لماذا تحارب دعوة الامام محمد بن عبد الوهاب؟ فالجواب: أن الدعوة إلى الحق لا توافق أهواء أكثر الناس، ولهذا ينصبون لها العداء، قال الله تعالى: وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ [يوسف:103]، وقال تعالى: أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً [الفرقان:44]. وقال تعالى: كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ [الذريات:52]. وفي صحيح البخاري أن ورقة بن نوفل قال للنبي صلى الله عليه وسلم: لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً.-----يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن- فى وصف حال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب وما تعرض له من الاخراج من العيينه والعداوة التى لاقاها-ونذكر شيئا من مبدإ دعوة شيخنا، رحمه الله، فنقول: شرح الله صدره للإسلام، وتبين له ما كان أكثر الناس عليه من الجهل بالتوحيد، وما وقعوا فيه من الشرك والتنديد.
دعا من كان حوله إلى تدبر كتاب الله تعالى، ومعرفة التوحيد الذي خلقوا له، وبعث الله به رسله، وأنزل به كتبه، وضمنه أشرف كتبه، وهو القرآن الذي أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم. وما وقع منهم من الاعتقاد في الطواغيت، وأرباب القبور والأشجار، والأحجار، هو الشرك الذي بعث الله رسله بإنكاره.
فصاحوا به منكرين لما دعاهم إليه، واستنجدوا بالملوك من كل جانب، حتى أخرجوه من بلده العيينة، فهاجر إلى الدرعية. فتلقاه شيخ البلد محمد بن سعود رحمه الله، هو وأولاده، وقرابته، وأعيان أهل بلده، فقابلوا دعوته بالقبول، وجدوا في نصرته على ضعفهم وقلتهم، وكثرة عدوهم.
واستصرخ أعداؤهم الملوك عليهم، فما زالوا يرمونهم بقوس العداوة، وحزبوا عليهم مرارا كثيرة من كل جهة، فأظهرهم الله على من عاداهم، على ضعفهم وقلتهم، وأوقع بأسه بكل من عاداهم ، وأهلكهم الله، وأباد خضراهم؛ وفي ذلك آيات لمن كان واعيا. ------------ويقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن بعدما ذكر بعض مواقف الصبروالثبات لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : "فهذه حال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وما لقوا من المشركين من شدة الأذى، فأين هذا من حال هؤلاء المفتونين الذين سارعوا إلى الباطل وأوضعوا فيه وأقبلوا وأدبروا وتوددوا وداهنوا وركنوا وعظموا ومدحوا؟ فكانوا أشبه بما قال الله تعالى: ( ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لأتوها وما تلبثوا بها إلا يسيراً ) [الأحزاب: 14]، نسأل الله تعالى الثبات على الإسلام، ونعوذ به من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، ومن المعلوم أن الذين أسلموا وآمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وبما جاء به لولا أنهم تبرؤوا من الشرك وأهله وبادروا المشركين بسب دينهم وعيب آلهتهم لما تصدوا لهم بأنواع الأذى..." أه. من الدرر - جزء الجهاد ص(124).---------------------------------------------والحق منصور وممتحن فلا *** تعجب فهذي سنة الرحمن
وبذاك يظهر حزبه من حربه *** ولأجل ذاك الناس طائفتان
ولأجل ذاك الحرب بين الرسل والـــ *** كفار مذ قام الورى سجلان
لكنما العقبى لأهل الحق إن *** فاتت هنا كانت لدى الديان
وإذا تكاثرت الخصوم وصيحوا *** فاثبت فصيحتهم كمثل دخان
يرقى إلى الأوج الرفيع وبعده *** يهوي إلى قعر الحضيض الداني
فاصدع بأمر الله لا تخشى الورى *** في الله واخشاه تفز بأمان