السؤال:
السلام عليكم:
أمي سافرت مع أبي إلى دولة أخرى، ثم عادا إلى منزل جدتي، فوجدتْ أمي في حقيبتها التي سافرت بها أن بعض ملابسها سُرقت ووُضِعت مكانها ملابسُ أخرى، فقامت بحرْقها على الفور؛ لأنها خافت أن تكون سحرًا، أو أن ملابسها التي سُرقت قد أُخِذت لعمل سحرٍ عليها.
سؤالي: هل يُمكن عمل سحر على شيء من ملابسها، علمًا أنها كانت نظيفة حين سُرِقت؟ وإذا كان كذلك، هل يوجد ما يمكن فعله للوقاية؟ جزيتم خيرًا.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
أولًا: من الطرق التي يستعملها السحرة في أعمال السحر أخذُ أثرٍ من المسحور؛ كشَعْرٍ، أو أظفار، أو ثياب، أو دماء، ونحو ذلك، ثم يَعقِدون السحر على هذا الأثر، والثياب التي يقصدونها هي ما كان بها عَرَقٌ من الشخص الذي يريدون سحره؛ لأن العرق هو المقصود.
ثانيًا: هناك أمور لو التزم بها المسلم كانت له حصنًا من السحر؛ منها:
♦ المحافظة على الصلاة في وقتها.
♦ المحافظة على أذكار الصباح والمساء.
♦ قراءة آية الكرسي قبل النوم.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته، فقلت: لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث - فقال: إذا أويتَ إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطانٌ حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صَدَقَكَ وهو كذُوبٌ، ذاك شيطان)) [1].
♦ ومن ذلك قراءة خواتيم سورة البقرة في أول الليل.
فعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كَفَتاهُ)) [2].
♦ ومن ذلك قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين.
♦ وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عِدْلَ عشر رقاب، وكُتبت له مائة حسنة، ومُحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حِرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأتِ أحد بأفضلَ مما جاء به، إلا أحد عمل أكثر من ذلك)) [3]، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن في هذا الذكر حرزًا من الشيطان.
♦ كما يقوم المسلم بدعاء الله سبحانه وتعالى والالتجاء إليه دائمًا أن يُبعدَ عنه هذه الشرور.
ونسأل الله تعالى لنا ولكم العفو والعافية في الدنيا والآخرة.
--------------
[1] أخرجه البخاري، (2311).
[2] متفق عليه: أخرجه البخاري (4008)، ومسلم (807).


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/fatawa_counse...#ixzz66YUdzeiY