تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: ما ينفعُكُنَّ أن تَعِشْنَ الألوان والأطايب، ثم يُذهَبُ بأبيكُنَّ إلى النار.

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي ما ينفعُكُنَّ أن تَعِشْنَ الألوان والأطايب، ثم يُذهَبُ بأبيكُنَّ إلى النار.

    عاد سيدنا عمر بن عبدالعزيز - رضي الله عنه - يومًا إلى داره بعد صلاة العِشاء، ولمح بناته الصغار، فسلَّم عليهنَّ كعادته، وبدلاً من أن يسارعْنَ نحوه بالتحيَّة كعادتهنَّ، رُحْنَ يتبادَرْنَ البابَ ويُغَطِّينَ أفْوَاهَهُنَّ بأَكُفِّهِنَّ، فسأل: ما شأنهُنَّ؟ فأُجِيب بأنه لم يكن لديهِنَّ ما يَتَعَشَّيْنَ به سوى عدس وبصل، فَكَرِهْنَ أن يُشَمَّ مِن أفَوَاهِهِنَّ ريحُ البصل، فتحاشَيْنَه لهذا، فبكى أمير المؤمنين، وقال يخاطِبُهُنَّ: يا بناتي، ما ينفعُكُنَّ أن تَعِشْنَ الألوان والأطايب، ثم يُذهَبُ بأبيكُنَّ إلى النار.

    ماصحة هذا الأثر؟

  2. #2

    افتراضي رد: ما ينفعُكُنَّ أن تَعِشْنَ الألوان والأطايب، ثم يُذهَبُ بأبيكُنَّ إلى النار.

    هذا المتن ذكره خالد محمد خالد في كتابه خلفاء الرسول (ص:408) وقد تحرف لفظة: "تعشين" إلى "تعشن" فالمذكور في الكتاب "تعشين"من العشاء.
    وبنحوه وقفت عليه عند ابن الحكم في فضائل عمر بن العزيز رحمه الله (ص:54) فقال:
    "قَالَ وَكَانَ عمر يُصَلِّي الْعَتَمَة ثمَّ يدْخل على بَنَاته فَيسلم عَلَيْهِنَّ فَدخل عَلَيْهِنَّ ذَات لَيْلَة فَلَمَّا أحسسنه وضعن أَيْدِيهنَّ على أفواههن ثمَّ تبادرن الْبَاب. فَقَالَ للحاضنة مَا شأنهن؟
    قَالَت إِنَّه لم يكن عِنْدهن شَيْء يتعيشنه إِلَّا عدس وبصل فكرهن أَن تشم ذَلِك من أفواههن فَبكى عمر ثمَّ قَالَ لَهُنَّ يَا بَنَاتِي مَا ينفعكن أَن تعشين الألوان ويمر بأبيكن إِلَى النَّار قَالَ فبكين حَتَّى علت أصواتهن ثمَّ انْصَرف".اهـ.

    وابن الحكم هذا هو عبد الله بن عبد الحكم بن أعين بن ليث بن رافع، أبو محمد المصري (المتوفى: 214هـ).
    وسند كما ذكر فيكتابه قال:
    حَدثنِي مَالك بن أنس وَاللَّيْث بن سعد وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وَعبد الله بن لَهِيعَة وَبكر بن مُضر وَسليمَان بن يزِيد الكعبي وَعبد الله بن وهب وَعبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم ومُوسَى بن صَالح وَغَيرهم من أهل الْعلم مِمَّن لم أسم بِجَمِيعِ مَا فِي هَذَا الْكتاب من أَمر عمر بن عبد الْعَزِيز على مَا سميت ورسمت وفسرت وكل وَاحِد مِنْهُم قد أَخْبرنِي بطَائفَة فَجمعت ذَلِك كُله". اهـ.
    وابن الحكم في الأصل ثقة، قال الخليلي في " الإرشاد ": ثقة مشهور كبير متفق عليه، وله تصانيف في الفقه والحديث". اهـ.
    وقد ذكر محمد بن القاسم تكذيب يحيى بن معين له كما في الإكمال (8/26) لمغلطاي فقال:
    وقال محمد بن قاسم: لما قدم يحيى بن معين مصر بعث إليه عبد الله بألف دينار فلم يقبل منها شيئا، وقال لرسوله: قل له عني: يحفظ، فإني سآتي مجلسه أمام أصحابنا وأقعد عنده، لسنه وشرفه فإن وجدت حاله أقدم بها لم أقصر والله في تقديمه، وإن وجدت غير ذلك لم يكن لي بد أن أبين للناس أمره، ثم إن يحيى جاءه فجلس عنده فكان أول ما حدث به عبد الله: كتاب فضائل عمر بن عبد العزيز، فقال حدثني مالك وعبد الرحمن بن زيد وفلان وفلان فمضى في ذلك ورقة، ثم قال: كل حدثني هذا الحديث فقال له يحيى: يا شيخ حدثك بعض هؤلاء ببعضه وبعضهم سائره حدثك بعض ببعض ما فيه حين حدثك جميعهم بجميعه، فقال: لا كل حدثني به. قال: فوضع يحيى يديه في الأرض وقام وقال للناس: يكذب.
    قال ابن قاسم: إنما كان أراد يحيى تلقينه ليدخل في حجته، وظن عبد الله أنه يريد التلبيس عليه". اهـ.
    وقال الذهبي: "لا يصح تكذيب يحيى له". اهـ، لذا يبقى جهالة عمن روى ابن الحكم هذه القصة فيبقى السند ضعيفا، والله أعلم.

