لم يلتفت لذلك العديد من المنظمات الدولية إلا في القرن العشرين

حقوق الحيوان وحمايته في الشريعة الإسلامية

د. خالد محروس

يعيش العالم الآن وسط زخم كبير من المشكلات الدولية التي باتت تهدد البشرية بكوارث لا حصر لها وتنذر بمخاطر كبيرة لا يعلم مداها إلا الله عز وجل، ومن هذه المشكلات تلك التي تتعلق بالحيوان والأمراض الناجمة عن سوء تربيته ورعايته وتغذيته، فمن جنون البقر والحمى القلاعية والتسمم بالديوكسين وأنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير، يعيش الإنسان في قلق دائم خوفًا من أن تبطش به إحدى هذه الأمراض. وهذا يعود إلى الضغط الشديد الذي يمارسه الإنسان على الحيوان وعدم إعطائه حقوقه على الوجه الذي ينبغي أن يكون، لكي يشبع هو رغباته المستمرة من غذاء وملبس وغيرها عن طريق هذا الكائن الذي يعتبر شريك الإنسان فى الحياة على وجه الأرض.
يولي الإسلام مسألة الحقوق أهمية بالغة لأنها من الأمانات التي أمر الله سبحانه وتعالى أن تؤدى إلى أهلها، فللإسلام السبق في التنويه إلي ذلك وإقرار حقوق الحيوان منذ أكثر من أبعة عشر قرنًا، ولم يلتفت لذلك العديد من المنظمات الدولية إلا في القرن العشرين.
فلقد خلق الله تعالى الحيوان وجعله آية من آيات عظمته وبديع صنعه، وسخَّره للإنسان، ولم يُرِدْ بذلك أن يُهْدِرَ حقَّه، فكان له حظُّه في سكنى الأرض، والتنقُّل فيها، والتمتُّع بخيراتها، من ماء ومرعى وغيرها، كما قال تعالى: {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا. أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا. وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا. مَتَاعًا لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُم }
(النازعات: 30 – 33)، وقال تعالى: {كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ} (يونس: 24)، وهذا فضلًا عن حقوقه في معاملة الإنسان له، من إحسان وشفقة ورحمة.
فالإسلام ينظر إلى عالم الحيوان نظرة واقعيَّة ترتكز على أهميته في الحياة ونفعه للإنسان، وتعاونه معه في عمارة الكون واستمرار الحياة. ومن ثمَّ فقد حرَّم الإسلام تعذيب الحيوان، كما حرم الإسلام كذلك حبس الحيوان أو التضييق عليه، وأمر باستخدامه فيما خلق له، وعدم إرهاقه بالعمل، أو تحميله ما لا يطيق من الأثقال. وينصُّ القرآن على تكريم الحيوان، وبيان مكانته وأهمِّيَّته، وتحديد موقعه إلى جانب الإنسان، فيقول تعالى- مثلًا- بعد أنْ بيَّن قدرته سبحانه في خلق السموات والأرض، وقدرته في خلق الإنسان: {وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ. وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ. وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ. رَحِيمٌ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ} (الأنعام: 5 – 8).
وعلى هذا يمضي القرآن الكريم للتعريف بأهمِّيَّة الحيوان، وأنه جزء من الحياة التي نعيش فيها، ولا يمكن إغفاله أو إهماله، وقد استنبط الفقهاء والمفسِّرون من هذه الآيات أنَّ الحيوان شديد الارتباط بالإنسان، وثيق الصلة به، قريب الموقع منه، ومن هنا كان للحيوان على الإنسان حرمة وذمام. والحيوان من الكائنات الحية الأرضية المهمة، فهو الذي يحول النبات إلى بروتين حيواني في صور متعددة مثل اللحم والبيض واللبن والشعر والصوف والوبر والعظام والجلود ويحمل الأثقال ويحافظ على السلاسل الغذائية الأرضية البرية والبحرية.
وقد أعطى الله سبحانه وتعالى الحيوانات القدرة على رؤية ما لا يراه الإنسان، وسماع ما لا يسمعه الإنسان، لحكمة هو يعلمها سبحانه، فبعض الحيوانات ترى الملائكة وبعضها يرى الشياطين، بل إنها لتسمع أصوات المعذبين في قبورهم، بل وقبل ذلك وبعده تشفق الحيوانات وتخاف من يوم الجمعة لعلمها أن القيامة لا تقوم إلا يوم الجمعة. وقد أخرج الشيخان عن أبي هريرة "رضي الله عنه" قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" : «إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله، فإنها رأت ملكًا، وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان فإنه رأى شيطانًا»، وعن جابر "رضي الله عنه" أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال: «إذا سمعتم نباح الكلاب ونهيق الحمير بالليل فتعوذوا بالله منهن فإنهن يرين مالا ترون» (رواه الإمام أحمد وأبو داود). وقال عليه الصلاة والسلام: «إن الموتى ليعذبون في قبورهم حتى إن البهائم لتسمع أصواتهم» (رواه الطبراني). وعن أبي هريرة "رضي الله عنه" أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال: «لا تطلع الشمس ولا تغرب على أفضل من يوم الجمعة، وما من دابة إلا وهي تفزع من يوم الجمعة، إلا هذين الثقلين: الجن والإنس» (رواه ابن خزيمة وابن حبان)، وفي رواية أبي داود: «وما من دابة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة من حين تصبح حتى تطلع الشمس، شفقًا من الساعة إلا الإنس والجن».
والأكثر من ذلك أن هناك بعض الحيوانات التي أعطاها الله القدرة على القيام بالكثير من الأعمال التي لا يقوم بها كثير من البشر، ممن عطلوا عقولهم واتبعوا شهواتهم، ولم يمتثلوا ما أمروا به، ولم يتبعوا ما خلقوا من أجله، فهبطوا مع كل أسف إلى مستوى متدن من البهيمية ومن الحيوانية، فأصبحت حياتهم أكلًا وشربًا ولهوًا ولعبًا وسهرًا، وإتباعًا للغرائز، وانغماسًا في الرذائل، ففضّلت البهائم عليهم بتسبيحها وسجودها وخضوعها لربها، قال الله تعالى: {والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوىً لهم} ( محمد: 12) وقال تعالى: {ولقد ذرأنا لجهنم كثيرًا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون} (الأعراف: 179).
انظر إلى رجاحة عقل الهدهد، ذلك الطائر الصغير عندما رأى القوم يسجدون لغير الله، فأنكر ذلك الشرك فقال لسليمان عليه السلام مستنكرًا غواية الشيطان لهم: {وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون. ألاّ يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السموات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون. الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم} (النمل: 24-26).
والآن نلقي نظرة على بعض حقوق الحيوان في الإسلام، لندرك أن هذه الشريعة قد حفظت حقوق الحيوانات من قبل أن يتطرق إليها الإنسان:
أولًا: الإحسان إليه حتى حال ذبحه، فعن شداد بن أوس "رضي الله عنه" ، عن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال «إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته» (رواه مسلم).
ثانيًا: حرمة دم الحيوان، فدم الحيوان مصان إلا ما أحل الله ذبحه لأكله أو قتله لأذيته، فإنه من الإتلاف المحظور والمنكر شرعًا: قتل الحيوانات التي لا تؤذي لغير غرض أو مصلحة مقصودة، فقد روي عن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" أنه قال: «من قتل عصفورًا عبثًا عج (صاح) إلى الله يوم القيامة، يقول: يارب، إن فلانًا قتلني عبثًا، ولم يقتلني لمنفعة». وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز قتل الفواسق الخمس وهي: الفأرة، العقرب، الحدأة، الغراب، الكلب العقور.
