تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الجواب عن شبهة حول حديث الجارية وسؤالها أين الله بدلا عن شهادة أن لا إله إلا الله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي الجواب عن شبهة حول حديث الجارية وسؤالها أين الله بدلا عن شهادة أن لا إله إلا الله

    السؤال

    يحاول المنكرون لحديث الجارية الذي في صحيح مسلم ( أين الله؟ قالت: في السماء) أن يضعفوا الحديث بأي طريقة، وأن يخدعوا العامة بحجج واهية واضح بطلانها، وقد قام بعض الإخوة بدراسة الحديث، وتبيين أنه صحيح، ودرء شبهات أهل الباطل عنه، وهناك شبهة يجب أن تكشف ألا وهي: زعم منكري الحديث أن الله قد بعث النبي صلى الله عليه وسلم من أجل أن يقول الناس لا إله إلا الله محمد رسول الله، ولم يأمرهم بقول: إن الله في السماء، واحتجو بأن غير المسلمين يؤمنون بعلو الله تعالى، وقد استنتجت ردين اثنين على أصحاب هذه الشبهة : ١ . عندما أجابت الجارية النبي صلى الله عليه وسلم بقولها: في السماء عندما سألها ، أكدت على وجود الله، وأنه هو الإله، ولا يوجد إله غيره، فكفرت بالآلهة التي تعبد بدون حق في السماء والأرض وآمنت بالله العلي الأعلى. ٢ . أنها آمنت بنبوة نبينا صلى الله عليه وسلم. بعد أن أكدت على وجود الله وكفرها بالآلهة المزعومة الأخرى، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام للصحابي: (اعتقها فإنها مؤمنة) . فما رأيكم في هذين الردين اللذين استنتجتهما، علما بأنني لست طالب علم، وإنما أنا مجرد مثقف متدين . وأريد منكم أن تزودونني أيضا بردود أكثر على هذه الشبهة الهالكة.
    نص الجواب




    الحمد لله
    أولا:
    حديث الجارية: هو ما رواه مسلم (537) عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: "بَيْنَا أَنَا أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللهُ فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ ، فَقُلْتُ: وَاثُكْلَ أُمِّيَاهْ، مَا شَأْنُكُمْ؟ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ، فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي لَكِنِّي سَكَتُّ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي، مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ، فَوَاللهِ، مَا كَهَرَنِي وَلَا ضَرَبَنِي وَلَا شَتَمَنِي، قَالَ: (إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ، إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ) أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ، وَقَدْ جَاءَ اللهُ بِالْإِسْلَامِ، وَإِنَّ مِنَّا رِجَالًا يَأْتُونَ الْكُهَّانَ، قَالَ: (فَلَا تَأْتِهِمْ) .
    قَالَ: وَمِنَّا رِجَالٌ يَتَطَيَّرُونَ، قَالَ: (ذَاكَ شَيْءٌ يَجِدُونَهُ فِي صُدُورِهِمْ، فَلَا يَصُدَّنَّهُمْ - قَالَ ابْنُ الصَّبَّاحِ: فَلَا يَصُدَّنَّكُمْ -) .
    قَالَ قُلْتُ: وَمِنَّا رِجَالٌ يَخُطُّونَ، قَالَ: (كَانَ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ يَخُطُّ، فَمَنْ وَافَقَ خَطَّهُ فَذَاكَ).
    قَالَ: وَكَانَتْ لِي جَارِيَةٌ تَرْعَى غَنَمًا لِي قِبَلَ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيّ َةِ، فَاطَّلَعْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا الذِّيبُ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِهَا، وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ، آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ، لَكِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً!! فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَظَّمَ ذَلِكَ عَلَيَّ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَفَلَا أُعْتِقُهَا؟ قَالَ: ائْتِنِي بِهَا . فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَقَالَ لَهَا: (أَيْنَ اللهُ؟) . قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ، قَالَ: (مَنْ أَنَا؟)، قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ، قَالَ: (أَعْتِقْهَا، فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ) ".