    وقد ورد نحوه ما أخرج ابن عساكر وغيره في تاريخ دمشق (12/73) من طريق عبد الله بن المبارك [أخرجه في الزهد (1/311)] فقال:
    أخبرنا أبو الصّبّاح، نا سهل بن صدقة مولى عمر بن عبد العزيز بن مروان، حدّثني بعض خاصة عمر بن عبد العزيز بن مروان:
    أنه حين أفضت إليه الخلافة سمعوا في منزله بكاء عاليا، فسئل عن البكاء، فقيل: إن عمر بن عبد العزيز قد خيّر جواريه، فقال:
    قد نزل بي أمر قد شغلني عنكن، فمن أحبّت أن أعتقها عتقتها، ومن أرادت أن أمسكها [أمسكتها] إن لم يكن مني إليها شيء، فبكين إياسا منه". اهـ.
    وهذا إسناد حسن إلى مولى عمر بن عبد العزيز، وأبو الصباح هو سعدان بن سالم الأيلي "صدوق" كذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب.
    ويشهد له ما أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/260) فقال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، قَالَ:
    كُنْتُ أَنَا وَابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا، بِبَابِ عُمَرَ، فَسَمِعْنَا بُكَاءً، فِي دَارِهِ، فَسَأَلْنَاهُ عَنْهُ، فَقَالُوا: " خَيَّرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ امْرَأَتَهُ بَيْنَ أَنْ تُقِيمَ فِي مَنْزِلِهَا، وَأَعْلَمَهَا أَنَّهُ قَدْ شُغِلَ عَنِ النِّسَاءِ بِمَا فِي عُنُقِهِ، وَبَيْنَ أَنْ تَلْحَقَ بِمَنْزِلِ أَبِيهَا، فَبَكَتْ فَبَكَى جَوَارِيهَا لِبُكَائِهَا ".
    وأخرجه محمد بن فيض الغساني في أخبار وحكايات (1/32) فقال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، قَالَ: فذكره.
    وهذا إسناد فيه إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني كذبه أبو زرعة وأبو حاتم وضعفه أبو طاهر المقدسي وقال الذهبي: "متروك". اهـ.


    أما ما كان من طعامه العدس فقد أخرج أبو نعيم في الحلية [5 : 259] فقال:
    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عُمَرَ الرَّقِّيُّ أَبُو أُمَيَّةَ الْخَصِيُّ، غُلامُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: بَعَثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِدِينَارَيْنِ إِلَى أَهْلِ الدَّيْرِ، فَقَالَ:
    " إِنْ بِعْتُمُونِي مَوْضِعَ قَبْرِي وَإِلا تَحَوَّلْتُ عَنْكُمْ "، قَالَ: فَأَتَيْتُهُمْ، فَقَالُوا: لَوْلا أَنَّا نَكْرَهُ أَنْ يَتَحَوَّلَ عَنَّا مَا قَبِلْنَاهُ، قَالَ: وَدَخَلْتُ مَعَ عُمَرَ الْحَمَّامَ يَوْمًا، فَاطَّلَى فَوَلَّى مَغَابِنَهُ بِيدِهِ، وَدَخَلْتُ يَوْمًا إِلَى مَوْلاتِي، فَغَدَّتْنِي عَدَسًا، فَقُلْتُ: كُلَّ يَوْمٍ عَدَسٌ، فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّ هَذَا طَعَامُ مَوْلاكَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ". اهـ.
    وهذا إسناد فيه الحسين بن محمد بن حماد لم أر له ترجمة.
    ويشهد له ما أخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى [5 : 182] فقال:
    أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ عَائِشَةَ التَّيْمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي شُمَيْلَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سِدْرَةَ، وَكَانَ قَدِيمًا، قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَيْلَةً، وَهُوَ يَتَلَوَّى مِنْ بَطْنِهِ، فَقُلْتُ: مَالَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: عَدَسٌ أَكَلْتُهُ، فَأُوذِيتُ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: بَطْنِي مُلَوَّثٌ بِالذُّنُوبِ ".
    وهذا إسناد فيه محمد بن عمر بن أبي شميلة وأبوه لم أجد لهما ترجمة.

    ومن آثار ذلك ما أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (7/179) فقال:
    قال إسحاق بن إبراهيم بن المورع: فحدثني خباب بن عبد الأكبر العنبري عن توبة العنبري أنه لما وفد إلى عمر بن عبد العزيز رأى بناته حوله يلعبن وعليهن التبابين". اهـ.
    التبابين هو: جمع تُبّان وهو سراويلُ قصيرةٌ إِلى الرُّكبة أَو ما فوقها تستر العورة ، وقد يُلْبس في البحر.
    والله أعلم.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: ما ينفعُكُنَّ أن تَعِشْنَ الألوان والأطايب، ثم يُذهَبُ بأبيكُنَّ إلى النار.

    جزاكم الله خيراً.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: ما ينفعُكُنَّ أن تَعِشْنَ الألوان والأطايب، ثم يُذهَبُ بأبيكُنَّ إلى النار.

    جزاكم الله خيرا

  5. #5

    افتراضي رد: ما ينفعُكُنَّ أن تَعِشْنَ الألوان والأطايب، ثم يُذهَبُ بأبيكُنَّ إلى النار.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيراً.
    وجزاكم الله خيرا.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيرا
    وجزاكم الله خيرا.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •