١- بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم والناس في جاهلية جهلاء، من مقالات يظنونها علما وهي جهل، وأعمال يحسبونها صلاحا وهي فساد.
٢- بعث الله النبي والناس في جاهلية جهلاء وغاية البارع منهم علما وعملا أن يحصل قليلا من العلم الموروث عن الأنبياء قد اشتبه عليهم حقه بباطله .
٣- وُسِم اليهود بالغضب وهم مقصرون عن الحق، وكفرهم أصله من جهة عدم العمل بعلمهم فهم يعلمون الحق ولا يتبعونه عملا أو لا قولا ولا عملا .
4-[كفر اليهود أصله عدم العمل بالعلم، وكفر النصارى أصله عملهم بلا علم]وجماع ذلك: أن كفر اليهود أصله من جهة عدم العمل بعلمهم، فهم يعلمون الحق ولا يتبعونه عملاً، أو لا قولاًً ولا عملاً. وكفر النصارى من جهة عملهم بلا علم فهم يجتهدون في أصناف العبادات بلا شريعة من الله، ويقولون على الله ما لا يعلمون. ٥- قال بعض السلف: إن من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود ومن فسد من عبّادنا ففيه شبه من النصارى
٦- أخبر عليه الصلاة والسلام أنه سيكون في أمته مضاهاة لليهود والنصارى، وهم أهل الكتاب، ومضاهاة لفارس والروم، وهم الأعاجم.
٧- علم بخبر الرسول الصدق أن في أمته قوم متمسكون بهديه الذي هو دين الإسلام محضا، وقوم منحرفون إلى شعبة من شعب اليهود، أو إلى شعبة من شعب النصارى
٨- لا يكفر الرجل بكل انحراف، بل وقد لا يفسق أيضا، بل قد يكون الانحراف كفرا، وقد يكون فسقا، وقد يكون معصية وقد يكون خطأ.
٩- الانحراف أمر تتقاضاه الطباع ويزينه الشيطان فلذلك أمر العبد بدوام دعاء الله سبحانه بالهداية إلى الاستقامةالتي لايهودية فيها ولانصرانية أصلا
١٠- مجانبة ومخالفة هدي الكفار من الكتابيين والأميين قاعدة عظيمة من قواعد الشريعة كثيرة الشعب وأصلا جامعا من أصولها كثير الفروع.
١١- قد عم التشبه بالكفار كثيرا من الناس حتى صاروا في نوع جاهلية . فنعوذ بالله من رين القلوب وهوى النفوس اللذين يصدان عن معرفة الحق واتباعه .
١٢- من وقر الإيمان في قلبه وخلص إليه حقيقة الإسلام وأنه دين الله الذي لا يقبل سواه؛ إذا نبه كانت حياة قلبه وصحة إيمانه توجب استيقاظه بأسرع تنبيه
١٣- قد يبتلى بعض المنتسبين إلى العلم وغيرهم بالحسد لمن هداه الله لعلم نافع أو عمل صالح وهو خلق مذموم مطلقا وفي هذا الموضع من أخلاق المغضوب عليهم
١٤- (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم ... الآية) ذم الله اليهود على ما حسدوا المؤمنين على الهدى والعلم
١٥- وصف الله المغضوب عليهم بأنهم يكتمون العلم تارة بخلا به وتارة اعتياضا عن إظهاره بالدنيا وتارة خوفا أن يحتج عليهم بما أظهروه منه .
١٦- ابتلي طوائف بكتم العلم إما بخلا وكراهة أن ينال غيرهم من الفضل مانالوه أو اعتياضا عنه برياسة أو مال ويخاف من إظهاره انتقاص رياسته أو نقص ماله
١٧- قد يكون طائفة قد خالف غيره في مسألة أو اعتزى إلى طائفة قد خولفت في مسألة فيكتم من العلم ما فيه حجة لمخالفه وإن لم يتيقن أن مخالفه مبطل
١٨- قال عبد الرحمن بن مهدي وغيره : أهل العلم يكتبون ما لهم وما عليهم وأهل الأهواء لا يكتبون إلا ما لهم.
١٩- يبتلى الكثير فلايقبلون من الدين لا فقها ولا رواية إلاما جاءت به طائفتهم؛ والإسلام يوجب اتباع الحق مطلقا من غير تعيين شخص أو طائفة غير الرسول
٢٠- وصف الله اليهود بتحريف الكلم عن مواضعه وبلوي ألسنتهم بالكتاب والتحريف فسر بتحريف التنزيل وبتحريف التأويل ؛وقد ابتليت بذلك طوائف من هذه الأمة
٢١- تحريف التأويل كثير جدا وقد ابتليت به طوائف من الأمة
كما وقع كثير من الناس في تحريف التنزيل فيحرفون ألفاظ الرسول ويروون أحاديث بروايات منكرة
٢٢- ربما تطاول بعض الناس إلى تحريف التنزيل وإن لم يمكنه ذلك كما قرأ بعضهم وكلم الله موسى تكليما
٢٣- تطاول البعض إلى السنة بما يظن أنه من عند الله كالوضع أو إقامة مايظن أنه حجة في الدين وليس بحجة وهذا نوع من أخلاق اليهود وذمها في النصوص كثير
٢٤- قال تعالى عن النصارى(يا أهل الكتاب لاتغلوا في دينكم ولاتقولوا على الله إلا الحق)(لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم) إلى غير ذلك
٢٥- وقع الغلو في الأنبياء والصالحين في طوائف من الضلال حتى خالط كثيرا منهم من مذاهب الحلول والاتحاد ما هو أقبح من قول النصارى أو مثله أو دونه
٢٦- (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم الآية) فسره النبي بأنهم أحلوا الحرام فأطاعوهم وحرموا عليهم الحلال فاتبعوهم .
٢٧- كثير من أتباع المتعبدة يطيع بعض المعظمين عنده في كل ما يأمره به وإن تضمن تحليل حرام أو تحريم حلال .
٢٨- قال سبحانه (قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا) فكان الضالون بل والمغضوب عليهم يبنون المساجد على قبور الأنبياء والصالحين .
٢٩- نهى النبي أمته عن بناء المساجد على قبور الأنبياء والصالحين في غير موضع حتى في وقت مفارقته الدنيا ثم إن هذا قد ابتلي به كثير من هذه الأمة .
٣٠- دخل من مشابهة فارس والروم في هذه الأمة من الآثار الرومية والفارسية قولا وعملا مالا خفاء فيه على مؤمن عليم بدين الإسلام وبما حدث فيه .
٣١- وقعت الأمة في أمور تضارع طريق المغضوب عليهم أو الضالين لتتبين الضرورة إلى هداية الصراط المستقيم وأن ينفتح لك باب إلى معرفة الانحراف لتحذره
٣٢- الصراط المستقيم هو أمور باطنة في القلب من اعتقادات وإرادات وغير ذلك وأمور ظاهرة من أقوال وأفعال قد تكون عبادات وقد تكون أيضا عادات.
٣٣- بين الباطن والظاهر ارتباط ومناسبة فإن ما يقوم بالقلب من الشعور والحال يوجب أمورا ظاهرة وما يقوم بالظاهر من الأعمال يوجب للقلب شعورا وأحوالا.
٣٤- بعث الله رسوله بالحكمة وهي سنته والشرعة التي شرعها وشرع أعمالا وأقوالا مما يباين سبيل المغضوب عليهم والضالين وأمر بمخالفتهم في الهدي الظاهر
٣٥- أُمرنا بالمخالفة في الظاهر وإن لم يظهر للكثير مفسدة ذلك لأمور منها أنها تورث تناسبا وتشاكلا يقود إلى الموافقة في الأخلاق والأعمال وهذا محسوس
٣٦- المخالفة في الهدى الظاهر توجب مباينة ومفارقة توجب الانقطاع عن موجبات الغضب وأسباب الضلال والانعطاف إلى أهل الهدى والرضوان.
٣٧- المخالفة في الهدي الظاهر توجب تحقق ما قطع الله من الموالاة بين جنده المفلحين وأعدائه الخاسرين
٣٨- كلما كان القلب أتم حياة وأعرف بالإسلام كان إحساسه بمفارقة اليهود والنصارى باطنا أو ظاهرا أتم وبعده عن أخلاقهم الموجودة في بعض المسلمين أشد
٣٩- مشاركة المغضوب عليهم والضالين في الهدي الظاهر توجب الاختلاط الظاهر حتى يرتفع التمييز ظاهرا بين المهديين المرضيين وبين المغضوب عليهم والضالين
٤٠- إن كان الهدي الظاهر من موجبات كفر المغضوب عليهم والضالين فإنه يكون شعبة من شعب الكفر فموافقتهم فيه موافقة في نوع من أنواع ضلالهم ومعاصيهم.
٤١- الأمر بموافقة قوم أو بمخالفتهم قد يكون لأن نفس قصد موافقتهم أو نفس موافقتهم مصلحة وكذلك نفس قصد مخالفتهم أو نفس مخالفتهم مصلحة.
٤٢- نحن ننتفع بنفس متابعتنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم والسابقين من المهاجرين والأنصار في أعمال لولا أنهم فعلوها لربما قد كان لا يكون لنا فيها مصلحة .
٤٣- نحن ننتفع بمتابعتن الرسول الله والمهاجرين والأنصار لما يورث ذلك من محبتهم وائتلاف قلوبنا بقلوبهم وإن كان ذلك يدعونا إلى موافقتهم في أمور أخرى
٤٤- قد نتضرر بموافقتنا الكافرين في أعمال لولا أنهم يفعلونها لم نتضرر بفعلها .
٤٥- قد يكون الأمربالموافقة والمخالفة لأن الفعل متضمن للمصلحة والمفسدة ولو لم يفعلوه فتكون موافقتهم دليلا على المفسدة ومخالفتهم دليلا على المصلحة
٤٦- الغالب اجتماع الحكمة من نفس الفعل الذي وافقناهم أو خالفناهم فيه ومن نفس مشاركتهم فيه وبهذا يعرف معنى النهي عن اتباعهم وموافقتهم مطلقا ومقيدا [ إنتقاه الاخ الفاضل ابو صالح]