شكوى زوجة عقيم
أجاب عنها : أميمة الجابر

السؤال:
أنا ملتزمة ولله الحمد ومتزوجة من سنة تقريبا لم أنجب لمشكلة عندي لكن زوجي شديد العصبية وكثيرا يعيرني بالعقيمة ويجرحني بكلامه مرة يريد طلاقي ومرة يريد الزواج علي ويسيء معاملتي وأحسن إليه دوماً، وأحتسب ذلك عند الله، كذلك عندما يغضب يخلوا بنفسه ويشاهد العاريات في التليفزيون، ودائماً يقول إن أهم شيء للمرأة أن تنجب، من البداية وافقنا عليه لأنه يبدو ظاهره ملتزماً، وظاهره خلاف باطنه!!





الجواب:
أيتها الفاضلة إن السعادة والخير هما الأصل في الحياة الزوجية، لكن الشقاء والشرور هما عارضان قد يكونان بسبب جهل الزوجين أو بتخلف أدائهما للحقوق والواجبات أو أن ذلك قدر قدره الله عليك ومطلوب منك الرضا فليست الحياة كلها نعيم.
وأحب ابتداء أن أطمئنك، فإن مرور سنة على الزواج دون إنجاب لا يعد عقما مهما كانت الأسباب فلعل الله أن يرزقكما بطفل وأبشرك بأنني أعرف عشرات الزيجات مر عليهم سنين وبعدما قال الطبيب أنه لا أمل إذا بالله يأذن لهما بالإنجاب فأحسني الظن بربك وأكثري من دعائه فمن هؤلاء اللاتي قال الأطباء لها أنه لا أمل من إنجابها وثقت بربها وأحسنت الظن به ودعته كثيرا فأنجبت أربع ذكور.
ومن هؤلاء من أصيبت بالعقم لثمانية عشر عاماً ثم من الله عليها بالإنجاب، فحسن الظن بالله الكريم منهج قرآني وله أثر طبي إيجابي أيضا.
كذلك فأوصيك بكثرة الدعاء لله سبحانه فإنه سبحانه قريب مجيب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه.
كذلك فأوصيك بالتزام الاستغفار فالله تعالى يقول: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً} [نوح:10-12].
وعليك كذلك أن تعوضي زوجك بأشياء أخرى فاملئي بيتك بالابتسامات والورود، وحاولي أن تتقني فن الطبخ مثلا واصنعي له ما يحب من الأطعمة وحاولي أن تكثري من الابتسام وأن تملئي بيتك بالحياة واعلمي إن شاء الله أن الله سيكرمك بما تحبين.
وعليك كذلك ألا تغضب من زوجك إذا قال لك بعض الكلمات المؤثرة فاغفري له زلات لسانه عند الغضب وأن تمتصي غضبه إذا استطعت لئلا يفرح الشيطان بالتفريق بينكما.
وأما بخصوص خلوته بالتليفزيون فحاولي مساعدته بطرق غير مباشرة، فلا تصارحيه بما يفعل وأبدي له زينتك بطرق مختلفة ولا تملي من ذلك وأكثري من الدعاء له في صلاتك كي يهدي قلبه الله لفعل الخير ويبعده عن مداخل الشيطان واحذري من نصحه مباشرة باللسان بل النصح منك ليكن بالفعل فهو أقوى من القول وكذلك أنصحك بأن تقترحي عليه المشاركة في الطاعات كصيام أيام من الأسبوع أو قراءة ورد القرآن أو الصلاة في جوف الليل.
واعلمي أن لكل إنسان مهما كان أخطاء وزلات فليس علينا إلا العودة والتوبة إلى الله سبحانه وأن نعين الآخرين في ذلك السبيل.