مرورك يؤلم قلبي
محمد أحمد الزاملي


الدموع تناجي حروف الكلمات من خلف الآهات:
اجْتمعي لعلَّ نِقاطك تَهْتدي لك، لعلَّها تجد المَرْسى؛ حتى يظهر جمال تعبيرك للقمر؛ ليُحرِّر ضيَّهمن سجن الأشجان، يُذهب ظلمة الليل البهيم؛ إذ سكونه تَعتصر منه النَّفس، تكاد الرُّوح تفرُّ هاربة، لا تُطيق مجاورة رَقْدة الطَّيْر المستوحشة من سكون أوراق الأشجار، التي تحنُّ للنَّسمات الرقيقة الغائبة منذ ميلاد جرحي أنا.
فِكري انتهى من مشوار قطرات الندى على أوراق الزهور؛ إذ ألْتَمس بنظري مشوار حزنها، تئنُّ من غياب نور الصباح، الذي كان يرتَسِم على حائطي قادمًا من تلك النافذة، التي كلما ناظَرتها، صَرَخ قلبي: عُدْ يا طَيْف الذكريات، مرورك يؤلِم قلبي، يُدمع عيني، يُسهر ليلي، يُغيِّب ابتساماتي، لا يُبقي طيفَ فرحٍ، يُحيي ذاك الجرح الذي يرافق موكبَ الجراح، التي تُرافق أيام العمر الحزين الحافل بالأتراح، الذي ما زال يحنُّ لليلة الهناء الحافلة بلحظات الرجاء إلى ربِّ السماء. ليلتي تَهنَأ بوقفتي بين يدي خالقي، حين تَنهمر الدموع ليس لها سدٌّ ولا حدودٌ؛ حيث تُثلج الصدر، وتُهَدِّئ القلب؛ لتَرْحَل عنه أوجاعُ الزمان.
يا حنَّان، يا منَّان، غيِّر لنا هذا الحال، واعْفُ عنَّا وارْحَمنا، فأنت بيدك راحتنا، وكلُّ ما نتمنَّى، والصلاة والسلام على نبي الهدى محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -.