ما علمه غيري وغير أم الفضل فأحسب لي يا رسول الله ما أصبتم مني عشرين أوقية من مال كان معي فقال رسول الله لا ذاك شيء أعطانا الله تعالى منك ففدى نفسه وابني أخويه وحليفه
    الحديث

    فاستحل رسول الله فداءه والمال الذي كان معه لأن ظاهره كان مع الكفار بقعوده عندهم وخروجه معهم ومن كان مع الكفار فله حكمهم في الظاهر
    -من جهة الظاهر الامر واضح لا اشكال فيه المشكلة فى تحرير المسألة - لأن خالد رضى الله عنه علم منه ما علمه النبى صلى الله عليه وسلم من العباس قال العباس يا رسول الله قد كنت مسلما فقال رسول الله أعلم بإسلامك فإن يكون كما يقول فإن الله يجزيك به وأما ظاهرك فقد كان علينا --وهو نفس ما قاله مجاعة لخالد رضى الله عنه وكذلك رد خالد كان كرد النبى صلى الله عليه وسلم على العباس رضى الله عنه -----
    لمَّا بَنَيْتَ الحكم خاطئ حصل عندك الاشكال -قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن فى الدرر السنية- عن حكم المقيم في بلدان المشركين، من المنتسبين إلى الإسلام، فهذا الجنس من الناس مشتركون في فعل ما نهى الله عنه ورسوله، إلا من عذره القرآن، في قوله: {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِ ينَ}؛ ثم هم مختلفون في المراتب، متفاوتون في الدرجات، بحسب أحوالهم، وما يحصل منهم من موالاة المشركين والركون إليهم، فإن ذلك قد يكون كفراً، وقد يكون دونه، قال تعالى: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ}------وأما من ليس له عذر في ترك الهجرة وجلس بين أظهرهم وأظهر لهم أنه منهم وأن دينهم حق ودين الإسلام باطل فهذا كافر مرتد، ولو عرف الدين بقلبه لأنه يمنعه عن الهجرة محبة الدنيا على الآخرة، وتكلم بكلام الكفر من غير إكراه فدخل في قوله: {ولكن من شرح بالكفر صدرا}الدرر السنية ----------
    عفى عنه لانه علم اسلامه وعلم انه لم يشارك بقول او فعل--المسلم الذي بين أظهرهم ولا يمكنه إظهار دينه تجب عليه الهجرة، إذا لم يكن ممن عذر الله فإن لم يهاجر فحكمه حكمهم في القتل وأخذ المال. اهـ.--- فيعفوا اذا علم اسلامه وعدم مشاركته - فلا يأخذ جميع الاحكام فتدبر ذلك الساكت لم يفعل الكفر -لذلك اختلف حكمه----من أتى بكلمة الكفر أوفعل الكفر كَفَر ، سواء أتى به جادا أو هازلا ، ومن أصغى إليه ولم ينكر عليه ، ورضي بما قال أو فَعَل : فهو كافر مثله .
    اما من لم يرض بذلك المنكر ، وكرهه بقلبه ، ثم لم يقم من مكانه ، وهو قادر على ذلك : كان آثما بمجرد الجلوس ؛ فلو سلم من الكفر ، لم يسلم من الوقوع في إثم الجلوس في ذلك المكان............
    فالجالس يكفر كفرا" ظاهرا" تبعا" يزول هذا الحكم بمعرفتنا بمعتقده وعدم مشاركته
    هذه المسألة تخبطت فيها كثير من أفهام المعاصرين إما الى افراط واما الى تفريط
    ونزيد بعض الفوائد
    قال ابن القيم رحمه الله
    قَاعِدَة الْإِيمَان لَهُ ظَاهر وباطن وَظَاهره قَول اللِّسَان وَعمل الْجَوَارِح وباطنه تَصْدِيق الْقلب وانقياده ومحبته
    فَلَا ينفع ظَاهر لَا بَاطِن لَهُ وَإِن حقن بِهِ الدِّمَاء وعصم بِهِ المَال والذريّة
    وَلَا يجزىء بَاطِن لَا ظَاهر لَهُ إِلَّا إِذا تعذّ ر بعجز أَوإِكْرَاه وَخَوف هَلَاك
    فَتخلف الْعَمَل ظَاهرا مَعَ عدم الْمَانِع دَلِيل على فَسَاد الْبَاطِن وخلوّه من الْإِيمَان
    ونقصه دَلِيل نَقصه
    وقوته دَلِيل قوته
    فالإيمان قلب الْإِسْلَام ولبه
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
    وفي بلاد النصارى من هذا النوع خلق كثير يكتمون إيمانهم إما مطلقا وإما يكتمونه عن العامة ويظهرونه لخاصتهم وهؤلاء قد يتناولهم قوله تعالى: {وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله...} الآية" (دقائق التفسير).

    قال ابن القيم رحمه الله:
    فالناس إما مؤمن ظاهرا وباطنا وإما كافر ظاهر وباطنا، أو مؤمن ظاهرا كافر باطنا، أو كافر ظاهرا مؤمن باطنا،
    والأقسام الأربعة قد اشتمل عليها الوجود،
    وقد بين القرآن أحكامها
    فالأقسام الثلاثة الأول ظاهرة وقد اشتمل عليها أول سورة البقرة. وأما القسم الرابع ففي قوله تعالى:
    وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ. {الفتح: 25}.
    فهؤلاء كانوا يكتمون إيمانهم في قومهم ولا يتمكنون من إظهاره،
    ومن هؤلاء مؤمن آل فرعون كان يكتم إيمانه، ومن هؤلاء النجاشي الذي صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه كان ملك النصارى بالحبشة وكان في الباطن مؤمنا. اجتماع الجيوش الإسلامية.


    ويقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
    وعلى هذا فالناس فِي الْهَدْيِ الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعة أقسام: إِمَّا مُؤْمِنٌ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا وَإِمَّا كَافِرًا ظَاهِرًا وَبَاطِنًا أَوْ مُؤْمِنٌ ظَاهِرًا كَافِرٌ بَاطِنًا أَوْ كَافِرٌ ظَاهِرًا مُؤْمِنٌ بَاطِنًا. وَالْأَقْسَامُ الْأَرْبَعَةُ قَدِ اشْتَمَلَ عَلَيْهَا الْوُجُودُ، وَقَدْ بَيَّنَ الْقُرْآنُ أَحْكَامَهَا سواء فى الدنيا أو فى الآخره.
    ويقول ابن القيم
    الْقِسْمُ الرَّابِعِ : مِنْ أَقْسَامِ النَّاسِ فِي الْهُدَى الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَأَمَّا الْقِسْمُ الرَّابِعُ: فَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ. .} [الفتح: 25]
    الْآيَةَ فَهَؤُلَاءِ كَانُوا يَكْتُمُونَ إِيمَانَهُمْ فِي قَوْمِهِمْ وَلَا يَتَمَكَّنُونَ مِنْ إِظْهَارِهِ، وَمِنْ هَؤُلَاءِ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ الَّذِي كَانَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ، وَمِنْ هَؤُلَاءِ النَّجَّاشِيُّ الَّذِي صَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انتهى
    ويقــــــول شيخ الاسلام ابن تيمية رَحِمَهُ الله:
    (وقد يكون في بلاد الكفر من هو مؤمن في الباطن يكتم إيمانه من لا يعلم المسلمون حاله إذا قاتلوا الكفار فيقتلونه ولا يغسل ولا يصلى عليه ويدفن مع المشركين وهو في الآخرة من المؤمنين أهل الجنة كما أن المنافقين تجري عليهم في الدنيا أحكام المسلمين وهم في الآخرة في الدرك الأسفل من النار فحكم الدار الآخرة غير حكم الدار الدنيا).

    مؤمن آل فرعون
    يقول شيخ الاسلام
    رجل مؤمن يكتم إيمانه وأنه خاطبهم بالخطاب الذي ذكره
    فهو من آل فرعون باعتبار النسب والجنس والظاهر
    وليس هو من آل فرعون الذين يدخلون أشد العذاب
    وكذلك امرأة فرعون ليست من آل فرعون هؤلاء
    قال الله قوله: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}. وامرأة الرجل من آله بدليل قوله: {إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ}.
    وهكذا أهل الكتاب فيهم من هو في الظاهر منهم
    وهو في الباطن يؤمن بالله ورسوله محمد يعمل بما يقدر عليه ويسقط عنه
    ما يعجز عنه علما وعملا
    و{لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} وهو عاجز عن الهجرة إلى دارالإسلام كعجز النجاشي

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: توضيح كلام أئمة الدعوة النجدية في مسألة حكم أهل مسجد الكوفة.

