6241 - ( الخشوع في القلوب ، وأن تُلين كتفك للمرء المسلم ، وأنْ
لا تلتفت في صلاتك ) .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة:
موقوف ضعيف .

أخرجه ابن ا!لمبارك في "الزهد" (453/1148) قال : أخبرنا
عبد الرحمن المسعودي قال : أنبأني أبو سنان الشيباني عن رجل عن علي أنه سئل
عن قول الله عَزَّ وَجَلَّ : {الذين هم في صلاتهم خاشعون} ؛ قال : ... فذكره .
ومن طريق ابن المبارك أخرجه الحاكم (2/393) ، ومن طريقه البيهقي في
"السنن" (2/279) لكنهما سميا الرجل عبيد الله بن أبي رافع ، وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد" . ووافقه الذهبي!
كذا قالا ، وفيه علتان :
الأولى : اختلاط المسعودي ، وهو : عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله
ابن مسعود الكوفي ، قال الذهبي نفسه في "الميزان " :
"أحد الأئمة الكبار ، سيئ الحفظ ... وقال ابن القطان : اختلط حتى كان لا
يعقل ؛ فضعف حديثه ، وكان لا يتميز في الأغلب ما رواه قبل اختلاطه مما رواه بعد" .
وقال الحافظ :
"صدوق اختلط قبل موته ، وضابطه أن من سمع ببغداد فبعد الاختلاط " .
هذه هي العلة الأولى .والأخرى : اضطرابه في إسناده ، وهو ظاهر في الرواية الأولى : أنه لم يسم
الرجل ، بخلاف الأخرى ، فيحتمل أن يكون ذلك من شيخ الحاكم فيه الحسن بن
حليم المروزي ، ويحتمل أن يكون من المسعودي ، وكل محتمل .
أما الأول ، فلأن المروزي هذا ، وهو : الحسن بن محمد بن حليم ، هكذا سماه
الذهبي في ترجمته لشيخه أبي المُوجِّه في "سير أعلام النبلاء" (13/347) ، ذكره
في جملة الرواة عنه ، ولم يترجم له فيه ، ولا وجدته عند غيره ، فهو في حكم
المجهولين .
وأما الآخر فلما عرفت من اختلاط المسعودي . لكن يرجح الأول أمران :
الأول : أن ابن المبارك قد توبع على إسناده في "الزهد" من قبل خالد بن
عبد الله عن المسعودي ... به لم يسم الرجل .
أخرجه ابن جرير في "تفسيره " (18/3) بسند صحيح عنه ، أعني خالداً وهو :
الطحان الواسطي ، وهو ثقة من رجال الشيخين .
والآخر : أن المسعودي قد توبع على الوجه الأول ، فقال عبد الرزاق في "المصنف "
(2/255/3263) ؛ عن الثوري عن أبي سنان الشيباني عن رجل [عن علي] ... به .
وأخرجه ابن جرير : حدثنا الحسن قال : أخبرنا عبد الرزاق ... به . ومنه
استدركت الزيادة .
فيتلخص مما تقدم أن تسمية شيخ أبي سنان الشيباني بـ "عبيد الله بن أبي رافع " ؛
غير محفوظ ، فتكون العلة الأخرى هي جهالة هذا الشيخ . والله أعلم .
ثم إن الشطر الأول من الحديث "الخشوع في القلب " أخرجه ابن جرير
والبيهقي (2/280 - 281) بإسنادين صحيحين عن قتادة قوله . ولقد كان الباعث على تخريج هذا الحديث مع كونه غير مرفوع أنني رأيت
الحافظ قال في "الفتح ، (2/225) قال وقد ذكر الخلاف في تفسير الخشوع :
" ويدل على أنه من عمل القلب حديث علي : "الخشوع في القلب " أخرجه
الحاكم ، وأما حديث "لو خشع [قلب] هذا ؛ خشعت جوارحه " ففيه إشارة إلى أن
الظاهر عنوان الباطن " .
فظاهر قوله : "حديث علي ... " يشعر أن الحديث مرفوع عند الحاكم ويؤيده
قوله : لاوأما حديث : لو ... " فإن هذا قد روي مرفوعاً ، ولا يصح ، ولذلك كنت
خرجته قديماً في "الضعيفة ، (110) ، فدفعاً لهذا الظاهر ، وبياناً لكونه موقوفاً أولاً ،
وضعيفاً ثانياً ، كتبت هذا التحقيق . والله ولي التوفيق .