حب أصحاب رسول الله
عثمان قدري مكانسي


وحب صحابة المختـار ديـنٌ *** أدين بـه، وعنـوانُ النجابـة
فقـد كانـوا جنـوداً أوفيـاءً *** لدين الله، قـد رغبـوا ثوابـه
كتـاب الله يمدحهـم، ويثنـي *** رسولُ الله إذ جـدّوا الإجابـة
دعوا صحبي، فما منكم يوازي *** نصيفاً منهمُ، فهـمُ الصحابـة
هم الأحبابُ والأعـوان دومـاً *** ومن يكرَهْهُـمُ أودى صوابَـه
فمن يكـرهْ "أبا بكـر" تعـامى *** وخالط قلبَـَه الضـلُّ وشابـه
فمن بعد الرسـول سـواه طود *** لدين اللـه من وهـن أصابـه
فثبـّتَ ركنَـه بأسـاً وعـدلاً *** وجمّع شملَـه وحمى رحـابَـه
وخضّد شوكـة المرتـد قهـراً *** وكسّر سهْمه ولـَوى حِرابـه
وأرسـل جنده شـرقاً وغربـاً *** فأشرقـت العقيـدة مستطـابـة
وكان الحـق في يمنـاه يسعى *** وجال النصر يستهوي ركابـه
وذا الفاروق يمشي في خطـاهُ ***على التوحيـد قد أرسى جنابَـه
يمكّن رايـة الإسـلام فيهـم *** فعسّـل طعمـَه وحلا شـرابـَه
وأسس دولـة الإيمـان عشراً *** من الأعـوام تنمـو في صلابـة
فكـان العـدل سيرتـَه دوامـاً *** وكان الخيـر في صدق إهابـه
وكـانت مضرِبَ الأمثـال تحكي *** شواردَ إن ثـواباً أو عقابـه
فمـا يطـريـه إلا ذو فـؤاد *** ويقـليـه الحقـود أخو العِيابـة
ويسـتحيي رسـول الله إذمـا *** يرى عثمـان يقـدُم في رتـابـة
يقـول ملائـك الرحمـن منه *** لتستحيي، فيستعـفـي ثيـابَـه (1)
وزوّجـه ابنتيـه فكان صهراً *** كريـم الأصـل مَرضيّ القرابـة
وجهّـز غـزوة الإعسـار جـوداً *** لوجـه الله يرجـوه المثـابـة
وكـان المصطفى يثـني عليـه *** لنِعـْمَ الفضـلُ في يوم الإنابـة (2)
علـيٌّ والـد السـبطيـن حِـبّ *** لكـل المؤمنـيـن بلا خَـلابـة
لقـد آخـاه خيـر الرسـل لمّـا *** تآخى المسلمـون على صَبابـة
وكـان لـه كهـارونٍ لمـوسى *** وظلاً مثلـمـا تغـدو السحابـة
فيا أصحـاب خير الرسـل أنتـم *** أحبتـنا وفي الخلـق الذؤابـة
فمـن يقليـكـم زوراً وإفكـاً *** لـه النيـران تنـتظـر اقترابـه
فتصليـه على جمـر خلـوداً *** وبئـس الخلـد أن يحيـا عذابَـه
-------------
1- راجع مجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - والصديق والفاروق وعثمان
انظر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 9/84 بإسناد حسن
2- قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في عثمان حين جهز جيش العسرة (( ماضرّ عثمان ما فعل بعد اليوم ))