    قال إبن القيم في إجتماع الجيوش الإسلامية ص 76:
    هؤلاء أصناف بني آدم في العلم و الإيمان و لا يجاوز هذه السنة إلا من أظهر الكفر و أبطن الإيمان كحال المستضعف بين الكفار الذي تبين له الإسلام و لم يمكنه المجاهرة بخلاف قومه ,
    و لم يزل هذا الضرب في الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم و بعده,
    و هؤلاء عكس المنافقين من كل وجه.
    و على هذا فالناس
    إما مؤمن ظاهرا و باطنا,و إما كافرا ظاهرا و باطنا,و إما مؤمن ظاهرا كافرا باطنا,و إما كافر ظاهرا مؤمن باطنا.
    و الأقسام الأربعة قد إشتمل عليها الوجود
    ,و قد بين القرآن أقسامها و أحكامها, الثلاثة الأول ظاهرة و قد إشتمل عليها أول سورة البقرة.
    و أما القسم الرابع,ففي قوله تعالى"...و لولا رجال مؤمنون و نساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم الآية" فهؤلاء كانوا يكتمون إيمانهم في قومهم و لا يتمكنون من إظهاره,و من هؤلاء مؤمن آل فرعون الذي كان يكتم إيمانه,و من هؤلاء النجاشي الذي صلى عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فإنه كان ملك نصارى الحبشة و كان في الباطن مؤمنا.إنتهى
    ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية 56/5:
    فالنجاشي و أمثاله سعداء في الجنة,و إن كانوا لم يلتزموا من شرائع الإسلام ما لا يقدرون على إلتزامه,
    بل كانوا يحكمون بالأحكام التي يمكنهم الحكم بها,
    و لهذا جعل الله هؤلاء من أهل الكتاب.
    قال تعالى " و إن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله و ما أنزل إليكم و ما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب",و هذه الآية قد قال طائفة من السلف,إنها نزلت في النجاشي.و يروى هذا عن جابر و ابن عباس و أنس.و منهم من قال:فيه و في أصحابه,كما قال الحسن و قتادة,و هذا مراد الصحابة,لكن هو المطاع,فإن لفظ الآية لفظ الجمع لم يرد بها واحد,و عن عطاء قال:نزلت في أربعين من أهل نجران و ثلاثين من أهل الحبشة,و ثمانية من الروم,كانوا على دين عيسى فآمنوا بمحمد صلى الله عليه و سلم.
    و لم يذكر هؤلاء من آمن بالنبي صلى الله عليه و سلم بالمدينة,مثل عبد الله بن سلام و غيره مما كان يهوديا,و سلمان الفارسي و غيره ممن كان نصرانيا,لأن هؤلاء صاروا من المؤمنين,فلا يقال فيهم: " و إن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله و ما أنزل إليكم و ما أنزل إليهم" و لا يقول أحد إن اليهود و النصارى,بعد إسلامهم و هجرتهم,و دخولهم في جملة المسلمين المهاجرين المجاهدين,يقال:إ نهم من أهل الكتاب,كما لا يقال عن الصحابة الذين كانوا مشركين:و إن من المشركين لمن يؤمن بالله و رسوله,فإنهم بعد الإيمان ما بقوا يسمون مشركين,فدل على أن هؤلاء قوم من أهل الكتاب,أي من جملتهم,و قد آمنوا بالرسول.
    كما قال تعالى في المقتول خطأ: " فإن كان من قوم عدو لكم و هو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة",فهو من العدو,و لكن هو كان قد آمن و ما أمكنه الهجرة و إظهار الإيمان و إلتزام شرائعه,فسماه مؤمنا لأنه فعل من الإيمان ما يقدر عليه.
    و هذا كما أنه قد كان بمكة جماعة من المؤمنين يستخفون بإيمانهم,و هم عاجزون عن الهجرة,قال تعالى " إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم و ساءت مصيرا,إلا المستضعفين من الرجال و النساء و الولدان لا يستطيعون حيلة و لا يعتدون سبيلا,فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم و كان الله عفوا غفورا",فعذر المستضعف العاجز عن الهجرة.
    و قال تعالى" و ما لكم لا تقاتلون في سبيل الله و المستضعفين من الرجال و النساء و الولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها و اجعل لنا من لدنك وليا و اجعل لنا من لدنك نصيرا",فأولئك كانوا عاجزين عن إقامة دينهم,فقد سقط عنهم ما عجزوا عنه.
    فإذا كان هذا فيمن كان مشركا و آمن,فما الظن بمن كان من أهل الكتاب و آمن؟
    و قوله "فإن كان من قوم عدو لكم و هو مؤن" قيل:هو الذي يكون عليه لباس أهل الحرب,مثل أن يكون في صفهم فيعذر القاتل لأنه مأمور بقتاله,فتسقط عنه الدية و تجب الكفارة.و هو قول الشافعي و أحمد في أحد الروايتين.
    و قيل:بل هو من أسلم و لم يهاجر,كما يقوله أبو حنيفة.لكن هذا قد أوجب فيه الكفارة.و قيل: إذا كان من أهل الحرب لم يكن له وارث,فلا يعطى أهل الحرب ديته,بل تجب الكفارة فقط.و سواء عرف أنه مؤمن و قتل خطأ,أو ظن أنه كافر.و هذا ظاهر الآية.و قد قال بعض المفسرين: إن هذه الآية نزلت في عبد الله بن سلام و أصحابه,كما نقل عن ابن جريج و مقاتل و ابن زيد,يعني قوله " و إن من أهل الكتاب" و بعضهم قال إنها في مؤمني أهل الكتاب من اليهود و النصارى.
    فهذا إن أراد به من كان في الظاهر معدودا من أهل الكتاب,فهو كالقول الأول.
    و إن أراد العموم,فهو كالثاني.و هذا قول مجاهد,و رواه أبو صالح عن ابن عباس,
    و قول من أدخل فيها مثل ابن سلام و أمثاله ضعيف,
    فإن هؤلاء من المؤمنين ظاهرا و باطنا من كل وجه,لا يجوز أن يقال فيهم " و إن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله و ما أنزل إليكم و ما إنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا فأولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب".
    أما أولا:
    فلأن ابن سلام أسلم في أول ما قدم النبي صلى الله عليه و سلم المدينة,و قال " فلما رأيت وجهه علمت أن وجهه ليس بوجه كذاب" ,و سورة آل عمران إنما نزل ذكر أهل الكتاب فيها لما قدم وفد نجران سنة تسعة أو عشر.
    و ثانيا:
    أن ابن سلام -و أمثاله- هو واحد من جملة الصحابة و المؤمنين,و هو من أفضلهم.و كذلك سلمان الفارسي.
    فلا يقال فيه إنه من أهل الكتاب.و هؤلاء لهم أجور مثل أجور سائر المؤمنين,
    بل يؤتون أجرهم مرتين,و هم ملتزمون جميع شرائع الإسلام,فأجرهم أعظم من أن يقال فيه أولئك لهم أجرهم عند ربهم.
    و أيضا فإن أمر هؤلاء كان ظاهرا معروفا,و لم يكن أحد يشك فيهم,فأي فائدة في الإخبار بهم؟
    و ما هذا إلا كما يقال,الإسلام دخل فيه من كان مشركا و من كان كتابيا.
    و هذا معلوم لكل أحد بأنه دين لم يكن يعرف قبل محمد صلى الله عليه و سلم,
    فكل من دخل فيه كان قبل ذلك إما مشركا و إما من أهل الكتاب,إما كتابيا و إما أميا,فأي فائدة في الإخبار بهذا؟
    بخلاف أمر النجاشي و أصحابه ممن كانوا متظاهرين بكثير مما عليه النصارى,فإن أمرهم قد اشتبه,
    و لهذا ذكروا في سبب نزول هذه الآية أنه لما مات النجاشي صلى عليه النبي صلى الله عليه و سلم,فقال قائل " تصلي على هذا العلج النصراني و هو في أرضه؟" فنزلت هذه الآية.هذا منقول عن جابر و أنس بن مالك و ابن عباس,و هم الصحابة الذين باشروا الصلاة على النجاشي.
    و هذا بخلاف ابن سلام و سلمان الفارسي,فإنه إذا صلى على واحد من هؤلاء لم ينكر ذلك أحد.
    و هذا مما يبين أن المظهرين للإسلام فيهم منافق لا يصلى عليه,
    كما نزل في حق ابن أبي و أمثاله,و أن من هو في أرض الكفر قد يكون مؤمنا يصلى عليه كالنجاشي.
