فيا لله كم لهذه "الوظيفة الإبليسية" من آثار مُوجِعة لاهلها إذ سلك غير سبيل المؤمنين.. من كل أبواب سوء القول قد أخذ بنصيب، فهو يقاسم القاذف، ويُقاسِم: البَهّات، والقتّات، والنَّمّام، والمغتاب، ويتصدّر الكذّابين الوضّاعين في أعزّ شيء يملكه المسلم: "عقيدته وعِرْضه".
وكم أورثت هذه التُّهَم الباطلة من أذى للمَكْلوم بها؛ من خفقة في الصدر، ودمعة في العين، وزفرات تَظَلُّم يرتجف منها بين يدي ربه في جوف الليل، لَهِجًا بكشفها، مادًّا يديه إلى مُغيث المظلومين، كاسر الظالمين
وفي عَصْرنا الحاضر يأخذُ الدور في هذه الفتنة دورته في مِسلاخ من المنتسبين إلى السنة، مُتَلَفِّعين بمِرْط ينسُبونه إلى السلفية –ظلمًا لها- فنصبوا أنفسهم لرمي الدعاة بالتُّهَم الفَاجِرَة، المبنية على الحُجَج الوَاهِيَة،
صَدَقَ الأئمةُ الهُدَاة: إنَّ رميَ العلماء بالنقائص، وتصنيفَهم البائس من البَيِّنات = زَنْدَقة مكشوفة.
لو سألتَ الجَرَّاح عن مُسْتَنَدِه وبَيِّنته على هذا التصنيف الذي يَصُكُّ به عِباد الله صكَّ الجَنْدَل = لأفلتَ يديه، يُقَلِّبُ كفّيه، مُتَلَعْثِمًا اليوم بما برع به لسانه بالأمس، ولوجدتَ نهاية ما لديه من بيّنات هي:
وساوس غامضة، وانفعالات متوتّرة، وحسدٌ قاطع، وتوظيفٌ لسوء الظن، والظنُّ أكذبُ الحديث، وبناءٌ على الزَّعْم، وبئسَ مَطِيّة الرجل زعموا.
فهذه النابتة تشيِّدُ الأحكامَ على هذه الأوهام المُنْهارة، والظنون المرجوحة، ومتى كانت أساسًا تُبنى عليه الأحكام؟!
ومِنْ آحادها السخيفة
-
فلانٌ يترحَّم على فلان، وهو من الفرقة الفلانية! فانظر كيف يتحجّرون رحمة الله، ويقعون في أقوام لعلهم قد حطّوا رحالهم في الجنة.