    ثانيا:
    الثابت في دعوة أهل الكفر إلى الإيمان أمرهم بشهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله، وأما الامتحان والاختبار لإثبات الإيمان، فهذا نادر، ومنه هذا الحديث، وللرسول صلى الله عليه وسلم أن يختبر ويمتحن بما شاء، وقد اختار لامتحانها هذين السؤالين، وحكم لها بالإيمان بما أجابت، فلا تعقيب عليه صلى الله عليه وسلم.
    قال شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني رحمه الله: "وإمامنا أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله احتج في كتابه المبسوط في مسألة إعتاق الرقبة المؤمنة في الكفارة، وأن غير المؤمنة لا يصح التكفير بها، بخبر معاوية بن الحكم، وأنه أراد أن يُعتق الجارية السوداء لكفارة، وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إعتاقه إياها ، فامتحنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لها: من أنا؟ فأشارت إليه وإلى السماء، يعني أنك رسول الله الذي في السماء، فقال صلى الله عليه وسلم: أعتقها فإنها مؤمنة، فحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامها وإيمانها ، لما أقرت بأن ربها في السماء، وعرفت ربها بصفة العلو والفوقية.
    وإنما احتج الشافعي رحمة الله عليه على المخالفين في قولهم بجواز إعتاق الرقبة الكافرة في الكفارة بهذا الخبر؛ لاعتقاده أن الله سبحانه فوق خلقه، وفوق سبع سماواته على عرشه، كما هو معتقد المسلمين من أهل السنة والجماعة، سلفهم وخلفهم؛ إذ كان رحمه الله لا يروي خبراً صحيحاً ثم لا يقول به" انتهى من "عقيدة السلف وأصحاب الحديث"، ص 188.
    وقال الدكتور محمد خليل هراس رحمه الله: " هذا الحديث يتألق نصاعة ووضوحاً، وهو صاعقة على رؤوس أهل التعطيل، فهذا رجل أخطأ في حق جاريته بضربها، فأراد أن يكفّر عن خطيئته بعتقها، فاستمهله الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يمتحن إيمانها، فكان السؤال الذي اختاره لهذا الامتحان هو: أين الله؟ ولما أجابت بأنه في السماء رضي جوابها ، وشهد لها بالإيمان، ولو أنك قلت لمعطل: أين الله؟ لحكم عليك بالكفران " انتهى من "هامش كتاب التوحيد" لابن خزيمة، ص121.
    فهذا ليس دعوة لمن كان كافرا ، أن يدخل في الإسلام بذلك ، عوضا عن النطق بالشهادتين؛ بل هو امتحان منه ، صلى الله عليه وسلم للجارية، ليعرف : هل هي مؤمنة ، أم كافرة؟
    ولا يقال: لم اختبرها بذلك دون غيره؟ لأنه استدراك على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    ومما جاء في امتحان الإيمان:
    ما روى البيهقي في السنن الكبرى (15269) عن عُتْبَةَ، قَالَ: "جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَمَةٍ سَوْدَاءَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ عَلَيَّ رَقَبَةً مُؤْمِنَةً أَفَتُجْزِئُ عَنِّي هَذِهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ رَبُّكِ؟) قَالَتْ: اللهُ رَبِّي . قَالَ: (فَمَا دِينُكِ؟) قَالَتْ: الْإِسْلَامُ . قَالَ: (فَمَنْ أَنَا؟) قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ قَالَ: ( فَتُصَلِّينَ الْخَمْسَ، وَتُقِرِّينَ بِمَا جِئْتُ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ؟) قَالَتْ: نَعَمْ، فَضَرَبَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ظَهْرِهَا وقَالَ: (أَعْتِقِيهَا ).
    فالسؤال عن الصلاة وعن الإقرار بما جاء به صلى الله عليه وسلم، خارج عما أمر به في دعوة المشركين، بل السؤال: (من ربك؟) كذلك؛ لأن المشركين إنما دُعوا إلى إفراد الله بالألوهية، لا سؤالهم عما يقرون به من الربوبية.
    وهذا يبيّن أن مقام الامتحان مختلف، وأن لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمتحن بما شاء.
    وروى أحمد (17945)، والنسائي (3653)، والبيهقي (15272) عَنِ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ الثَّقَفِيِّ قَالَ: " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ أُمِّي أَوْصَتْ إِلِيَّ أَنْ أَعْتِقْ عَنْهَا رَقَبَةً ، وَإِنَّ عِنْدِي جَارِيَةً سَوْدَاءَ نُوبِيَّةً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (ادْعُ بِهَا)، فَقَالَ:(مَنْ رَبُّكِ؟) قَالَتْ: اللهُ، قَالَ:(فَمَنْ أَنَا؟) قَالَتْ: رَسُولُ اللهِ قَالَ: (أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ).
    وهذا فيه تقرير الربوبية التي لم يخالف فيها المشركون.
    والحاصل:
    أن ما جاء في حديث الجارية هو سؤال امتحان واختبار، وهو غير ما عُهد في دعوة الكفار إلى الإيمان، وما علينا إلا التسليم واليقين بصحة سؤاله، وصحة جوابها، وإلا لأنكر عليها، وعلمها، صلى الله عليه وسلم.
    قال الإمام عبد الغني المقدسي رحمه الله: " ومَن أجهلُ جهلاً، وأسخف عقلاً، وأضل سبيلاً ممن يقول إنه لا يجوز أن يقال: أين الله، بعد تصريح صاحب الشريعة بقوله [أين الله]" انتهى من "الاقتصاد في الاعتقاد"، ص89
    وقال الذهبي رحمه الله في "العلو" ص28: " وهكذا رأينا كل من يُسأل: أين الله ؟ يبادر بفطرته ويقول: في السماء. ففي الخبر مسألتان:
    إحداهما: شرعية قول المسلم أين الله؟
    وثانيهما: قول المسؤول: في السماء، فمن أنكر هاتين المسألتين فإنما ينكر على المصطفى صلى الله عليه وسلم" انتهى.
    والله أعلم.


    https://islamqa.info/ar/answers/3190...84%D9%84%D9%87
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الجواب عن شبهة حول حديث الجارية وسؤالها أين الله بدلا عن شهادة أن لا إله إلا الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    الجواب عن شبهة حول حديث الجارية وسؤالها أين الله بدلا عن شهادة أن لا إله إلا الله

    الثابت في دعوة أهل الكفر إلى الإيمان أمرهم بشهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله،...............
    فهذا ليس دعوة لمن كان كافرا ، أن يدخل في الإسلام بذلك ، عوضا عن النطق بالشهادتين؛ بل هو امتحان منه ، صلى الله عليه وسلم للجارية، ليعرف : هل هي مؤمنة ، أم كافرة؟
    .............................. ........
