الإعداد الإيماني والمادي في نهضة المسلمين

إعداد يزن الغانم أبو قتيبة
المقدمة:
بسم الله والحمد لله وبعد:
فهذه رسالة مختصرة فيها بيان الطريقة الواجبة والصحيحة في الإعداد الإيماني والمادي في سبيل النهوض بالأمة الإسلامية.

الفصل الأول الإعداد الإيماني:
أولاً- بيان العلاج من القرآن
ويكون بالإيمان والعمل الصالح،كما في قوله تعالى:
{وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمۡ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَیَسۡتَخۡلِفَن َّهُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَیُمَكِّنَنّ َ لَهُمۡ دِینَهُمُ ٱلَّذِی ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَیُبَدِّلَنّ َهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنࣰاۚ یَعۡبُدُونَنِی لَا یُشۡرِكُونَ بِی شَیۡـࣰٔاۚ وَمَن كَفَرَ بَعۡدَ ذَ ٰ⁠لِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ ٱلۡفَـٰسِقُونَ}
[سورة النور ٥٥].

- قال العلامة السعدي في تفسيره على هذه الآية:
فقام صدر هذه الأمة، من الإيمان والعمل الصالح بما يفوقون على غيرهم، فمكنهم من البلاد والعباد، وفتحت مشارق الأرض ومغاربها، وحصل الأمن التام والتمكين التام، فهذا من آيات الله العجيبة الباهرة، ولا يزال الأمر إلى قيام الساعة، مهما قاموا بالإيمان والعمل الصالح، فلا بد أن يوجد ما وعدهم الله، وإنما يسلط عليهم الكفار والمنافقين، ويديلهم في بعض الأحيان، بسبب إخلال المسلمين بالإيمان والعمل الصالح،انتهى.

- قال الله تعالى :{إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ۗ }[سورة الرعد ١١].
قال العلامة السعدي: إذا غير العباد ما بأنفسهم من المعصية، فانتقلوا إلى طاعة الله، غير الله عليهم ما كانوا فيه من الشقاء إلى الخير والسرور والغبطة
والرحمة.

- وذكر الإمام القرطبي في تفسير قوله تعالى: (وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ).[سورة اﻷنعام١٢٩ ]

قال ابن عباس رضي الله عنه : إذا رضي الله عن قوم ولى أمرهم خيارهم، إذا سخط الله على قوم ولى أمرهم شرارهم.
الجامع لأحكام القرآن ( ٨٥/٧).

- يقول العلامة الرازي رحمه الله تعالى: «الرعية متى كانوا ظالمين، فالله تعالى يسلط عليهم ظالماً مثلهم فإن أرادوا أن يتخلصوا من ذلك الأمير الظالم فليتركوا الظلم» التفسير الكبير (١٥٠/١٣).

ثانياً- في بيان العلاج من السنة وما هو الداء والدواء
بين النبي صلى الله عليه وسلم، الداء والدواء في حديث جامع.
فقد روى أبو داود وغيره في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عُمَرَ*، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَة وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ ؛سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُم ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ ).أبو داود وصححه الألباني (٣٤٦٢).

- الداء : (سلط الله عليكم ذلا)
الدواء: (لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم).

- وفي الحديث قد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم، على ذلك أمثلة ثلاثة.
الأول: ارتكاب الناس ما حرم الله تعالى
والثاني :تركهم أمر الله عز وجل
الثالث : ركونهم إلى هذه الدنيا،وترك العمل للإسلام.

ثالثاً- تنبيهات مهمة في مرحلة الإعداد الإيماني:
١- يشمل الإعداد الإيماني كل عمل صالح ،من تصحيح العقائد والأقوال والأعمال وترسيخ الإيمان والتخلق بأخلاق الإسلام ،وفعل الطاعات وترك المحرمات.

٢- ولا بد أن يرجع المسلمون إلى ما كان عليه السلف الصالح من ترجمة الإسلام وجعله واقعا يمشي على الأرض،فترى السنة والقرآن في واقع الناس وليس في الصحف،كما كان عليه الصلاة والسلام خلقه القرآن، بل كان قرآننا يمشي على الأرض،وكذلك أصحابه ومن تبعهم.
لا كما يصف، ابن مفلح رحمه الله تعالى:فيقول : من عجيب ما نقدت من أحوال الناس كثرة ما ناحوا على خراب الديار، وموت الأقارب والأسلاف، والتحسر على الأرزاق بذم الزمان وأهله وذكر نكد العيش فيه، وقد رأوا من انهدام الإسلام، وشعث الأديان، وموت السنن، وظهور البدع، وارتكاب المعاصي وتقضي العمر في الفارغ الذي لا يجدي، والقبيح الذي يوبق ويؤذي، فلا أجد منهم من ناح على دينه، ولا بكى على فارط عمره، ولا آسى على فائت دهره وما أرى لذلك سبباً إلا قلة مبالاتهم بالأديان وعظم الدنيا في عيونهم ضد ما كان عليه السلف الصالح يرضون بالبلاغ وينوحون على الدين. الآداب الشرعية لابن مفلح.*(٣٤٥/٢).

- قال أبو العتاهية :
ترجو النجاه ولم تسلك مسالكها
إن السفينة لا تجري على اليبس.


٣- الشمولية في الدعوة إلى الإسلام لتشمل كل أبواب الدين من التوحيد والسنة والأخلاق والسلوك وفي شتى مناحي الحياة، وهذا هو معنى الشمولية في قوله تعالى :{یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱدۡخُلُوا۟ فِی ٱلسِّلۡمِ كَاۤفَّةࣰ وَلَا تَتَّبِعُوا۟ خُطُوَ ٰ⁠تِ ٱلشَّیۡطَـٰنِۚ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوࣱّ مُّبِینࣱ}
[سورة البقرة ٢٠٨].

قال العلامة السعدي في تفسيره على هذه الآية: هذا أمر من الله تعالى للمؤمنين أن يدخلوا في السلم كافة أي في جميع شرائع الدين ولا يتركوا منها شيئاً وأن لا يكونوا ممن اتخذ إلههُ هواه إن وافق الأمر المشروع هواه فعله وإن خالفه تركه بل الواجب أن يكون الهوى تبعاً للدين وأن يفعل كل ما يقدر عليه من أفعال الخير...انتهى"

- وهذه الشمولية لا تجدها عند الكثير ممن لا يهتم بالدعوة إلى التوحيد والسنة،وتصحيح العبادة، ويسمي إقامة السنن قشور ،فنعوذ بالله من الخذلان والضلال.

٤-الدعوة إلى الإسلام وتطبيقه هي مسؤولية الجميع كل حسب مقامه واستطاعته.
الرجل في بيته العالم والشيخ في مسجده المربي وفي درسه وهكذا هي مسؤولية جميع الناس كل بحسبه.

- قال العلامة الأديب الطنطاوي رحمه الله تعالى: ﻟﻴﻌﻤﺪ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﺮﺗﻪ ﻓﻴﺤﺎﻭﻝ ﺇﺻﻼﺣﻬﺎ ، ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻣﺔ ﻫﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺃﺳﺮ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺻﻠﺤﺖ ﺍﻷﺳﺮ ﺻﻠﺤﺖ ﺍﻷﻣﺔ . ذكريات (٥/٦).

- وقال أحد الدعاة أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻼمة ﺍﻟﻬﻘﺺ:
ﺳﺮ ﺍﻧﺘﻈﺎﻡ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﻤﺼﻠﻴﻦ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺩﻭﻥ ﻓﻮﺿﻰ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ، ﻳﺒﺪﺃ ﺑﻨﻔﺴﻪ . ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻫﺎﺋﻞ ﺧﻼﻝ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻟﻮ ﻃﺒﻘﻨﺎ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﺑﺪﺃ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﺳﻴﺘﻐﻴﺮ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ ﺣﺘﻤﺎً.

- قال شيخ قراء مصر المعصراوي حفظه الله تعالى:
ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ :
ﺃﻳﻦ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ؟ !
ﻭ ﺃﻧﺎ ﺃﻗﻮﻝ :
ﺃﻳﻦ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﺎﻟﺪِّﻳﻦ ؟ !
ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﻗﺼﻰ !
ﻭ ﺭﻛﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ ﻗﺮﺏ ﺑﻴﺘﻬﻢ
ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ أقصى!.

٥- التعاون بين أهل الإسلام جميعا،فعلى أهل الإسلام الإجتماع، ﻓﺈﻥ لم يجتمع أهل الإسلام ﻋﻠﻰ ﻛﻤﺎﻝٍ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻼ يجوز التفرق ﺑﺴﺒﺐ النقص،فلا تفرقنا ﺑﺪﻋﺔ ﻭﻣﻌﺼﻴﺔ ﻓﺈننا نقابل ﻛﻔﺮًﺍ،وقد ﻗﺎﺗﻞ شيخ الإسلام ابن تيمية ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ ﻭﻣﻌﻪ ﺃﻫﻞ ﺑﺪﻉ.
ولأن أخوة الإيمان لا تنتفي بالبدعة والمعصية.
قال تعالى:{إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةࣱ}
[سورة الحجرات ١٠].
وهذه الأخوة تضعف بضعف الإيمان عند المسلمين وتقوى بقوة الإيمان.


٦- التعاون لا يعني ترك النصيحة وإصلاح البيت الداخلي بين أهل الإسلام، فإن ذلك من مقتضى الإيمان والعمل الصالح الذي هو سبب التمكين في الأرض،والمسلم مرآة أخيه المسلم.
وقد قال صلى الله عليه(*الدين النصيحة*قيل: لمن يا رسول الله؟ قال:*لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم)رواه مسلم.


الفصل الثاني الإعداد المادي:
تأمل هذه الآية العظيمة وتفسيرها البديع من العلامة السعدي رحمه الله تعالى.

- قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةࣲ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَیۡلِ تُرۡهِبُونَ بِه عَدُوَّ ٱللَّه وَعَدُوَّكُم وَءَاخَرِینَ مِن دُونِهِمۡ لَا تَعۡلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ یَعۡلَمُهُمۡۚ وَمَا تُنفِقُوا۟ مِن شَیۡءࣲ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ یُوَفَّ إِلَیۡكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تُظۡلَمُونَ}
[سورة الأنفال ٦٠].
أي ‏واعدوا لأعدائكم الكفار الساعين في هلاككم وإبطال دينكم‏.‏ ‏﴿‏مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ‏﴾‏ أي‏:‏ كل ما تقدرون عليه من القوة العقلية والبدنية وأنواع الأسلحة ونحو ذلك مما يعين على قتالهم، فدخل في ذلك أنواع الصناعات التي تعمل فيها أصناف الأسلحة والآلات من المدافع والرشاشات، والبنادق، والطيارات الجوية، والمراكب البرية والبحرية، والحصون والقلاع والخنادق، وآلات الدفاع، والرأْي‏:‏ والسياسة التي بها يتقدم المسلمون ويندفع عنهم به شر أعدائهم، وتَعَلُّم الرَّمْيِ، والشجاعة والتدبير‏.‏ ولهذا قال النبي ﷺ ‏:‏ (‏ألا إن القوة الرَّمْيُ‏)‏ ومن ذلك‏:‏ الاستعداد بالمراكب المحتاج إليها عند القتال.
ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏﴿‏وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُم} وهذه العلة موجودة فيها في ذلك الزمان، وهي إرهاب الأعداء، والحكم يدور مع علته‏.‏ فإذا كان شيء موجود أكثر إرهابا منها، كالسيارات البرية والهوائية، المعدة للقتال التي تكون النكاية فيها أشد، كانت مأمورا بالاستعداد بها، والسعي لتحصيلها، حتى إنها إذا لم توجد إلا بتعلُّم الصناعة، وجب ذلك، لأن ما لا يتم الواجب إلا به، فهو واجب وقوله‏:‏ ‏﴿‏تُرْهِبُون به عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْْ ﴾‏ ممن تعلمون أنهم أعداؤكم‏.‏ ْ‏﴿‏وَآخَرِين مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ ‏﴾‏ ممن سيقاتلونكم بعد هذا الوقت الذي يخاطبهم الله به ْ‏﴿‏اللَّهُ يَعْلَمُهُم‏﴾ ْ فلذلك أمرهم بالاستعداد لهم،ومن أعظم ما يعين على قتالهم بذلك النفقات المالية في جهاد الكفار‏.‏ ولهذا قال تعالى مرغبًا في ذلك‏:‏ ‏﴿‏وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّه‏﴾‏ِ قليلا كان أو كثيرًا ‏﴿‏يُوَفَّ إِلَيْكُمْ‏﴾‏ أجره يوم القيامة مضاعفًا أضعافًا كثيرة، حتى إن النفقة في سبيل اللّه، تضاعف إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة‏.‏‏﴿‏وَ أَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ‏﴾ أي‏:‏ لا تنقصون من أجرها وثوابها شيئًا‏.‏
- أقول : والأسلحة التقليدية لم تعد مما يرهب الأعداء تمام الإرهاب فهم يبعونها على أهل الإسلام.
فلا بد لأهل الإسلام من الاعتماد على أنفسهم وامتلاك أسحلة ترهب الأعداء.
- في هذا السياق يقول العلامة ابن عثيمين :رحمه الله تعالى
( فالواجب على المسلمين أن يعدوا ما استطاعوا من قوة وأولها: الإيمان والتقوى. ثم يلي قوة الإيمان والتقوى، أن يتسلح المسلمون ويتعلموا كما تعلم غيرهم؛ لكن المسلمين لم يقوموا بما عليهم ).
مجموع الفتاوى( ٣١٠/١٥).
وقال العلامة الإمام ابن باز رحمه الله ما معناه:
من أسباب ضعف المسلمين رضاهم بالعلوم الدنيوية التي تؤهل للوظائف فقط.
غير العلوم التي توجب الإستغناء عن الأعداء.
والأمر الثاني عدم القيام بأمر الله والبعد عن مساخطه سبحانه. بتصرف مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (١٠١/٥).
وفي الختام :
لا بد أن يكون الهم للإسلام في قلب كل مؤمن والعمل للإسلام عند كل مسلم.
نسأل الله عز وجل أن يمن علينا وعلى جميع المسلمين وولاة أمرهم بالتوبة إليه والاستقامة على أمره، والتعاون على البر والتقوى وعلى إعداد العدة لأعدائنا والتفقه في الدين والصبر على مراضيه والبعد عن مساخطه سبحانه، كما نسأله سبحانه أن يعيذنا جميعا من مضلات الفتن ومن أسباب النقم وأن ينصر دينه ويعلي كلمته، ويخذل أعداءه وأن يجمع كلمة المسلمين على الحق والهدى،وأن يرزقهم البصيرة إنه سميع قريب.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.