    و يشبه هذه الآية أنه لما ذكر تعالى أهل الكتاب فقال " و لو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم,منهم المؤمنون و أكثرهم الفاسقون,لن يضروكم إلا أذى و إن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون,ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله و حبل من الناس و ضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله و يقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون,ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل و هم يسجدون,يؤمنون بالله و اليوم الآخر و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و يسارعون في الخيرات و أولئك من الصالحين"
    و هذه الآية نزلت في عبد الله بن سلام و أصحابه,و قيل إن قوله "منهم المؤمنون و أكثرهم الفاسقون" هو عبد الله بن سلام و أصحابه.و هذا و الله أعلم من نمط الذي قبله,فإن هؤلاء ما بقوا من أهل الكتاب.
    و إنما المقصود من هو منهم في الظاهر,
    و هو مؤمن لكن لا يقدر على ما يقدر عليه المؤمنون المهاجرون المجاهدون,كمؤمن آل فرعون, هو من آل فرعون و هو مؤمن.
    و لهذا قال تعالى " و قال رجل من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله و قد جاءكم بالبينات من ربكم" فهو من آل فرعون و هو مؤمن.
    و كذلك هؤلاء منهم المؤمنون,و لهذا قال تعالى" و أكثرهم الفاسقون" و قد قال قبل هذا " و لو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون" ثم قال " منهم المؤمنون و أكثرهم الفاسقون" ثم قال " لن يضروكم إلا أذى" و هذا عائد إليهم جميعا لا إلى أكثرهم.و لهذا قال " و إن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون" و قد يقاتلون و فيهم مؤمن يكتم إيمانه,يشهد القتال معهم و لا يمكنه الهجرة,و هو مكره على القتال,و يبعث يوم القيامة على نيته.
    كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال
    " يغزو جيش هذا البيت فبينما هم ببيداء من الأرض إذ خسف بهم" فقيل يا رسول الله,و فيهم المكره؟ فقال " يبعثون على نياتهم".
    و هذا في ظاهر الأمر و إن قتل و حكم عليه بما يحكم على الكفار,
    فالله يبعثه على نيته.
    كما أن المنافقين منا يحكم لهم في الظاهر بحكم الإسلام و يبعثون على نياتهم,
    فالجزاء يوم القيامة على ما في القلوب لاعلى مجرد الظواهر.
    و لهذا روي أن العباس قال يا رسول الله كنت مكرها.
    قال " أما ظاهرك فكان علينا,و أما سريرتك فإلى الله".إنتهى
    و قال العلامة سليمان بن سحمان في كشف الأوهام و الإلتباس ص 92:
    و ظاهر كلام هذا الجاهل المركب أن مكة-شرفها الله وصانها,و جعل أهل الإسلام ولاتها و سكانها-قبل الفتح ليست دار كفر,لأن الله تعالى قسم أهلها ثلاثة أقسام:
    محارب,و ظالم لنفسه,و مستضعف عاجز,((فلا تكون دار كفر و تعمم الدار بالكفر,بل تكون على حكم الساكن على ثلاثة أقسام,و هذا لم يقل به أحد من العلماء في مكة المشرفة قبل الفتح)),بل الذي اتفق عليه العلماء أنها بلاد كفر و حرب,و لو كان فيها أناس مسلمون مستخفون,أو ظالمون لأنفسهم بالإقامة في دار الكفر غير مظهرين لدينهم,كما هو معروف مشهور,و قد تقدم عن شيخ الإسلام ابن تيمية-قدس الله روحه-أن أحد الأقسام الأربعة التي قد اشتمل عليها الوجود هو القسم الرابع,و هم الذين عنى الله بقوله"و لولا رجال مؤمنون و نساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطؤوهم" هم من كان كافرا ظاهرا مؤمنا باطنا,((فهؤلاء كانوا يكتمون إيمانهم في قومهم و لا يتمكنون من إظهاره فهم في الظاهر لهم حكم الكفار)).إنتهى
    *****
    فالمؤمن بين الكفار لا يخلو من إحتمالين,
    إما أن يظهر دينه أو يكتمه,
    فإن أظهر دينه حكم له بالإسلام ظاهرا ,
    و إن كتم إيمانه فهو منهم فى الظاهر مؤمن في الباطن
    قال شيخ الإسلام إبن تيمية في منهاج السنة 226/6:
    فالمؤمن إذا كان بين الكفار و الفجار لم يكن عليه أن يجاهدهم بيده مع عجزه,و لكن إن أمكنه بلسانه و إلا فبقلبه,مع أنه لا يكذب و يقول بلسانه ما ليس في قلبه,إما أن يظهر دينه و إما أن يكتمه,
    و هو مع هذا لا يوافقهم على دينهم كله,بل غايته أن يكون كمؤمن آل فرعون و امرأة فرعون,و هو لم يكن موافقا لهم على جميع دينهم,و لا كان يكذب,و لا يقول بلسانه ما ليس في قلبه,بل كان يكتم إيمانه.
    و كتمان الدين شيء,و إظهار الدين الباطل شيء آخر.فهذا لم يبحه الله قط إلا لمن أكره,بحيث أبيح له النطق بكلمة الكفر.و الله تعالى قد فرق بين المنافق و المكره.إنتهى
    و صفة إظهار الدين قد غلط فيها الكثير من المعاصرين,و ظن أنها مجرد إقام الصلاة و الإنتساب للإسلام و لو كان في أماكن المشركين و المرتدين.
    و في هذا يقول العلامة حمد بن عتيق في رسالة النجاة و الفكاك (مجموعة التوحيد ص 284):
    و أما المسألة الرابعة:و هي مسألة إظهار الدين,فإن كثيرا من الناس قد ظن أنه إذا قدر على أن يتلفظ بالشهادتين,و أن يصلي الصلوات الخمس,و لا يرد عن المسجد,فقد أظهر دينه,و إن كان مع ذلك بين المشركين أو في أماكن المرتدين,و قد غلطوا في ذلك أقبح الغلط.
    فاعلم أن الكفر له أنواع و أقسام متعددة بتعدد المكفرات,
    و قد تقدم بعض ذلك,و كل طائفة من طوائف الكفران,اشتهر عندها نوع منه,
    و لا يكون المسلم مظهرا لدينه حتى يخالف كل طائفة بما اشتهر عندها,و يصرح لها بعداوته و البراءة منه,
    فمن كان كفره بالشرك,فإظهار الدين عنده التصريح عنده بالتوحيد,و النهي عن الشرك و التحذير منه,
    و من كان كفره بجحد الرسالة,فإظهار الدين عنده التصريح بأن محمدا رسول الله صلى الله عليه و سلم و الدعوة إلى إتباعه,
    و من كان كفره بترك الصلاة,فإظهار الدين عنده فعل الصلاة و الأمر بها,
    و من كان كفره بموالاة المشركين و الدخول في طاعتهم,فإظهار الدين عنده التصريح بعداوته و البراءة منه و من المشركين.
    و بالجملة
    فلا يكون مظهرا لدينه إلا من صرح لمن ساكنه من كل كافر ببراءته منه,
    و أظهر له عداوته لهذا الشيء الذي صار به كافرا,و براءته منه,
    و لهذا قال المشركون للنبي صلى الله عليه و سلم عاب ديننا و سفه أحلامنا و شتم آلهتنا.
    و قال الله تعالى " قل يا أيها الناس إن كنت في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله و لكن أعبد الله الذي يتوفاكم,و أمرت أن أكون من المؤمنين,و أن أقم وجهك للدين حنيفا و لا تكونن من المشركين,و لا تدع من دون الله ما لا ينفعك و لا يضرك,فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين.." إلى آخره,
    أي إذا شككتم في الدين الذي أنا عليه فدينكم الذي أنتم عليه أنا بريء منه,و قد أمرني ربي أن أكون من المؤمنين الذين هم أعداؤكم,و نهاني أن أكون من المشركين الذين هم أولياؤكم.
    و قال تعالى" قل يا أيها الكافرون.لا أعبد ما تعبدون.و لا أنتم عابدون ما أعبد" إلى آخر السورة,فأمر الله رسوله صلى الله عليه و سلم أن يقول للكفار:دينكم الذي أنتم عليه أنا بريء منه,و ديني الذي أنا عليه أنتم براء منه,و زاد التصريح لهم بأنهم على الكفر,و أنه بريء منهم و من دينهم.
    فمن كان متبعا للنبي صلى الله عليه و سلم فعليه أن يقول ذلك,
    و لا يكون مظهرا لدينه إلا بذلك,
    و لهذا لما عمل الصحابة بذلك و آذاهم المشركون,أمرهم النبي صلى الله عليه و سلم بالهجرة إلى الحبشة و لو وجد لهم رخصة في السكوت عن المشركين لما أمرهم بالهجرة إلى بلد الغربة.إنتهى

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: توضيح كلام أئمة الدعوة النجدية في مسألة حكم أهل مسجد الكوفة.

    يقول شيخ الاسلام بن تيميه رحمه الله-فى الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح-ص-385-
    وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}. .
    وقد ذكر أكثر العلماء أن هذه الآية الأخرى في آل عمران نزلت في النجاشي ونحوه ممن آمن بالنبي لكنه لم تمكنه الهجرة إلى النبي ولا العمل بشرائع الإسلام. لكون أهل بلده نصارى لا يوافقونه على إظهار شرائع الإسلام وقد قيل أن النبي إنما صلى عليه لما مات لأجل هذا فإنه لم يكن هناك من يظهر الصلاة عليه في جماعة كثيرة ظاهرة كما يصلي المسلمون على جنائزهم.
    ولهذا جعل من أهل الكتاب مع كونه آمن بالنبي بمنزلة من يؤمن بالنبي في بلاد الحرب ولا يتمكن من الهجرة إلى دار الإسلام ولا يمكنه العمل بشرائع الإسلام الظاهرةبل يعمل ما يمكنه ويسقط عنه ما يعجز عنه كما قال تعالى. {فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ}. فقد يكون الرجل في الظاهر من الكفار وهو في الباطن مؤمن كما كان مؤمن آل فرعون.
    قال تعالى. {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ }
    فقد أخبر سبحانه أنه حاق بآل فرعون سوء العذاب وأخبر أنه كان من آل فرعون رجل مؤمن يكتم إيمانه وأنه خاطبهم بالخطاب الذي ذكره فهو من آل فرعون باعتبار النسب والجنس والظاهر وليس هو من آل فرعون الذين يدخلون أشد العذاب وكذلك امرأة فرعون ليست من آل فرعون هؤلاء قال الله قوله: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}. وامرأة الرجل من آله بدليل قوله: {إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ}. وهكذا أهل الكتاب فيهم من هو في الظاهر منهم وهو في الباطن يؤمن بالله ورسوله محمد يعمل بما يقدر عليه ويسقط عنه ما يعجز عنه علما وعملا و{لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} وهو عاجز عن الهجرة إلى دارالإسلام كعجز النجاشي وكما أن الذين يظهرون الإسلام فيهم من هم في الظاهر مسلمون وفيهم من هو منافق كافر في الباطن أما يهودي وإما نصراني وإما مشرك وإما معطل.
    كذلك في أهل الكتاب والمشركين من هو في الظاهر منهم ومن هو في الباطن من أهل الإيمان بمحمد يفعل ما يقدر على علمه وعمله ويسقط ما يعجز عنه في ذلك

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: توضيح كلام أئمة الدعوة النجدية في مسألة حكم أهل مسجد الكوفة.

    يقول شيخ الاسلام ابن تيمية فى درء التعارض - (ج 4 / ص 309)(وقد يكون في بلاد الكفر من هو مؤمن في الباطن يكتم إيمانه من لا يعلم المسلمون حاله إذا قاتلوا الكفار فيقتلونه ولا يغسل ولا يصلى عليه ويدفن مع المشركين وهو في الآخرة من المؤمنين أهل الجنة كما أن المنافقين تجري عليهم في الدنيا أحكام المسلمين وهم في الآخرة في الدرك الأسفل من النار فحكم الدار الآخرة غير حكم الدار الدنيا)ا هـ
    سئل الشيخ سليمان بن سحمان
    ماذا يعامل من ظاهره الإسلام؟ ومن ظاهره لا إسلام ولا كفر، بل جاهل؟
    ومن ظاهره الكفر؟ ومن ظاهره المعاصي دون الكفر؟
    وكان جوابه
    أن من في جزيرة العرب، لا نعلم ما هم عليه جميعهم،
    بل الظاهر أن غالبهم وأكثرهم ليسوا على الإسلام،
    فلا نحكم على جميعهم بالكفر، لاحتمال أن يكون فيهم مسلم.
    وأما من كان في ولاية إمام المسلمين،
    فالغالب على أكثرهم الإسلام، لقيامهم بشرائع الإسلام الظاهرة;
    ومنهم من قام به من نواقض الإسلام، ما يكون به كافرا،
    فلا نحكم على جميعهم بالإسلام، ولا على جميعهم بالكفر
    لما ذكرنا.
    وأما من لم يكن في ولاية إمام المسلمين،
    فمن كان ظاهره الإسلام منهم، فيعامل بما يعامل به المسلم في جميع الأحكام.
    وأما من ظاهره لا إسلام ولا كفر، بل هو جاهل،
    فنقول:
    هذا الرجل الجاهل، إن كان معه الأصل الذي يدخل به الإنسان في الإسلام، فهو مسلم، ولو كان جاهلا بتفاصيل دينه، فإنه ليس على عوام المسلمين، ممن لا قدرة لهم على معرفة تفاصيل ما شرعه الله ورسوله، أن يعرفوا على التفصيل، ما يعرفه من أقدره الله على ذلك، من علماء المسلمين، وأعيانهم، مما شرعه الله ورسوله، من الأحكام الدينية؛ بل عليهم أن يؤمنوا بما جاء به الرسول، إيمانا عاما مجملا، كما قرر ذلك شيخ الإسلام في المنهاج.
    وإن لم يوجد معه الأصل، الذي يدخل به الإنسان في الإسلام، فهو كافر،
    وكفره هو بسبب الإعراض عن تعلم دينه، لا علمه، ولا تعلمه، ولا عمل به.
    والتعبير بأن ظاهره لا إسلام ولا كفر، لا معنى له عندي،
    لأنه لا بد أن يكون مسلما جاهلا،
    أو كافرا جاهلا؛
    فمن كان ظاهره الكفر، فهو كافر،
    ومن كان ظاهره المعاصي، فهو عاص؛
    ولا نكفر إلا من كفره الله ورسوله، بعد قيام الحجة عليه)ا هـ.

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: توضيح كلام أئمة الدعوة النجدية في مسألة حكم أهل مسجد الكوفة.

    قال الشيخ اسحاق ابن عبد الرحمن ابن حسن
    فعلم:
    أن إظهار الدين ، هو: إظهار التوحيد الذي هو إفراد الله بالعبادة، في بلد يخفى فيه، بل يجعل ضده هو الدين؛ ومن تكلم به هو الوهابي الخارجي، صاحب المذهب الخامس، الذي يكفر الأمة.
    فالحاصل هو ما قدمناه من أن إظهار الدين الذي تبرأ به الذمة، هو الامتياز عن عباد الأوثان بإظهار المعتقد،والتصريح بما هو عليه، والبعد عن الشرك، ووسائله؛ فمن كان بهذه المثابة إن عرف الدين بدليله، وأمن الفتنة، جاز له الإقامة، والله أعلم.[ من كلام الشيخ اسحاق بن عبد الرحمن من الدرر السنية]
    بقي مسألة العاجز عن الهجرة ما يصنع؟ قال الوالد رحمه الله، لما سئل عنه: وأما إذا كان الموحد بين ظهراني أناس من المبتدعة والمشركين،ويعجز عن الهجرة، فعليه بتقوى الله، ويعتزلهم ما استطاع، ويعمل بما وجب عليه في نفسه، ومع من يوافقه على دينه، وعليهم أن يصبروا على أذى من يؤذيهم في الدين؛ ومن قدر على الهجرة وجبت عليه، انتهى جوابه، وبالله التوفيق؛ [الدرر السنية]--وانظر رسالة الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن على هذا الرابط
    -[رسالة الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن فى حكم بلدان المشركين،]

    *****

    يقول الشيخ حمد بن عتيق فى الدرر السنية-
    أن بعض الناس، يقول: في الأحساء من هو مظهر دينه، لا يرد عن المساجد والصلاة،
    وأن هذا عندهم هو إظهار الدين; وهذه زلة فاحشة، غايتها: أن أهل بغداد، وأهل مَنْبَجْ، وأهل مصر،
    قد أظهر من هو عندهم دينه
    ، فإنهم لا يمنعون من صلى، ولا يردون عن المساجد.
    فيا عباد الله: أين عقولكم؟ فإن النِّزاع بيننا وبين هؤلاء، ليس هو في الصلاة;
    وإنما هو في تقرير التوحيد، والأمر به، وتقبيح الشرك، والنهي عنه، والتصريح بذلك
    ---
    ويقول رحمه الله كما مر سابقا--مسألة إظهار الدين،
    فإن كثيراً من الناس قد ظن أنه إذا قدر على أن يتلفظ بالشهادتين، وأن يصلي الصلوات الخمس، ولا يرد عن المسجد، فقد أظهر دينه وإن كان مع ذلك بين المشركين، أو في أماكن المرتدين، وقد غلطوا في ذلك أقبح الغلط.
    فاعلم أن الكفر له أنواع وأقسام تتعدد بتعدد المكفّرات، وقد تقدم بعض ذلك، وكل طائفة من طوائف الكفران،اشتهر عندها نوع منه، ولا يكون المسلم مظهرًا لدينه حتى يخالف كل طائفة بما اشتهر عندها، ويصرح لها بعداوته والبراءة منه؛ فمن كان كفره بالشرك،فإظهار الدين عنده التصريح بالتوحيد، والنهي عن الشرك والتحذير منه. ومن كان كفره بجحد الرسالة، فإظهار الدين عنده: التصريح بأن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم والدعوة إلى اتِّباعه، ومن كان كفره بترك الصلاة، فإظهار الدين عنده: فعل الصلاة والأمر بها. ومن كان كفره بموالاة المشركين والدخول في طاعتهم، فإظهار الدين عنده: التصريح بعداوته والبراءة منه ومن المشركين.
    وبالجملة فلا يكون مظهرًا لدينه إلا من صرح لمن ساكنه من كل كافر ببراءته منه، وأظهر له عداوته لهذا الشيء الذي صار به كافراً، وبراءته منه. ولهذا قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم: عاب ديننا، وسفَّه أحلامنا، وشتم آلهتنا.
    وقال الله تعالى: {قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ *وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ *وَلاَ تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنْفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ *}[يُونس]؛
    فأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ..} إلى آخره، أي: إذا شككتم في الدين الذي أنا عليه، فدينكم الذي أنتم عليه أنا بريء منه، وقد أمرني ربي أن أكون من المؤمنين الذين هم أعداؤكم، ونهاني أن أكون من المشركين الذين هم أولياؤكم.
    وقال تعالى: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ *لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ *وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ *وَلاَ أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُّمْ *وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ *لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ *}[الكافِـرون]؛ فأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول للكفار: دينكم الذي أنتم عليه أنا بريء منه، وديني الذي أنا عليه أنتم براء منه.
    والمراد: التصريح لهم بأنهم على الكفر، وأنه بريء منهم ومن دينهم.
    فمن كان متَّبعًا للنبي صلى الله عليه وسلم [فعليه] أن يقول ذلك، ولا يكون مظهرًا لدينه إلا بذلك.
    ولهذا لما عمل الصحابة بذلك، وآذاهم المشركون، أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة، ولو وجد لهم رخصة في السكوت عن المشركين لما أمرهم [بالهجرة] إلى بلد الغربة.

    وفي السيرة: أن خالد بن الوليد رضي الله عنه لما وصل إلى العِرْض في مسيره إلى أهل اليمامة لما ارتدّوا، قدَّم مائتي فارس وقال: من أصبتم من الناس فخذوه فأخذوا (مُجَّاعة) في ثلاثة وعشرين رجلاً من قومه، فلما وصل إلى خالد قال له: يا خالد! لقد علمت أني قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته فبايعته على الإسلام، وأنا اليوم على ما كنت عليه أمس، فإن يك كذَّابًا قد خرج فينا، فإن الله يقول: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}[الأنعـَـام: 164]، فقال: يا مجاعة! تركت اليوم ما كنت عليه أمس، وكان رضاك بأمر هذا الكذّاب وسكوتك عنه وأنت أعز أهل اليمامة - وقد بلغك مسيري-؛ إقرارًا له ورضاءً بما جاء به، فهلاَّ [أبديت] عذرًا وتكلمت فيمن تكلم ؟! فقد تكلم ثُمَامة فرد وأنكر، وتكلم اليشكري.
    فإن قلت: أخاف قومي، فهلاَّ عمدت إليَّ أو بعثت إليَّ رسولاً ؟! فقال: إن رأيت يا ابن المغيرة أن تعفو عن هذا كله ؟ فقال: قد عفوت عن دمك، ولكن في نفسي حرج من تركك. انتهى.
    وسيأتي في ذكر الهجرة قول أولاد الشيخ:
    إنَّ الرَّجل إذا كان في بلد كفر، وكان يقدر على إظهار دينه حتى يتبرأ من أهل الكفر الذي هو بين أظهرهم، ويصرح لهم بأنهم كفار، وأنه عدوّ لهم، فإن لم يحصل ذلك؛ لم يكن إظهار الدين حاصلاً.[مجموعة التوحيد]-
    ويقول الشيخ محمد بن ابراهيم-
    وإظهاره دينه ليس هو مجرد فعل الصلاة وسائر فروع الدين واجتناب محرماته من الربا والزنا وغير ذلك. إنما إظهار الدين مجاهرته بالتوحيد والبراءة مما عليه المشركون من الشرك بالله في العبادة وغير ذلك من أَنواع الكفر والضلال-------
    وقد مر فى كلام الشيخ اسحاق بن عبد الرحمن ايضا ما فيه الكفاية-ومن ذلك-واستثناء المستضعفين في هذه الآية، يبطل دعوى من قصر إظهار الدين على مجرد العبادة،لأنه إذا حمل على ذلك، فقد تساوى المستثنى والمستنى منه،إذ هو مناط الرخصة في زعم المجيز؛ولا يتصور في المستضعف أنه يترك عبادة ربه،- وقال ايضا--ودعوى من أعمى الله بصيرته، وزعم: أن إظهار الدين، هو عدم منعهم ممن يتعبد، أو يدرس، دعوى باطلة؛ فزعمه مردود عقلاً وشرعاً. وليهن من كان في بلاد النصارى، والمجوس والهند ذلك الحكم الباطل، لأن الصلاة والأذان والتدريس، موجود في بلدانهم، وهذا إبطال للهجرة والجهاد، وصد للناس عن سبيل الرشاد.
    ويقول رحمه الله
    فالكلام على إظهار الدين الذي هو مقصود السؤال، والذي قد وقع فيه الإشكال في مقامين:
    الأول:وهو أعلاها، الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة؛ وقد تقدم بعض التنبيه عليه، فيما نقله ابن جرير وغيره من السلف، ويأتيك له مزيد بسط، في كلام الحنابلة والشافعية وغيرهم، وإليه يومئ كلام الماوردي رحمه الله.
    الثاني: الامتياز عن عبادة الأوثان والأصنام، وتصريح المسلم بما هو عليه من دين الإسلام، والبعد عن الشرك ووسائله، وهو دون الأول. فاصغ سمعك لبرهان هذين المقامين، لعل الله أن ينفعك به.

    فالمعتبر
    أن يخالف كل طائفة من طوائف الكفران، بما اشتهر عندها، ويصرح لها بعداوته والبراءة منه؛ فمن كان كفره بالشرك،فإظهار الدين عنده التصريح بالتوحيد، والنهي عن الشرك والتحذير منه. ومن كان كفره بجحد الرسالة، فإظهار الدين عنده: التصريح بأن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم والدعوة إلى اتِّباعه، ومن كان كفره بترك الصلاة، فإظهار الدين عنده: فعل الصلاة والأمر بها. ومن كان كفره بموالاة المشركين والدخول في طاعتهم، فإظهار الدين عنده: التصريح بعداوته والبراءة منه ومن المشركين.
    وبالجملة فلا يكون مظهرًا لدينه إلا من صرح لمن ساكنه من كل كافر ببراءته منه، وأظهر له عداوته لهذا الشيء الذي صار به كافراً، وبراءته منه-

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: توضيح كلام أئمة الدعوة النجدية في مسألة حكم أهل مسجد الكوفة.

    ولعل الشيخ محمد والشيخ عبد الرحمن لما نقلوا هذه القصة نقلوها من حفظهما والله اعلم.
    ارجو من الاخوة ممن لديه مزيد توضيح لمعنى كلامهم ان لا يبخل علينا.
    قال الامام محمد بن عبد الوهّاب في شأن من تاب من الردّة في عهد أبي بكر حيث تنقّلوا إلى الكوفة ندما على ردّتهم ثم أكثروا من العمل إلا أنهم صدر منهم كلمة كانت القاضية فقال الشيخ : ( فتأمّل رحمك الله : إذا كانوا قد أظهروا من الأعمال الصّالحة الشاقّة ما أظهروا، لما تبرؤوا من الكفر، وعادوا إلى الإسلام ، ولم يظهر منهم إلا كلمة أخفوها في مدح مسيلمة ، لكن سمعها بعض المسلمين ، ومع هذا لم يتوقف أحد في كفرهم كلهم، المتكلم والحاضر الذي لم ينكر، لكن اختلفوا : هل تقبل توبتهم أم لا ؟ والقصّة في صحيح البخاريّ
    [ الدرر السنية 9/388 ] .

    قلت: والحق أن القصة ليست في البخاري انما ذكره البخاري تعليقا ولعل هذا هو مقصد الشيخ، وكذلك قوله:(والحاضر الذي لم ينكر..) ظاهر لفظ القصة على يدل على ذلك، والقصة فيها أنهم كانوا كلهم على دين مسيلمة و يقرأون قرآنه.
    القصة من جهة الإسناد . . لعل إسنادها أقوى من بعض أسانيد صحيح البخاري . .
    فيزيد بن هارون عن ابن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم من أقوى أسانيد الحديث . .
    ..

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •