1 - استحباب الإكثار من الذكر:
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سبق المفرِّدون)) قالوا: وما المُفرِّدون يا رسول الله؟ قال: ((الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات))[1].
وروى مسلم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، قال: كُنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أيعجِزُ أحدكم أن يكسِبَ كلَّ يوم ألفَ حسنة؟))، فسأله سائل مِن جلسائه: كيف يكسِب أحدنا ألف حسنة؟ قال: ((يُسبِّح مائة تسبيحة؛ فيكتب له ألف حسنة، أو يُحط عنه ألف خطيئة))[2].
2 - الإخلاص في الذكر وفي جميع العبادات:
قال تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [البينة: 5].
روى النسائي - بسند حسن - عن أبي أُمامة الباهلي، قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أرأيت رجلًا غزا يلتَمِس الأجرَ والذِّكر، ما له؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا شيء له))، فأعادها ثلاث مرات، يقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا شيء له))، ثم قال: ((إن الله لا يقبل مِن العمل إلا ما كان له خالصًا، وابتُغي به وجهُه))[3].
3 – استحباب الذكر على طهارة:
ففي الصحيحين في حديث أبي موسى رضي الله عنه:... فدعا بماء فتوضأ، ثم رفع يديه، فقال: ((اللهم اغفر لعبيد أبي عامر)) ورأيت بياض إبطَيْه، ثم قال: ((اللهم اجعَلْه يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس))، فقلت: ولي فاستغفر، فقال: ((اللهم اغفر لعبدالله بن قيس ذنبه، وأدخله يوم القيامة مدخلًا كريمًا))[4].
4 - استحضار عظمة الله عند الذكر:
قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32]، وقال سبحانه:
﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الأنفال: 2]، وقال جل شأنه: ﴿ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [الحج: 34، 35].
5 - البكاء عند ذكر الله:
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمامٌ عدل، وشابٌّ نشأ في عبادة الله، ورجلٌ قلبه معلقٌ في المساجد، ورجلانِ تحابَّا في الله، اجتمعا عليه وتفرَّقا عليه، ورجلٌ دعَتْه امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجلٌ تصدَّق بصدقةٍ فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تُنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه))[5].
6 - ذكر الله في الصباح والمساء:
روى البخاري عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((سيد الاستغفار: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتَني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعتُ، أبوء لك بنعمتِك عليَّ، وأبوء لك بذنبي؛ فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، أعوذ بك من شر ما صنعتُ، إذا قال حين يُمسي فمات دخل الجنة - أو كان من أهل الجنة - وإذا قال حين يُصبح فمات مِن يومه مثله))[6].
وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال حين يُصبح وحين يُمسي: سبحان الله وبحمده مائة مرة، لم يأت أحدٌ يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحدٌ قال مثل ما قال أو زاد عليه))[7].
وروى مسلم أيضًا عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى، قال: ((أمسينا وأمسى المُلْك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، ربِّ أسألك خيرَ ما في هذه الليلة، وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة، وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكِبْر، رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر))، وإذا أصبح قال ذلك أيضًا: ((أصبحنا وأصبح الملك له))[8].
روى أبو داود، والترمذي - وقال حسنٌ صحيح - عن أَبَان بن عثمان، قال: سمعتُ عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول: سمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ((من قال: بسم الله الذي لا يضرُّ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم، ثلاث مرات، لم تُصِبْه فجأةُ بلاءٍ حتى يُصبِح، ومَن قالها حين يُصبِح ثلاث مرات، لم تُصِبْه فجأةُ بلاءٍ حتى يُمسي)). وقال: فأصاب أبانَ بن عثمان الفالِجُ[9] فجعل الرجلُ الذي سمع منه الحديث ينظر إليه، فقال له: ما لك تنظر إليَّ، فوالله ما كذبتُ على عثمان، ولا كذب عثمانُ على النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن اليوم الذي أصابني فيه ما أصابني، غضبتُ فنسِيتُ أن أقولها[10].
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، ما لقيت من عقرب لدغَتْني البارحة، قال: ((أما لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامَّات من شر ما خلق، لم تضرَّك))[11].
7 - استحباب الذكر عند الهمِّ والضيق:
ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب: ((لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم))[12].
8 - استحباب الذكر عند عيادة المريض:
روى الترمذي - وحسنه - عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ((ما من عبدٍ مسلم يعود مريضًا لم يحضر أجلُه، فيقول سبع مرات: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، إلا عُوفِي))[13].


------------------
[1] رواه مسلم (2676).
[2] رواه مسلم (2698).
[3] حسن: رواه النسائي (3140) بسند حسن.
[4] متفق عليه: رواه البخاري (4323) ومسلم (2498).
[5] متفق عليه: رواه البخاري (1423)، ومسلم (1031).
[6] رواه البخاري (6323).
[7] رواه مسلم (2692).
[8] رواه مسلم (2723).
[9] الفالج: شلل نصفي.
[10] حسن: رواه أبو داود (5088)، والترمذي (3388)، وقال: حسن صحيح.
[11] رواه مسلم (2709).
[12] متفق عليه: رواه البخاري (6346)، ومسلم (2730).
[13] حسن: رواه أبو داود (3106)، والترمذي (2083)، قال: حديث حسن غريب.


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/138020/#ixzz6AB4k0FLn