    أن ما جاء في حديث الجارية هو سؤال امتحان واختبار، وهو غير ما عُهد في دعوة الكفار إلى الإيمان، وما علينا إلا التسليم واليقين بصحة سؤاله، وصحة جوابها،
    بارك الله فيك ---سؤال النبى صلى الله عليه وسلم للجارية أين الله له معنيان اين الله يسأل عن المكان وعلوه سبحانه فوق السموات العلا وكذلك يدل على التوحيد فى العباده بمعنى أين الاله الذى تعبدين-قوله صلى الله عليه وسلم للجارية أين الله -هذا السؤال من النبي صلى الله عليه وسلم- أراد أن يُظهر منها ما يدلُ على أنها ليست ممن يعبُدُ الأصنام ولا الحجارة التي في الأرض، فأجابت بذلك وكأنها قالت إن الله ليس من جنس ما يكون في الأرض- كقوله[ اننى براء مما تعبدون الا الذى فطرنى]- وهو كحديث عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ لِأَبِي : " يَا حُصَيْنُ، كَمْ تَعْبُدُ الْيَوْمَ إِلَهًا ؟ " قَالَ أَبِي : سَبْعَةً سِتَّةً فِي الْأَرْضِ وَوَاحِدًا فِي السَّمَاءِ، قَالَ : " فَأَيُّهُمْ تَعُدُّ لِرَغْبَتِكَ وَرَهْبَتِكَ؟ " قَالَ : الَّذِي فِي السَّمَاءِ،---------جاء أحد الصحابة يستشير الرسول في جواز عتق جارية له أعجمية عن رقبة عليه، أو كفارة لطمه لها، فلما أحضرها للنبي ليختبر إيمانها؛ "سألها أين الله؟ فقالت في السماء، وسألها من أنا؟ فقالت: أنت رسول الله"، وفي رواية قال لها؛ "من ربك قالت: الله ربي"، وفي رواية؛ "فمد النبي يده إليها وأشار إليها مستفهما مَن في السماء"، وفي رواية عندما سألها أين الله؟ أشارت إلى السماء بإصبعها، وفي بعضها تحديد الإصبع بالسبابة، وعندما سألها من أنا؟ أشارت إليه وإلى السماء، فقال الرسول اعتقها فإنها مؤمنة.
    وفي رواية؛ قال لها: (( أتشهدين أن لا إله إلا الله )) قالت: نعم، قال: (( أتشهدين أني رسول الله )) قالت: نعم، قال: (( أتؤمنين بالبعث بعد الموت )) قالت: نعم.
    وقد استوعب تلك الألفاظ بأسانيدها الحافظ البيهقي في السنن الكبرى بحيث يجزم الواقف عليها أن اللفظ المذكور هنا مروي بالمعنى .اهـ
    ، ومن روى القصة ممن حضرها كأبي هريرة وغيره، ذكر إشارة الجارية برفع رأسها، والإشارة بإصبعها السبابة إلى السماء، وإشارتها إلى الرسول وإلى السماء عن سؤال النبي لها من أنا ؟.
    وهذه القصة دلت على أن صاحب الجارية لم يعرف حالها من الإيمان بنفسه، لعلة فيها، ولا يعرف كيف يستنطقها لبيان ما في نفسها، فهو يجهل الحال التي هي عليه، فأحضرها للرسول صلى. الله عليه وسلم لأنه جاء في رواية؛ "فإن كنت ترى هذه مؤمنة فاعتقها"
    واختبارهذه الجارية الخرساء، أو الأعجمية، التي لا تفصح، بهذا الأسلوب، هو بسبب أعجمية المختبَرة، ، فهو يصف الإشارة، أو الإشارة وتفسيرها،
    لذلك جاء تفسير إشارتها إلى السماء؛ بأن الله في السماء.

    وكان في إشارتها اثبات العلو لله جل وعلا وكذلك تبرئة لها من عبادة الأصنام التي كانت تعبد في جزيرة العرب، فإلـهها ليس من هذه التي نصبت في الأرض. فقولها فى السماء فيه اثبات العلو لله وكذلك
    في السماء بمعنى لا يعبد إلا الله ، أما في الأرض فيعبد الله ويعبد غير الله.
    فكانت الاشاره داله على الاقرار لله بالعلو ودلت على ما في قلبها من الإخلاص ومعرفة الله بكمال صفاته وعلوه على جميع خلقه.
    والقول هو الإبانة عما في النفس بالكلام وبالإشارة؛ فإن فهم مراد الإشارة كان كالقول بالكلمة.-
    سؤال الجارية سؤال خاص، لوضع خاص، لمن لا يستطيع أن يصرح بإيمانه، والنطق بالشهادتين كما ينبغي أن تقال.فإن الجارية الأعجمية محتاجة لأسلوب يعرف بها إيمانها لم يقدر عليه صاحبها، فجعل ذلك للنبي عليه الصلاة والسلام، فعرف هذا الأسلوب من كشف الروايات الأخرى له
    . -------------------------
    قال الدكتور محمد خليل هراس رحمه الله: " هذا الحديث يتألق نصاعة ووضوحاً، وهو صاعقة على رؤوس أهل التعطيل، فهذا رجل أخطأ في حق جاريته بضربها، فأراد أن يكفّر عن خطيئته بعتقها، فاستمهله الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يمتحن إيمانها، فكان السؤال الذي اختاره لهذا الامتحان هو: أين الله؟ ولما أجابت بأنه في السماء رضي جوابها ، وشهد لها بالإيمان، ولو أنك قلت لمعطل: أين الله؟ لحكم عليك بالكفران " انتهى من "هامش كتاب التوحيد" لابن خزيمة، ص121.
    --قال الإمام الدارمي في الرد على الجهمية (ص17-18): "ففي حديث رسول الله هذا دليل على أن الرجل إذا لم يعلم أن الله عز وجل في السماء دون الأرض فليس بمؤمن، ولو كان عبداً فأعتق لم يجز في رقبة مؤمنة، إذ لا يعلم أن الله في السماء، ألا ترى أن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - جعل أمارة إيمانها، معرفتها أن الله في السماء، وفي قول رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: "أين الله؟" تكذيب لقول من يقول: هو في كل مكان، لا يوصف بأين؛ لأن شيئاً لا يخلو منه مكان يستحيل أن يقال: أين هو؟ ولا يقال أين؟ إلا لمن هو في مكان، يخلو منه مكان ولو كان الأمر كما يدعي هؤلاء الزنادقة لأنكر عليها رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قولها وعملها، ولكنها عملت به فصدقها رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -، وشهد لها بالإيمان بذلك، ولو كان في الأرض كما هو في السماء لم يتم إيمانها حتى تعرفه في الأرض كما عرفته في السماء. فالله تبارك وتعالى فوق عرشه فوق سماواته، بائن من خلقه، فمن لم يعرفه بذلك لم يعرف إلهه الذي يعبد-----
    يقول الشيخ الفوزان- سؤال النبى صلى الله عليه وسلم للجاريه ‏‏أين الله‏؟‏‏" ‏ قالت‏:‏ في السماء، قال‏:‏ " ‏‏أعتقها فإنها مؤمنة‏" ‏[‏رواه الإمام مسلم في ‏"‏صحيحه‏"‏ من حديث معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه‏]‏، ومعنى كونه في السماء إذا أريد بالسماء العلو فـ‏(‏في‏)‏ للظرفية وهو أن الله جل وعلا في العلو بائن من خلقه سبحانه وتعالى عالٍ على مخلوقاته بائن من خلقه‏.‏ وأما إذا أريد بالسماء السماء المبنية وهي السبع الطباق فمعنى ‏(‏في‏)‏ هنا‏:‏ بمعنى على يعني‏:‏ على السماء كما في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏سِيرُواْ فِي الأَرْضِ‏}‏ ‏[‏سورة الأنعام‏:‏ آية 11‏]‏ يعني‏:‏ على الأرض، وكما في قوله‏:- ولاصلبنكم فِي جُذُوعِ النَّخْلِ‏}‏ ‏[‏سورة طه‏:‏ آية 71‏]‏ يعني‏:‏ على جذوع النخل‏.‏ وعلى كل حال فالآيات المتضافرة والأحاديث المتواترة وإجماع المسلمين وأتباع الرسل على أن الله جل وعلا في السماء أما من نفى ذلك من الجهمية وأفراخهم وتلاميذهم فإن هذا المذهب باطل وإلحاد في أسماء الله، والله جل وعلا يقول‏:‏ ‏{‏وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ‏}‏ ‏[‏سورة الأعراف‏:‏ آية 180‏]‏ فالإلحاد في أسماء الله وصفاته جريمة عظيمة، وهذا الذي ينفي كون الله في السماء يكذب القرآن ويكذب السنة ويكذب إجماع المسلمين،

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •