العمل والإصلاح الاجتماعي
عمر بن محمد عمر عبدالرحمن


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده...وبعد...
أيها القارئ الكريم:
أمراض أمتنا الاجتماعية متعددة ومتنوعة وهي بلا شك أكثر من أن تعد وتحصى، لكن من أهم هذه الأمراض الاجتماعية وربما يكون أخطرها كثرة الأقوال وقلة الأعمال.. هذه حقيقة يلمسها القاصي والداني، وهي أن الأعمال لا تتناسب مع الأقوال بل وأن الأعمال أيضا دون المستوى المطلوب من حيث الجودة والإتقان والإخلاص! لقد كان النبي "- صلى الله عليه وسلم -" من أقل الناس كلامًا ولكنه كان أكثرهم عملًا، فقد كان إذا قال أوجز ولكن قوله كان فصل الخطاب، وكانت أقواله بالنسبة إلى أعماله - نسبيًا- يسيرة، إذ إن أعماله تفوق أقواله. إن إسلامنا يدعونا إلى العمل والبذل والعطاء، والمسلم بلا عمل شجرة بلا ثمر ترتوي من ماء الأرض دون أن تعطي أي شيء وهذا ليس من خلق المسلم ولا يحقق غرض إعمار الأرض، كما يريده الله - عز وجل -.
لقد حذرنا الله - سبحانه وتعالى - من القول بلا عمل فقال: (يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ. كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ) (الصف: 2-3).
إن المسلم إذا اقترن قوله بعمله تحول إلى طاقة وقوة بناء إيجابية تستطيع أن تقضي على معظم أمراضنا الاجتماعية، التي نعاني منها اليوم والتي أدت إلى تخلفنا في جميع مناحي الحياة وبتنا مستهلكين لإنتا