هذي هي الحرية الحمراء
محمد ماجد الخطاب

أمّا عُلاكَ.... فدونها العلياءُ *** ترنو لنور جبينك الجوزاءُ


يا أجمل الأطفال... قد أوليتنا *** شرفاً.. يودّ مناله الشرفاء


يا أجمل الأطفال.. لستُ بشاعر ٍ *** لكن بحبك كلنا شعراء


أبكيتَ أهل الأرض.. بل أهل السما *** حتى الذين عيونهم عمياء


يا أيها المهدي جئتَ متمماً *** في المجد.. ما قد سطر القدماء


وحّد ت نبض العرب.. قلباً واحداً *** ما فيه أحقاد ٌ.. ولا بغضاء


وجمعت باسمك كل حر ٍ عاشق *** للقد س.. فاتحد ت بك الآراء


وجعلت هامات الجبابر تنحني *** قدراً.. إذ ا ما يذ كر الشهداء


يا أيها المهد ي ها قد جئتنا *** والأمة الحيرى بها إعياء


أقبلتَ من رحم العروبة صيحة ً *** في ليلنا الدامي.. لها أصداء


أقبلت من رحم القضية عاشقاً *** قمراً تضاء بنورك الظلماء


من ساحة ٍ هي في انتظار ٍ دائم ٍ *** كي يلتقيك الأهل والرفقاء


من حضن أم ٍ لم تزل في لهفة ٍ *** من والد ٍ.. قد هدّ ه الإغماء


من د فتر ٍ فيه فلسطين التي *** ظلت كوجهك.. وجهها معطاء


علمْتَنا أن لا نضيع حقوقنا *** مهما رأى في ذ لك السفهاء


علمتنا أن الفداء شعارنا *** وهو الذي شهد ت به الشهداء


علمتنا أن الأخوة ديننا *** وهو الذي شهد ت به الأرجاء


علمتنا أن السلام مزيفٌ *** حين السلام تسيل منه د ماء


ما أتعس السلم المذل لأمة *** تاريخها ما عابه استجداء


ما أتعس العقل الذي يخشى الوغى *** ويقول: نحن أمامهم ضعفاء


إن الحجارة قد تفوق مهارة ً *** آلات مَنْ في أصلهم جُبناء


يا أيها النعش المسافر في المد ى *** تمشي وراءك أمةٌ عرباء


حطمت حاجز عجزنا وخوائنا *** أيكون بعد ك في النفوس خواء؟!!


كل الدروب الحالكات أنرتها *** حتى كأنك فجرنا الو ضاء


هذا هو الزحف العظيم ونبعه *** متدفقٌ.. ما جفّ منه الماء


كم من عروبة قد سنا وإبائها *** رُويتْ نفوس للإباء ظماء


فالصبح يشرق من فلسطين التي *** أبداً إليها ينتمي العظماء


يا قد س وجهك صار أبهى طلعة ً *** في وصفه يتسابق البلغاء


في موكب الطفل الشهيد تعانقت *** أرضٌ تموج بحبه وسماء


(طفل إليه المجد أسند أمره *** ليد ير وجه المجد كيف يشاء)


يا مانح الألقاب بالدم وهجها *** لك خير ألقاب العلا أسماء


أعطيت للقد س الشريف مكارماً *** تسمو على ما يدّ عي الكرماء


فبكل شبر ٍ من ثرانا غرسة *** من طهر روحك والحياة فداء


نبهت من سكن الرقاد عيونهم *** واستيقظت من نومها الزعماء


الغاصبون استفحلوا في غيّهم *** لم يبق فيهم ذمة وحياء


قتلوا الطهارة والنقاء بحقد هم *** وكأن ما يجري هناك بلاء


قتلوا البراءة والطفولة والسنا *** لا غرو.... ذ ا ما يفعل الدخلاء


لم يرحموا طفلاً ولا شيخاً وهى *** فالكل في عرف الطغاة سواء


لم يتركوا زرعاً ولا شجراً.. ولا *** ورداً.. فطبع المجرم الإيذاء


وهناك صودرت الحياة جميعها *** في عالم ٍ قلبت به الأشياء


الله أكبر.. هل رأيت مخاضنا *** أرأيت ما جاءت به الأنباء


أرأيت سيل الثائرين وعشقهم *** للموت.. كي تحيا الذرى الشماء


أرأيت أولى القبلتين وزهوه *** وكأنه المراج والإسراء


سيجيء وعد الله بالنصر الذي *** نامت على حلم ٍ به الآباء


وسيدرك الأعداء أنا أمة *** من طهرها يتزلزل الأعداء


ونعود نحمل للوجود رسالة *** ناد ى بها الرسل الكرام وجاؤوا


يا أيها الطفل الذي أعطيتنا *** في الموت.. ملم يعطه الأحياء


يا أيها الطفل الذي علمتنا *** في لحظة ما يجهل العلماء


يا أيها الطفل الذي أرشدتنا *** للدرب.. لما أخطأ الحكماء


يا رمز كل الصامدين وبوحهم *** حدّ ث... فإن ضميرنا إصغاء


قل ما تشاء فأنت مثل صلاتنا *** وحديث طهرك سجد ة ودعاء


لم يقتلوك وإنما قتلوا بنا *** وهم التسامح.. فالسلام هراء


لم يقتلوك وإنما أحيوا بنا *** حقاً.. سنمضي نحوه خلصاء


مشت الجموع ولن تضل طريقها *** هذي هي الحرية الحمراء