وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَع: أَنَّ رَجُلًا شَكَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعَ حَلْقِهِ، قَالَ: «عَلَيْكَ بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ».
ما صحة هذا الحديث؟
وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَع: أَنَّ رَجُلًا شَكَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعَ حَلْقِهِ، قَالَ: «عَلَيْكَ بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ».
ما صحة هذا الحديث؟
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان [1419] من طريق عُقْبَةَ بْنِ مُكْرَمٍ الْكُوفِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ ظَبْيَةَ، عَنِ الْحَجَّاجِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ : أَنَّ رَجُلا، شَكَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعَ حَلْقِهِ، قَالَ: " عَلَيْكَ بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ ". اهـ.
هذا إسناد موضوع، فيه إبراهيم بن ظبية مجهول لم أجد ترجمته، ومن فوقه الحجاج بن أرطاة النخعي موصوف بالتدليس وقد عنعن.
قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب: "أحد الفقهاء وهو صدوق كثير الخطأ والتدليس"، وذكره في المطالب العالية ، وقال : "ضعيف مدلس ، ومرة فيه ضعف". اهـ.
ومكحول قال عنه أبو بكر البيهقي: "لم يثبت سماعه من أبي الدرداء ، وواثلة ، وأبي أمامة ، ومعاذ بن جبل". اهـ.
ورواية مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، وردت في حديثٍ اخر في سنن الدارقطني وأعله بالرواة له، وهذا حيث مظنة الغرائب.
قلتُ: وهذا يدل على أن رواية مكحول عن واثلة لا تصحُّ، إذ تتبعت بعض مروياتها فوجدت أكثر رواياتها تجيء من طريق الضعفاء والمتروكين والكذابين.
والله أعلم.
جزاكم الله خيراً.
يرفع للفائدة .
إبراهيم بن ظبية ، الراجح أنه تصحيف أو خطأ ، صوابه إبراهيم بن صدقة ، وهو صدوق. فإنه هو الذي يروي عنه عقبة من مكرم.
انظر "الاحاد والمثاني" لابن أبي عاصم (1713) ، و"تاريخ بغداد" (348/11).
لكني لم أقف على روايته عن الحجاج أو محمد بن راشد.
إعلاله بتدليس الحجاج بن أرطأة ليس بصواب ، وقد تابعه محمد بن راشد ، وهو صدوق لم يصفه أحد بالتدليس.ومن فوقه الحجاج بن أرطاة النخعي موصوف بالتدليس وقد عنعن.
قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب: "أحد الفقهاء وهو صدوق كثير الخطأ والتدليس"، وذكره في المطالب العالية ، وقال : "ضعيف مدلس ، ومرة فيه ضعف". اهـ.
ومكحول قال عنه أبو بكر البيهقي: "لم يثبت سماعه من أبي الدرداء ، وواثلة ، وأبي أمامة ، ومعاذ بن جبل". اهـ.
قلت: أنكر سماع مكحول من واثلة ، أبو مسهر ، وأبو حاتم ، وأبو زرعة ، وأثبته ابن معين ، والبخاري ، والترمذي ، والبزار.
فكان الأليق أن تذكر الخلاف في ذلك ، والله أعلم.
جزاك الله خيرا أخي الحبيب.
هل الحديث ثابت؟
وجزاك خيراً أخي عبد الرحمن
والحديث على مذهب من يرى سماع مكحول من واثلة ، إسناده لا بأس به.
وعلى مذهب من ينفي السماع منقطع ، والله أعلم.
قلتُ: إبرهيم بن ظبية هذا الاسم مثبت في قلائد الجمان (1/212) لابن الشعار ترجم لـ: "أحمد بن محمد بن صدقة بن إبراهيم بن ظبية الضرير الموصلي". اهـ.
فلعل إبراهيم بن ظبية هذا جد أحمد هذا.
ولم يذكر أحد أنه روى عن أحد منهما سيما وهو مقل كما ذكر الذهبي وليس إبراهيم بن صدقة هو المنشود في الرواية.
ولو افترض أن إبراهيم بن صدقة روى عنهما هذا الحديث، فليس بحجة؛ لأن به جهالة فقول أبي حاتم فيه: "شيخ"، ليس يفيد التوثيق.
هذا على أن محمد بن راشد ينبغي أن يروي عنه ثقة، فقد قال عنه ابن عدي: "وإذا حدث عنه ثقة فحديثه مستقيم". اهـ.
ولو افترض أن إبراهيم بن ظبية ثقة كان ينبغي عليه أن يفرق بين رواية الحجاج ورواية محمد بن راشد ويميز بينهما وإلا لن نستطيع التمييز بين روايتيهما.
وقد كان ظني في محله أن هذا من مرويات المدلس الحجاج عن مكحول وليس محمد بن راشد إذ ليس موصوفا بالتدليس.
فقد ورد في سؤالات الآجري لأبي داود السجستاني، قال: قَالَ عَلِي ابن المديني: "رواية حَجَّاج عَن مكحول إنما هي من كتاب عَبْد القدوس". اهـ.
ومما يؤكد على ذلك أن هذا الحديث إنما هو من أحاديث عبد القدوس بن حبيب المتروك الذي روايته عن مكحول أغلبها مراسيل ومناكير.
فقد خرج ابن خالويه في إعراب القراءات السبع وعللها (1/40)، فقال: وحدثنا محمد بن عبد الله البصري، قال:
حدثنا إبراهيم بن فهد، قال: حدثنا إبراهيم بن نافع الجلاب، قال: حدثنا عبد القدوس، عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع قال:
«شكا رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجعًا في حلقه فقال: «عليك بقراءة القرآن». اهـ.
ومحمد بن عبد الله البصري وهو الإخباري المهراني "ثقة"، كذا قال أبو سعيد بن يونس المصري ومن فوقه الإبراهيمان فيهما كلام.
ولعل أكثر ما طُعِنا فيه؛ لكثرة ما يرويان عن المجهولين والضعفاء والهلكى.
فتعتبر روايتهما هنا لما ذكرناه ففيه دليل على بطلان الحديث وأنه من حديث المتروك عبد القدوس بن حبيب الوحاظي.
وانظر إلى هذا المثال: فيما جاء في مصنف عبد الرزاق [15392]، قَالَ:
قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ، سَمِعْتَ مَكْحُولًا يُحَدِّثُ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، فذكر أثر عمر بن الخطاب في عقاب شاهد الزور؟ فَقَالَ: لَا، وَلَكِنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ أَرْطَاةَ ذَكَرَ عَنْهُ.
وَأَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ، أَنَّهُ سَمِعَ الْحَجَّاجَ يُحَدِّثُ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنِ الْوَلِيدِ، عَنْ عُمَرَ مِثْلَهُ". اهـ.
قلتُ: لو كان رواية مكحول عن واثلة ثابتة في هذا الحديث، فلم لم يخرجها هؤلاء الذين ذكرتهم وغيرهم من أصحاب الكتب المصنفة؟
جزاكم الله خيرا.