تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: شرح الدعاء الماثور وبارك لنا فيما أعطيت»لابن عثيمين

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,215

    افتراضي شرح الدعاء الماثور وبارك لنا فيما أعطيت»لابن عثيمين

    هذا شرح الدعاء الماثور (((وبارك لنا فيما أعطيت»
    :
    قوله: صلى الله عليه وسلم «وبارك لنا فيما أعطيت»
    قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله
    البركة هي الخير الكثير الثابت، ويعيد العلماء ذلك إلى اشتقاق هذه الكلمة، فإنها من البِرْكة، بكسر الباء وهي مجمع الماء، فهي شيء واسع ماؤه كثير ثابت. فالبَرَكَة هي الخيرات الكثيرة الثابتة. والمعنى أي: أنزل لي البركة فيما أعطيتني.
    «فيما أعطيت» أي أعطيت من المال والولد والعلم وغير ذلك مما أعطى الله عزَّ وجلَّ، فتسأل الله البركة فيه؛ لأن الله إذا لم يبارك لك فيما أعطاك، حرمت خيرًا كثيرًا.
    ماأكثر الناس الذين عندهم مال كثير لكنهم في عداد الفقراء؛ لأنهم لا ينتفعون بمالهم، يجمعونه ولا ينتفعون به. وهذا من نزع البركة.
    كثير من الناس عنده أولاد، لكن أولاده لا ينفعونه لما فيهم من عقوق، وهؤلاء لم يُبَارَكْ لهم في أولادهم.
    تجد بعض الناس أعطاه الله علمًا كثيرًا لكنه بمنزلة الأمي، لا يظهر أثر العلم عليه في عبادته، ولا في أخلاقه، ولا في سلوكه، ولا في معاملته مع الناس، بل قد يُكْسِبه العلم استكبارًا على عباد الله، وعلوًّا عليهم، واحتقارًا لهم، وما علم هذا أن الذي منَّ عليه بالعلم هو الله، تجده لم ينتفع الناس بعلمه، لا بتدريس، ولا بتوجيه، ولا بتأليف، بل هو منحصر على نفسه، وهذا بلا شك حرمان عظيم، مع أن العلم من أبرك ما يعطيه الله للعبد؛ لأن العلم إذا علَّمْته غيرك ونشرته بين الناس، أُجِرتَ على ذلك من عدة وجوه:
    الأول: أن في نشرك للعلم نشرًا لدين الله ـ عزَّ وجلَّ ـ فتكون من المجاهدين في سبيل الله؛ لأنك تفتح القلوب بالعلم، كما يفتح المجاهد البلاد بالسلاح والإيمان.
    الثاني: من بركة نشر العلم وتعليمه أن فيه حفظًا لشريعة الله عزَّ وجلَّ، وحماية لها؛ لأنه لولا العلم لم تحفظ الشريعة.
    الثالث: من بركة نشر العلم، أنك تُحْسِن إلى هذا الذي علمته؛ لأنك تبصره في دين الله ـ عزَّ وجلَّ ـ فإذا عبد الله على بصيرة كان لك مثل أجره؛ لأنك أنت الذي دللته على الخير، والدال على الخير كفاعله.
    الرابع: أنَّ في نشر العلم وتعلميه زيادة له، فعلم العالم يزيد إذا علّم الناس؛ لأنه استذكار لما حفظ وانفتاح لما لم يحفظ، كما قال القائل:
    يزيد بكثرة الإنفاق منه وينقص إن به كفًّا شددتا
    أي: إذا أمسكته ولم تعلمه نقص.
    قال الامام المنذري رحمه الله :
    وناسخ العلم النافع :
    له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
    وناسخ ما فيه إثم :
    عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    46

    افتراضي رد: شرح الدعاء الماثور وبارك لنا فيما أعطيت»لابن عثيمين

    شكرا لك ... بارك الله فيك ...

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,215

    افتراضي رد: شرح الدعاء الماثور وبارك لنا فيما أعطيت»لابن عثيمين

    بارك الله فيكم .وجزاكم الله خيرا
    قال الامام المنذري رحمه الله :
    وناسخ العلم النافع :
    له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
    وناسخ ما فيه إثم :
    عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الإمارات
    المشاركات
    547

    افتراضي رد: شرح الدعاء الماثور وبارك لنا فيما أعطيت»لابن عثيمين

    اللهم إنا نسألك البركة في أمورنا كلها والرضا والتوفيق والسداد
    بارك الله فيكم شيخنا ورزقكم ربي سعادة وأمن وراحة الداريين
    الذنوب جراحات ورُب جرح وقع في مقتل وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله وأبعد القلوب من الله القلب القاسي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,215

    افتراضي رد: شرح الدعاء الماثور وبارك لنا فيما أعطيت»لابن عثيمين

    بارك الله فيكم .وجزاكم الله خيرا
    قال الامام المنذري رحمه الله :
    وناسخ العلم النافع :
    له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
    وناسخ ما فيه إثم :
    عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,215

    افتراضي رد: شرح الدعاء الماثور وبارك لنا فيما أعطيت»لابن عثيمين

    يرفع للفائدة
    قال الامام المنذري رحمه الله :
    وناسخ العلم النافع :
    له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
    وناسخ ما فيه إثم :
    عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: شرح الدعاء الماثور وبارك لنا فيما أعطيت»لابن عثيمين

    مختصر شرح دعاء القنوت
    سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
    متن الحديث:
    ورد في مسند الإمام أحمد عن الحسن بن علي - رضي الله عنهما - قال: علَّمني رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كلمات أقولهن في قنوت الوتر: ((اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولَّني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شرَّ ما قضيت، فإنَّك تقضي ولا يُقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، تبارك ربنا وتعاليت))؛ رواه أحمد (1/199)، وأبو داود، كتاب الصلاة، باب القنوت في الوتر، رقم (1425)، والترمذي، كتاب الصلاة، باب ما جاء في القنوت في الوتر، رقم (464)، والنسائي، كتاب قيام الليل، باب الدعاء في الوتر، رقم (1745)، وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة، باب ما جاء في القنوت في الوتر، رقم (1178).


    شرح الحديث:
    ((اللهم اهدنا)):
    أي: دلَّنا على الحقِّ، ووفِّقنا للعمل به، فإذا قلنا في دعاء القنوت: ((اللَّهم اهدنا فيمن هديت))، فإنَّنا نسأل الهدايتين: هداية العلم، وهداية العمل؛ كما أنَّ قوله - تعالى -: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6] يشمل الهدايتين: هداية العلم، وهداية العمل، فينبغي للقارئ أن يستحضرَ أنه يسأل الهدايتين: هداية العلم، وهداية العمل.

    ((فيمن هديت)):
    نسألك الهداية، فإن ذلك من مُقتضى رحمتك وحكمتك، ومن سابق فضلك، فإنَّك قد هديت أناسًا آخرين.

    ((وعافنا فيمن عافيت)):
    عافنا من أمراض القلوب وأمراض الأبدان: أمراض الأبدان معروفة، لكن أمراض القلوب تعود إلى شيئين:
    الأول: أمراض الشهوات، التي منشؤها الهوى: أنْ يعرف الإنسان الحق، لكن لا يريده؛ لأن له هوًى مخالفًا لما جاء به النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم.
    الثاني: أمراض الشبهات التي منشؤها الجهل؛ لأن الجاهل يفعل الباطل يظنه حقًّا، وهذا مرض خطير جدًّا؛ فأنت تسأل الله المعافاةَ والعافية من أمراض الأبدان، ومن أمراض القلوب، التي هي أمراض الشبهات، وأمراض الشهوات.

    ((وتولنا فيمن توليت)):
    أي: كن وليًّا لنا الولاية الخاصَّة التي تقتضي العناية بمن تولاه الله - عزَّ وجلَّ - والتوفيق لما يُحبه ويرضاه.

    ((وبارك لنا فيما أعطيت)):
    أي: أنزل لي البركة فيما أعطيتني، والبَرَكَة هي الخيرات الكثيرة الثابتة.

    ((فيما أعطيت)):
    أي: أعطيت من المال والولد والعلم، وغير ذلك مما أعطى الله - عزَّ وجلَّ - فتسأل الله البركة فيه؛ لأنَّ الله إذا لم يبارك لك فيما أعطاك، حرمت خيرًا كثيرًا، ما أكثر الناس الذين عندهم مال كثير، لكنَّهم في عداد الفقراء؛ لأنَّهم لا ينتفعون بمالهم، يجمعونه ولا ينتفعون به، وهذا من نزع البركة، كثير من الناس عنده أولاد، لكن أولاده لا ينفعونه لما فيهم من عقوق، وهؤلاء لم يُبَارَكْ لهم في أولادهم، تَجد بعض الناس أعطاه الله علمًا كثيرًا، لكنَّه بمنزلة الأميّ، لا يظهر أثر العلم عليه في عبادته، ولا في أخلاقه، ولا في سلوكه، ولا في معاملته مع الناس، بل قد يُكْسِبه العلم استكبارًا على عباد الله، وعلوًّا عليهم، واحتقارًا لهم، وما عَلِمَ هذا أن الذي منَّ عليه بالعلم هو الله، تجده لم ينتفع الناس بعلمه، لا بتدريس، ولا بتوجيه، ولا بتأليف، بل هو منحصر على نفسه، وهذا بلا شك حرمان عظيم، مع أنَّ العلم من أبرك ما يعطيه الله للعبد.

    ((وقنا شر ما قضيت)):
    المعنى: قِنَا شرَّ الذي قضيت،فإن الله - تعالى - يقضي بالشرِّ لحكمة بالغة حميدة، وليست (ما) هنا مصدرية؛ أي: شر قضائك، لكنها اسم موصول بمعنى الذي؛ لأنَّ قضاء الله ليس فيه شر؛ ولهذا قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيما أثنى به على ربه: ((والخير بيديك والشر ليس إليك))، لهذا لا ينسب الشر إلى الله - سبحانه وتعالى - تأدُّبًا.

    ((إنك تقضي ولا يُقضى عليك)):
    الله - عزَّ وجلَّ - يقضي قضاء شرعيًّا، وقضاء كونيًّا، فالله - تعالى - يقضي على كل شيء وبكل شيء؛ لأنَّ له الحكم التام الشامل.

    ((ولا يُقضى عليك)):
    أي: لا يقضيى عليه أحد، فالعباد لا يَحكمون على الله، والله يحكم عليهم، العباد يُسألون عمَّا عَمِلوا، وهو لا يُسأل؛ {لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء: 32].

    ((إنَّه لا يَذل من واليت، ولا يَعزُّ من عاديت)):
    هذا كالتعليل لقولنا فيما سبق: ((وتولَّنا فيمن توليت))، فإذا تولَّى الله الإنسان، فإنَّه لا يَذِلُّ، وإذا عادى الله الإنسان فإنه لا يَعِزُّ.

    ومقتضى ذلك أننا نطلاب العز من الله - سبحانه - ونتقي من الذل بالله - عزَّ وجلَّ - فلا يُمكن أن يذل أحد والله - تعالى - وَلِيُّه، فالمهم هو تحقيق هذه الولاية، وبماذا تكون هذه الولاية.

    ((ولا يعزُّ من عاديت)):
    يعني: أنَّ من كان عدوًّا لله، فإنَّه لا يعز، بل حاله الذل والخسران والفشل، ولهذا لو كان عند المسلمين عِزُّ الإسلام، وعِزُّ الدين، وعز الولاية - لَمْ يكن هؤلاء الكفار على هذا الوضع الذي نحن فيه الآن؛ لأنَّ أكثر المسلمين اليوم مع الأسف لم يعتزُّوا بدينهم، ولم يأخذوا بتعاليم الدين، وركنوا إلى مادة الدُّنيا وزخارفها؛ ولهذا أصيبوا بالذل، فصار الكفار في نفوسهم أعزَّ منهم.

    ((تباركت ربنا وتعاليت)):
    هذا ثناء على الله - عزَّ وجلَّ - بأمرين: أحدهما: التبارُك، والتاء للمبالغة؛ لأنَّ الله - عزَّ وجلَّ - هو أهل البركة، ((تباركت))؛ أي: كَثُرت خيراتك وعمَّت ووسعت الخلقَ؛ لأنَّ البركة كما قلنا فيما سبق هي الخير الكثير الدائم.
    ((ربِّنا))؛ أي: يا ربنا،فهو منادى حذفت منه ياء النداء.
    ((وتعاليت)) من العلو الذَّاتي؛ أي: عليٌّ بذاته فوق جميع الخلق، والعلوُّ الوصفي؛ أي: إنَّ الله له من صفات الكمال أعلاها وأتَمها، وأنه لا يُمكن أن يكون في صفاته نقص بوجه من الوجوه.

    وفي دعاء القنوت جملة يكثر السؤال عنها مما يدعو به أئمتنا وبعض الأئمة يدعو في قنوتهم، يقولون: "هب المسيئين منا للمحسنين"، فما ومعناها:
    أقرب الأقوال فيها أنَّها من باب الشفاعة؛ يعني: أنَّ هذا الجمع الكبير فيهم المسيء، وفيهم المحسن، فاجعل المسيء هدية للمحسن بشفاعته له، فكأنه قيل: وشفع المحسنين منا في المسيئين.
    رابط الموضوع: http://www.alukah.net/spotlight/0/7377/#ixzz36EdZHeNT
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •