أضحت كثير من الأمور تُسمَّى بغير اسمها، وتصنف وتوضع في غير موضعها، وما تسميتها بغير اسمها إلا مسوغ يجعل المتلقِّي يقبلها، مستحسنًا إياها، غير معظمٍ لجرمها، لما تضفيه عليها تلك المسمياتُ " من طابعٍ لين يهون من فظاعتها .
فلما عجز أهلُ الباطلِ عن رد الحق لجأوا إلى المكرِ والخديعةِ والتلبيسِ على الناس بالألفاظ التي تنفر منها النفوس. ويتضح هذا جليا في قصص الأنبياء مع أقوامهم. فإنهم حين يعجزونَ عن رد الحق يسلون ألسنتهم فيسبونَ أنبياءهم ويصفونهم بأوصافٍ يتنزه عنها عامةُ الناس فكيف بالأنبياءِ الكرام. ومن ذلكَ وصفهم للنبي صلى الله عليه وسلم بالكاذبِ والساحرِ والشاعرِ والكاهنِ مع أنهم يعلمونَ علم اليقينِ برائته من هذه الاوصاف.
والنفوس مجبولةٌ على قبول الألفاظِ الطيبة ورفضِ الألفاظِ الخبيثة. والموفق كل الموفقِ من لا يلتفتُ إلى مجرد الألفاظِ وإنما إلى الحقائقِ أيضا لأنه ربما استعملت الألفاظ لمجرد الخديعةِ والتدليس. ورب باطل سيقَ مساقا حسنا من حيثُ التركيب يقبل ورب كلمة حق ذكرت في قالب ليس بحسن تُرَد. ولعدو الله إبليس قدمُ السبقُ في هذا الأمر. فإنه كان أول من استعملَ هذا المكر والخداع وتلقفه منه أولياؤه. وذلك لما خدع أبوينا آدم وحواء بذكر شجرة الخلد وملك لا يبلى. كما ذكر ابن القيم أن الشيطانَ خدعهما بأن سمى تلك الشجرة شجرة الخلد، فهذا أول المكرِ والكيدِ ومنه ورث أتباعه تسميةَ الأمور المحرمة بالأسماء التي تحب النفوس مسمياتها
وقد روى أبو داود وابن ماجه عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغر اسمها". -- صدق رسول الله(صلى الله عليه وسلم) و جاء هذا الزمان الذى يشرب فيه الناس الخمر ويسمونه بغير اسمه - يسمونه - مشروبات روحية وغيرها من الأسماء
يحللونه بتغيير اسمه ليظهر كأنه شىء غير ما حرمه الله عزوجل؛ زيفوا التاريخ بتغيير الأسماء؛ألبسوا على الناس فكرهم بتغيير الأسماء؛جعلوا الرويبضة يتكلم فى أمر الدين والدنيا بتغيير اسمه
بينما جعلوا حلال الله وفروضه تخلف ورجعيه وتطرف
سموا عباد القبور والمبتدعة من الصوفية - بالروحانيين اصحاب صفاء القلوب او المريدين محبى أولياء الله ؛بينما سموا من يدعون إلى توحيد الله فى العبادة بالوهابية
يسمون الأفكار والأراء الألحادية الكفرية بالأفكار الجريئة المتحررة؛بينما سموا المنهج الذى يدعو إلى العودة الى الكتاب والسنة بفهم السلف بالمنهج الرجعي المتخلف المتطرف.
يسمون أصحاب الأراء المنحرفة والمخرجة من الدين بأصحاب الفكر المستنير ؛بينما يسمون أصحاب العقيدة الصحيحة والمنهج النبوى بأصحاب الفكر الأصولى الرجعى.
سموا الحرب على الاسلام حرب ضد الأرهاب ونشر للديمقراطية والحرية؛بينما سموا الجهاد فى سبيل الله وإقامة شرع الله إرهاب.
سموا سفور المرأة تحرير للمرأة؛بينما سموا إقرار المرأة فى بيتها بالسجن وطاعتها لزوجها(السجان) ووصفوا لباسها بالاوصاف السيئة
سموا التعرى والسفور والفجور تقدم وحرية وانفتاح؛بينما سموا النقاب خيمة -- سموا عصورهم بالحديثة والمتقدمة وسموا عصور الاسلام بالعصور الوسطى المتخلفة
سموا الاختلاط ومزاحمة الرجل بالتعاون والمشاركة بين الجنسين لبناء المجتمع
سموا الحج بما فيه من أركان وثنية؛ بينما سموا عبادة القبور قربه لله.
سموا تنازل أهل السنة عن عقيدتهم تقريب بين السنة والشيعة وتوحيد للمسلمين ؛بينما سموا البراءة من الشرك بإنها دعوة لتفريق المسلمين .
سموا التزام الشباب تطرف وتخلف ؛بينما سموا التشبه بالغرب فى اللباس وغيره هو تقدم وانفتاح وحرية شخصية.----فأين الحرية اذن للمرأة المنتقبة--هى حرية للكفر فقط كما اشرنا الى ذلك فى مواضيع اخرى فى مجلس العقيدة والقضايا الفكرية المعاصرة
سموا الزنا حرية ؛سموا تعدد الصديقات حرية وتحرر من القيود الزوجية.--بينما منعوا من تعدد الزوجات وشنوا عليه الغارة
وصفوا الغناء الماجن بغذاء الروح.--بينما جعلوا القرآن فى المآتم والمعازى
سموا أفلام الفسوق والفجور بالفن.
سموا ربا البنوك بالمضاربات الجائزة.
سموا تعلم الرقص والغناء والموسيقى بالتربية الروحية والجسدية ؛بينما منعوا تعلم القرآن بحجة تطوير التعليم فحذفوا كثير من المناهج الاسلامية-- وجعلوا مدرس التربية فى صورة سيئة بينما يرسمون لمدرس اللغة الانجليزية الصورة المثالية المتحضرة ليغرس فى النقوس حب هذا وبغض هذا
سموا الرشوة هدية
سموا سب الله ورسوله وصحابة نبيه باسم حرية الرأى والفكر والتعبير.
سموا من أساء الأدب مع الله ورسوله وأنبيائه و انتقد القرآن وشكك فيه -- عميد الادب العربى او المفكر العالمى
إن جئت بالحق الصريح تقيمه
وصدعت فيه بسنة بيضاء لم يعرفوها قبل ذا من جهلهم
أو لم ترد بوصية الآباء قامت قيامتهم وروع جمعهم
ورأوك مبتدعا وذا إغواء أتريد تبديلا لدين شيوخنا
وطريقة العظماء والوجهاء ؟ ومتى عرفت هدي النبي ودينه ؟
بالأمس كنت فتى مع الجهلاء ! فإذا أقمت عليهم حجج الهدي
ودمغت باطلهم بدون خفاء قالوا هداك منفر ومشدد
وإذا به استمسكت أنت مرائي لما أتاهم بالهدي هذا الفتى
نفروا نفور الحمر والحمقاء واستهزأوا بسلوكه وبدينه
وعن الهدى فتنوه بالإيذاء وإذا رأوه يلين أو طمعوا بأن
يصغي لهم فتنوه بالإغراء فتن على درب الهدي تغري الفتي
وأضرهن لفتنة السراء فتضايقت أخلاقه من حاله -
كتضايق الإيمان في الأهواء
إن قلت قال الله قال رسوله همزوك همز المنكر المتغالى
أوقلت قال الصحابة والأولى تبع لهم فى القول والأعمال
أوقلت قال الشافعى وأحمد وأبوحنيفه و الإمام العالى
صدوا عن وحى الإله ودينه واحتالواعلى حرام بالإحلال
ياأمة لعبت بدين نبيها كتلاعب الصبيان فى الأوحال