ترجمة الإمام الفقيه أبو بكر عبد الله بن الزبير بن عيسى الحميدي


اسمه ونسبه ونسبته وكنيته:

هو الإمام الحافظ المحدث الفقيه, أبو بكر عبد الله بن الزبير بن عيسى بن عبدالله بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبدالعزى الحميدي القرشي الأسدي المكي.

وقال الحافظ ابن حجر في نسبه: عبد الله بن الزبير بن عيسى بن عبيد الله بن أسامة بن عبد الله بن حميد ابن نصر بن الحارث بن أسد بن عبد العزى, وقيل في نسبه غير ذلك, ساق الزبير ابن بكار نسبه إلى عبد الله فقال ابن الزبير بن عبيد الله بن حميد وهذا هو الراجح.

والحميدي بضم الحاء المهملة وفتح الميم وسكون الياء المنقوطة وفي آخره دال مهملة، هذه النسبة إلى حميد, وهو جده حميد بن زهير بن الحارث.

والأسدي نسبة إلى أسد بن عبد العزى, فهو قرشي من بني أسد, رهط أم المؤمنين خديجة بنت خويلد وحواري الرسول الزبير بن العوام رضي الله عنهما.

نشأته العلمية ورحلاته:

لم تشر التراجم إلى سنة ولادته غير أنه ولد بمكة المكرمة ونشأ فيها وتتلمذ على حافظ عصره وإمام زمانه: سفيان بن عيينة, وكان أجل أصحابه حيث حفظ عنه عشرة آلاف حديث.

ثم إنه بعد ذلك لازم الإمام الشافعي ملازمة الظل, وصحبه في حله و ترحاله, فعنه روى وبه تفقه.

رحل مع الشافعي إلى مصر وبقي له مصاحبا حتى فارق الحياة سنة (204هـ), ثم عاد بعد موته إلى مكة حتى لقي الله عام (219هـ).



أشهر شيوخه:

للإمام الحميدي شيوخ كثر, أوصلهم المزي في تهذيب الكمال إلى ثلاث وعشرين شيخا, من أشهرهم:

أشهر تلاميذه:

وللإمام تلاميذ كثر, ذكر المزي منهم واحداً وعشرين نفساَ. من أشهرهم:

-الإمام محمد بن إسماعيل البخاري, وقد أخذ عنه الحديث والفقه.

-الإمام أبو زرعة الرازي

-الإمام أبو حاتم الرازي

-الإمام محمد بن يحيى الذهلي

-الإمام يعقوب بن شيبة

عقيدته:

ذكر الإمام الحميدي في آخر مسنده بابا يسمى بـ((أصول السنة)) فذكر فيه معتقده في القدر على مذهب أهل السنة, ثم ذكر تعريف الإيمان عندهم وهو قول وعمل يزيد وينقص, وترحمه على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم, وأن القرآن كلام الله, وإقراره بالرؤية بعد الموت, وإثبات صفة الاستواء لله على مراد الله, وإنكاره للخوارج, ثم بين معتقده فيمن ترك أركان الإسلام كلها وهو كافر عنده, وحكم من ترك الشهادة والصلاة والصوم فإنه لا يناظر, بخلاف من ترك الزكاة والحج.

فهذا كله يدلنا على أنه من أئمة أهل السنة والجماعة.

ويكفينا في هذا كونه تلميذا لسفيان بن عيينة والشافعي وشيخا للبخاري وأبي حاتم وأبي زرعة كلهم أئمة أهل السنة والجماعة بلا مدافعة.

الحميدي من أئمة الجرح والتعديل:

الإمام الحميدي مذكور ممن يتكلم في الرجال وإن لم يكن مكثرا فيه. ذكره السخـاوي في ((المتكلمون في الرجال)) بعد طبقة شيخه الشافعي

. ومما نقل عنه في الجرح والتعديل ما يلي:

قال البخاري: كان الحميدي يضعف محمد بن عبد الرحمن البيلماني مولى عمر

وقال في ترجمة زكريا بن منظور: سمعت الحميدي يتكلم فيه

وقال في ترجمة محمد بن سليمان بن مسمول المسمولي: كان الحميدي يتكلم فيه

قال ابن أبي حاتم: سمعت أبى يقول: سمعت الحميدى يقول: دمر على الحسن بن عمارة

مكانته ومنزلته عند العلماء:

لا شك أن الإمام الحميدي كان إماما ثقة ثبتا.

قال الإمام أحمد: الحميدي عندنا إمام.

وقال أبو حاتم: أثبت الناس في سفيان بن عيينة الحميدي ، وقال: ثقة إمام.

وقال السراج سمعت محمد بن إسماعيل يقول :الحميدى إمام فى الحديث.

وقال يعقوب بن سفيان حدثنا الحميدى وما لقيت أنصح للإسلام وأهله منه.

وقال محمد بن إسحاق المروزى سمعت إسحاق بن راهويه يقول الأئمة فى زماننا الشافعى والحميدى وأبو عبيد.

وقال ابن سعد: ثقة كثير الحديث

وقال ابن حبان: كان صاحب سنة وفضل ودين

. وقال الشافعي: ما رأيت صاحب بلغم أحفظ من الحميدى كان يحفظ لابن عيينة عشرة آلاف حديث.

مؤلفاته:

-كتاب ((الرد على النعمان)).

-كتاب ((التفسير)) رواهما عنه محمد بن عمير الطبري.

-كتاب ((الدلائل)).

-كتاب ((المسند)), وهو الذي وصلنا من مؤلفاته.

وفاته:

مات الحميدي بمكة في شهر ربيع الأول سنة تسع عشرة ومائتين, هكذا أرخه ابن سعد والبخاري. وقيل في سنة عشرين ومائتين.

مراجع الفقرة:

الجرح والتعديل 5/56؛ والثقات لابن حبان 8/341 وسياق النسب له , تهذيب التهذيب - (ج 5 / ص 189) , الأنساب للسمعاني - (ج 2 / ص 268), زاد ابن الأثير: وهو بطن من أسد بن عبد العزى بن قصي منهم عبد الله بن الزبير بن عيسى الحميدي (اللباب 1/392), تاريخ الإسلام للذهبي 15/213.
منقول