التجليات النورانية والإنسانية في شعر مصطفى قاسم عباس
بقلم د. خالد محمد زغريت
مدرس مادة الأدب الجاهلي وأدب صدر الإسلام
في كلية الآداب -جامعة حماة
عندما طالعت ديوان صور من مأساتنا الذي نشره الشاعر عام ٢٠٠٥ م وديوان بدر الدجى الذي نشره الشاعر عام ٢٠٠٧م وجدت بعد التأمل فيه أن لتجربة الشاعر "مصطفى قاسم عباس" الشعرية خصوصيته الفكرية والفنية ، فهي رسالة تمتزج الدعوي بالوجداني ، وتتخذ قيمتها من محتواها القيمي على أن يتجلى هذا المحتوى بأسلوب شعري ينتمي إلى أصوله التراثية ، و كل تجربة شعرية تعيد طرح ماهية الشعر وفق رؤاها وانشغالها الفكري و الفني ، ووفق تحديدها لتلك الماهية تعيد تجسيده ، و "المهم أن ندرك هنا أمر المناخ الشعري العام ، أن الجوهر الإنساني هو الذي يخلقه ويؤلفه مضمونه الأساسي بما يحمل بذاته من قيم الحب للحياة ونزعة التحرر و إرادة الانتصار، وهي القيم الأساسية بمنزلة الخميرة الحية التي لا بد منها لتكوين المضامين الشعرية" (١).
ويبقى لشريف القول:" وإن من الشعر لحكمة " فيضه عند كثير ممن تنوّروا به، قلة من أقامه مقام نوره، واستلهام الضياء الأعلى في صياغة تسبيحات شعرية، وتأملات تجليات عظمة الخلق في خلقه، وإبداع كونيات ، و لم تكن تلك الشعرية حديثة العهد، بل نجدها عند شعراء جاهليين قبل الرسالة المحمدية الشريفة مثلما روي عن أبي قيس صرمة بن أبي أنس الذي نزل فيه قوله تعالى :
( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ) وفق قول ابن إسحاق(٢) :
وأوصيكمُ بالله والبر والتقـــى
وأعراضكم والبر بالله أول
وإن قومكم سادوا فلا تحسدوهمُ
وإن كنتمُ أهل الرئاسة فاعدلوا(٣)

...وجاء من الشعراء من رفد الدعوة الإسلامية بشعره مثل حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة ، وكعب بن مالك ، والنابغة الجعدي وكعب بن زهير ، فأسسوا للمديح النبوي، و انتشر هذا الغرض حتى تفتقت الشعرية الصوفية و انتبذت مكاناً من فلسفة نائية الأغوار نقلت الشعر إلى آفاق أشكلت على الفقه في كثير منها، ولقيت الشعرية الصوفية ترحيباً عند الذين نظروا إليها على أنها مسرى إبداع و جِدَةٍ، وأن مرود الشطحات ملكوت باهرة العطاءات الخيالية ، و رأوا أن من التجديد في التراث الشعري تحويلَ الشعر إلى رمزية تتخذ من البشري رموزاً للألوهة في الخطاب الشعري ، و لذلك كثيراً ما كان الشعر الديني فيما تلا أعلام الصوفية أكثر التصاقاً برؤاهم وأساليبهم ، إلا مَن ترك مسافة أمان من الجدل الفقهي في مديحهم النبوي وتجليات الكونيات شعراً دينياً ، وغالباً ما التزم هذا الشعر نمط القصيدة الكلاسيكية، فأسلم لمعارضيها بدعوة بعدها عن التجديد فرصة للغض من الشعر الديني في مجال الإبداع في الشكل ،وفي المضمون ارتؤوا أنه نتاج فكر مناف للتحديث، فلم يأخذ مثل هذا الشعر حقه من نقد ينصفه ، وتجاهلوا رحابة استقباله ، و كان ملفتاً لي حماسة لافتة عند الشاعر مصطفى قاسم عباس في كثافة نشره شعرَه ، و فيض تدفقه مما كان يجعلني أرى في الكثرة تنحية للجودة ، لكنني وجدت ثمة ما يشير إلى أن لمعة إبداعية في التصوير لم تفارق هذه الكثرة ، فالشعر العربي منذ نشأته كان ينشد غناء السمو فهو " في حالة انتظار دائم ، لا يترك له منفذاً إلا أن يتحيز له متحملاً طبيعته لا الطبيعة ، مستسلماً للسمو ، هذا السمو المطلق الذي تستحضره مسافة لا تحد بين خطوط الصحراء و السماء التي لا تلتقي أبداً"(٤)

و تلك آفاق تغري الشاعر باستثمار الشعر لتمجيد أعلى مثل السمو ، فثمة فيضُ نور شديد التدفق يحلق في ملكوت الحبر ،يطمح إلى تجسيد النور المحمدي الشريف في الشعر أرقى أساليب خطاب العرب في تجميل الأجمل ، ومن غير شك فإن الشعر لا ينبغي له أن يدرك تسامي أنوار الرسول صلى الله عليه وسلم ،ولذلك رأى أنه ينشئ الشعر ليتكرم الشعر بذكر النبوة لا الشعر يسمو بها:
"أنا إن كتبت الشعر أمدح سيدي
طه فهذا الفخر و الإكرام
إني أرى الكلمات قد وجمت أسى
حزناً وصمت الواجمين كلام"(٥)
فالشاعر يدرك أن الشعراء منذ انبرى حسان بن ثابت يمتدح الرسول صلى الله عليه وسلم ، أعياهم أن يرقوا إلى تجسيد هالته الكريمة التي أعيت الشعر و الشعراء ، فاللغة الشعرية تتبرك بنوره، ولا تعبر إلى التنوير بما يستحق، فغالباً ما تكون اللغة في حرج ، حرج بلاغة العربية في الرقي إلى ملكوت سراج وهاج ما عُهد في بشر ، ولم يكن الشاعر لييئس من إخفاق من سبق ، فما كان يطمح إلى تجريب كسر عجز بلاغة الشعر من جديد ، لكنه يأبى إلا أن يغسل حروف الشعر بنور النبوة الطاهر ، فيسعد النطق إن عز السبق ، ولذلك يتدفق بعفوية يرسم ما أمكن والأمكن نور تشعه في الحروف أوهاج الموصوف ،" فالعلاقة وثيقة بين الأحكام الجمالية و الأحكام الخلقية ، بين مباني الجمال و الخير والأحكام الجمالية إيجابية أساسًا ، بمعنى أنها تنطوي على إدراك لماهو خير ، والجمال ينبع بالضرورة من ذات الموضوع و يقوم على طبيعة التجربة المباشرة" (٦) ، والرسالة المحمدية هي مصدر مطلق للخير، تطيب به المكان والزمان :
"أضاءت به لما أتى الصحبَ يثربُ
وصارت تُسمى طيبةً وتُطَيَّبُ
ولِمْ لا وفي يوم الولادة نوره
أنير به شرق الدنى ثم مغرب ؟
وزُلزل كسرى هيبة من جلاله
وتُخمد نار للمجوس تَلهَّب"(٧)
هي شعرية السجية النورانية لا شعرية تمحل البلاغة المماطلة عجزاً في الرقي إلى سمو الموصوف ،لذلك تكتفي بأن تكون تسبيحاتٍ متوهجةً بلغة الروح صِدِّيقة المحبة السامية ، وليس للصِّدِّيق الاستدال بعليا البلاغة على فيض حبه ، هي لغة ترتشف النور و تعكسه براقاً أجمل ، نشوة المحب بطواعية اللغة لحبه بعفوية:
"إذا همس العشَّاقُ همساً وأخفتوا
أسروا النجاوى و العواذل ترقب
فإني بمدح الهاشمي محمد
جهاراً سأمضي العمر مدحاً وأخطب
ويشرق بدر الحب دوماً بطيبة
وذلـك بـدرٌ ليس والله يغـرب"(٨)
إن الشعر الديني عند الشاعر مصطفى قاسم عباس مسَّ نور النبوة لتوهيج اللغة بوجدانيات وروحانيات هامسة عذبة تبوح على وجل بغبطتها في التشبع من نور النبوة و حسب ، ويمتد هذا الحب بالشاعر وجدانيات الشوق و الحنين للديار المقدسة التي تتبرك بمثوى النبي صلى الله عليه وسلم ، فيطيّب الشعرَ بالحنين و الشوق إليها بوجدِ عاشقٍ أسَرَت الديار فؤاده ، واستبدت به...
وإن عشق المكان هنا عشق إيماني قبل كل شيء ،ودائماً ما كانت شعرية المكان بحثاً عن احتواء وجداني عند الشعراء وألهمتهم غناء شجياً لطيفَ أمومته، وفيه " بحث شعري عن الهوية ، لا يسعه أن يكتفي بمكان معين ، لأن المكان الحقيقي دائماً ما يكون مكاناً آخر "
هو مهوى الفؤاد لا لأنه مكان النشأة ،بل مكان احتواء الروح في تطلعاته لأمومة نورانية ، وهذه الرغبات ذات صبغة وجدانية إيمانية تستدرج جمال التعبير" فالعواطف و الرغبات نفسها التي تبعث على الرضا التي نجد فيها السعادة في هذه الدنيا إنما تتخذ لوناً جمالياً حينما نتصورها ثابتة" (٩) ، ولذلك إن عز على الشاعر تحقيق الرغبة فالرضا بالتعبير عنها تعويض وجداني :
"أحن إلى أرضٍ بفكري خيالُها
نزيل وطرفي في سناها أقلِّب
ودمعي من الآماق كم سالَ كالدِّما
أقول متى أدنو الحمى وأقَرَّبُ ؟
و إن لاح طيفٌ في خيالي لغيرها
أقر بأني في المحبة مذنبُ
وإن لم أجد يوماً مطايا تقلني
إليها فإني بحرَ شوقي سأركب"(١٠)
ويسترسل الشاعر في تصوير لهفته إلى مهوى الروح ، بتصوير للارتواء بذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في صورة مبدعة براقة تتفرد في توهج عذوبة التأثير وشجو الروح العاشقة :
و إن كنتُ ظمآن الفؤاد من النوى
ونارُ الجوى في خافقي تتلهب
فإني إذا ذُكر الرسول سأرتوي
وقال عذولي :أمرك اليوم معجِب !!
فقلت له : ذكر الأحبة موردي
وقد يرتوي يا صاح من ليس يشربُ(١١)
والشعر بوصفه فناً " يتميز بخصائص مثل الجدة و كسر التوقعات فقد قال الشكلانيون الروس و التشيك مثلا:
إن الحيل الشعرية تشتمل على تحريف أو تشويه معين، وإن ما يعطي الشعرَ أثرَه الخاصَّ هو استخدام الكلمات بطرائق غير مألوفة وغير متوقعة ، فالاستخدامات غير المألوفة للكلمات في الشعر يفترض أنها تكثف الإدراك وتستثير الانتباه وتولد التوقعات التي تسعى دوما نحو إشباعات جديدة. (١٢)
و لا يمكننا تجريد هذه الشعرية التي يتبناها مصطفى قاسم عباس من مزايا كسر التوقعات في إنشاء إبداعات لامعة، وإن لم تكن شاغله،فشاغله الأول التعبير عن قيمه الإيمانية .
تلك بعض ملامح الشعرية الدينية التي تتسع أكثر مما حصرناها بها ، ففيها امتداد للمحبة في الله تتخذ الوجدان الطاهر تعبيراً عن العاطفة الأخوية التي أفسح لها الإيمان مقاعد سندسية عبقة:
"هم ثلة بهمُ تطيب حياتُنا
وأجيب و الأصحاب في أجفاني
النحلُ يهوى الغص يلثم ورده
والورد محبوبٌ على الأغصان
و أقول يجمعنا كلام واحد
قد قيل حقاً في بني الإنسان
إن الكريم لدى الإله هو التقي
فكذا كلام الله في القرآن "(١٣)
ويتفرع الشاعر في وجدانياته العبقة، لفوح عطر مشاعره للأمكنة التي ألفها وعاشها فيها مفاصل من حياته ، و رأى فيها مرآة تجلي الروح ، مثلما ناجى بشجو حماة وبلدة خطاب:
"ساءلت عاصيَها فرد جواباً
إني عشقت بخافقي خطابا
يا جنة الريف التي يوماً إذا
نظر المشوق تزيده إعجابا"(١٤)
وتتصل هذه الوجدانيات بالوجدانيات الذاتية من مراث شجية، تتفطر فيها الروح على غياب فلذات الكبد، تفوح فيها أطياب التقى والرضى :
"تداعب الجفنَ أطيافٌ لتسنيم
وتشعلُ الشوقَ هبّات التناسيم
وعبرتي في حنايا العين قد حبست
ممزوجة برضى مني وتسليم"(١٥)
وثمة انفتاح شعري عنده على قضايا اجتماعية راهنة يضمنها مواقفه الشعرية النابضة بالبعد الديني فيضيف الوهج الإنساني لشعره ، و الشعر مهما تماهي مع القضايا المهمة للشاعر فهو ،تجسيد ذاتي للرؤى و المواقف، "فالشعر قيمة ذاتية بصرف النظر عما يعني ، لذا نجد أن كل أدب يكون قد تخطى عمراً معيناً يحدد معالم اتجاه يرمي إلى إبداع لغة شاعرية منفصلة عن اللغة العادية لها تعبيراتها وتركيباتها و حريتها"(١٦) والذاتية في هذا السياق تكشف عن المحتوى القيمي الذي ينبض به الشاعر، فيعالج قضايا أخلاقية وفق ذاتيته الأخلاقية، فنجد أن الشاعر مصطفى يسلط ضوء شعره على مظاهر اجتماعية من منظور قيمي، فهو ينفح صورة المعلم ضوءاً وجدانياً على سبيل المثال"
" ونبعةُ العلم إن أفنانها ذبُلت
فأنت من أنهر الأخلاق تسقيها"(١٧)
و لا ينسى أن يتهكم من معلمين انتموا إلى جوقة خيانة الرسالة انسجاماً مع انحدار الخلق الذي يتذرع المجتمع بطوفانه ، فغلبوا منطق التسويغ و أغار على خيام الأخلاق ينهبونها ،ثم وقفوا على طللها يتباكون:
" كم ضيعَ الوقت هذراً ثم سخرية
يغش أبناءه زوراً يغشيها !
ضميره ماتَ لا نصح يحركه
واحسرتا ! حالة للنفس تُشجيها
وذاك ينهى عن الفحشا ويأتيها
يحذر الناس بئراً واقعاً فيهــــا"(١٨)
ولا شك في أن لبعضهم أن يتذكر أن لهذا الشعر منابعه في شعر النهضة وبالتحديد مدرسة الإحياء وتيار الإصلاح الاجتماعي ، ويرددون أنه شعر ذو أفق طوباوي ، لا أظن أن للشعر وظيفة غير التنوير و أن انتماء الشعر لزمنه وقضاياها فضيلة تفوق فضيلة الحداثة التهويمية التي تغرق التضليل عن القضايا الراهنة بحجة الشعر فوق الزمان وأحوال المجتمع الطارئة، و لم تكن الأحداث التي تنهك أول الأمة بظلماتها بعيدة عن انشغال الشاعر على الأقل في تعاطفه مع أخوة عرب أقصاهم إخوتهم فاستفردت فيهم ذئاب الغرب ،
و" الشاعر لا يتخذ موقفه خارج العالم فرؤيته الثاقبة للغاية تغرسه غرساً في واقع يحطم تصوراته القديمة و يفتتها إلى غير رجعة" (١٩)، وتفتيت التصور عند شاعرنا مصطفى كسر وجدانه جراء العداء الظالم على تكوين هويته الإنسانية والإيمانية :
"وفي الفلوجة العصماء قتل
وقد خرت مساجدها و دور
أرى المحراب قد أضحى فتاتاً
فتبكيه المنـابـر يـا خـبيـر
بكته مصاحفٌ حرقت فأضحت
رماداً تشتكي فيها السطور "(٢٠)
و لم يغض الشاعر طرف القلب وإن يوجس خيفة عن سيادة الاستبداد والظلم اللذين يسومان حرمة الأمة:
" هل يستطيع اليوم أن يحكي فمي
قصصاً عن الطاغي كليل مظلم
من أين أبدأ قصتي وقصيدتي
وتكاد نار الحزن تشرب من دمي "(٢١)

تتشعب موضوعات الشاعر ، فتمس الكثير من قضايا الإنسان والعصر برؤية إيمانية نورانية تمجد رسالة الهدى وتستلهمها في الرؤى لمختلف تلك القضايا ، فالشاعر يصدر في شعره عن نفحة إيمانية هي دليله إليها ، ومعاييره في رؤاه للحياة و مشكلاتها ، ولا يعوزه الكثير من الفطنة الشعرية في تحويل الدنيوي إلى طيف ديني ، فهو ملتزم بمعايير إيمانه في رؤاه الشعرية، وتبقى لشاعرية مصطفى قاسم عباس هويتها الجمالية، ونكهتها النورانية ، فهي تجسد توقاً وجدانياً مضيئاً يفتح للروح ينابيع تدفق نوره الذاتي بعيداً عن التقنّع بفرضيات التحديث الشعري التي رسخته التيارات الفكرية والأدبية في منعطف الأدب العربي نحو تغريب لا يروقه ، فلم يزل يرى أن الأصول الفنية الأولى التي نبع منها التراث الشعري الأقدم هو الشكل الذي ينبض فيه تمجيد عواطفه ورؤاه وأفكاره ، فالشعر فيه يشع إبداعاً من نور ما يتنور به ، ولا ينوّر المنير.....
تلك وقفة عفوية ارتجالية سريعة في رحاب تجربة شعرية تتمترس في خندق قناعاتها الفنية والفكرية ، وتجد السير في أفق نورها الذاتي بعيداً عن ضوضاء أوهاج مستجلبة ، ربما تستمر في افتتاح آفاق أكثر رحابة ،فثمة جدية واستمرار وعناد تتملك روح صاحبها .

هامش:

(١)- عن الشعر ومسائل الفن: رضوان الشهال ،منشورات وزارة الثقافة بدمشق، 1986، ص: 93- 94.

(٢)- هو: أبو قيس قيل مالك بن الحارث. وقيل: بل اسم أبي قيس صرمة بن أبي أنس بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار هذا قول ابن إسحاق. وقال قتادة: أبو قيس مالك بن صفرة. والصحيح ما تقدم من قول ابن إسحاق. وقال ابن إسحاق: كان رجلا قد ترهب في الجاهلية، ولبس المسوح، وفارق الأوثان، واغتسل من الجنابة، وهم بالنصرانية، ثم أمسك عنها، ودخل بيتا له، فاتخذه مسجدا لا يدخل عليه فيه طامث ولا جنب، وقال: أعبد رب إبراهيم. فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أسلم فحسن إسلامه وهو شيخ كبير، وكان قوالا بالحق، معظما لله في الجاهلية، ثم حسن إسلامه، وكان يقول في الجاهلية أشعارا حسانا يعظم الله تعالى فيها، تنظر ترجمته في الاستيعاب، الإصابة، أسد الغابة.

(٣)- ينظر: صحيح البخاري،كتاب الصوم.
(٤) – انتقام الصورة : رينيه حبشي ، مجلة فصول،ج: 16، ع:2، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، خريف،1979.ص: 404.
(٥) – بدر الدجى : مصطفى قاسم عباس ، مطبعة اليمامة ،حمص، 2007،ص: 74، 48.
(٦) - الإحساس بالجمال: جورج سانتيانا، تر: محمد مصطفى بدوي، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، ( د. ت)، ، ص : 62.
(٧) – بدر الدجى،ص : 17.
(٨) – بدر الدجى ،ص:22.
(٩)- أدونيس و البحث عن الهوية : باتريك رافو، تر: د. وليد الخشاب، مجلة فصولمج:16، ع:2، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، خريف،1979، ص:79.
(١٠) – الإحساس بالجمال، ص: 68.
(١١)- بدر الدجى ،ص: 19.
(١٢)- التفضيل الجمالي، دراسة في سيكولوجيا التذوق الفني : د. شاكر عبد الحميد، سلسلة عالم المعرفة، إصدار المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب، الكويت ، مارس، 2001، ص: 347.
(١٣)- بدر الدجى،ص: 147.
(١٤) – بدر الدجى،ص:159.
(١٥) – صور من مأساتنا ،مصطفى قاسم عباس، مطبعة اليمامة،حمص،2005ص :99.
(١٦) – بحث في علم الجمال : جان برتليمي ، تر: أنور عبد العزيز ، مر: نظمي لوقا،تق: سعيد توفيق، المركز القومي للترجمة، القاهرة، 2011، ص: 153.
(١٧) - صور من مأساتنا ،ص: 20.
(١٨) – صور من مأساتنا ،ص: 23.
(١٩)- أدونيس و البحث عن الهوية ، ص: 87.
(٢٠)- صور من مأساتنا،ص: 52.
· (٢١)- صور من مأساتنا ،ص: 73.