على المسلم المتمسك بدينه ألا يفرط في مثل هذا العمل الطيب اليسير ليكتب له في صحيفة أعمال أجرا عظيما ، مما ورد في السنة النبوية من فضائل في مصافحة المسلم لأخيه المسلم


1-البشارة بالمغفرة عند مصافحة المسلم أخاه المسلم إذا لقيه،هل هناك أفضل من مغفرة الله تعالى لعباده؟
روى أبو داود عن البراء بن عازب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلمَينِ يلتقيان فيتصافحان، إلا غفَر لهما قبل أن يفترَّقا))؛ (حديث صحيح)؛ (صحيح أبي داود؛ للألباني، حديث 4343)


2- البشارة بتناثرالخطايا عند مصافحة المسلم أخاه المسلم إذا لقيه
روى الطبراني عن حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلَّم عليه، وأخذ بيده، فصافحه، تناثرتْ خطاياهما كما يتناثر ورقُ الشجر))؛ (حديث حسن)؛ (السلسلة الصحيحة؛ للألباني، جـ2، حديث 526)


3- أن المصافحة عمل الصحابة رضوان الله عليهم ، فأنت تمتتل لأمر صنعه النبي عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام ، ومن أدب النبي في المصافحة حديث أنس رضي الله عنه (مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَخَذَ بِيَدِهِ فَتَرَكَ يَدَهُ، حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَدَعُ يَدَهُ) رواه أبو داود.


مسائلتان في المصافحة :


1-مسألة (الأحاديث كلها تدل على أن السنة في المصافحة الأخذ باليد الواحدة أما المصافحة باليدين جميعا لادليل عليها)
الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1/22) في ذكره لفوائد بعض الأحاديث :
" الأخذ باليد الواحدة في المصافحة ، وقد جاء ذكرها في أحاديث كثيرة ، وعلى ما دل عليه هذا الحديث يدل اشتقاق هذه اللفظة في اللغة .
قلت : وفي بعض الأحاديث المشار إليها ما يفيد هذا المعنى أيضا ، كحديث حذيفة مرفوعا :
( إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه وأخذ بيده فصافحه تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر ) قال المنذري (3/270) : " رواه الطبراني في " الأوسط " ورواته لا أعلم فيهم مجروحا " قلت : وله شواهد يرقى بها إلى الصحة .
فهذه الأحاديث كلها تدل على أن السنة في المصافحة : الأخذ باليد الواحدة "
وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (24/125) :
" أما المصافحة باليدين جميعا فلا نعلم فيه شيئا ، ولكنه لا ينبغي ، فالأَوْلى أن يكون بواحدة




2-مسألة سنية المصافحة عن الافتراق
سلسلة الهدى والنور1/181 الشيخ الألباني - رحمه الله تعالى -
سئل عن صحة المصافحة عن الافتراق ؟
الشيخ= المصافحة عند الافتراق هي مستحبة وليست كا عند الملاقاة الأحاديث التي وردت في المصافحة عند اللقاء كثيرة وشهيرة إما عند المفارقة فقليلة وعزيزة جداً
وهناك حديث في عمل اليوم والليل لابن السني بإسناد ضعيف أنه عليه السلام أو بعض أصحابه ( لا أذكر الآن ).
كانوا إذا تفرقوا (صلوا على النبي صلى الله عليه وسلم وتصافحوا ) هذا من الأحاديث القليلة التي جاءت في المصافحة عند المفارقة ولقلتها نفرق بين المصافحة عند اللقاء فهي سنة وبين المصافحة عند الفراق فهي سنة مستحبة . اهـ
ومن كلام الشيخ في السلساة الصحيحة:
الفائدة الثالثة : أن المصافحة تشرع عند المفارقة أيضا و يؤيده عموم قوله صلى الله عليه وسلم " من تمام التحية المصافحة " و هو حديث جيد باعتبار طرقه و لعلنا نفرد له فصلا خاصا إن شاء الله تعالى ، ثم تتبعت طرقه ، فتبين لي أنها شديدة الضعف ، لا تصلح للاعتبار و تقوية الحديث بها ، ولذلك أوردته في " السلسلة الأخرى " ( 1288 ) . و وجه الاستدلال بل الاستشهاد به إنما يظهر باستحضار مشروعية السلام عند المفارقة أيضا لقوله صلى الله عليه وسلم : " إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم ، و إذا خرج فليسلم ، فليست الأولى بأحق من الأخرى " . رواه أبو داود و الترمذي و غيرهما بسند حسن . فقول بعضهم : إن المصافحة عند المفارقة بدعة مما لا وجه له ، نعم إن الواقف على الأحاديث الواردة في المصافحة عند الملاقاة يجدها أكثر و أقوى من الأحاديث الواردة في المصافحة عند المفارقة ، ومن كان فقيه النفس يستنتج من ذلك أن المصافحة الثانية ليست مشروعيتها كالأولى في الرتبة ، فالأولى سنة ، و الأخرى مستحبة ، و أما أنها بدعة فلا ، للدليل الذي ذكرنا . و أما المصافحة عقب الصلوات فبدعة لا شك فيها إلا أن تكون بين اثنين لم يكونا قد تلاقيا قبل ذلك فهي سنة كما علمت . اهـ