طيبة الطيبة
تامر إسماعيل محمد حميدي

وَكَمْ تَوَسَّطْتِ أَشْعَارِيْ وَلَوْحَاتِي
في النفس حرَّكَ أفراحي وآهاتِي
شِعْرِيْ وَحُبِّيْ وَأَشْوَاقِيْ شِرَاعَاتِ
لِكَيْ أُقَدِّمَ مَدْحِيْ باعْتِذَارَاتِي ْ
فَذَا مَقَامُكِ فِيْ أَعْلَى المَقَامَاتِ
دَاوَيْتِهَا لاَ تُدَاوَى بالعِلاَجَاتِ
فَفِيْ رُبَاكِ بَسَاتِيْنِي وَجَنَّاتِي
فِيْ هَذِهِ الأَرْضِ وارْوِي عَنْ حِكَايَاتِيْ
بِذِكْرِ (طَهَ) جَزِيْلاً بالكراماتِ
نَبْضُ الفُؤَادِ يُغَنَّى فِيْ مَسَرَّاتِ
فَلَسْتُ أَدْرِي: أَشَوْقِي زَارَ أَمْ ذَاتِيْ؟
لَكِ القُلُوْبُ وَعَادَتْ بالسَّعَادَاتِ
مِنْكِ الجَحَافِلُ تَمْحُو لِلْخُرَافَاتِ
فِيْ حِضْنِكِ الغَضِّ قَدْ حَقَّقْتُ غَايَاتِي
لِدَعْوَةِ الْحَقِّ فِيْ كُلِّ اتِّجَاهَاتِ
وَمَهْبِطُ الوَحْيِّ، مِشْكَاةُ الهِدَايَاتِ
حَتَّى لَقَدْ ذَابَ فِيْ نَبْضِي وَدَقَّاتِي
كَالشَّمْسِ قَدْ نَوَّرَتْ وَجْهَ السَّمَاوَاتِ
بِكُلِّ حُسْنٍ تَبَدَّى بالفُيُوْضَاتِ
خَيْرُ البَرِيَّةِ فِي حُبٍ وَمرْضَاةِ
بِفَنِّهَا الفذِّ بُلْدَانُ الحَضَارَاتِ
عَصْمَاءَ حَتَّى غَدَتْ أَرْضَ البُطُولاتِ
فِي أَرْضِهَا نَزَلَتْ خَيْرُ الرِّسَالاَتِ
وَهُمْ يَحُومُونَ فِيْهَا كَالفَرَاشَاتِ
أَنْفَاسُ (طَهَ) بِهَا أَزْكَى العُطورَاتِ
نَجْنِي رَحِيقَ الهُدَى مِنْ رَوْضِ