ثالثًا: لا يجوز تعذيب الحيوان، فقد أخرج الشيخان عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أنه مر بفتيان من قريش قد نصبوا طيرًا وهم يرمونه، وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، فقال ابن عمر: من فعل هذا؟ لعن الله من فعل هذا، إن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" لعن من اتخذ شيئًا فيه الروح غرضًا. وهنا نذكر أنه لا يخفى علينا جميعا ما تفتق عنه فكر الإنسان المعاصر، من تقليعات شاذة من مثل التلذذ بمشاهدة مصارعة الثيران أو مصارعة الديكة، ومثله أكلة دماغ القردة في الفلبين، أو ما يقدم في بعض مطاعم اليابان من السمك المقلي أو المشوي وهو لا يزال يتقلب حيًا.
رابعًا: يحرم حبس الحيوان والتضييق عليه، ففي الصحيحين أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها، لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض. وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى وجوب الإنفاق على البهائم المملوكة وذلك بأن يعلفها مالكها ويسقيها، وإن لم تكتف بالمرعى وجب عليه إضافة ما يكفيها من العلف والماء، كما ذهب جمهور الفقهاء إلى أن مداواة البهائم وعلاجها من الأمور المطلوبة شرعًا لأن ذلك يعد من باب الرحمة بالحيوان ومن حفظ المال.
خامسًا: عدم إرهاقه في العمل، فهذا حق للحيوان سوف تحاسب عنه يوم القيامة إذا حملته ما لا يطيق، تأمل معي قصة الجمل الذي اشتكى ما يلاقيه من تعب وجوع إلى المبعوث رحمة للعالمين صلوات ربي وسلامه عليه، فعن عبدالله بن جعفر رضي الله عنهما قال: أردفني رسول الله "صلى الله عليه وسلم" ذات يوم خلفه فأسّر إليّ حديثًا لا أخبر به أحدًا أبدًا، وكان رسول الله "صلى الله عليه وسلم" أحب ما استتر به في حاجته هدف أو حائش نخل، فدخل يومًا حائطًا من حيطان الأنصار فإذا جمل قد أتاه، فجرجر وذرفت عيناه فمسح رسول الله "صلى الله عليه وسلم" سراته وذفراه (ذفري البعير: أصل أذنه)، وهو الموضع الذي تعرق منه الإبل خلف الأذن - فسكن فقال: «من صاحب الجمل؟» فجاء فتىً من الأنصار فقال: هو لي يا رسول الله، فقال: «أما تتقي الله في هذه البهيمة التي ملككها الله! إنه اشتكى إليّ أنك تجيعه وتدئبه – أي تتعبه». (صححه الألباني).
وقد شدد الفقهاء على ضرورة الرفق بالدواب في السير والركوب والحمل، وعدم جواز تحميل الحيوان ما لا يطيق، استدلالًا بما رواه سهل بن الحنظلية "رضي الله عنه" حيث قال: «مر رسول الله "صلى الله عليه وسلم" ببعير قد لحق ظهره ببطنه فقال: «اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة، فاركبوها صالحة وكلوها صالحة» (صححه الألباني). وقد ذكر فقهاء الشافعية أنه يحرم الاستقصاء في حلب البهيمة، إذا كان ذلك يضر بها لقلة العلف، وأنه يستحب ألا يستقصي الحالب في الحلب وأن يترك في الضرع شيئًا.
سادسًا: استخدامه فيما خلق له، وعدم استخدامه في غير ما سخّر له، وفي الصحيح أن رجلًا كان يسوق بقرةً قد حمل عليها، فالتفتت إليه البقرة فقالت: إني لم أخلق لهذا، ولكني إنما خلقت للحرث، فقال الناس: سبحان الله، أبقرة تكلّم؟ فقال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" : «وإني أومن به وأبوبكر وعمر».
سابعًا: احترام مشاعر الحيوان، نعم احترام مشاعره، فقد نهى النبي "صلى الله عليه وسلم" أن يحد السكين بحضرة الحيوان الذي يذبح، فمرة مر على رجل واضع رجله على صفحة شاة وهو يحد شفرته وهي تلحظ إليه ببصرها، فقال: «أفلا قبل هذا! أتريد أن تميتها موتتين؟» (رواه الطبراني وغيره). بل إن الإسلام راعى حق الأمومة عند الحيوان، فعن ابن مسعود "رضي الله عنه" قال: كنّا مع رسول الله "صلى الله عليه وسلم" في سفر، فانطلق لحاجته، فرأينا حمرةً معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة فجعلت تعرّش، فجاء النبي "صلى الله عليه وسلم" فقال :»من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها».
الحكم الشرعي المتعلق بالهندسة الوراثية في الحيوانات
تعرف الهندسة الوراثية على أنها مجموعة وسائل تهدف إلى إجراء تبديل أو تعديل أو إضافة انتقائية للمادة الوراثية، وهي أيضًا القدرة على إجراء عمليات التحكم بالصفات الوراثية للكائن الحي.
وقد قرر مجمع البحوث الإسلامية المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي: أنه يجوز شرعًا الأخذ بتقنيات الهندسة الوراثية في مجال الحيوان، في حدود الضوابط الشرعية، بما يحقق المصالح ودرء المفاسد. فإذا كانت عمليات الهندسة الوراثية في الحيوانات تهدف إلى زيادة النسل وتكثيره وتحسينه ومن أجل إنتاج أنواع محسنة خالية من الأمراض، أو كان من أجل الحصول على الأدوية وغيرها من المصالح التي تفيد البشر، فالأصل الشرعي هنا هو الجواز والإباحة والندب والاستحباب.
وقد انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة استخدام بعض الإضافات إلى أعلاف الحيوانات والدواجـن بغرض التسمين وزيادة الإنتاج ومواجهة الاحتياجات المتزايدة للبشر من اللحوم والبيض والألبان وغيرها من المنتجات الحيوانية، ومن هذه المواد استخدام روث الطيور والدم المجفف وبقايا الخبز العفن وإضافة الهرمونات والمضادات الحيوية للتعجيل بنمو الحيوانات والتي تؤثر بشكل غير مباشر على الإنسان وعلى صحته نتيجة لتراكم آثارها وما ينتج عنها من أمراض مزمنة خطيرة، ويحرم بعض العلماء إضافة هذه المواد الضارة لأنها نوع من الفساد في الأرض ولون من ألوان الضرر بالناس. ولكن ليس هناك حرج في إضافة المواد التي لا تؤدي إلى أضرار أو أخطار على صحة الإنسان.
وبعد: فهذه بعض حقوق الحيوان في الإسلام، ولقد أدرك الرعيل الأول من سلف هذه الأمة حقوق الحيوان وحرمتها وأنها مسؤولية وأمانة، ولذا لمّا ولاهم الله حقوق الإنسان رعوها حق رعايتها، تأمل في كلام عمر بن الخطاب "رضي الله عنه" عندما قال: لو أن بغلة في العراق تعثرت لخشيت أن يسألني الله عنها لمَ لمْ أسو لها الطريق. (عمر يخشى المحاسبة أمام الله عز وجل يوم القيامة لعدم تسوية الطريق لبغلة، وأين في العراق وليست عنده، لذلك لمّا تولى أمثال عمر الخلافة لم يحتاجوا إلى إنشاء منظمات لحفظ حقوق الإنسان لأن كرامة الإنسان محفوظة ابتداءً عندهم، ولم يحتاجوا إلى أن يتبجحوا في وسائل إعلامهم أنهم قد أعطوا الإنسان كامل حقوقه).
وأبوهريرة نفسه "رضي الله عنه" ما سمي كذلك إلا لحفاوته بهرة صغيرة كان يحملها في كمه وقد قال له النبي "صلى الله عليه وسلم" : «يا أبا هر».
قسم الدواجـن، كلية الزراعة، جامعة الزقازيق، مصر.

الرعيل الأول أدرك حقوق الحيوان وحرمتها وأنها مسؤولية وأمانة


المراجع
1ـ القرآن الكريم.
2ـ د. محمد عبدالسلام أبوخزيم، المحافظة على البيئة في منظور الإسلام. سلسلة قضايا إسلامية، العدد (184)، تصدر عن المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وزارة الأوقاف، مصر.
3ـ شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت).