ترجمة الإمام الحافظ أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله ابن نُمَيْر


اسمه ونسبه وحِلْيته:

هو المحدث الحافظ الحجة الإمام، شيخ الإسلام، أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن نمير الـهَمْداني ثم الخارفي مولاهم الكوفي.

مولده:
ولد سنة نيف وستين ومئة.

نشأته:
نشأ - رحمه الله - في بيت علم وحديث وسنة؛ فقد كان أبوه من أهل السنة والحديث والأثر، وهذا من فضل الله عليه؛ فقد كانت الكوفة عُشَّ التشيع والرفض والإرجاء، فأنجاه الله من هاتيك البدع والضلالات، واعتنى به أبوه وعلَّمه وحدَّثه، ثم انطلق يتتبَّع الحديث ويجمعه، ويبحث عن أحوال الرجال، حتى غدا من أعلم أهل زمانه برُواة العلم بالكوفة، وصار مرجع أئمة هذا الفن؛ يسأله أحمد وابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة فمن دونهم.

شيوخه:
روى عن الجم الغفير والعدد الكثير، منهم: أبوه، وابن عيينة، وإسماعيل بن إبراهيم بن مِقْسَم، ووكيع بن الجراح، وإسحاق بن سليمان الرازي، وإسحاق بن منصور السلولي، وحفص بن غياث، وحفص بن عبد الرحمان الرؤاسي، وروح بن عبادة، وأبو أسامة، والفضل بن دُكين، ويزيد بن هارون.

تلاميذه:
روى عنه جمعٌ منهم: البخاري، ومسلم، وأبو حاتم، ويعقوب بن شيبة، ويعقوب بن سُفيان، وابن وضاح، وأبو زرعة، وبقي بن مخلد، وعلي بن الحسين بن الجُنيد، وأبو داود، وابن ماجه.

تصنيفه:
صنف - رحمه الله - كتابا في التاريخ، نوه به أبو الحسن الدارقطني في "المؤتلف والمختلف"، وأبو نصر ابن ماكولا في "الإكمال"، وأبو القاسم الرافعيّ في ديباجة "التدوين، بذكر أهل العلم بقزوين"، ونقل عنه أبو الفضل ابن حجر في مواضع من "الإصابة في تمييز الصحابة".

ثناء العلماء عليه:

قال أبو إسماعيل الترمذي: كان أحمد بن حنبل يُعَظِّم محمد بن عبد الله بن نمير تعظيمًا عجيبًا، ويقول: أيُّ فَتًى هو؟

وقال الإمام أحمد: محمد بن عبد الله بن نمير دُرَّةُ العراق.

ورُوي عن أحمد بن صالح المصري: ما رأيت بالعراق مثل أحمد بن حنبل ببغداد، ومحمد بن عبد الله بن نمير بالكوفة، جامعَيْن، لم أر بالعراق مثلهما ولا أجمع منهما للعقل والعلم والدين ولكل شيء.

وقال أحمد بن سنان الواسطي: ما رأيت من الكوفيين من أحداثهم رجلاً عندي أفضل من محمد بن عبد الله بن نمير، كان يصلي بنا الفرائض وأبوه يصلى خلفه؛ قدم علينا أيام يزيد.

يعني: ابن هارون.

وقال العجلي: كوفي ثقة، ويُعَدُّ من أصحاب الحديث.

وقال على بن الحسين بن الجُنيد: ما رأيت مثل محمد بن عبد الله بن نمير بالكوفة، كان رجلاً قد جمع العلم والفهم والسنة والزهد، كان يلبس في الشتاء الشاتي لُبادة، وفي الصيف يتزر، وكان فقيرا.

وقال أبو حاتم: ثقة يُحتج به.

وقال ابن وضاح: ثقة كثير الحديث عالم به حافظ له.

وقال الحسن بن سفيان: كان يُقال: ابن نمير ريحانة العراق.

وقال النسائي: ثقة مأمون.

وقال أبو يعلى: حديث ابن نمير يملأ الصدر والنحر، وحسبُك به، وكان سيد المسلمين، وابن نُمير بالكوفة - يعني: في الفضل - مثل عبيد الله بن معاذ بالبصرة.

وقال: لم يكن بالكوفة أحدٌ إلا يشرب النبيذ غير ابن إدريس الأودي، وهنّاد ... وابن أبي شيبة، وابن نُمَيْر الصغير.

وقال محمد بن عمر بن العلاء الصيرفي: حدثنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن نمير العبد الصالح.

وقال ابن قانع: ثقة ثبت.

وقال مسلمة بن القاسم: ثقة عالم بالحديث، أنبل من أبيه وأعلم.

وقال ابن حبان: كان من الحفاظ المتقنين، وأهل الورع في الدين.

وقال الخليلي: ثقةٌ متفقٌ عليه.

وقال ابن خلفون: إمام من أئمة الحديث بالكوفة، وكان فاضلا زاهدا.

وفاته:

وبعد عُمُر مبارك قضاه في نشر السنة ونصرها والذب عنها مات سنة 234، رحمه الله ورفع درجته في أعالي الجِنان.

مراجع الفقرة:

المعرفة والتاريخ 1/209، وتقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل ص320-328، والجرح والتعديل 7/307، والثقات 9/85، ومقدمة الكامل ص127، وأسامي من روى عنهم البخاري في جامعه الصحيح لابن عدي ص185-187، والمنتخب من الإرشاد للخليلي ص179، والمُعْلِم في أسامي شيوخ البخاري ومسلم لابن خلفون ص254-257، وتهذيب الكمال 6/390-391، ومختصر طبقات علماء الحديث 2/93-94، وتهذيب التهذيب 3/618-619.
منقول