ما صحة حديث : للمؤمن ثلاثة.. هى له وليست له...

[احمد ابو انس]

[عبد الرحمن هاشم بيومي]

هذا الذي ذكره الشيخ الشعراوي رحمه الله مذكور في تفسيره [11685] وعزاه محققه إلى الدر المنثور (6/525) للسيوطي.
وعزاه السيوطي فقال: وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه وَالْبَيْهَقِيّ والديلمي وَابْن النجار عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: سَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن قَول {وأسبغ عَلَيْكُم نعمه ظَاهِرَة وباطنة}؟
قَالَ: أما الظَّاهِرَة الإِسلام وَمَا سوى من خلقك وَمَا أَسْبغ عَلَيْك من رزقه وَأما الْبَاطِنَة فَمَا ستر من مساوىء عَمَلك.
يَا ابْن عَبَّاس إِن الله تَعَالَى يَقُول: ثَلَاث جعلتهن لِلْمُؤمنِ: صَلَاة الْمُؤمنِينَ عَلَيْهِ من بعده، وَجعلت لَهُ ثلث مَاله أكفر عَنهُ من خطاياه، وسترت عَلَيْهِ من مساوىء عمله، فَلم أفضحه بِشَيْء مِنْهَا وَلَو أبديتها لنبذه أَهله فَمن سواهُم". اهـ.
هذا اللفظ بتمامه عند ابن مردويه أو ابن النجار أو كلاهما وليس عند البيهقي والديلمي إلا الشطر الأول مع اختلاف يسير.
وهذا اللفظ بتمامه: أخرجه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح (1/480) - واللفظ له -، والواحدي في التفسير الوسيط (3/455)، والثعلبي في تفسيره (7/318)، - ومختصرًا - أخرجه الطوسي في أماليه (1/490)،كلهم من طريق:
عَمْرٍو بْنِ هَاشِمٍ أَبِي مَالِكٍ الْجَنْبِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: " وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً " (لُقْمَان: 20) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَذِهِ مِمَّا سَأَلْتُ عَنْهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذِهِ النِّعْمَةُ؟ فَقَالَ: فذكره.
وتوبع عمرو بن هاشم الجنبي فأخرج البيهقي في شعب الإيمان (6/284) - مختصرًا وضعفه - من طريق عَمَّارٍ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الْجَنْبِيِّ، وَكَانَ قَاضِيًا بِمَكَّةَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جُوَيْبِرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ: "{وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً}، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَذَا مِنْ مَخزُونِي الَّذِي سَأَلْتُ عَنْهُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: فذكره.
قال المحقق عبد الرزاق المهدي في تحقيق كتاب زاد المسير (3/433) لابن الجوزي:
"إسناده ضعيف جدا، له ثلاث علل: -عمار بن عمرو الجنبي ضعيف. -وجويبر بن سعيد متروك متهم بالوضع. -والضحاك لم يلق ابن عباس.
والمتن باطل لا أصل له، وحسبه أن يكون موقوفا". اهـ.
وورد - مختصرًا - من طريق ءاخر كما في فوائد ابن أبي العقب وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (6/285) - وضعفه أيضًا - كلاهما من طريق أَبِي إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ [وعند البيهقي: بن النضر] النَّهْدِيِّ، قال:
ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَرْزَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عز وجل: {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً}.قَالَ: هَذِهِ مِنْ مَكْنُونِ عِلْمِي، سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " أَمَّا الظَّاهِرَةُ فَمَا سَوَّى مِنْ خَلْقِكَ، وَأَمَّا الْبَاطِنَةُ فَمَا سَتَرَ مِنْ عُيُوبِكَ، وَلَوْ أَبْدَاهَا لَقَلاكَ أَهْلُكَ فَمَنْ سِوَاهُمْ ". اهـ.
وفي لفظ البيهقي: "هذه من مكنوز علمي". اهـ.
قلتُ: وهذا إسنادٌ ضعيف جدًّا.
- محمد بن إبراهيم بن النضر السمرقندي النهدي ذكره ابن حبان في «الثقات»: (9/ 147) وروى عنه ثلاث ثقات فهو حسن الحديث.
- محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله بن أبي سُليمان العرزمي.
* قال الدارقطنيُّ:" هو عم عباد بن أحمد العرزمي، متروكٌ، وأبوه وَجَدُّه". "سؤالات البرقاني" 442 و 443.
- وأبوه عبد الرحمن العرزمي.
ذكره ابن حبان في الثقات وقال : "يعتبر حديثه من غير روايته عن أبيه". وروايته هنا عن أبيه.
وقال أبو حاتم: "ليس بالقوي"، وذكرنا تجريح الدارقطني له ءانفًا.
والله أعلم.

[احمد ابو انس]

جزاكم الله خيرا.

[عبد الرحمن هاشم بيومي]

جزاكم الله خيرا.

وجزاكم آمين.