سئل الشيخ ابن باز رحمه الله
كيف الجمع بين الرفق بالناس في الدعوة إلى الله والحكمة في ذلك، مع تطبيق هذه الآيات: أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ [الأنبياء:67]، وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ [الممتحنة:4]، وهل البغض في الله يكفي بالقلب، أم لابد من إظهاره في كل الظروف والأحوال في مجال الدعوة إلى الله؟

الجواب:
الرفق في الدعوة لا ينافي هذا، الله جل وعلا قال: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [الممتحنة:4]، وقال عن إبراهيم أنه قال لقومه: أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ [الأنبياء:67].

فالإنسان إذا علم ودعا إلى الله وأرشد ولم يستجب له يصرح لهم -يصرح لهم بالعداوة والبغضاءلأنه أدى ما عليه وهذا ما ينافي الحكمة، لا يسبهم ولا يلعنهم، ولكن يدعو إلى الله ويدعو لهم بالهداية، وإذا صرح لهم بالعداوة والبغضاء ... هذا ديننا يوجب البغضاء والعداوة من المسلم للكافر، كما أمر الله نبيه وخليله إبراهيم أن يقول ذلك، وليقل: تبًا لآلهتكم.. إذا كانت من الأصنام ونحوها، تبًا لها، وإذا كانت من الأموات الكفار تبًا لهم، وإذا كان المعبودون أنبياء أو صالحين لا، لا يقول هذا، يقول: هم برآء منكم، الأنبياء والصالحون برآء من عابديهم من دون الله، هم يتبرءون من عابديهم.

فالواجب على الداعي إلى الله أن يكون عنده حكمة، يرفق في الدعوة ويرشد إلى الله بالكلام الطيب والأسلوب الحسن - مع بيان بطلان عبادة غير الله، وأن الكفار أعداء للمسلمين، وبينهم البغضاء والعداوة، هذا واجبهم. نعم.
https://binbaz.org.sa/fatwas/14433/%D9%83%