تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: هل قال عمر لجابر رضي الله عنهما: أَوَ كُلَّمَا اشْتَهَيْتَ يَا جَابِرُ اشْتَرَيْتَ؟ أَمَا تَخَافُ هَذِهِ الْآيَةَ

  1. #1

    افتراضي هل قال عمر لجابر رضي الله عنهما: أَوَ كُلَّمَا اشْتَهَيْتَ يَا جَابِرُ اشْتَرَيْتَ؟ أَمَا تَخَافُ هَذِهِ الْآيَةَ

    ورد هذا من عدة طرق نذكرها منها:
    - حديث مالك بن أنس في الموطأ:
    من طريق الْقَعْنَبِيِّ، فِيمَا قَرَأَ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَدْرَكَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، وَمَعَهُ حَامِلُ لَحْمٍ، فَقَالَ: " مَا هَذَا؟ ".
    فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فُهْنَا إِلَى اللَّحْمِ، فَاشْتَرَيْتُ بِدِرْهَمٍ لَحْمًا فَقَالَ عُمَرُ: " أَمَا يُرِيدُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَطْوِيَ بَطْنَهُ لِجَارِهِ وَابْنِ عَمِّهِ، فَأَيْنَ يَذْهَبُ عَنْكُمْ هَذِهِ الْآيَةُ: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُ مْ بِهَا} [الأحقاف: 20] ". اهـ.
    أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (7/461) برواية القعنبي -واللفظ له-، وورد في موطأ مالك بروايتي يحيى بن يحيى الليثي [1680] بلفظ "عن جاره"، وأبي مصعب الزهري (2/11) بلفظ: "على جاره" واتفقا على لفظ: "حمال لحم".
    وذكره ابن عبد البر في الاستذكار (8/390) وتبعه بشاهد -كما سيأتي-، ثم قال البيهقي- بعدما روى الأثر-: " وَرُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، مُرْسَلًا، مَوْصُولًا ". اهـ.
    وهذا إسناد مرسل، وقد ضعف من أجل انقطاعه هذا الأثر الشيخ الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (2/75).
    - حديث عبد الله بن دينار:
    عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، رَأَى فِي يَدِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ دِرْهَمًا، فَقَالَ: «مَا هَذَا الدِّرْهَمُ؟» فَقَالَ: أُرِيدُ أَنْ أَشْتَرِيَ لِأَهْلِي بِدِرْهَمٍ لَحْمًا"، فَرَمَوْا إِلَيْهِ.
    فَقَالَ عُمَرُ: " أَكُلُّ مَا اشْتَهَيْتُمُ اشْتَرَيْتُمُوه َا مَا يُرِيدُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَطْوِيَ بَطْنَهُ لِابْنِ عَمِّهِ، وَجَارِهِ أَنْ تَذْهَبَ عَنْكُمْ هَذِهِ الْآيَةُ {أَذَهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُ مْ بِهَا} [الأحقاف: 20].
    أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (2/494) من طريق الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، رَأَى فِي يَدِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ دِرْهَمًا، فَقَالَ: «مَا هَذَا الدِّرْهَمُ؟» فَقَالَ: أُرِيدُ أَنْ أَشْتَرِيَ لِأَهْلِي بِدِرْهَمٍ لَحْمًا. فَرَمَوْا إِلَيْهِ فَقَالَ عُمَرُ: فذكره.
    وهذا أثر منكر سندًا ومتنًا، فيه القاسم بن عبد الله العمري "متروك الحديث" كذا قال الحافظ ابن حجر، وتبعه الذهبي فقال: "فيه القاسم واهٍ" وكذا قال ابن الملقن في البدر المنير (9/477)، المنذري في الترغيب والترهيب (4/208) فقال: "رواه الحاكم من رواية القاسم بن عبد الله بن عمر، وهو واهٍ، وأراه صححه مع هذا"، قلت: وإسناده ومتنه مخالفان لما سبق ففي المتن يبدو أن عمر كلم جابرًا رضي الله عنهما حينما لم يُشترَ بعدُ، وأما السند فهو مخالف لما ذكره البيهقي بوجود طريق ءاخر مرسل عن عبد الله بن دينار فلعله الأشبه ولكن لم أقفُ عليه.
    وسبب رؤية المنذري في تصحيح الحاكم له أنه قال في الحديث الذي قبله: "وَشَاهِدَهُ حَدِيثُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِنْ رِوَايَةِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيِّ". وفي الكلام يبين أن الحاكم لم يصححه كما قال الألباني قال: قلت: كلا لم يصححه، وإنما صحح أثراً آخر قبله ذكر هذا شاهداً له، وقال الذهبي: "القاسم واهٍ". ورواه البيهقي من طريق آخر مختصراً دون الآية. ومضى في "الصحيح (2/504)" ". اهـ، قلتُ -وسيأتي ذكره-.
    - حديث المعتمر بن سليمان التيمي:
    أخرجه ابن عبد البر معلقًا في الاستذكار (8/390) فقال: مَا ذَكَرَهُ سُنَيْدٌ قَالَ حَدَّثَنِي مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
    أَبْصَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَدْ عَلَّقَ لَحْمًا بِيَدِهِ فَقَالَ: "مَا هَذَا؟"
    قَالَ: قَرِمْنَا إِلَيْهِ قَالَ وَكُلَّمَا اشْتَهَى أَحَدُكُمْ شَيْئًا أَكَلَهُ أَلَا يَطْوِيَ بَطْنَهُ لِجَارِهِ وَضَيْفِهِ أَيْنَ تَذْهَبُ عَنْكُمْ هَذِهِ الْآيَةُ (أذهبتم طيبتكم فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُ مْ بِهَا) الْأَحْقَافِ (20).
    وهذا إسناد ضعيف مرسلٌ أيضًا، فيه سنيد بن داود قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب: "ضعف مع إمامته ومعرفته لكونه كان يلقن حجاج بن محمد شيخه". اهـ.
    - حديث سلمة بن دينار الأعرج:
    عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: لَقِيَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَقَدِ ابْتَعْتُ لَحْمًا بِدِرْهَمٍ فَقَالَ: " مَا هَذَا يَا جَابِرُ؟ " قُلْتُ: قِرْمُ أَهْلِي، فَابْتَعْتُ لَهُمْ لَحْمًا بِدِرْهَمٍ، فَجَعَلَ عُمَرُ يُرَدِّدُ قِرْمُ الْأَهْلِ حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنَّ الدِّرْهَمَ سَقَطَ مِنِّي وَلَمْ أَلْقَ عُمَرَ". اهـ.
    أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (7/462) من طريق سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: فذكره.
    وهذا إسناد به انقطاع، قال يحيى الوحاظي: «قلت لابن أبي حازم أسمع أبوك من أبي هريرة، قال من حدثك أن أبي سمع من أحد من الصحابة غير سهل بن سعد، فقد كذب». انظر السير للذهبي، وبقية رجاله ثقات.
    وقد حسنه لغيره موقوفًا الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2/504).
    - حديث الأعمش:
    قَالَ: مَرَّ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مُعَلِّقًا لَحْمًا عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا جَابِرُ؟» قَالَ: «هَذَا لَحْمٌ اشْتَرَيْتُهُ اشْتَهَيْتُهُ» قَالَ: "أَوَ كُلَّمَا اشْتَهَيْتَ شَيْئًا اشْتَرَيْتَهُ؟ أَمَا تَخْشَى أَنْ تَكُونَ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الْآيَةِ {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا} [الأحقاف: 20] ؟ ". اهـ، وفي لفظ ءاخر: "قَالَ: اشْتَرَيْتُهُ بِدِرْهَمٍ". اهـ.
    أخرجه أحمد في الزهد (ص: 102) -واللفظ له-، وابن أبي شيبة في مصنفه (5/140) قالا: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ: فذكره.
    وهذا إسناد مرسل، فيه من هو مبهم، وشُذَّ عنهما موصولًا أخرجه الواحدي في التفسير الوسيط (4/111) من طريق سَهْلِ بْنِ عُثْمَانَ، نا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: فذكره بنحو لفظ الإمام أحمد إلا أنه قال:
    فَقَالَ عُمَرُ: أَوَ كُلَّمَا اشْتَهَيْتَ يَا جَابِرُ اشْتَرَيْتَ؟ أَمَا تَخَافُ هَذِهِ الْآيَةَ يَا جَابِرُ {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا}. اهـ.
    وهذا إسناد حسن غريب، رجاله ثقات عدا سهل بن عثمان "أحد الحفاظ له غرائب" كذا قال الحافظ ابن حجر، وقال أبو حاتم الرازي: "صدوق"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو الشيخ الأصبهاني الذي روى هذا الحديث: "له غرائب كثيرة". اهـ.
    - حديث صالح بن كيسان:
    عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: لَقِيَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَمَعِي لَحْمٌ اشْتَرَيْتُهُ بِدِرْهَمٍ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اشْتَرَيْتُهُ لِلصِّبْيَانِ وَالنِّسَاءِ فَقَالَ عُمَرُ: لَا يَشْتَهِي أَحَدُكُمْ شَيْئًا إِلَّا وَقَعَ فِيهِ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: لَوْلَا يَطْوِي أَحَدُكُمْ بَطْنَهُ لِجَارِهِ وَابْنِ عَمِّهِ؟ ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ تَذْهَبُ -[719]- عَنْكُمْ هَذِهِ الْآيَةُ: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُ مْ بِهَا} [الأحقاف: 20] ؟.
    ووقع عند عبد بن حميد بلفظ: فَقَالَ يَا جَابر مَا هَذَا قلت: لحم اشْتَرَيْته بدرهم لنسوة عِنْدِي قرمن إِلَيْهِ فَقَالَ أما يَشْتَهِي أحدكُم شَيْئا إِلَّا صنعه أما يجد أحدكُم أَن يطوي بَطْنه لجاره وَابْن عَمه أَيْن تذْهب هَذِه الْآيَة {أَذهَبْتُم طَيِّبَاتكُمْ فِي حَيَاتكُم الدُّنْيَا} قَالَ فَمَا انفلتّ مِنْهُ حَتَّى كدت أَن لَا أنفلت". اهـ.

    أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الأثار (2/817)، وأبو داود في الزهد (ص: 78)، وعبد بن حميد بإفادة السيوطي في الدر المنثور (7/447) من طريق: ابْنِ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: فذكره.
    وهذا إسناد ضعيف، فيه عبد الله بن عمر بن حفص العمري العدوي "ضعيف عابد" كذا قال الحافظ ابن حجر.
    وتوبع ابن وهب من قبل زيد بن الحباب كما في الجوع (174) لابن أبي الدنيا قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عُمَرَ، "رَأَى فِي يَدَهُ لَحْمًا قَدِ اشْتَرَاهُ بِدِرْهَمٍ، فَعَلَاهُ بِالدِّرَّةِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا اشْتَرَيْتُهُ لِنَفْسِي، إِنَّمَا اشْتَهَى بَعْضُ أَهْلِي فَاشْتَرَيْتُهُ لَهُ، فَتَرَكَهُ". اهـ.
    وفي الإسناد صالح بن كيسان وهذا خطأ والصواب وهب بن كيسان كما بينت رواية ابن وهب، وهذا شاهد لرواية البيهقي في قول عمر: " مَا هَذَا يَا جَابِرُ؟ " قُلْتُ: قِرْمُ أَهْلِي، فَابْتَعْتُ لَهُمْ لَحْمًا بِدِرْهَمٍ، فَجَعَلَ عُمَرُ يُرَدِّدُ قِرْمُ الْأَهْلِ حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنَّ الدِّرْهَمَ سَقَطَ مِنِّي وَلَمْ أَلْقَ عُمَرَ". اهـ، فلعله تركه فذكر المعاتبة على المنبر كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم فأخرج أبو داود في سننه [4788] من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا بلَغَه عنِ الرَّجلِ الشيءُ لم يَقُلْ: ما بالُ فُلانٍ يَقولُ: كذا وكذا، ولكن يَقولُ: ما بالُ أقوامٍ يَقولونَ: كذا، وكذا ". اهـ، صححه الألباني وغيره، لذا تجد في رواية ابن عيينة ذكرت بصيغة الجمع.- حديث ابن عيينة:
    أخرجه عبد الزراق مرسلًا في تفسيره (3/196) فقَالَ: أرنا ابْنُ عُيَيْنَةَ , قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَذَهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ} [الأحقاف: 20] قَالَ: أَبْصَرَ عُمَرُ مَعَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ إِنْسَانًا يَحْمِلُ شَيْئًا , فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ: لَحْمٌ اشْتَرَيْتُهُ بِدِرْهَمٍ , فَقَالَ عُمَرُ: " مَا يَقْرَمُ أَحَدُكُمْ قَرْمَةً إِلَّا أَخْرَجَ دِرْهَمًا فَاشْتَرَى بِهِ لَحْمًا , أَمَا سَمِعْتُمُ اللَّهَ يَقُولُ: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا} [الأحقاف: 20]. اهـ.
    - ويشهد له: ما أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (7/97) فقال: سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ، أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ:
    قَدِمَ عَلَى عُمَرَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَرَأَى كَأَنَّهُمْ يَأْكُلُونَ تَعْذِيرًا، فَقَالَ: "مَا هَذَا يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ؟ لَوْ شِئْتُ أَنْ يُدَهْمَقَ لِي كَمَا يُدَهْمَقُ لَكُمْ لَفَعَلْتُ , وَلَكِنَّا نَسْتَبْقِي مِنْ دُنْيَانَا كَمَا نَجِدُهُ فِي آخِرَتِنَا , أَمَا سَمِعْتُمُ اللَّهَ قَالَ: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُ مْ بِهَا} [الأحقاف: 20]. اهـ.
    وهذا إسناد حسن، وبقية رجاله ثقات عدا أبو فروة وهو مسلم بن سالم الجهني "صدوق" كذا قال الحافظ ابن حجر.
    - ويشهد له: ما أخرجه البخاري في صحيحه من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال [في حديث طويل] فقال عمر رضي الله عنه:
    فَرَفَعْتُ بَصَرِي فِي بَيْتِهِ فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ فِي بَيْتِهِ [صلى الله عليه وسلم] شَيْئًا يَرُدُّ الْبَصَرَ غَيْرَ أَهَبَةٍ ثَلَاثَةٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ فَلْيُوَسِّعْ عَلَى أُمَّتِكَ، فَإِنَّ فَارِسَ وَالرُّومَ قَدْ وُسِّعَ عَلَيْهِمْ وَأُعْطُوا الدُّنْيَا وَهُمْ لَا يَعْبُدُونَ اللَّهَ، فَجَلَسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ مُتَّكِئًا، فَقَالَ: أَوَفِي هَذَا أَنْتَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، إِنَّ أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلُوا طَيِّبَاتِهِمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتَغْفِرْ لِي ". اهـ.


    والله أعلم.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هل قال عمر لجابر رضي الله عنهما: أَوَ كُلَّمَا اشْتَهَيْتَ يَا جَابِرُ اشْتَرَيْتَ؟ أَمَا تَخَافُ هَذِهِ الْآيَةَ

    جزاكم الله خيراً.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هل قال عمر لجابر رضي الله عنهما: أَوَ كُلَّمَا اشْتَهَيْتَ يَا جَابِرُ اشْتَرَيْتَ؟ أَمَا تَخَافُ هَذِهِ الْآيَةَ


  4. #4

    افتراضي رد: هل قال عمر لجابر رضي الله عنهما: أَوَ كُلَّمَا اشْتَهَيْتَ يَا جَابِرُ اشْتَرَيْتَ؟ أَمَا تَخَافُ هَذِهِ الْآيَةَ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيراً.
    وجزاكم آمين.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة
    وقال أحمد في الزهد (657) : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، حدثنا يونس ، عن الحسن قال : دخل عمر على ابنه عبد الله بن عمر وإذا عندهم لحم فقال : « ما هذا اللحم ؟ » فقال : « اشتهيته » قال : « أوكلما اشتهيت شيئا أكلته ؟ كفى بالمرء سرفا أن يأكل كلما اشتهاه ».
    وهو منقطع؛ الحسن لم يسمع من عمر ، فقد ولد لسنتين بقيتا من خلافته .
    أخرجه ابن أبي الدنيا في الجوع (1/123) فقال: حَدَّثَنِي سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ:
    دَخَلَ عُمَرُ عَلَى ابْنِهِ وَعِنْدَهُ لَحْمٌ غَرِيضٌ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» ، قَالَ: قَرِمْنَا إِلَى اللَّحْمِ فَاشْتَرَيْنَا مِنْهُ بِدِرْهَمٍ، قَالَ: «أَوْ كُلَّمَا اشْتَهَيْتَ اللَّحْمَ اشْتَرَيْتَهُ؟ كَفَى بِالْمَرْءِ سَرَفًا أَنْ يَأْكُلَ كُلَّمَا اشْتَهَى». اهـ.
    وقد أورده ابن أبي الدنيا بعنعنة هشيم فإنه يدلس، أخرجه في إصلاح المال (1/104) فقال: حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ , حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ , عَنْ عَوْفٍ , عَنِ الْحَسَنِ , قَالَ: فذكره، ولكن على كل حال فهو في الأصل منقطع.
    ويونس قد خالفه مبارك بن فضالة: أخرجه ابن المبارك في الزهد (1/26) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (44/300)، والمعافى بن عمران -واللفظ له- قالا: حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ دَخَلَ عَلَى ابْنِهِ عَاصِمٍ، وَإِذَا عِنْدَهُ لَحْمٌ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» قَالَ: قَرِمْنَا اللَّحْمَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: «أَوَ كُلَّمَا قَرِمْتَ إِلَى شَيْءٍ أَكَلْتَهُ كَفَى بِالْمَرْءِ شَرًّا أَنْ يَأْكُلَ مَا اشْتَهَى». اهـ.
    وهذا إسناد فيه مبارك بن فضالة يدلس أيضًا.
    وورد المتن الأخير من قول الحسن البصري: أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (8/726) فقال: حَدَّثَنَا أَبِي ثنا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا أَبِي ثنا رَجُلٌ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: "مِنَ الإِسْرَافِ أَنْ يَأْكُلَ الرَّجُلُ كُلَّمَا اشْتَهَى". اهـ، وجاء مرفوعًا عن أنس ولا يصح.
    وأخرج ابن أبي الدنيا في الجوع (ص: 147-175) فقال:
    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ قَالَ: دُعِيَ الْحَسَنُ إِلَى وَلِيمَةٍ، فَقُمْنَا مَعَهُ، فَطَعِمَ الْقَوْمُ وَطَعِمَ، وَدَعَا بِالْبَرَكَةِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُمْ قَدْ جَاؤُوا بِطَعَامِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: «لَيْسَ فِي الطَّعَامِ سَرِفٌ». اهـ.
    وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْبَصْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ الْحَسَنِ، §فَأُهْدِيَتْ إِلَيْهِ سَلَّةٌ مِنْ سُكَّرٍ، فَفَتَحَ السَّلَّةَ، فَلَمْ يَرَ سُكُّرًا كَانَ أَحْسَنَ مِنْهُ، فَدَفَعَهَا بِرِجْلِهِ: ثُمَّ قَالَ: «اهْضِمُوا» ، يَعْنِي كُلُوا". اهـ.
    قال الإمام أحمد في مسائله رواية ابنه أبي الفضل صالح (1/363) قلت: قَول الْحسن لَيْسَ فِي الطَّعَام إِسْرَاف قَالَ يَقُول إِن أَكثر مِنْهُ فَلَيْسَ فِيهِ إِسْرَاف ". اهـ.
    ورواية ابن أبي ليلى التي وردت فيما سبق لها متابعة: برواية أشبع أخرجها البلاذري في أنساب الأشراف (10/319) فقال: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَبَكْرُ بْنُ الْهَيْثَمِ قَالا: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بن همام، ثنا معمر عن قَتَادَةَ قَالَ:
    حَضَرَ طَعَامَ عُمَرَ قَوْمٌ وَفَدُوا إِلَيْهِ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَرَآهُمْ يَكْرَهُونَهُ، فَقَالَ لهم: كلوا فو الله لَوْ شِئْتُ لَكُنْتُ أَطْيَبَكُمْ طَعَامًا وَشَرَابًا، أَتَرَوْنِي أَغْبَى عَنْ طَيِّبِ الطَّعَامِ وَصِغَارِ الْمَعْزِ بِلُبَابِ الْبُرِّ، وَلَكِنِّي وَجَدْتُ اللَّهَ ذَمَّ قَوْمًا فَقَالَ: أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعم بها". اهـ.
    وأخرج الجصاص في أحكام القرآن (5/268) فقال: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الجرجاني قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ فِي قَوْلِهِ {أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْي}ا قَالَ:
    إنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: "لَوْ شِئْت أَنْ أُذْهِبَ طَيِّبَاتِي فِي حَيَاتِي لَأَمَرْت بِجَدْيٍ سَمِينٍ يُطْبَخُ بِاللَّبَنِ ". وَقَالَ: مَعْمَرٌ قَالَ: قَتَادَةُ قَالَ عُمَرُ: "لَوْ شِئْت أَنْ أَكُونَ أَطْيَبَكُمْ طَعَامًا وَأَلْيَنَكُمْ ثِيَابًا لَفَعَلْت وَلَكِنِّي أَسْتَبْقِي طَيِّبَاتِي ". اهـ.
    وأخرج ابن المبارك في الزهد (1/204) فقال: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ:
    قَدِمَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ وَفْدٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ مَعَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: فَكُنَّا نَدْخُلُ عَلَيْهِ، وَلَهُ كُلَّ يَوْمٍ خُبْزٌ يُلَتُّ، وَرُبَّمَا وَافَيْنَاهُ مَا دَوَّمَ بِسَمْنٍ، وَأَحْيَانًا بِزَيْتٍ، وَأَحْيَانًا بِاللَّبَنِ، وَرُبَّمَا وَافَقْنَا الْقَدَائِدَ الْيَابِسَةَ قَدْ دُقَّتْ، ثُمَّ أُغْلِيَ بِمَاءٍ، وَرُبَّمَا وَافَقْنَا اللَّحْمَ الْغَرِيضَ وَهُوَ قَلِيلٌ، فَقَالَ لَنَا يَوْمًا: " إِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ أَرَى تَعْذِيرَكُمْ، وَكَرَاهِيَّتَك ُمْ طَعَامِي، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَوْ شِئْتُ لَكُنْتُ أَطْيَبَكُمْ طَعَامًا، وَأَرَقَّكُمْ عَيْشًا، أَمَا وَاللَّهِ مَا أَجْهَلُ عَنْ كَرَاكِرَ وَأَسْنِمَةٍ، وَعَنْ صِلَاءٍ، وَعَنْ صَلَائِقَ، وَصِنَابٍ - قَالَ جَرِيرٌ: الصِّلَاءُ الشِّوَاءُ، وَالصِّنَابُ الْخَرْدَلُ، وَالصَّلَائِقُ الْخُبْزُ الرِّقَاقُ - وَلَكِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ تَعَالَى عَيَّرَ قَوْمًا بِأَمْرٍ فَعَلُوهُ، فَقَالَ: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُ مْ بِهَا} [الأحقاف: 20]، قَالَ: فَكَلَّمَنَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، فَقَالَ: لَوْ كَلَّمْتُمْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَفَرَضَ لَكُمْ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ طَعَامًا تَأْكُلُونَهُ، قَالَ: فَكَلَّمْنَاهُ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْأُمَرَاءِ، أَمَا تَرْضَوْنَ لِأَنْفُسِكُمْ مَا أَرْضَى لِنَفْسِي، قَالَ: فَقُلْنَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ الْمَدِينَةَ أَرْضٌ الْعَيْشُ بِهَا شَدِيدٌ، وَلَا نَرَى طَعَامَكَ يُغْشَى، وَلَا يُؤْكَلُ، وَإِنَّا بِأَرْضٍ ذَاتِ رِيفٍ، وَإِنَّ أَمِيرَنَا يُغْشَى، وَإِنَّ طَعَامَهُ يُؤْكَلُ، قَالَ: فَنَكَّسَ عُمَرُ سَاعَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: قَدْ فَرَضْتُ لَكُمْ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ شَاتَيْنِ، وَجَرِيبَيْنِ، فَإِذَا كَانَ بِالْغَدَاةِ فَضَعْ إِحْدَى الشَّاتَيْنِ عَلَى أَحَدِ الْجَرِيبَيْنِ، فَكُلْ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ، ثُمَّ ادْعُ بِشَرَابٍ فَاشْرَبْ - قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ: يَعْنِي الشَّرَابَ الْحَلَالَ - ثُمَّ اسْقِ الَّذِي عَنْ يَمِينِكَ، ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ، ثُمَّ قُمْ لِحَاجَتِكَ، فَإِذَا كَانَ بِالْعَشِيِّ فَضَعِ الشَّاةَ الْغَابِرَةَ عَلَى الْجَرِيبِ الْغَابِرِ، فَكُلْ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ، أَلَا وَأَشْبِعُوا النَّاسَ فِي بُيُوتِهِمْ، وَأَطْعِمُوا عِيَالَهُمْ، فَإِنَّ تَجْفِينَكُمْ لِلنَّاسِ لَا يُحْسِنُ أَخْلَاقَهُمْ، وَلَا يُشْبِعُ جَائِعَهُمْ، وَاللَّهِ مَعَ ذَلِكَ مَا أَظُنُّ رُسْتَاقًا يُؤْخَذُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ شَاتَانِ وَجَرِيبَانِ إِلَّا يُسْرِعُ ذَلِكَ فِي خَرَابِهِ ". اهـ.
    وأخرج ابن شبة في تاريخ المدينة (2/695) فقال: حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ قَالَ:
    كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُغَدِّينَا بِالْخَبْزِ وَالزَّيْتِ وَالْخَلِّ، وَالْخُبْزِ وَاللَّبَنِ، وَالْخُبْزِ وَالْقَدِيدِ، وَأَوَّلُ ذَلِكَ اللَّحْمُ الْغَرِيضُ، يَأْكُلُ وَكُنَّا نُعْذَرُ، وَكَانَ يَقُولُ: لَا تَنْخُلُوا الدَّقِيقَ فَكُلُّهُ طَعَامٌ، وَكَانَ يَقُولُ: مَا لَكُمْ لَا تَأْكُلُونَ؟ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّا نَرْجِعُ إِلَى طَعَامٍ أَلْيَنَ مِنْ طَعَامِكَ، قَالَ: يَا ابْنَ أَبِي الْعَاصِ، أَمَا تُرَانِي عَالِمًا أَنْ أَرْجِعَ إِلَى دَقِيقٍ يُنْخَلُ فِي خِرْقَةٍ فَيَخْرُجُ كَأَنَّهُ كَذَا وَكَذَا؟ أَمَا تَرَانِي عَالِمًا أَنْ أَعْمِدَ إِلَى عَنَاقٍ سَمِينَةٍ فَنُلْقِيَ عَنْهَا شَعَرَهَا فَتَخْرُجَ كَأَنَّهَا كَذَا وَكَذَا؟ أَمَا تَرَانِي عَالِمًا أَنْ أَعْمِدَ إِلَى صَاعٍ أَوْ صَاعَيْنِ مِنْ زَبِيبٍ فَأَجْعَلَهُ فِي سِقَاءٍ وَأَصُبَّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَاءَ فَيُصْبِحَ كَأَنَّهُ دَمُ الْغَزَّالِ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَحْسَنُ مَا يَبْعَثُ الْعَيْشَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: أَجَلْ، وَاللَّهِ لَوْلَا مَخَافَةُ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ حَسَنَاتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَشَارَكْتُكُمْ فِي لِينِ عَيْشِكُمْ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ ذَكَرَ قَوْمًا فَقَالَ: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا} [الأحقاف: 20] " .
    حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بِإِسْنَادِهِ وَقَالَ: فَكَانَ يَجِيءُ بِخُبْزٍ مُفْلَعٍ غَلِيظٍ، وَقَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «بَخٍ بَخٍ يَا ابْنَ أَبِي الْعَاصِ، أَمَا تُرَانِي. . . .؟». اهـ.
    وهذا إسناد حسن، صرح مبارك بن فضالة والحسن البصري كلاهما بالتحديث.
    وقد رواه أبو داود بعنعنتهما كما في الزهد (ص: 48) فقال: نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: نا مُبَارَكٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ أَبِي الْعَاصِي، قَالَ: فذكر نحوه، ولكن لا بأس طالما صرح بالتحديث من طريق ولو مرة.
    وأخرج ابن عبد البر بإسناد فيه جهالة البعض في الاستذكار (8/602) فقال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْرُوقٍ الْعَسَّالُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَيْرَوَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرُّوذِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عن نافع أن ابن عُمَرَ اشْتَكَى أَوِ اشْتَهَى عِنَبًا فَاشْتَرَى لَهُ عُنْقُودًا بِدِرْهَمٍ فَجَاءَ مِسْكِينٌ فَقَالَ أَعْطُوهُ إِيَّاهُ فَخَالَفَ إِنْسَانٌ فَاشْتَرَاهُ بِدِرْهَمٍ ثُمَّ جَاءَ بِهِ إلى بن عُمَرَ فَجَاءَ الْمِسْكِينُ يَسْأَلُ فَقَالَ أَعْطُوهُ إِيَّاهُ ثُمَّ خَالَفَ إِنْسَانٌ فَاشْتَرَاهُ بِدِرْهَمٍ ثُمَّ جَاءَ بِهِ فَأَرَادَ السَّائِلُ أَنْ يَرْجِعَ فَمُنِعَ وَلَوْ علم بن عُمَرَ أَنَّهُ ذَلِكَ الْعُنْقُودُ مَا ذَاقَهُ ". اهـ.
    والله أعلم.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •