قال الشيخ المعاصر عبدالله خضر حمد -وفقه الله- مؤلف تفسير الكفاية:


وتعددت الأقوال في الغرض من سؤال الملائكة، على وجوه:
أحدها: أن السؤال من الملائكة على وجه الاسترشاد عما لم يعلموا من ذلك. قاله الزجاج (3).
والثاني: أن سؤالهم على غير وجه الإنكار منهم على ربّهم، وإنما سألوه ليعلموا، وأخبروا عن أنفسهم أنهم يسبحون.
والثالث: أنه سألته الملائكة على وجه التعجب. قاله ابن جريج (4). قال الطبري: " وجه التعجب، فدعْوَى لا دلالة عليها في ظاهر التنزيل، ولا خبر بها من الحجة يقطعُ العذرَ" (5).
والراجح، إن ذلك منها "استخبار لربها، بمعنى: أعلمنا يا ربنا أجاعلٌ أنت في الأرض مَنْ هذه صفته، وتارك أن تجعل خلفاءَك منا، ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك - لا إنكارٌ منها لما أعلمها ربها أنه فاعل. وإن كانت قد استعظمتْ لما أخبرت بذلك، أن يكون لله خلقٌ يعصيه" (6).
------------
(2) أنظر: تفسير الطبري: 1/ 469 - 470.
(3) أنظر: معاني القرآن: 1/ 109.
(4) أنظر: تفسير الطبري (616): ص 1/ 469.
(5) تفسير الطبري: 1/ 471.
(6) تفسير الطبري: 1/ 470.


المصدر: الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية
عبدالله خضر حمد
رباط الكتاب:
https://app.mediafire.com/content/0fborxbtvdlkp


أو في موقع المشكاة:


https://www.almeshkat.net/book/13108

(منقول)