أريد الزواج ولم أجد عربية مسلمة


أبو البراء محمد بن عبدالمنعم آل عِلاوة


السؤال


الملخص: شاب يعيش في دولة أجنبية، يبحَث عن فتاة عربية مسلمة للزواج، لكنه لم يجد، ويسأل: ماذا يفعل؟ التفاصيل: بلغت الثلاثين من عُمري، ولديَّ عملٌ ومال، لكني لا أجد الزوجة المسلمة؛ ذلك أني أعيش في دولة أجنبية، ماذا أفعَل؟
الجواب
أولًا: مرحبًا بك أيها الأخ الفاضل، ونسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق والتيسير والسداد. ثانيًا: أما عن حكم الزواج من غير المسلمة، فيجوز بشرط أن تكون كتابية - أي: يهودية أو نصرانية - عفيفة مُحصَنة، لا ترتكب فاحشة الزنا؛ قال الشيخ ابن باز عندما سُئل عن حكم زواج المسلم من غير المسلمة: "يجوز للمسلم أن يتزوج الكافرة الكتابية المحصنة، وهي التي لا تُعرف بتعاطي الفواحش، هي الحرة العفيفة؛ كما قال الله جل وعلا في كتابه العظيم: ﴿ الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَات ُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَات ُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [المائدة: 5]. فالمُحصنات من أهل الكتاب هُنَّ الحرائر العفائف، فيجوز للمسلم أن ينكِح المحصنة من اليهود والنصارى، لكنَّ تركَها أَوْلَى، والأفضل الاكتفاء بالمسلمات؛ لأن نكاحها قد يجرُّ الزوج إلى دينها، وقد يجرُّ أولادها إلى النصرانية واليهودية؛ ولهذا كرَّه ذلك جَمْعٌ من الصحابة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وخافوا من ذلك، وإلا فهُنَّ حلال بنص القرآن الكريم، إذا كُنَّ محصناتٍ عفيفاتٍ معروفاتٍ بالبعد عن الفواحش، حرائرَ لا مملوكات - فإنه يتزوجها المسلم ولو كان قادرًا على مسلمة، لكن نكاحه للمسلمة أَولى وأفضل وأسلم، وأبعد عن الفتنة له ولأولاده".
ثالثًا: النصيحة لك أيها الأخ الفاضل: أن تبحث عن زوجة مسلمة ديِّنةٍ تقيَّةٍ تحفظُك في دينك وعرضك ومالك وأولادك؛ فارجِع إلى بلدك أو أي بلد مسلم، أو وَكِّل من أقاربك أو أصدقائك مَن يبحث لك عن الزوجة المسلمة الصالحة، فالأمر ليس صعبًا ولا مستحيلًا، ووسائل الاتصال الآن أصبحتْ كثيرة ومتوفرة، والزواج من الكتابيات فيه الكثير من المخاطر، ولا سيما في هذه الأزمان، فلا تأمَن على أولادك من الكفر ومِن رعايتهم عند الشقاق والخلاف بينكم. أما إذا كنت تعني أنك تجد المسلمة، لكنها ليست عربية كما هو واضح من عنوان رسالتك، فلا بأس من الزواج من المسلمة غير العربية، وننصحك أن تجتهد في الدعاء أن تُرزق الزوجة المسلمة الصالحة، والله أعلم، هذا، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.